آخر الأخبار

الخسائر تخطت 32 مليار إسترليني خلال دقائق.. شركات عالمية وقعت ضحية حرب أسعار النفط السعودية

أدَّت حرب الأسعار التي شنَّتها المملكة العربية السعودية إلى الإطاحة
بمليارات الدولارات من القيمة السوقية لكبرى شركات صناعة النفط، بعدما سجّلت أسواق
النفط انخفاضاً يُعد أحد أكبر وقائع انخفاض الأسعار في التاريخ. 

وقد أدَّى قرار أكبر دولة منتٍجة للنفط في العالم زيادة إنتاجها -حتى
حينما عرقل تفشي فيروس كورونا مسيرة الطلب العالمي على النفط- إلى انخفاض بنسبة
30% في أسعار النفط صباح الإثنين 9 مارس/آذار 2020، وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

تفاصيل أكثر عن أسعار النفط: تسببت الهزَّة
الهائلة التي لحِقت بأسعار النفط في خسارة عملاقَي النفط بالمملكة المتحدة Royal Dutch Shell وBP أكثر من 32 مليار جنيه
إسترليني من القيمة السوقية المجمعة، خلال دقائق من افتتاح التداول في بورصة لندن.

في حين دفعت الشركتان مؤشر فوتسي 100 البريطاني للأوراق المالية إلى
أشد انخفاض شهده منذ الأزمة العالمية في عام 2008، إذ انخفض المؤشر بنسبة 8.3% في
خضمّ المخاوف المتنامية بشأن الآثار الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا، وبحلول
الظهيرة، بلغت نسبة الانخفاض 6.8%.

أما في التعاملات المبكرة، فخسرت شركة Shell خُمس قيمتها السوقية، كما
تراجعت أسهم شركة BP البريطانية بنسبة 27%،
بعد أن سجَّل سعر النفط القياسي العالمي أشدّ انخفاض له منذ حرب الخليج في عام
1991.

مخاوف من إفلاس شركات: يخشى خبراء صناعة النفط من أن حرب الأسعار
المديدة قد تؤدي إلى إرغام الشركات على إعادة النظر في أرباحها، وإعلان إفلاس
شركات تجارة النفط الأصغر. 

إلى ذلك وبحلول منتصف الصباح، بلغت قيمة شركة BP، التي قُدِّرت قيمتها
بنحو 104.33 مليار دولار أمريكي يوم الجمعة، 83.47 مليار دولار أمريكي، بعدما
انخفض سعر سهمها بنحو 20%، ليبلغ 322 بنساً إسترلينياً للسهم، وهبطت قيمة أسهم
شركة Shell المُدرجة في بورصة لندن بما يزيد على 13%،
لتبلغ قيمة السهم 13 جنيهاً إسترلينياً (17.8 دولاراً أمريكياً). وهو ما أطاح
فعلياً بـ16.8 مليار جنيه إسترليني (22.05 مليار دولار أمريكي) من قيمة الشركة،
التي تقدَّر الآن بـ108 مليارات جنيه إسترليني (141.7 مليار دولار أمريكي).

أما على مؤشر فوتسي 250، فتراجعت أسهم شركة Premier
Oil بنسبة 51%، في حين تراجعت أسهم شركة Tullow
Oil بنسبة 26%.

مستقبل غامض: وتواجه شركات النفط عاماً يعتريه الغموض، بعد تفشي فيروس كورونا في
الصين، والذي أطاح بتوقعات نمو صناعة النفط لهذا العام، كما قد يتسبب في تقلص
الطلب على النفط.

حيث حذَّر المحللون لدى شركة Redburn من أن حرب الأسعار
الممتدة ستة أشهر، قد تؤثر سلباً في أرباح شركات النفط، وهو ما قد يُنهي زمن
توزيعات الأرباح لمصلحة المستثمرين في أسهم الشركة.

وتعدّ شركة Shell وشركة النفط العملاقة
الأمريكية ExxonMobil أكثر الشركات المُعرضة
للانهيار في السوق؛ نظراً إلى ارتفاع سعر التعادل لديهما. وقال المحللون إن إكسون
تحتاج سعر نفط يبلغ نحو 74 دولاراً للبرميل؛ لتغطية تكاليفها دون أرباح، في حين
تحتاج شل 65 دولاراً للبرميل لبلوغ التعادل. وتعتبر شركة BP أقوى نسبياً بفضل سعر
تعادل برميل النفط البالغ 53 دولاراً.

آثار كورونا الاقتصادية: وقد أسفرت الآثار
الاقتصادية لفيروس كورونا عن انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى خلال عام واحد،
بتدنّيه إلى ما يقل عن 50 دولاراً للبرميل خلال الأسبوع الماضي، بعدما بدأ العام
بسعر 69 دولاراً تقريباً. ورغم ذلك، فإن قرار المملكة العربية السعودية شن حرب
أسعار ضد منافسيها على الساحة النفطية من خلال زيادة إنتاج النفط، قد أسفر عن
انهيار الأسعار إلى 33 دولاراً للبرميل هذا الصباح.

وقد تؤدي حرب الأسعار السعودية إلى انخفاض أسعار النفط إلى ما يقل عن
30 دولاراً للبرميل، للمرة الأولى منذ انهيار أسعار النفط عام 2016، وفقاً لخبراء
متخصصين بسوق النفط لدى شركة S&P Global Platts.

انهيار سوق النفط: كانت منظمة أوبك النفطية، بقيادة المملكة
العربية السعودية، تأمل تجنُّب انهيار سوق النفط من خلال خفض إنتاج النفط تماشياً
مع انخفاض الطلب. لكن المحادثات في هذا الصدد قد أخفقت يوم الجمعة، بعدما رفضت
روسيا خفض إنتاجها. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، حددت الرياض خططاً لزيادة إنتاج
النفط وبيعه للعملاء الرئيسيين بسعر مخفض، في خطوة يعتقد المحللون أنها مُعدَّة
خصوصاً لتأكيد هيمنتها على سوق النفط.

حيث قال شين كيم من شركة S&P Global Platts: “تشير جميع الدلائل إلى رغبة المملكة
العربية السعودية وروسيا في إلحاق أكبر قدر من الأذى، لا سيما للدفع باستجابة
سريعة قدر الإمكان من جانب منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة وكذلك بعضهما
البعض”.

من جانبه قال بيورنار تونهاوجن، مدير أبحاث سوق النفط لدى شركة Rystad Energy، إن تقلُّب السوق الناجم عن
“استراتيجية الصدمة والرعب” في المملكة العربية السعودية قد يدفع إلى
“إفلاس الشركات التجارية”، في حين ستنتعش الشركات الأخرى.

تونهاوجن أضاف في تعليقه: “إن الجشع والخوف يحركان السوق، ولكن
بين تلك المشاعر، الخوف هو الأقوى مرة أخرى”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى