آخر الأخبار

احتجاجات شعبية من الجزائر إلى كوالالمبور.. «جمعة غضب» في بلدان إسلامية رفضاً لـ «صفقة القرن»

شهدت مجموعة من
العواصم العربية والإسلامية، الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2020، مظاهرات رافضة
لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة بـ»صفقة
القرن». إذ خرج مئات المحتجين في الأراضي الفلسطينية والأردن والجزائر وتركيا
وماليزيا؛ للتعبير عن رفضهم لخطة ترامب، وانتقادهم للمواقف العربية
«المتخاذلة».

فقد أصيب 48
فلسطينياً، الجمعة، بجروح وحالات اختناق، إثر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في
مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في
بيان، أن طواقمها «تعاملت مع 48 إصابة، في مواجهات متفرقة بعدة مدن وقرى
فلسطينية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي».

كما بينت أن
طبيعة الإصابات تنوعت بين الإصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والاختناق
بالغاز المسيل للدموع، وإصابات أخرى بالحروق، أو نتيجة السقوط. وأوضحت أن الإصابات
وقعت خلال المواجهات التي اندلعت في مناطق طوباس بالأغوار الشمالية، ومدن نابلس
وقلقيلية (شمال)، وأريحا (شرق)، ورام الله (وسط).

المواجهات
اندلعت عقب مسيرات منددة بصفقة القرن المزعومة. واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي،
الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المسيرات.

بدورهم، رشق
شبانٌ القوات بالحجارة، وأضرموا النار في إطارات سيارات مطاطية.

أدى مئات الفلسطينيين
في قطاع غزة، صلاة الجمعة، داخل المسجد العُمَري الكبير، وسط مدينة غزة، تلبيةً
منهم لدعوة أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، لتأكيد رفض صفقة
القرن المزعومة.

كما نظم
الفلسطينيون مسيرات في مدينة غزة وشمالي القطاع، رفضاً للخطة الأمريكية. وخلال
خطبة الجمعة بالمسجد العمري في غزة، أكد نائب رئيس حركة «حماس» بقطاع
غزة، خليل الحيّة، أنّ صفقة القرن التي تم إعلانها تحتاج «مواقف جادة واضحة
لا رمادية، من كل الأطراف الوطنية والعربية والإسلامية».

كما قال إنّ «الفلسطينيين جاهزون للدفاع عن أرضهم، وهم يراكمون القوة، وينتظرون الوقت المناسب، الذي تتوحد فيه الجهود، ليتم تفعيل خيار الجهاد لتحرير كل فلسطين». وأضاف أن «المقاومة خط أحمر، وسلاحها لا يمكن أن يخضع لأي سيطرة، ولا يملك أي شخص في العالم حق نزعه».

«الحيَّة»
قال أيضاً: «المقاومة أعدَّت عُدتها، وجهَّزت جيشها، وطورت سلاحها، لتنتزع
الاحتلال من الأرض الفلسطينية، ولتخرجه منها كلها من البحر إلى النهر»، في
إشارة إلى أراضي فلسطين التاريخية.

كما أعرب عن
أسفه لحضور ممثلين عن بعض الدول العربية مراسم الإعلان عن الخطة، في إشارة إلى
حضور سفراء عُمان والإمارات والبحرين. وقال: «والله، إننا نخاصمهم إلى الله،
وسيكتب عنهم التاريخ أنهم شركاء في بيع فلسطين وشركاء في التخلي عن المسجد
الأقصى».

وبعد انتهاء
الصلاة، انتقل المصلون باتجاه ميدان فلسطين الواقع وسط مدينة غزة، للمشاركة في
مسيرةٍ حاشدة، دعت إليها حركة حماس، رفضاً لصفقة القرن. وطافت المسيرة ببعض شوارع
مدينة غزة، وردد المتظاهرون هتافات منددة بصفقة القرن.

شارك مئات
الأردنيين في وقفة احتجاجية، قرب السفارة الأمريكية بالعاصمة عمّان، ضد «صفقة
القرن» المزعومة. وجاءت الوقفة بدعوة من أحزاب يسارية واشتراكية، في وقت شهدت
فيه معظم محافظات المملكة مسيرات رافضة للصفقة، وفق ما أفاد به مراسل الأناضول.

حيث ردد المشاركون هتافات، منها «رددناها جيل وراء جيل.. لن نعترف بإسرائيل»، و «تسقط تسقط إسرائيل.. يسقط معها كل عميل»، و «لا قواعد أجنبية على الأرض أردنية»، و «السفارة بتعمل إيه.. كل الطاقم سي آي إيه».

كما رفع
المحتجون لافتات كُتبت عليها عبارات تندد بالصفقة وتدينها، من قبيل: «القدس
حرة»، و «مع أهلنا في فلسطين»، و «لا للوجود الأمريكي في
منطقتنا»، و «تسقط صفقة القرن».

في كلمة نيابة
عن الأحزاب المشاركة، قال عضو التيار الديمقراطي التقدمي، محمد البشير: «لا
خيار إلا المقاومة لكنس الاحتلال.. نحن أمة عربية واحدة لا يمكن أن ينتصر العدو في
النهاية». ودعا البشير حكومة بلاده إلى إلغاء اتفاقية الغاز مع إسرائيل،
والتي اعتبرها «جزءاً من صفقة القرن». 

شهدت مظاهرات
الجمعة الـ50 للحراك الشعبي بالجزائر، إلى جانب مطالب التغيير، حضوراً كبيراً
لشعارات رافضة لـ «صفقة القرن» المزعومة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب.

إذ تجددت
المظاهرات الشعبية في شوارع وساحات عدة مدن جزائرية بعد صلاة الجمعة، استجابة
لدعوات ناشطين إلى مواصلة مسيرات الحراك المطالِبة بالتغيير الجذري لنظام الحكم في
البلاد.

كان لافتاً أن الشعارات والهتافات الرافضة لـ «صفقة القرن» المزعومة حاضرة بقوة في المظاهرات. وشاركت أيقونة الثورة التحريرية الجزائرية جميلة بوحيرد في مسيرة العاصمة، وظهرت وسط متظاهرين وهي ترتدي كوفية فلسطينية، تعبيراً عن دعمها للقضية.

كما حمل
متظاهرون أيضاً أعلاماً فلسطينية، ولافتات رافضة لخطة السلام الأمريكية المزعومة،
عليها عبارات من قبيل «فلسطين خط أحمر»، و «لا لصفقة القرن»،
و «الحراك الجزائري متضامن مع القضية الفلسطينية ويندد بتطبيع الحكام العرب
مع إسرائيل».

من بين عبارات
اللافتات التي رفعها المتظاهرون أيضاً، «القدس قدسنا وفلسطين قضيتنا»، و
«صفقة القرن خيانة»، و «فلسطين أمانة الإسلام في أعناقنا»، و
«صفقة القرن.. من لا يملك أعطى لمن لا يستحق»، و «فلسطين وديعة عمر
(الخليفة عمر بن الخطاب) في ذمتنا»، و «تحيا فلسطين.. الخزي والعار
للخونة».

نظم حزب
«الدعوة الحرة» التركي وقفة في مدينة إسطنبول، عقب صلاة الجمعة؛ تضامناً
مع فلسطين ورفضاً لـ «صفقة القرن» المزعومة. وفي كلمة خلال الوقفة أمام
«مسجد الفتح»، وجَّه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي
القرة داغي، باسم الاتحاد وبقية الجمعيات وباسم علماء الأمة كافة، نداءً للعالم
الحر وأصحاب الضمائر الحية.

كما حثَّهم على
الانضمام إلى جبهة رفض «صفقة القرن» المزعومة، مؤكداً أن هذا المشروع
سيرحل إلى مزبلة التاريخ؛ وأنه «لن يقبل مليار و700 مليون مسلمٍ التنازل عن
القدس الشريف».

وتابع:
«القدس جزء من عقيدة الإسلام والمسلمين؛ فهي ليست أرضاً عربية فحسب؛ بل أرض
فلسطينية عربية إسلامية». وناشد القرة داغي، الأمة الإسلامية الوقوف ضد هذه
الصفقة، والتضحية بكل الوسائل مع هذه القضية؛ فهذه «فريضة شرعية، والتخلف
عنها خيانة واضحة للدين والعقيدة والوطن».

كما حثَّ جميع علماء الأمة على الوقوف بجانب هذه القضية بمحاضراتهم وندواتهم وخطبهم، و «أن يعيشوا معها كما أراد الله لها». ودعا وسائل الإعلام كافة إلى بذل جهودها في الجوانب كافة، لدعم هذه القضية والوقوف ضد «صفقة القرن».

في كوالالمبور
أعربت 34 منظمة مجتمع مدني ماليزية عن رفضها للخطة الأمريكية المزعومة للسلام في الشرق
الأوسط، المعروفة إعلامياً باسم «صفقة القرن».

إذ تجمَّع
ممثلو المنظمات المدنية، في العاصمة كوالالمبور، الجمعة، وأصدروا بياناً مشتركاً
تلاه في مؤتمر صحفي، نائب رئيس المجلس الاستشاري الماليزي للمنظمات الإسلامية،
محمد عزمي عبدالحميد.

عبدالحميد قال
إن «الخطة لا تجلب السلام بأي شكل من الأشكال للفلسطينيين، وهي أسوأ انتهاك
لحقوقهم على الإطلاق». وأضاف: «بكل بساطة، تهدف هذه الخطة إلى إجبار
الفلسطينيين على التخلي عن كفاحهم المشروع المستمر منذ قرن، وحقهم في العودة إلى
وطنهم وحقوقهم السيادية».

كما انتقد
عبدالحميد «الدول الداعمة للخطة المزعومة، لا سيما السعودية والإمارات
والبحرين». وتابع: «هذه الدول تدعم سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل
الرامية إلى مزيد من القضاء على الحقوق الفلسطينية، بدلاً من الدفاع عن الحقوق
التي لا جدال فيها».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى