آخر الأخبار

«أسباب قتل سليماني» أمام الكونغرس.. المشرعون يستعدون للاطلاع على حجج ترامب للتخلص من الجنرال الإيراني

قدَّم كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، الذين يستعدون لإطلاع المشرعين على ملابسات عملية قتل قاسم سليماني، تبريرات متناقضة من خلال لقاءات عامة يوم الثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني، حول الضربة الجوية التي نُفِّذت الأسبوع الماضي، فقد أشار بعضهم إلى أن العملية جاءت للرد على العدوان الإيراني المتزايد، في حين أصر آخرون على أنها لتجنب تهديدات «وشيكة»، حسب صحيفة The Washington Post الأمريكية.

فمن جانب، قال مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين في برنامج «Fox & Friends»، إن الرئيس ترامب سمح بالقضاء على سليماني لأن الجنرال الإيراني وحلفاءه «كانوا يسعون إلى قتل الدبلوماسيين والجنود الأمريكيين بأعداد كبيرة في الأيام المقبلة».

لكن على الجانب الآخر، أشار وزير الخارجية مايك بومبيو، في تعليقات أدلى بها أمام المراسلين في وزارة الخارجية، إلى سلوك إيران قبل العملية كمبرر، بحجة أن «الأيام التي سبقت العملية» هي التي جعلت من الرد العاجل ضرورة، وأن «الجهود المستمرة نيابة عن هذا الإرهابي لبناء شبكة تهدف إلى شن حملة ربما كانت ستؤدي إلى موت أمريكيين كثيرين» كانت مصدر قلق إضافياً.

بينما أتت تصريحات وزير الدفاع، مارك إسبر، حاملة شيئاً من كلا التصريحين السابقين، مشيراً إلى أن هناك «معلومات استخباراتية حساسة» -وهو مصطلح ذو أهمية في دوائر التجسس- أشارت إلى أن سليماني كان «يعد ويخطط للعمليات العسكرية» على غرار «الأنشطة الإرهابية» التي كان يجريها ضد الولايات المتحدة لأكثر من عقدين.

في حين أن بعض الفوارق البسيطة أمر شائع عند تفسير المعلومات الاستخباراتية، فإن الرسائل المختلطة الصادرة عن كبار مستشاري ترامب -والتي بدأت يوم الثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني في الساعات التي سبقت شن إيران ضربات صاروخية انتقامية على منشآت في العراق تضم موظفين أمريكيين- من المحتمل أن تسبب مشكلة لكبار المسؤولين عندما يبدأون في إطلاع المشرعين الذين لا يزالون منقسمين بشأن العملية.

وقد اجتمعت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبل، ومدير وكالة الأمن القومي بول ناكاسون، ومدير الاستخبارات الوطنية جوزيف ماجوير، يوم الثلاثاء مع مجموعة من كبار المشرعين وأعضاء لجنة الاستخبارات في الكونغرس من الحزبين، والمعروفة باسم «عصابة الثمانية»، لمناقشة المعلومات الاستخباراتية الأكثر حساسية المرتبطة بالضربة الجوية الأمريكية التي أودت بحياة سليماني. واليوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني، من المتوقع حضور بومبيو وإسبر وجينا ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي إلى الكونغرس؛ لإحاطة جميع أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ بملابسات الضربة في جلسة خاصة.

وأيضاً، طالبت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بأن يمثُل بومبيو يوم الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني المقبل، لحضور جلسة علنية؛ لمناقشة سياسة ترامب تجاه إيران. ولم يتضح فوراً ما إذا كانت بومبيو سيلتزم ذلك أم لا. 

وفقاً لإسبر، فإن «عصابة الثمانية» فقط هي التي ستتلقى «المعلومات الاستخباراتية الحساسة… التي كانت أحد العوامل المؤدية إلى قرار شن ضربة جوية على سليماني». ورفض المشرعون من «عصابة الثمانية» الذين حضروا جلسة الثلاثاء مع قادة الاستخبارات، التعليق على ما سمعوه.

لكن في مجتمع الاستخبارات، ينطبق مصطلح «حساس» غالباً على الأقمار الصناعية أو غيرها من أنظمة الاستطلاع التي تتسم بدرجة عالية من السرية والتي تقدم معلومات مفصلة، وضمن ذلك الكلمات التي يتحدث بها الفرد أو تحركات الشخص الدقيقة. ويشير اختيار إسبر للكلمات إلى أن الولايات المتحدة ربما اعترضت الاتصالات أو غيرها من المعلومات الاستخباراتية التي يُعتقد أنها كشفت عن نوايا سليماني.

مع ذلك، فمن غير الواضح ما إن كانت المعلومات الاستخباراتية، مهما كانت مفصلة، ستقنع جميع المشرعين بأن سليماني شكَّل تهديداً وشيكاً لدرجة تبرير تنفيذ عملية ضده كنوع من الدفاع عن النّفس والذي يتطلب تصرفاً حاسماً دون استشارة الكونغرس.

لقد طالب رؤساء كلا الحزبين بسلطة تحديد الحق في الدفاع عن النفس في مواجهة التهديدات التي عرفوها بأنها «وشيكة»، مع تقليل التحديات من جانب المشرعين أو المحاكم. وأصبحت ملاحقة الأشخاص المدرجين على قوائم «القتل» السرية إلى الأعمال العسكرية التي عُرّفت بأنها وقائية، لا سيما عندما تحدث في ساحات معارك مكافحة الإرهاب، من المظاهر الشائعة لتوسيع سلطة الرئاسة.

لكن الكونغرس أصبح قلقاً بشكل متزايد من مطالبات الإدارة الأمريكية بإعطائها السلطة القانونية لتنفيذ مثل هذه الضربات، لا سيما عندما يستشهد المسؤولون بتفويضات الكونغرس محل الخلاف لإثبات صحة موقفهم. ففي تصريحات خلال عطلة نهاية الأسبوع، زعم أوبراين أنَّ قتل سليماني كان مبرراً بتصريح من الكونغرس في عام 2002 بشن أعمال عدائية ضد نظام صدام حسين في العراق، وهو أمر لم يكن جيداً حتى بالنسبة للجمهوريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى