آخر الأخبار

عقار استُخدم في علاج إيبولا مرشح للاستخدام في القضاء على فيروس كورونا

بينما أعلنت
منظمة الصحة العالمية، الأربعاء 11 مارس/آذار 2020، فيروس كورونا وباء عالمياً،
سرعت شركة تكنولوجيا حيوية أمريكية إنتاج عقارٍ تجريبي صار جزءاً حيوياً من الآمال
في الوصول إلى علاجٍ فعال لفيروس كورونا، من خلال تطوير مجموعة من العقاقير، منها
عقار استُخدم في علاج الإيبولا.

حسب تقرير
لصحيفة The Guardian البريطانية، نُشر
الثلاثاء 10 مارس/آذار، من المقرر أن تُنشر نتائج أول تجربةٍ سريرية لعقار Remdesivir
الطبي المُضاد لمرضى “كوفيد-19” في الشهر المقبل، وفقاً لشركة Gilead Sciences،
التي يُقال إنها سرَّعت صناعة العقار؛ لزيادة إمداداتها “بأقصى سرعةٍ
ممكنة”.

التقرير أشار
إلى أنه مع تكشُّف تفشي فيروس كورونا، انطلقت قرابة 300 تجربة منفصلة على مختلف
العقاقير والعلاجات التجريبية، في ظل غياب أي علاجات ثابتة. 

ينظر كثيرون
إلى Remdesivir،
الذي طُوِّر في الأصل لعلاج الإيبولا، بوصفه المُرشح الأبرز وواحداً من العقاقير
القليلة التي تحظى بإمكانيةٍ معقولة لمساعدة المرضى على المدى القريب.

إذ قال تيموثي
شيهان، عالم الفيروسات الذي درس العقار في جامعة كارولينا الشمالية: “بوصفه
علاجاً، يُفترض أن يكون قادراً على تخفيف حدة المرض، وإنقاذ أرواح المحتجزين
بالمستشفيات، والحد من انتشار المرض في المجتمع إجمالاً”. لكنه أضاف أن
استخدام العقار على نطاقٍ واسع في الوباء المُتكشف “يتوقف على نجاحه أو فشله
في التجارب”.

في أثناء
انتظار تلك النتائج، شرع الأطباء بالولايات المتحدة والصين وإيطاليا في استخدام Remdesivir
بدافع الرحمة؛ لعلاج أعداد صغيرة من المرضى في حالاتٍ مُتأخرة من
“كوفيد-19”. وتعافى أول مريضٍ أمريكي، وهو رجلٌ في الـ35 من عمره في
مقاطعة سنوهوميش بواشنطن، لكن التجارب الكاملة ضرورية لتحديد ما إذا كان العقار
سيخفف حدة الأعراض ويقلل أعداد الوفيات.

كما أقر ديفيد
هو، الأستاذ بجامعة كولومبيا وأخصائي الأمراض المعدية، بأن Remdesivir هو المرشح الأقرب. إذ قال: “في
نيويورك، لدينا حالةٌ واحدة في المستشفى الآن، ونحاول الوصول إلى عقارٍ لمريضنا الذي
يعاني بشدة”. وكان الفريق في انتظار ردٍّ من الشركة على طلب المستشفى استخدام
العقار بدافع الرحمة. وقيل للأطباء في المملكة المتحدة، إن هناك إمدادات محدودة من
عقار Remdesivir
تتوافر عند الطلب.

يجري تقييم
العقار في عدة تجارب، وبدأت أول اثنتين منها في علاج مرضى من الصين أوائل شهر
فبراير/شباط، في حين تُعالج تجربةٌ أخرى المرضى الأمريكيين. ومن المقرر إطلاق
تجربتين إضافيتين الشهر الجاري، في آسيا وغيرها من الدول التي بها أعداد كبيرة من
مصابي “كوفيد-19″، وستجري المقارنة فيهما بين جرعتين مختلفتين من
العقار، في حين من المتوقع أن تصل التقارير أوائل مايو/أيار.

كما أكدت شركة Gilead أنها تُعزز الإنتاج “ليُواكب الاحتياجات المستقبلية المتوقعة” قبل معرفة ما إذا كانت التجارب ستُثبت أمان العقار وفاعليته في علاج مرضى الفيروس.

هناك مركّبات
أخرى يجري اختبارها مثل عقار Kaletra المضاد لفيروس العوَز المناعي البشري، وغيره
من الأدوية التي تُستخدم عادةً لعلاج التهاب الكبد والملاريا.

وKaletra
عبارةٌ عن عقار مُركَّب يُستخدم للتحكُّم في فيروس العوز المناعي البشري. ويمزج
هذا العقار بين لوبينافير الذي يمنع تكاثر فيروس العوز المناعي البشري، وريتونافير
وهو مركَّبٌ يُطيل عمر لوبينافير في مجرى الدم عن طريق منع الجسم من تكسيره
سريعاً.

قال شيهان:
“أشعر بأن عقاقير مثل Kaletra لن تكون فعالة. وأشُك في أن عقاراً مُخصصاً
لبروتياز العوز المناعي البشري سيكون فعالاً ضد فيروس كورونا. لقد أجرينا دراسات
مباشرة على الفئران والخلايا للمقارنة بين ريتونافير ولوبينافير، لكن لوبينافير لم
يكُن فعالاً”.

قال
“هو” إن التجارب التي أُجريت على عقاقير Kaletra والتهاب الكبد كانت تستحق المتابعة، رغم أنه
أفاد بأن “فرص العثور على شيء مُفيد فيها” كانت ضئيلةً للغاية. ومع ذلك
فإن العدد الهائل من التجارب الجارية، التي يشمل بعضها علاجات “حمقاء”،
لا يبدو أن لها أساساً علمياً، لم يكُن قد أثبت نجاحه حتى الآن. وأردف:
“الأمر عشوائي إلى حدٍّ كبير. إذ تُحاول شركة Gilead تنفيذ تجربتين مختلفتين في الصين، ولكنها
تتنافس مع كل الأشياء الأخرى الجارية. وهم يُعانون بالفعل مشكلةً في التوظيف
حالياً؛ نظراً إلى تراجع ضغط الحالات”.

يُهاجم عقار Remdesivir
قدرة الفيروس على تكرار نفسه في جسم الإنسان، وقد أثبت فاعليته في الدراسات على
الحيوان ضد اثنين من الفيروسات التاجية الفتاكة: سارس وميرس، خاصةً عند تعاطيه
فوراً بعد ظهور الأعراض. وأظهر أنه واعد عند استخدامه ضد عديد من الفيروسات
التاجية، ومنها أنواعٌ تُسبب نزلات البرد الشائعة، وأنواع أخرى تُصيب الخفافيش
والخنازير.

تحدث عملية
التكرار نفسها في الفيروسات التاجية كافة، وهو ما يزيد الآمال بنجاح العقار مع هذه
الفيروسات كافة، لأنه كان فعالاً في علاج أحدها. وقال شيهان: “من أجل أن يصير
العقار فعالاً، عليك أن تُمسك بالفيروس في أثناء تكريره لنفسه داخل جسم شخصٍ
مُصاب، وليس بعد وقوع قدرٍ كبير من الأضرار. وإذا استطعت التدخل قبل أن يبلغ
الفيروس ذروته، فهناك فرصة جيدة لتحسين النتائج وإنقاذ الأرواح. وبالنسبة للسارس
وميرس في مجرى الهواء العلوي، يبلغ الفيروس ذروته بعد فترةٍ تتراوح بين أسبوع و10
أيام من ظهور الأعراض، لذا فأمامك فترة تتراوح بين خمسة وعشرة أيام للتدخل بعد أن
تبدأ في الشعور بالأعراض”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى