تقارير وملفات إضافية

نظرية «الرجل المجنون» تكشف استحالة انتصار «ترامب المغرّد» في أفغانستان

على الرغم من مرور 18 عاماً على احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان وأكثر من ثلاث سنوات منذ أعلن الرئيس دونالد ترامب سحب قوات بلاده من هناك، لا تزال الأوضاع في أفغانستان معلقة بين بقاء الجنود الأمريكيين أو انسحابهم، والأمر مرهون بـ «تغريدة من ترامب» ربما تأتي في أي لحظة.

موقع ذا ديلي بيست الأمريكي نشر تحليلاً بعنوان: «ترامب، وأفغانستان»، و «تغريدة دموقليس»: نظرية «الرجل المجنون»، أعده كريستوفر ديكي، مراسل مخضرم للشؤون العالمية، ومحرر الأخبار اليومية في الموقع.

جاء تقرير صحيفة The Washington Post الاستقصائي الواسع حول أوهام وأكاذيب الإدارات الأمريكية المتعاقبة في أفغانستان يشبه إلى حدٍّ بعيد فعاليةَ احتفالٍ بإذلال قوة عظمى. وكلما تقدمت في الاطلاع على تلك المئات من المقابلات الداخلية التي أجرتها الحكومة الأمريكية حول «الدروس المستفادة»، تعزَّز لديك اعتقاد بأن الدرس الأفضل الذي يجدر تعلمه هو الخروج من هناك على الفور، على نحو ما جرى أمس بالفعل.

ولا شك أن الوثائق تناغمت مع وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيكون الشخص الذي سينهي هذه «الحرب التي لا تنتهي». وأخبرني ريان كروكر، أحد الدبلوماسيين المستشهد بهم على نطاق واسع في المقالات، بعد أن خرجت سلسلة التقارير: «لقد ساعدت صحيفة The Washington Post للتو [ترامب] على نحو هائل». تلا ذلك بالطبع، إعلان شبكة NBC وغيرها من وسائل الإعلام ليلة السبت أن ترامب يستعد لتخفيض عدد القوات بسحب 4000 جندي آخر، ليتراوح العدد الإجمالي للجنود الأمريكيين هناك بين 8000 إلى 9000 جندي، بهدف «إنهاء» الحرب (لصالح الأمريكيين) قبل انتخابات عام 2020.

لكن هل انسحاب كامل، أو ما تسميه طالبان بـ «إجلاء» أمريكي كامل، هو الخيار الأفضل حقاً؟ الواقع أن الرئيس تردد فيما يتعلق بهذه النتيجة، فقد قال إن خياره المفضل هو التفاوض. حتى إنه دعا قادة طالبان إلى ماريلاند من أجل توقيع «اتفاقات كامب ديفيد» تاريخية خاصة به قبيل ذكرى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، قبل أن يلغي الدعوة ويوقف المحادثات وسط ضجة كبيرة.

بعد ذلك أعلن ترامب، خلال زيارته المفاجئة في عيد الشكر لقاعدة باغرام الأفغانية، استئناف المحادثات مع طالبان. وقال: «سنبقى حتى يحين وقت عقدنا اتفاقية [مع طالبان]، أو يكون لدينا نصر كامل».

لتحقيق هذا الخيار الثاني، لمّح في شهر يوليو/تموز إلى الأسلحة النووية، قائلاً: «إذا أردت أن أفوز في تلك الحرب، فسوف تُمحى أفغانستان من على وجه الأرض، ستزول، وسينتهي الأمر برمته في 10 أيام. لكنني لا أريد الذهاب في هذا الطريق». في سبتمبر/أيلول، عاد إلى الموضوع ذاته مرة أخرى، ليقول: «إذا أردنا اتباع طريقة حاسمة في تلك الحرب، فإننا يمكننا الفوز بها على الفور، لكن أعداداً كبيرة وكبيرة جداً، في الحقيقة، عشرات الملايين من الناس سيقتلون، ونحن لا نعتقد أن هناك داعياً لذلك».

أخذ ترامب، بحكم كونه ترامب، يترك البنتاغون والقادة في الميدان والحكومة الأفغانية يتساءلون عن متى سوف يلتقط هاتفه الخلوي، ويضغط حروف إعلان عن قرار كذلك الإعلان الذي خان به حلفاء الولايات المتحدة الأكراد في سوريا، قرار السيف الذي سيقطع على نحو كامل التواجد الأمريكي في أفغانستان. أو على حد قول خبير مكافحة التمرد، ديفيد كيلكولين، هم جميعاً «يجلسون تحت تغريدة دموقليس» [على غرار «سيف دموقليس» المعلّق بشعرةٍ فوق كرسي السلطة، والذي يعبر عن الخطر المستمر والتهديد المحيط بمن في الحكم، ويُضرب به المثل للإحالة إلى خوف السياسيين والحكام الذي يأتي مع مناصبهم وسلطاتهم]. إذ حتى لو حاول بعد ذلك لتدارك الأمر وعكس المسار، كما فعل مع الأكراد، فإن ترامب سيضاعف بقرار مثل هذا من الارتباك الحاصل بالفعل، وهذا أبعد ما يكون عما تحتاج إليه السياسة الأفغانية الآن.

عمل كيلكولين، وهو «جندي ودارس أكاديمي للعلوم العسكرية» من أستراليا ومعروف دولياً بوصفه مرجعاً فيما يتعلق بالصراعات المسلحة غير المتكافئة والحروب الصغيرة [حروب العصابات]، مستشاراً مثيراً للجدل في كثير من الأحيان مع إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، ومن آخر مؤلفاته كتاب » The Dragons and the Snakes: How the Rest Learned to Fight the West» (التنانين والأفاعي: كيف تعلم الباقي مقاتلةَ الغرب)، والذي من المقرر صدوره في مارس/آذار من العام القادم.

ومن المفارقات، نظراً إلى أن قلة من الناس هم من لديهم إدراك أكثر تفصيلاً للمشاكل المتعلقة بالوضع في أفغانستان وأسبابها، أن كيلكولين لم يكن من بين الأشخاص الذين جرت مقابلتهم في مشروع الحكومة الأمريكية الخاص بـ «الدروس المستفادة من الحرب في أفغانستان»، والذي يعد أساس سلسلة الوثائق التي كشفت عنها صحيفة The Washington Post في تقاريرها.

أما أنا فقد كنت وما زلت من مدرسة «اخرجوا من هناك فوراً» فيما يتعلق بأفغانستان على مدى 17 من الـ 18 عاماً التي مضت منذ غزو الولايات المتحدة، لكن في محادثات هاتفية أجريتها معهما خلال الأيام القليلة الماضية، تناول كل من ديفيد كيلكولين وريان كروكر خلال حديثهما معي عدد كبير من التحليلات المفيدة فيما يتعلق بالوضع الحالي، والتي أعتقد أنها تستحق الدراسة والبحث.

لقد تحدثا ليس فقط عما جرى على نحو خاطئ، لكن أيضاً عما يمكن أن يستمر بطريقة صحيحة، أو على الأقل صحيحة بما فيه الكفاية، لدعم التوصل إلى تسوية سلمية دون التخلي عن أفغانستان تماماً لتصبح فريسة للذئاب، سواء أكانت طالبان أو الإرهابيين ذوي الطموحات بالتمدد عالمياً.

على نحو منفصل، قال كل من كيلكولين وكروكر إن المستوى الحالي للالتزام العسكري من جانب الولايات المتحدة، والمتعلق بوجود من نحو 12000 إلى 13000 جندي على الأرض في أفغانستان، أو ربما تقليصهم إلى ما بين 8000 إلى 9000، هو مستوى مناسب إلى حد كبير، وكذلك فيما يتعلق بالخفض الكبير في الإنفاق الأمريكي هناك. (إذ إن ذلك، كما يقول كروكر «سيقلل من فرص السرقة والاستيلاء على المخصصات»).

ويشير كيلكولين إلى أنه على الرغم من أن وفاة أي جندي أمريكي هي مأساة في حد ذاتها، فإن الأرقام لم تعد قريبة بأي شكل من مستويات عام 2011 عندما كان هناك نحو 100 ألف جندي في البلاد، وقُتل مئات منهم. وقد أخذ عدد قتلى المعارك في أفغانستان من الجنود الأمريكيين ينخفض منذ عام 2016، ليصبح أقل من 20 قتيلاً في السنة. وقد غدت القوات المتمركزة هناك قوات معنية بدور الاستشارة والدعم في المقام الأول.

يقول كروكر، قبل قرار السحب الأحدث للقوات، إن الوجود الأمريكي هناك «بوليصة تأمين» قابلة للاستمرار. وقال إن ترامب يمثل «الحد الأدنى من حيث تدخل القوات في الخارج… وهذا ليس أمراً سيئاً، [ومع ذلك] فإن الحد الأدنى جيد، أما عدم التواجد على الإطلاق فهو أمر سيئ بلا شك».

وقال كروكر: «الانسحاب الكامل لقواتنا الآن سيكون أمراً غبياً، نظراً إلى انخفاض تكاليف تواجدنا هناك الآن. هل يعتقد أحد أن طالبان وتنظيم القاعدة قد أصبحا أكثر لطفاً وودّاً لنا الآن خلال سنواتهم في البرية؟».

إذا نظرنا من وجهة نظر واشنطن السياسية، فإن الانتصار على الشعور بالهزيمة وآثارها دائماً ما كان أمراً عسيراً.

وربما فيما يتعلق بأفغانستان، على وجه الخصوص، نقرأ كثيراً مما كتبه روديارد كبلينغ عن التجربة البريطانية الكارثية هناك في أوائل القرن التاسع عشر. فالشاعر البارز للعسكرية البريطانية وعصر تمددها الإمبراطوري، ومؤلف قصيدة «If» (إذا) و «عبء الرجل الأبيض»، حينما أراد التعبير عن ثقل وطأة شعوره بالمكان وحجم التكلفة التي دفعتها القوات البريطانية التي حاولت إخضاع أفغانستان، قال:

«حين تستلقي جريحاً في سهول أفغانستان… ثمّ تخرج النساء لتقطيع ما تبقّى منك.. عليك ببندقيتك، احتضنها وفجّر دماغك.. لعلك تذهب إلى ربّك كجندي».

وتمتلئ تأريخاتٌ أقل قسوة لوقائع أحدث بدروس مستفادة بعد فوات الأوان حول وعورة تضاريس أفغان واستعصاء قبائلها، وقد حطم السوفيتيون إمبراطوريتهم خلال الثمانينيات وهم يحاولون إدخال البلاد غصباً في قالب اشتراكي «حديث»، وشمت الأمريكيون حينها فيهم بأن أفغانستان أصبحت «فيتنام» لموسكو.

لقد تركت الولايات المتحدة أفغانستان حينها، بعد أن أخذت تدعم لسنوات الجهاد ضد موسكو، وتخلت عن البلاد، وهو ما سمح بعد ذلك بصعود حركة طالبان، الإسلامية المتشددة، إلى السلطة في التسعينيات. لتدعي الحكومة الأمريكية صدمتها وفزعها عندما وفرت طالبان ملجأ لأسامة بن لادن، الذي كان أحد العرب الذين تطوعوا في الجهاد الأفغاني الذي دعمته الولايات المتحدة.

وفي حال سلّمت طالبان أسامة بن لادن وأتباعه بعد هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول عام 2001، لكان سُمِحَ لنظامهم الأفغاني بأن ينجو، بغض النظر عن الثمن الذي كان سيدفعه الشعب الأفغاني، وحين رفضت طالبان، لم يستغرق الأمر سوى بضعة أسابيع من الحرب نهاية عام 2001 وأوائل عام 2002 لإنهاء حُكمهم وتحطيم البنية التحتية للقاعدة، وبفعل ذلك، لم يتبقّ سوى جزء ضئيل من مظاهر الحكومة في أفغانستان، وبدأت الولايات المُتحدة وحلفاؤها يُحاولون على مضضٍ جمع الأشياء معاً.

ومرةً أخرى، بدا شِعرُ كبلينغ عن الإحباط والفشل الذي يُصيب من يُحاولون «بناء» الأمم المُحتلة مُتبصّراً ومُتغرطساً في الوقت ذاته. وفي عام 1899، حذّر من أنّ «حروب السلام الوحشية» قد لا تصل إلى نتيجةٍ بسبب الحماقة الوثنية والتراخي»، ومن المُؤكّد أنّ هناك أصداء لهذا الحُكم بعد 120 عاماً في الرواية التي طُوِّرَت بناءً على الوثائق التي حصلت عليها صحيفة The Washington Post.

لكن كيلكولين مثلاً لديه مُشكلةٌ مع الفكرة القائلة إنّ الحرب في أفغانستان «كان يستحيل الفوز فيها» منذ البداية، إذ تحدّث كيلكولين عن أفغانستان باللغة المُباشرة الصريحة التي يميل الأمريكيون إلى تقديرها من الأستراليين، وذلك عبر الهاتف من نورفولك بفرجينيا حين كان حاضراً لأحد مؤتمرات الناتو.

ومن وجهة نظر كيلكولين، فإنّ مُشاهدة التطوّرات على الأرض منذ الأيام الأولى للوجود الأمريكي أثبتت وقوع الكثير من الأخطاء، رغم وجود حلول أفضل بكثير. وكانت المشكلات تكمُن في الولايات المتحدة وحلفائها ونهجهم المُشوّش الذي غالباً ما يهزم نفسه في الصراع.

وسلسلة أوراق أفغانستان الخاصة من صحيفة The Washington Post، التي تُستهَلّ بعنوان «في حربٍ مع الحقيقة»، تُثبِت أنّ المسؤولين الأمريكيين خدعوا الرأي العام الأمريكي بقصصٍ كاذبة عن النجاح على أرض المعركة.

إذ قال كيلكولين: «لا أعتقد أنّهم كذبوا على الرأي العام، بل أعتقد أنّ الأمر كان أسوأ من ذلك. نحن أشبه بالديناصورات العملاقة التي تمتلك 60 مليون خلية دماغية لا تتواصل مع بعضها البعض. وحين تتناوب وحدتان كل ستة أشهر، أو يتغيّر صانع سياسةٍ كل عامين، ننسى كل شيءٍ تعلّمناه ونعود إلى نقطة البداية.

وأضاف كيلكولين، وهو يُوجّه خلافه إلى الذين قالوا إنّ الحرب في أفغانستان «كان يستحيل الفوز فيها منذ البداية»: «بصراحة، هذا تهرّبٌ من المسؤولية. هذه ليست حرباً يستحيل الفوز بها، ولا يزال بالإمكان الفوز بها، ولكنّنا لا نفعل ذلك… في الواقع، نحن سيئون للغاية».

وواصل كيلكولين حديثه مُستشهداً بالعديد من الأمثلة، إذ كان من المفهوم عموماً من جانب خبراء مُكافحة التمرّد مثلاً أنّ الحرب ستنتهي بنوعٍ من المفاوضات، لكن العمل العسكري الحركي لم يدعم الأهداف الدبلوماسية والسياسية.

وأوضح كيلكولين: «ركّزنا على هزيمة طالبان عسكرياً وتعطيل شبكاتها بشكلٍ أساسي. ثم قُلنا حسناً، نحن نرغب الآن في التفاوض مع طالبان. وذلك بعد أن قضينا 10 سنواتٍ في تدمير قدرتهم على التحكّم في شعبهم».

وعمل كيلكولين عن قربٍ مع الجنرال ديفيد بتريوس في أفغانستان عامي 2010 و2011. وقال كيلكولين: «في مرحلةٍ من المراحل تحت قيادة بتريوس، خفضنا متوسط عمر قيادات طالبان في جنوب أفغانستان عقداً كاملاً، ولم يكُن هو من فعل ذلك. إذ وصل متوسط أعمارهم إلى 20 عاماً في عام 2011، بعد أن كان 29 عاماً في 2010. وهذا يعني أنّنا قتلنا جيلاً كاملاً من رجال طالبان المُبتدئين والمُتوسّطين. وبعدها بقرابة العام، بدأنا نسعى لبدء عملية التفاوض. فقال قائد طالبان: نحن لا نستطيع التوصّل إلى اتّفاق سلامٍ لأنّكم قتلتم رجالنا ذوي الرتب المُتوسّطة ولم يعُد لدينا هيكلٌ مُوحّد. لذا فإنّ أساليب استهدافنا العسكرية الحركية لم تدعم أهدافنا في التفاوض والسياسة طوال الحرب تقريباً».

ولاحقاً تبيّن أنّ زعيم طالبان الملا منصور ظلّ يُخبر ضباطه وجنوده بأنّه يتبع أوامر مؤسس طالبان الملا عمر لأكثر من عامين بعد وفاة عمر الفعلية في 2013. وليس من المُفاجئ أنّ هذا الاكتشاف سبّب انشقاقاً كبيراً، وربما تمرّداً، في صفوف طالبان من الأعماق بحسب كيلكولين -حتى تعقّبت الولايات المتحدة الملا منصور في باكستان وقتلته في غارةٍ بطائرةٍ بدون طيار. وأضاف كيلكولين: «لقد قتلنا الرجل. وأصلحنا بكل بساطةٍ مشكلة التماسك الداخلي لطالبان بين ليلةٍ وضحاها بصاروخ هيلفاير».

والمشكلة الأخرى هي أنّه في بداية الحرب، كانت استراتيجية المساعدة الأمريكية تعتمد على الوصول إلى أكثر المناطق «الحمراء» دماراً من أجل محاولة تأسيس البنية التحتية والتعليم والرفاهية. لكن تلك المهمة أثبتت جحودها وقلة فاعليتها مقارنةً بالذهاب مُباشرةً إلى المناطق «الخضراء» التي يُمكن التباهي بها بوصفها أمثلةً إيجابية.

وأشار كليكولين إلى أنّ العديد من المقابلات التي استشهدت بها سلسلة The Washington Post أكثر من غيرها تعود إلى عام 2015، وتتعلّق بالموجة الأوّلية وما أعقبها: «مشكلات تاريخية لم تعُد ذات صلة».

فوافقته وأعدت عليه نفس السؤال الذي طرحته على كروكر: ماذا عن الفساد؟ وماذا عن إنتاج الأفيون؟ وماذا عن الخسائر الضخمة للجيش الوطني الأفغاني؟ وهل من المُمكن فعلاً التفاوض مع طالبان على الإطلاق؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى