منوعات

وهل يمكن إنقاذ البشرية بالموت؟ طوائف مريبة تشجع على الانتحار الجماعي

يتمتع بعض القادة الدينيين بجاذبية شخصية، تُمكِّنهم من غسل دماغ الناس إلى فعل أي شيء تقريباً، قد يتخلى البعض عن وظائفهم وعلاقاتهم وأموالهم فقط؛ من أجل الانتماء إلى منظمة تعِد بالخلاص الأبدي، لكن قد يصل الأمر إلى الانتحار الجماعي أحياناً.

نستعرض في هذا التقرير بعض حوادث الانتحار الجماعي التي حدثت بسبب المعتقد الديني أو الروحي.

في عام 2018، قامت عائلة تشونداوات في براري بالهند بانتحار جماعي في منزلهم، كانت العائلة تتكون من نحو 11 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 15 و 77 عاماً، وقد شنقوا أنفسهم جميعاً جنباً إلى جنب.

شكَّل الأمر بالنسبة لأصدقائهم وأفراد العائلة الأكبر صدمة كبيرة، لأن العائلة كانت تبدو عائلة سعيدة، ولم يرها أحد تُظهر أي فعل غير عادي.

في البداية، افترضت الشرطة أن الأمر كان جريمة قتل، إلى أن فتَّشت المنزل، ووجدت 11 رسالة فردية تقول إنهم خططوا لقتل أنفسهم؛ من أجل «تحقيق الخلاص»، فأصبحت الأمور تزداد غرابة.

على جانب منزلهم، وُجد نحو 11 أنبوباً تخرج من جدران المنزل، افترض بعض الناس أن العائلة المُنتحرة اعتقدت أن كلاً من أرواحهم تحتاج بوابة للهروب من المنزل، وقد دوَّن أحد أفراد الأسرة ملاحظات معقدة في رسالته حول خططه لانتحار أسرته.

حاولت الشرطة اكتشاف الدِّين الذي تؤمن به هذه العائلة، لكن الشيء الوحيد الذي عثرت عليه هو أن هذا الشخص كان يدرس فن ريكي الياباني، وهو شكل من أشكال «الشفاء بالطاقة»، وادعى أنه كان يتحدث إلى والده الميت وأنه طالبه بالتضحية قائلاً له، حسبما نقلت الرسالة، «في الساعات الأخيرة، وبينما تتحقق آخر أمنياتك، ستُفتح السماء وستهتز الأرض، ولا تقلق؛ بل ابدأ في ترديد المانترا بصوت أعلى، سوف آتي لإنقاذك أنت والآخرين».

في عام 1986 بمحافظة واكاياما اليابانية، عثرت الشرطة على جثث متفحمة لسبع نساء، كنَّ على بُعد 500 ياردة فقط من كنيستهن الصغيرة، التي يذهبن إليها، والتي تسمى «أصدقاء الحقيقة». 

عثرت الشرطة على قارورة غاز بالقرب من أجسادهن، واعتقدت أنهن كنَّ يمارسن «التضحية بالنفس».

ولكن عكس عديد من حالات الانتحار الجماعي التي يأمر بها زعيم الطائفة، في هذه المرة أخذ النسوة على عاتقهن القيام بذلك، بعد وفاة مؤسس الطائفة التي كنَّ يؤمنَّ بها في الليلة التي سبقت انتحارهن.

قررت النسوة الانتحار حتى يموت الجميع معاً، وتركن وراءهن رسالة فيها: «نحن نحاول فقط الوفاء بوعدنا، لم يفرض أحدٌ الأمر علينا».

في الفيديو التقديمي لطائفة Heaven’s Gate، يقول مؤسسها Marshall Applewhite: «كوكب الأرض على وشك الفناء، فرصتك الوحيدة للإخلاء هي أن تغادر معنا».

في عام 1997، قام نحو 39 شخصاً يرتدون الزي   نفسه بشرب خليط قاتل من السم، ووضع أكياس بلاستيكية على رؤوسهم؛ لتسهيل عملية الموت بتسريع الاختناق، حيث أقنعهم قائدهم مؤسس الطائفة مارشال أبليوهايت، الذي كان يدّعي أنه من نسل المسيح، أنهم بحاجة إلى مغادرة الأرض من خلال انتحارهم، لكي تذهب أرواحهم في رحلة على متن سفينة فضاء تتبع المُذنب هيل بوب، لتأخذهم إلى الجنة.

انتحر أبليوهايت و38 آخرون من أتباعه، حيث وُجدت جثثهم في منزل قرب مدينة سان دييجو، بكاليفورنيا، وقبل انتحارهم تم إقناعهم أيضاً بأنهم يجب أن يستعدوا للحياة النظيفة الخالية من الجنس والتي سيحيونها بعد انتحارهم، بأن يتم إخصاؤهم، وهو الأمر الذي قبِلوا فعله طواعية.

تراوحت أعمار المنتحرين بين 26 و72عاماً، وقتلوا أنفسهم على ثلاث دفعات خلال ثلاثة أيام.

كان الجميع مدسوسين في أسرَّة بطابقين، كما لو كانوا نائمين، وكان لدى كل منهم في جيبه 5.75 دولار، مات الجميع وبقيت ناشطة واحدة على قيد الحياة لتُخبر الآخرين بما حدث.

في عام 1994، أصبحت أخوية معبد الشمس جماعة دينية مشهورة، رغم أنها في الواقع حركة دينية صغيرة، ولكن ما دفع الأخوية إلى الشهرة هو ظهورها في وسائل الإعلام، بسبب قيام نحو 76 عضواً من أعضائها  بعملية انتحار جماعي.

أسس المحاضر الفيزيائي جوزيف دي مامبرو، وطبيب المثلية لوك جوريت، معبد الطاقة الشمسية في جنيف 1984.

من معتقدات المعبد الشمسي أن الأرض ستواجه كارثة مروعة في منتصف التسعينيات، فبدأ أتباع الطائفة من بداية التسعينيات الاستعداد لمواجهة هذه الأزمة.

كانوا يعتقدون أنه لتجنُّب مواجهة هذه الأزمة يجب أن يدخل العالم في مستوى روحي أعلى، وأنهم بانتحارهم للتخلص من النفاق والظلم في هذا العالم، سينقلون العالم إلى هذا المستوى الأعلى.

وقتها انتحر نحو خمسين عضواً من أعضاء المعبد خلال أكتوبر/ تشرين الأول عام 1994، وتم إضرام النيران في المباني التي ماتوا فيها.

وبعد نحو عام، انتحر 16 شخصاَ آخراً، كما أظهرت السجلات التي ضبطتها الشرطة أن بعض الأعضاء تبرعوا شخصياً بأكثر من مليون دولار أمريكي إلى زعيم الطائفة جوزيف دي مامبرو.

في بلدة بكوريا الجنوبية تسمى Yongin، كانت امرأة تدعى Park Soon Ja، وهي صاحبة مصنع مسيحية ادَّعت أنها كانت تتلقى رؤى من الله حول نهاية العالم.

أنشأت دار أيتام في وسط المدينة، وأجبرت الأطفال على العمل كعمالة حرة بمصنعها، وطالبت موظفيها بمُناداتها بـ «الأم الخيرية».

على مرِّ السنين، خدعت «الأم الخيرية» ما لا يقل عن 220 شخصاً لتقديم أموالهم لها، وتراكمت الأموال التي استولت عليها حتى زادت على 8.7 مليون دولار.

في عام 1987، جمعت تلاميذها في الجزء الأعلى من المصنع، وأخبرتهم بأن الوقت قد حان للصعود إلى الجنة، وقد كانوا موالين لها لدرجة أنهم بدأوا في ارتكاب القتل الجماعي والانتحار، وبقي البعض على قيد الحياة للتنظيف بعد موت الناس، لأن الجثث كانت مكدسة بعضها فوق بعض. 

كان هناك نحو 29 امرأة وأربعة رجال وعديد من الأطفال الذين كانوا تحت رعاية بارك في دار الأيتام، وقد عُثر على الجثث بواسطة زوج بارك الذي كان ذاهباً للبحث عنها، ولم تكن لديه فكرة حول أن زوجته كانت تدير عبادة ولها أتباع دينيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى