لايف ستايل

هل تجد صعوبة في فهم تصرفات من حولك.. هذه الطريقة تساعدك

لماذا يتصرف هذا الشخص بتلك الطريقة؟
يركز هذا السؤال البحثي عادةً على الدوافع والأسباب وراء أفعال الفرد. لكن ثمة سؤال لا يُلتفت إليه غالباً، لكنه أهم فيما يتعلق بدوافع الإنسان. قبل 100 عام تقريباً، كتب الطبيب النفسي ألفريد أدلر عن القيمة المهمة لمحاولة فهم الغرض من السلوك الإنساني.

يمكن أن تكون النية من
أفعال الفرد تحسين الحياة أو الدفاع عن الذات، أو حتى تدميرها. لكن فهم أفعال
الفرد من زاوية التكيف ليست الأكثر إقناعاً، لكن المقنع أكثر هو استيعاب طريقة فهم
الأفراد لسلوكهم باعتبار السلوك نفسه هدفاً مقصوداً. 

ولنأخذ على ذلك مثالاً:
«إدنا» طالبة دراسات عليا في أوائل العشرينيات من عمرها، تحافظ على برنامج تدريبي
مكثف ونظام غذائي شديد الإحكام. وعلى الرغم من أن سلوكيات إدنا تقوض صحتها على نحو
خطير، إلّا أنها تثابر من أجل إنقاص وزنها وتعتبره هدفاً في حد ذاته. لكن، على
مستوى أعمق، لا يمكن فهم غرض إدنا من سلوكها هذا إلا في سياق أنها تحاول مستميتة
إبقاء جسدها تحت السيطرة.

ومن منظور أوسع، اعتقد أدلر
أن ذكريات الطفولة، تكشف السبل الأشمل والأدق لمعرفة الإنسان بشكل عميق. وفي مثال
على تأثير الذكريات الأولى في الحياة باعتبارها نافذة نطل منها على داخل الشخص.
لنأخذ شخصاً يدعى دولف يروي من طفولته: «كنت في الصف الأول الابتدائي. وقفت
في نهاية اليوم الدراسي أنتظر طفلاً من النوع الذي يذاكر كثيراً ويتكلم قليلاً.
وحينما ظهر أمامي، لكمت وجهه، فوقعت نظاراته على الأرض، فدهستها. لقد كان من
الممتع رؤيته وهو يبكي كالأطفال حينما سحقت نظاراته السخيفة بقدمي». بالنسبة
لدولف، كان الجزء الأوضح في هذه الذكرى «سحق النظارات ورؤية
الولد وهو يبكي». في هذه النقطة، قال دولف إنه شعر «بابتهاج
وسعادة».

بالنسبة لدولف، كان هدفه من
سلوكه هو العثور على الابتهاج والسعادة من خلال مساعي مؤذية أو مدمرة على حساب
إيذاء الآخرين. لكن في سن الثلاثين، يشعر دولف بالنفور من المجتمع البشري، ويملك
تاريخاً من الانخراط في أنشطةٍ تدميرية معادية للمجتمع. أما في السياق العلاجي،
تتيح محاولة فهم الهدف الكامن خلف أفعال دولف للمعالج النفسي الوصول إلى فهمه
والتعاطف معه من خلال رؤية العالم بعينيه. وللاقتراب من سلوك أكثر اجتماعية، يجب
أن يبدأ العلاج من تحديد الهدف من سلوكيات دولف.

أما المهمة العلاجية لدولف،
فهي: العثور على ما يسعى إليه من ابتهاج أو تفوُّق دون إيذاء غيره من البشر. وهو
مسعى صعب، يتضمَّن تغييراً جوهرياً في سلوك يضرب جذوراً عميقة في الشخصية.

هناك هدفٌ لأفعال كل
الأفراد. وقد يكون الهدف معتدلاً، أو قد لا يكون كذلك، لكنه منطقيٌّ بالنسبة
لمرتكبه. وهذا هو الأهم في أي محاولة لفهم أي شخص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى