آخر الأخبارتراند

تمدد وانتشار الطائفة الإنجيلية أو المسيحية الإنجيلية “المسيحية الصهيونية” وما خطورتهم على المسلمين وعقيدتهم بظهور الدجّال وعودة المسيح؟!

"المسيحية الصهيونية"

من روائع الخبير السياسى والمحلل الإقتصادى

دكتور صلاح الدوبى

الأمين العام للمنظمة

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

رئيس إتحاد الشعب المصرى

– نشأة حركة المسيحية الصهيونية
– أسباب انتشار المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية
– أسباب نجاح المسيحية الصهيونية في السيطرة على مراكز صناعة القرار الأميركي
– موقع فلسطين في مشروع المسيحية الصهيونية

إن جميع النبوءات التي يجب أن تتحقق قبل هرمجيدون قد تحققت، ففي الفصل 38 من حزقيال أن الله سيأخذ أولاد إسرائيل من بين الوثنيين حيث سيكونون مشتتين ويعودون جميعهم مرة ثانية إلى الأرض الموعودة. لقد تحقق ذلك أخيرا بعد ألفي سنة، ولأول مرة يبدو كل شيء في مكانه بإنتظار معركة هرمجيدون والعودة الثانية للمسيح
الرئيس الأمريكي الأسبق” رونالد ريجان”

إن الطائفة الإنجيلية أو المسيحية الإنجيلية هي واحدة من الانقسامات الفرعية للمسيحية البروتستانتية. وقد تأسست هذه الطائفة في احضان الأمريكيين البيض بين اعوام 1820 إلى 1830 وهي الآن واحدة من أهم فروع المسيحية المتطرفة للبيض في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة عن سكان الانجيليين في الولايات المتحدة، لكن التقديرات تشير إلى أن ما بين 15٪ و20٪ من المسيحيين الأمريكيين هم من الطائفة الإنجيلية. في البداية، كانت الطائفة الانجيلية تقتصر على الولايات المتحدة فقط ولكنها توسعت في وقت لاحق لتصل الى كندا وبعض الدول الاخرى في أوروبا.

ويُعرف هذا المذهب أيضا بالمسيحية اليهودية أو المسيحية الصهيونية، وأتباع هذه الطائفة لهم علاقات وثيقة جدا مع اليهود بالإضافة إلى التقارب الديني والعقائدي الذي يربطهم.

ويُمكن الاشارة الى أهم العقائد التي تتميز بها الطائفة الانجيلية على النحو التالي:

الإيمان بظهور السيد المسيح مرة ثانية

في كل حين من العالم، تحدث حرب بين الخير والشر، حيث سينتصر الخير بظهور السيد المسيح، ويكون الفلاح للإنجيليين فقط.

الإيمان بالحرب في آخر الزمان أو الـ “ارمجدون” وانتصار المسيح في هذه الحرب واستتباب السلام في العالم.

الإيمان بوجود جثمان النبي سليمان تحت مسجد الاقصى. ويعتقد الإنجيليون أن المسجد الاقصى هو محكمة السيد المسيح ويجب اعادة بناءه.

الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى انشأ البيت المقدس لليهود وان حكومة السيد المسيح سوف تكون في البيت المقدس. بالإضافة إلى ذلك، يعتقدون أن “إسرائيل” والصهيونية هي مخطط من الله تعالى للشرق الأوسط والعالم.

يعتقد الانجيليون أنه مع ظهور الدجال (شخصية شريرة في الطوائف المسيحية والإسلامية)، سيؤمن اليهوديون بالمسيح وسيهاجر جميع اليهوديين إلى فلسطين في آخر الزمان.

ووفقا لمعتقدات هذه الطائفة، يمكن ان نفهم سبب أهمية فلسطين المحتلة وخاصة البيت المقدس المحورية لهذه الطائفة. في الحقيقة أن هذه الطائفة تؤمن بأن البيت المقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة ستكون عاصمة حكومة السيد المسيح في آخر الزمان.

نهج الطائفة الإنجيلية في سياسات الولايات المتحدة الداخلية

تُعرف الطائفة الانجيلية في الولايات المتحدة بكونهم تياراً دينياً متطرفاً ويمينياً، وبالتالي، فإنهم غالبا ما يدعمون التيارات المتطرفة والراديكالية للحزب الجمهوري.

وكانت واحدة من أكثر ردود الفعل انتشارا واثارة لهذه الطائفة، هو ما حدث في عهد رئاسة باراك أوباما الرئيس السابق للولايات المتحدة، حيث عارضوا بشدة وبقوة مشروع أوباما للرعاية الصحية أو ما يُسمى بـ ” أوباما كير”، حيث أن إحدى فقرات هذا المشروع تنص على دفع الحكومة الامريكية تكاليف إجهاض الجنين.

إن الإنجيليين يتبنون فيما يخص الشأن السياسي والاجتماعي، قيم المُحافظين ويعارضون بشدة مؤيدوا إسقاط الجنين، النسويات المسلمات والهبيين.

وبالنظر إلى الأصول البروتستانتية لهذه الطائفة، فإن لأتباع الانجيليين تركيزاً خاصاً على المال والثروة. وطبقا لآراء البروتستانتيين، فإن مصير البشر قبل مجيئهم إلى هذا العالم كان مُعيناً، والدليل على ذلك في هذه الدنيا، هو أن أولئك الذين سيدخلون الجنة بعناية من الله، سيكونون اغنياء وناجحين في هذا العالم. ولهذا السبب، كان ومازال معظم البروتستانت يسعون إلى كسب الثروات والأموال، ومن خلال تخزين ثرواتهم، سيديرون الدولة الرأسمالية الأكثر أهمية وذات الثقافة الرأسمالية في العالم.

ومع أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، يظهر ان الإنجيليين يدعمون الرأسمالية، ويدعمون تقليل ضرائب الأثرياء وكذلك خفض ميزانيات المساعدة الاجتماعية. لذلك، بسبب ثروة دونالد ترامب وخططه للحد من الخدمات الاجتماعية وخفض الضرائب على الأغنياء، قدمت هذه الطائفة دعهما للرئيس ترامب.

أسباب دعم الانجيليين لترامب

لعل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لوكالة البث المسيحية المحلية (CBN)، في 22 مارس، حول اعتقاده بأن “الرب أرسل الرئيس دونالد ترامب من أجل حماية إسرائيل من إيران”، قد يفتح مجالاً للتساؤل حول ماهية المسيحية التي تعتنقها إدارة ترامب.

قبل بومبيو بأشهر، تحديداً في 31 يناير الماضي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، لذات الشبكة الدينية: إنّ “الرب أراد أن يصبح دونالد ترامب رئيساً”، مؤكدةً أن هذا هو السبب الذي جعل ترامب في منصبه.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية فقد اكتسبت التيارات المسيحية المحافظة نفوذاً كبيراً في البيت الأبيض عقب وصول ترامب إلى السلطة، إذ إن بعض هذه التيارات تعقد جلسة أسبوعية لأداء الصلاة المسيحية مع الرئيس ترامب داخل البيت الأبيض.

أصوات إنجيلية

لكن المثير للريبة أنّ ترامب نفسه غير متدين، وتزوج 3 مرات، وكان لديه حانات، وعليه قضايا تحرش، وكل ذلك يزيد من التساؤل لماذا إذاً يرسله الله ليحكم أقوى دولة في العالم؟

في عام 2016 ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن ترامب فاز بنسبة 80% من الأصوات الإنجيلية البيضاء، أي إنه حصل على حصة أعلى مما حصل عليه المرشحان الجمهوريان للرئاسة، ميت رومني وجون ماكين، في الانتخابات السابقة.

لكن حملة ترامب الانتخابية فتحت الباب واسعاً أمام إقبال شديد من الطائفة الإنجيلية للتصويت للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بسبب الخطاب الذي يُعد خطاباً “إنجيلياً” (نسبة للمذهب) فهو في أقصى اليمين المتطرف، معادٍ للمهاجرين والعرب والمسلمين، مؤيد لدولة الاحتلال الإسرائيلي، يَعِدُ بخفض ميزانيات الخدمات الاجتماعية، وتخفيض الضرائب على الأغنياء.

ووفقاً للأصول البروتستانتية للإنجيليين، فإن بروتستانتية ترامب هي واحدة من الأسباب وراء دعم الطائفة الإنجيلية له، علاوة على ذلك يتضح أن الإنجيليين أيضاً يشجعون على الثراء كالبروتستانتيين، وللأثرياء مكانة خاصة لديهم حيث إن ترامب يتمتع بهذه الميزة أيضاً.

ففي يناير 2017 لفت الكاتبة ميشيل غولدبرغ، في صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن ترامب “غير المتدين” هو “حصان طروادة لليمين المسيحي” الذي يريد السيطرة على السياسة الأمريكية.

وفي السياق نفسه، وبعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة اليها، أخذ الإنجيلين في قنواتهم التلفزيونية يتحدثون عن ترامب على أنه مُبارك من الله تعالى، في حين أن ترامب مُبارك اكثر من قبل الصهيونيين، ولهذا السبب يُعتبر هو إحدى الأوراق الرابحة للمخططات الصهيونية الشريرة في المنطقة.

ما هي الكنيسة الإنجيلية وما سر تزايد عدد أتباعها في فرنسا؟

الاختلافات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجيلية؟

منذ عام 1517 بدأ الراهب مارتن لوثر يسعى إلى إصلاح الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي كان ينتمي إليها. ولكنّه عندما فشل في عملية الإصلاح، أسّس تدريجيا كنيسة جديدة وهي الكنيسة الإنجيلية. معظم الأمور التي سعى لوثر إلى إصلاحها داخل الكنيسة وفشل في الوصول إلى مرامه، هي نفسه نقاط الاختلاف التي ما زالت تميز حتى اليوم الطائفتين عن بعضهما البعض. ونذكرهنا بعض أهمّ هذه النقاط:

إدراك معنى الكنيسة

في ما يتعلق بمفهوم كينونة الكنيسة وطبيعتها نجد تصورات مختلفة بين الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية. فالكنيسة الكاثوليكية ترى في ذاتها الكنيسة الوحيدة الحقيقية الوحيدة حول العالم تحت رئاسة بابا الفاتيكان.

على العكس من ذلك لا نجد لدى الإنجيليين اعتقاداً بوجود كنيسة موحدة، وهم ينظرون لجميع الكنائس المسيحية على أنها متساوية.

الكرسي البابوي

لكن الإنجيليين لا يبدون متسامحين فيما يتعلق بنظرة الكاثوليك إلى الكرسي البابوي، وهم يبررون ذلك بأن سلطة البابا تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس.

أمّا الكاثوليك فهم يرون في شخص البابا خليفة للقديس بطرس الرسول، الذي كلفه المسيح برعاية الكنيسة، وبالتالي يكون الكرسي البابوي معينا من السيد المسيح. ويبرر الكاثوليك هذا الاعتقاد بأنّ تكريس البابا مستمر منذ فجر القرن الأول بعد الميلاد وحتى وقتنا الحاضر.

إدراك معنى الكرسي البابوي

إنّ استمرارية ما يعرف باسم “الخلافة الرسولية” أي الكرسي البابوي يأخذ، بشكل عام، أهمية روحية داخل الكنيسة الكاثوليكية. فبسرّ الكهنوت يُعطى كلٌّ من الأساقفة والكهنة والشمامسة روحانية ربّانية خاصة لخدمة الكنيسة. ولذلك تكون خدمة القساوسة والمكرسين أعلى من خدمة العلمانيين بالنسبة للكاثوليك.

أمّا في الكنيسة الإنجيلية فلا يوجد كرسي بابوي أو أية مهمة روحية لشخص ما. والعمل الكهنوتي هو مجرد وظيفة، أرادها الله. ومن حيث المبدأ لا يكون الأمر مقتصراً على أشخاص معينين فقط، وإنما يمكن تطبيق هذه الدالة على كل مؤمن.

القربان المقدس أو العشاء السري

حد الفروق الكبيرة والمؤثرة سلباً بشكل كبير على الحوار المسكوني، يتعلق بمفهوم سر الإفخارستيا، أو سر القربان المقدس. وتعود جذور هذا الطقس في التقليد المسيحي إلى العشاء الأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه عشية صلبه.

والطوائف مختلفة في تفسير هذا السرّ الديني. فعند الكاثوليك لا يحق إلاّ للقساوسة أن تقديّم القربان المقدّس، لأنه وحده باسم يسوع المسيح قادر على تحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه . ولا يسمح إلا للكاثوليك بالتناول من هذا السر المقدس.

وعلى العكس من ذلك يحق لدى الإنجيليين لكل معمّد المشاركة في تقديم القربان المقدس إلى المؤمنين. وهذا هو سبب رفض الجانب الكاثوليكي في مشاركة الإنجيليين في العشاء السري وفي تقديم القربان المقدس في صلاة واحدة.

عدا عن ذلك هناك اختلاف بين الطائفتين في مفهوم القربان المقدس، فعند الكاثوليك يكون تقديم القربان المقدس بمثابة تكرار لذبيحة يسوع المسيح وتضحيته من أجل خلاص البشر، وعند الإنجيليين هو فقط عبارة عن إحياء ذكرى موته وقيامته، ويكون بذلك جمع المشاركين في تقديم القربان المقدس هو الأساس.

مريم العذراء، تبجيلها وقداستها

الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تبجّل مريم العذراء، والدة المسيح، وتقدّسها وتعتبرها “ملكة السماء”. وبما أنه لا يوجد دليل قاطع في الكتاب المقدس يؤكّد هذه السمات أو يؤكد العقائد التي تقول إنّ مريم العذراء تخلصت من الخطيئة الأولى أو أنها صعدت إلى السماء بالجسد، فالأمر يواجه رفضاً من جانب الإنجيليين.

عدا عن ذلك، فإنّ الكنيسة الكاثوليكية تمارس تبجيل القديسين، حيث ترجو من رحل من البشر عن دنيانا وطُوِّب بعد موته قديساً الشفاعة للمؤمنين عند الرب. وينتظر كثير من المؤمنين معجزات أكثر من أربعة آلاف من القديسين ويتشفعون بهم.

ومن ناحيتها ترفض الكنيسة الإنجيلية تبجيل القديسين رفضاً قاطعاً مبررة ذلك بأن ليس له وجود في الكتاب المقدس. وحسب الكنيسة الإصلاحية يجب على كل مؤمن أن يصلي مباشرة للرب وأن يطلب منه الشفاعة مباشرة.

إلزامية البتوليّة

إنّ حياة البتوليّة بعيداً عن كل ملذات الحياة كالزواج وممارسة الجنس يعرف عند كثير من الأديان وكذلك عند الكاثوليك والإنجيليين. ولكنه في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية واجب إلزامي للكهنة وللأساقفة، إذ ينظر إليه على أنه خليفة ليسوع المسيح.

لكن الكنيسة الإنجيلية ترفض إلزام القساوسة بحياة البتوليّة. ففي عام 1520 دعا مارتن لوثر إلى إلغاء هذا القانون. وفي عام 1525 ساهم بنفسه في خرق هذا الواجب الكنائسي وتزوج من الراهبة السابقة كاتارينا فون بورا وأسّس معها أسرة. وفي الوقت نفسه أوجد الراهب الإصلاحي “بيت القسيس الإنجيلي”، والذي ما زال قائماً إلى يومنا هذا وأضحى سمة من سمات الكنيسة الإنجيلية. والجدير بالذكر أنّ البتوليّة ما زالت موجودة في الكنيسة الإنجيلية، ولكنّه أمر طوعيّ ويمارس حتّى الآن في بعض الرعيات.

العلاقة مع العرب و “إسرائيل”

ربما يعلم ترامب تماماً أنّ خسارة تأييد هذه الطائفة تعني خسارة فترة الرئاسة الثانية، لذلك سعى جاهداً منذ بداية انتخابه إلى اعتماد قرارات تزيد من تأييد الإنجيليين له، فكان أكثر تصميماً على قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، على الرغم من خطورة هذه الخطوة، لكنها كشفت أنّ أكثر من 80٪ من الإنجيليين راضون عن أداء ترامب وحكومته.

ويؤمن كثير من الإنجيليين بأن المسيح سينزل إلى الأرض لينشئ مملكة الله التي ستستمر ألف سنة من السعادة، كما يؤمنون بأن “إسرائيل” هي العامل المسرع لأحداث نهاية الزمان، ولذلك فإن دعمها يجب أن يكون من ثوابت السياسة الأمريكية.

وتؤمن الطائفة الإنجيلية بالحرب في آخر الزمان، أو الـ “أرمجدون”، وانتصار المسيح في هذه الحرب، واستتباب السلام في العالم، كما يعتقدون بأن الله أنشأ بيت المقدس لليهود، وأن حكومة السيد المسيح سوف تكون في بيت المقدس بفلسطين المحتلة.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، زار وفد إنجيلي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعيد أزمة المملكة في جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بإسطنبول التركية، مضيفةً أنهم ليسوا مجرد إنجيليين؛ “بل هم المستشارون الإنجيليون للرئيس ترامب”.

وأشارت الصحيفة إلى أن قادة الإنجيليين البيض يبذولون جهوداً دبلوماسية في عدة بلدان عربية، فقد التقى الوفد نفسه الذي زار ولي العهد السعودي بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة خلال نوفمبر 2017. وفي رحلتهم إلى السعودية في نوفمبر الماضي، توقف الوفد أولاً في الإمارات أربعة أيام، التقى خلالها قادة الدولة، قبل أن يتوجه إلى السعودية تلبية لدعوة محمد بن سلمان.

أدبيات هذه الحركة يجب أن نفهم الأساس.. النظرية الأساسية للمسيحية من.. من موضوع اليهود، وهي نظرية وضعها القديس أوغسطين تقول في.. تقوم على ثلاثة مبادئ:

المبدأ الأول: أن الأمة اليهودية انتهت بمجيء المسيح.

المبدأ الثاني هو: أن الله طرد اليهود من فلسطين عقاباً لهم على صلب المسيح.

المبدأ الثالث هو: أن النبوءات التي تتحدث عن عودة اليهود قد تحققت بعودتهم من بابل على يد الإمبراطور الفارسي (قورش) وأن هذه الأمور انتهت.

هذا الموقف المبدئي للكنيسة المسيحية بشكل عام، الآن الذي حدث فيما بعد، في عام 1607 نشر لاهوتي يهودي في بريطانيا اسمه (توماس برايتمان) نشر كتاباً يُدعي (أبوكالبسيس أبوكالبسيس) يقول فيه في المبدأ ويفلسف المنطق: أن الله يريد عودة اليهود إلى فلسطين لعبادته من هناك لأنه يحب أن يعبد من هناك، هذا الموضوع رن في أذن بعض المشتغلين في قضايا لاهوتية سياسية، في ذلك الوقت كان اليهود يتعرضون إلى اضطهاد في روسيا القيصرية وفي بعض دول أوروبا الشرقية وكانوا يلجئون إلى أوروبا الغربية.

للتخلص من هذه الهجرة قالوا لماذا لا نستعمل هذه النظرية من أجل تحويل الهجرة بدل أن تأتي إلينا نوجههم إلى فلسطين، وبالتالي من خلال هذه النبوءات الدينية.

من ذلك الوقت، فأخذت هذه العملية.. لكن النظرية الدينية الجديدة وجدت من يتلقفها ومن يؤمن بها حقاً، لم تعد مجرد عملية استغلال سياسي، أصبحت هناك مدرسة دينية لاهوتية قائمة عليها منذ ذلك الوقت المبكر، ونجد أنه في عام 1649 لاهوتيان بريطانيان كانا يعيشان في هولندا وجها رسالة إلى الحكومة البريطانية يطلبان فيها أن يكون لبريطانيا شرف نقل اليهود على البواخر البريطانية إلى فلسطين تحقيقاً للإرادة الإلهية بوجوب عودتهم إلى هناك، الآن لماذا عودتهم إلى هناك؟ النظرية قامت على أساس أن للمسيح عودة ثانية، ولهذه العودة شروط لابد من توافرها، المسيح لن يظهر.. لن يعود إلا إلى مجتمع يهودي، ولن يظهر إلا في صهيون، ولذلك فإن.. فإنه تحقيقاً للإرادة الإلهية بتسهيل وتسريع العودة الثانية للمسيح..لابد من تجميع اليهود، لابد من إقامة صهيون حتى يظهر بينهم.

الحقيقة اللي صار فيه تطوير للنظرية.. تغيير هو في يعني مشهور إنه إنجيل سكوفلد.. (سايلس سكوفلد) اللي هو وضعه في.. بعام 1903.

يعني مش بمعنى الإنجيل الديني، لكن هو الذي يضع الفلسفة التنفيذية لهذه النظرية و.. وأصبح مرجعاً لهذه الحركة، سكوفلد هو الحقيقة أخذ هذه المبادئ عن لاهوتي أيرلندي جاء إلى أميركا وإلى كندا في مطلع.. في أوائل القرن التاسع عشر يُدعى (نيلسون ديربي) فخلافاً لنظرية القديس أوغسطين وضع سكوفلد على أساس مدرسة ديربي..وضع نظرية جديدة تقول بأن لله مملكتان.. مملكتين، مملكة على الأرض هي إسرائيل ومملكة في السماء هي الكنيسة، وبالتالي فإن على كل مسيحي أن يعمل على تحقيق الإرادة الإلهية بإقامة مملكته على الأرض، وانطلقت من هنا هذه الحركة.ولذلك الصهيونية الآن غير مرتبطة بالديانة اليهودية بقدر ما هي مرتبطة بكل من يعمل من أجل الصهيونية.

المجتمع الأميركي مجتمع متدين، الإحصاءات الأخيرة منشورة في مجلة “الإكونيمست” (Economist) العدد الأخير في “الإكونيمست” يقول: إن 14% فقط من الأوروبيين الغربيين يذهبون إلى الكنيسة مرة في الأسبوع، 12% يذهبون في.. من أوروبا الشرقية، في أميركا 47%..

هم معنيين بالشرق الأوسط، ولذلك فإن دورهم في.. في المطبخ السياسي الأميركي التأثير على القرار الأميركي فيما يتعلق بالشرق الأوسط تحديداً، حتى أنه أيام ريجان كان (بات روبرتسون) وهو أحد قادة هذه الحركة كان يحضر كل اجتماع يعقده مجلس الأمن القومي الأميركي حتى يأتي قرار المجلس متوافقاً مع النبوءات الدينية فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وجريس هلسل أشارت إلى هذا الأمر في كتابها الأول “النبوءة والسياسة”.

فالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط تتجاوز مصالحها، وتعتبر أن هناك النظرية التي تقول بأن مساعدة إسرائيل والالتزام بها ليس أمراً سياسياً، ولا يقع في إطار حسابات المصالح السياسية أو الاقتصادية، إنه تنفيذ وممارسة عبادية، تنفيذاً لتعاليم إلهية ولذلك هذا الإيمان يجعل صاحب القرار الأميركي مضطراً إلى تجاوز المصالح الأميركية عندما يتخذ قراراً يتعلق بأمن إسرائيل أو مستقبل إسرائيل أو بصراع إسرائيل مع الدول العربية.جيري فولويل هذا مستشار بوش وأحد زعماء المسيحيين الصهاينة يقول: يجب على المسيحية الصهيونية أن تقوم بتدمير العالم وإشعال الحروب فيه حتى يجد المسيحيين الصهاينة مكاناً لهم في جنة جديدة وعالم جديد، معنى ذلك أن المسيحية الصهيونية هي التي تقف وراء تأجج الحروب في المنطقة ووراء الإعداد للحرب المرتقبة الحالية ضد العراق مثلاً.

هم يؤمنون بحتمية وقوع معركة هرمجدون، وهرمجدون، هي نسبة إلى اسم سهل (مجدُّو) هو الذي يقع بين عسقلان على المتوسط والقدس، نظريتهم تقول بأن أعداء الله الذين هم نحن بنظرهم، وكل من لا يؤمن بالعودة الثانية للمسيح سيقومون بهجوم على إسرائيل، وستقع معركة يصفونها بأنها نووية تدميرية مدمرة يقتل الملايين من الناس فيها وعلى أساس هذه المعركة بعد أن تنتهي ويقتل معظم اليهود ولا يبقى منهم سوى 114 ألف يظهر المسيح بالجسد فوق أرض المعركة، ويُصعِّد إليه المؤمنين به، ثم ينزل هو والمؤمنون إلى الأرض، ويحكم الأرض لمدة ألف عام يسمونها الألفية، حيث تتحقق العدالة المطلقة -التي وردت في إحدى خطابات.. أحد خطابات الرئيس بوش- فهذه المعركة يعني يعتبرون هم يسمونها.. أنا ترجمتها بمعنى الكنيسة التدبيرية، بمعنى أنها تعتقد أو تؤمن بأن كل شيء مدبر، المعركة المصيرية التدميرية للإنسانية من سهل مجدُّو.. هرمجدون هي إرادة إلهية لابد من وقوعها حتى يأتي المسيح، ولذلك تجد أن العقدة الأساسية التي تدور حولها كل نظرية هي العودة الثانية للمسيح، أما مصير الإنسانية مصير البشر، فهذا كله لا قيمة له، طالما أنه يمهد لهذه..

لمعالم، كما نشرته مجلة “إيجونيم” -الحقيقة بمعنى الحقيقة بالعبرية- الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث الاستراتيجية الإسرائيلية، يقول: بأن العالم العربي الإسلامي من باكستان حتى المغرب هذا العالم سيبقى مصدراً للمشاكل للعالم، لأن الخريطة السياسية فيه لم تراعِ التنوع الإثني والمذهبي والطائفي، ولذلك فإنه و حتى يستقر العالم وحتى تنتهي المشاكل من هذه المنطقة يجب إعادة النظر في الخريطة السياسية لهذه المنطقة بحيث يكون لكل مجموعة إثنية أو دينية أو مذهبية كيان خاص بها، يعني للبربر كيان، وللأكراد كيان، وللأقباط كيان، ولجنوب السودان كيان، الشيعة فيها تركيا لن تنجو لا.. لا تركيا ولا أي دولة إسلامية عربية في كل هذه المنطقة بما في ذلك إيران إلا وتأخذ حصتها من عملية الشرذمة والتقسيم حتى أن العالم العربي -لا سمح الله- قد يبكي على سايكس بيكو، لأن المشروع الجديد هو تقسيم المقسَّم وتجزئة المجزأ إلى دول فتات تكون إسرائيل الأقوى -كدولة دينية عنصرية- تكون الأقوى والمسيطرة على المنطقة، ويتحقق الأمن الاستراتيجي لإسرائيل من خلال إضعاف المنطقة كلها وليس بقوتها الذاتية.

حجم نفوذ المسيحية الصهيونية في المجتمع الأميركي وتأثيرها فيه؟

من حيث العدد، يقال إن عددهم حوالي 40 مليون المنتسبين إلى هذه الحركة، لكن أهمية الموضوع ليست في العدد فقط، إنما في نوعية الناس من عسكريين، دبلوماسيين أعضاء بالكونجرس في الإدارة الأميركية، لكن فوق ذلك كله هذه الحركة تتمتع بنفوذ إعلامي غريب جداً..محطات تليفزيونية.

مصادر

جريس هالسل، كاتبة أمريكية، اختارها الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون للعمل مع في البيت الأبيض، نشأت جريس نشأة دينية في أُسرة مُتدينة مسيحية، كانت أُمنيتها أن تذهب إلى فلسطين، أرض الميعاد، التي تؤمن ككل المسيحيين أن المعركة الأخيرة ستكون هناك، وعندما ذهبت هناك مع بعض الزعماء الإنجيليين، سجلت كل مشاهدتها ومذكراتها في كتاب (النبوءة والسياسة .. الإنجيليون العسكريون والطريق إلى الحرب النووية ).

المسيحية الصهيونية للمفكر محمد السماك

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى