آخر الأخبار

مساعٍ تركية لتحسين العلاقات مع واشنطن.. وفد برلماني يزور العاصمة الأمريكية لبحث أزمة إس-400 وملف سوريا

مع توتر العلاقات التركية-الروسية إثر الهجوم السوري المدعوم من موسكو
لاستعادة السيطرة على إدلب، والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 10 جنود أتراك ونزوح
800 ألف سوري إلى الحدود مع تركيا منذ ديسمبر/كانون الأول 2019، بدأت تركيا
والولايات المتحدة تبحثان عن فرص لتحسين علاقتهما.    

تقرير موقع Al-Monitor الأمريكي كشف أن وفداً
من البرلمانيين الأتراك زار واشنطن، هذا الأسبوع؛ للاجتماع بمشرّعين وصحفيين وخبراء
أمريكيين، والإعراب عن الآمال في تجاوز الدولتين، الحليفتين منذ 70 عاماً، تهديدات
الكونغرس الأمريكي بفرض عقوبات على أنقرة بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي
الروسية “إس-400” ودخول شمال شرقي سوريا في الخريف الماضي؛ لدفع القوات
الكردية السورية بعيداً عن الحدود التركية-السورية. 

مساعٍ تركية للتفاوض مع واشنطن: في مؤتمر صحفي
بالسفارة التركية بتاريخ 12 فبراير/شباط، قال فولكان بوزكير، رئيس لجنة العلاقات
الخارجية في البرلمان التركي وعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم: “ليست هناك
إجابة بـ(لا) في الدبلوماسية”.

حيث قال بوزكير، وهو دبلوماسي سابق: “كل شيء قابل
للتفاوض”. 

إلى ذلك، تزامنت زيارة الوفد البرلماني التركي لواشنطن مع زيارة
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري لتركيا، حيث أعطى تقييماً متفائلاً
للتقارب في وجهات النظر التركية-الأمريكية فيما يتعلق بسوريا وليبيا.  

دعم أمريكي لتركيا: من جانبهم، أشاد البرلمانيون الأتراك
بإعراب واشنطن عن دعمها لتركيا وسط هجوم إدلب وإدانتها للهجوم السوري وفشل روسيا
في منعه.

في حين احتج البرلمانيون كذلك ضد احتمال فرض الكونغرس عقوبات على
أنقرة، وضمن ذلك بموجب قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات لعام 2017.
وأشاروا إلى أنَّ إدارة ترامب نفسها عارضت سنَّ هذه العقوبات التي اقترحها رئيس
لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والنائب الجمهوري من ولاية أيداهو، جيم ريش،
وكبير النواب الديمقراطيين في المجلس بوب مينينديز من نيوجيرسي، في وثيقة من سبع
صفحات أرسلتها وزارة الخارجية إلى المُشرعين الأمريكيين في ديسمبر/كانون الأول،
وكان لصحيفة The Daily Beast السبق في نشرها.

موقف ترامب من تركيا: في هذا الصدد، قال آرون شتاين، الخبير في
الشأن التركي ورئيس برنامج الشرق الأوسط بمعهد Foreign
Policy Research Institute، في تصريح لموقع Al-Monitor الأمريكي: “ترامب
يمثل لهم جدار الحماية، والوحيد الذي ليس على استعداد لمعاقبتهم”، في إشارة
إلى تركيا.  

أما عن موعد لجوء الإدارة الأمريكية إلى قانون مواجهة أعداء أمريكا من
خلال العقوبات، قال شتاين متأملاً: “الأمر مبهم، فترامب بحاجة لتنفيذه.
فالمرحلة الحرجة التالية من الأزمة ستكون في أبريل/نيسان حين تُفعِّل تركيا صواريخ
إس-400 التي اشترتها”.

لكن يقول الديمقراطيون في الكونغرس إنَّ فترة الهدنة الحالية
مؤقتة. 

إذ قال أحد مساعدي النواب الديمقراطيين، في حديث لموقع Al-Monitor، اشترط عدم الكشف عن هويته: “ناقشنا
مؤخراً كيفية إعادة تركيز انتباه الكونغرس على عقوبات إس-400. إنها واحدة من
الملفات القليلة التي يساند بعضنا بعضاً فيها… هناك كثير من الإرادة للضغط على
البيت الأبيض وإشعاره بالذنب إلى أن يتخذ القرار الصحيح”. 

لكن مساعداً ديمقراطياً آخر سابقاً بالكونغرس قال إنه يشعر بأنَّ زعيم
الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، قد يمنع طرح مشروع قانون العقوبات للتصويت
أمام المجلس.

نتائج اللقاءات والمفاوضات: من جانبه، قال أيكان
إرديمير، وهو برلماني معارض تركي سابق يرأس برنامج تركيا في The
Foundation for Defense of Democracies، إنَّ المشرعين الأتراك ربما يزورون واشنطن
في وقت مناسب جداً، لكن من غير المرجح أن ينجحوا في استمالة الكونغرس تماماً
وتبديد مخاوفه العميقة عن نهج تركيا.

قال إرديمير، في تصريح لموقع Al-Monitor: “ترى الحكومة
التركية أنَّ هذه لحظة مناسبة قد يكون لها فيها متعاطف بواشنطن. وهذا يمنحها أيضاً
فرصة أفضل لبناء حُجة ضد العقوبات التي قد تُفرَض عليها بموجب قانون مواجهة أعداء
أمريكا، وكذلك الغرامات المحتملة والدعوى القضائية في دائرة نيويورك الجنوبية ضد
المصرف العام التركي Halkbank. ومن ثم، يتصدر جدول
أعمال أردوغان في عام 2020: تجنب قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات
وغرامات Halkbank”. 

تابع إرديمير: “يعرف أردوغان أنه قد يحظى بعلاقة مباشرة جيدة مع
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يشاركه نهجه في التعامل الفردي مع السياسة
الخارجية. لكن مع الكونغرس، يعرف أردوغان أنه يتعين عليه التواصل على جبهات
متعددة. ومن ثم، تنفق الحكومة التركية ملايين على جيش من جماعات الضغط”.

أشار إرديمير: “في المرحلة الحالية، تنقسم استراتيجية ترامب إلى
شقين: إذا أُجبِر على فرض عقوبات على أنقرة بموجب قانون مواجهة أعداء أمريكا،
فسيفعل ذلك بأبطأ وسيلة ممكنة وسيختار أخف العقوبات
المقترحة”.   

فرصة فريدة لواشنطن: تابع أيكان إرديمير، وهو برلماني تركي
معارض تركي، أنه بالنظر إلى التوترات الحالية في العلاقات التركية-الروسية،
“فمن الطبيعي تماماً أن ترى واشنطن هذه فرصة فريدة لإعادة تركيا إلى عباءة
التحالف العابر للأطلسي”. لكن إرديمير لديه نظرة سلبية عن فرص نجاح الجهود
الأمريكية في تقريب تركيا.

لكن على الأقل إلى الآن، تحظى تركيا بتعاطف ترامب وبابه المفتوح، والذي أظهر أيضاً ميله إلى فكرة أنَّ كل شيء قابل للتفاوض في مقابل سعر، وفق ما قاله أيكان إرديمير.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى