منوعات

هل سيصبح الكشف عن السرطان ممكناً قبل عدة سنوات من ظهور أعراضه؟ دراسة جديدة قد تغير واقع هذا المرض

تختلف أعراض السرطان باختلاف نوعه، وعموماً ما إن يتم تشخيص المرض حتى تبدأ رحلة العلاج الطويلة التي غالباً ما تكون غير فعالة كفاية إذا تم الكشف عن المرض بوقت متأخر، لكن ماذا إن كان بإمكاننا الكشف عن السرطان قبل سنوات عدة من ظهور أعراضه؟

هذا بالفعل ما كشفت عنه دراسة حديثة، فمن خلال تتبع الطفرات الجينية التي تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، اكتشف العلماء إمكانية التنبؤ بالإصابة بالسرطان حتى قبل سنوات عدة من ظهور أعراض المرض.

استندت هذه الدراسة على عينات من أكثر من 2500 ورم وأكثر من 38 نوعاً من السرطان، وبناء عليها قد يصبح من السهل على العلماء الكشف عن المرض بمرحلة مبكرة جداً، بحسب ما ورد في صحيفة The Guardian البريطانية. 

كلما تأخر الكشف عن مرض السرطان قلت فرص المريض في مكافحة المرض والعيش لفترة أطول، أما الكشف المبكر عن المرض فسيخفض من تكاليف علاجه من ناحية ويجعل العلاج فعالاً أكثر من ناحية أخرى.  

تعتبر هذه الدراسة الأشمل لعلم الجينات في السرطان حتى الآن، وهي جزء من مشروع يطلق عليه اسم Pan-Cancer Analysis of Whole Genomes.

اكتشف القائمون على هذه الدراسة أن السرطان قد يسبب تغييرات جينية لدى المريض في مرحلة مبكرة جداً قبل سنوات عديدة من ظهور أعراض المرض.

وبالتالي من الممكن التنبؤ بإصابة أحدهم بالسرطان مستقبلاً حتى لو كانت أنسجته طبيعية تماماً من خلال تتبع هذه التغيرات الجينية التي تظهر على المريض بشكل مبكر جداً.

وبحسب العلماء فإن فك شفرات هذه الأنماط الجينية سيساعد على تطوير اختبارات تشخيصية جديدة ومتطورة يمكنها التعرف على علامات الإصابة بالسرطان قبل ظهور أعراضه، مما يساعد المريض على تدارك الموضوع والتغلب على المرض في وقت مبكر.  

بالرغم من أهمية الاكتشاف الذي خلصت إليه هذه الدراسة، إلا أنه مع الأسف لن يغير واقع فحوصات السرطان في التو واللحظة.

لكنه مع ذلك يشير إلى إمكانية التعرف إلى المرض في وقت أبكر بكثير من السابق.

بحسب ما كشفت الدراسة فإن هذه التغييرات أو الطفرات الجينية التي تدلنا بشكل مبكر على وجود السرطان تحدث فقط في 9 من جينات الإنسان.

من الممكن في المستقبل أن نلتقط هذه الطفرات باستخدام ما يعرف باسم الخزعات السائلة، وهي اختبارات جينية تتعرف على الطفرات في الحمض النووي الحر العائم في الدم الذي يمكنه أن يشير إلى وجود أورام في مكان ما من الجسم.

إذ يمكن التعرف على هذه الطفرات المبكرة وإجراء بعض أنواع التصوير الحساسة على المرضى أصحاب النتائج الإيجابية.

أو ربما في المستقبل، يمكن تحديد طرق تستهدف حقاً هذه الخلايا وتجعلها تنير في إحدى طرق التصوير، أو حتى تقتلها دفعة واحدة، إلا أن هذه الطريقة للتخلص من الخلايا السرطانية في الوقت الحالي تعتبر مجرد خيال علمي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى