لايف ستايل

لماذا يصعب تقدير عدد وفيات فيروس “كورونا المستجد”؟

ما يزال من الصعب القول على وجه اليقين كم سيبلغ عدد وفيات كورونا، لأسبابٍ ليس أقلها أنَّ نسبة الوفيات ستتباين وفقاً للظروف المحلية وطريقة التعامل مع تفشّي الفيروس شعبياً ورسمياً.

ما الذي نعرفه إذن؟ 

جرى تداول رأي المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في هذه المسألة على نطاقٍ واسع. فقال: “على الصعيد العالمي، توفي نحو 3.4% من الحالات المُبلَّغ عن إصابتها بفيروس كورونا المستجد (COVID-19)”.

هذا التصريح صحيح، لكن أساء
البعض فهمه على اعتبار أنَّه يمثل معدل الوفيات الحقيقي.

لكنَّ قسمة عدد الوفيات على عدد الحالات المُبلَّغ عنها لا يكشف كم عدد مَن
سيموتون.

هذا لأنَّ بعض أولئك الذين تأكَّدت إصابتهم مؤخراً بفيروس كورونا وشملهم عدد
الحالات المُبلَّغ عنها لا تزال إمكانية موتهم قائمة، وهو ما سيرفع النسبة
الحقيقية للوفيات.

ومن ناحية أخرى، ربما لا يتم تشخيص كثير من الأشخاص ذوي الأعراض الخفيفة، وهو ما
يقلل النسبة.  

وحسب ما نشرته مجلة New Scientist البريطانية، قدَّرت دراسة، الشهر الماضي (فبراير/شباط)، أنَّه عند إضافة الأشخاص حاملي العدوى الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض إلى عدد الحالات، يصبح معدل الوفيات عند مستوى 1% تقريباً، ولا تزال هذه النسبة تُعتَبَر تقريبية للنسبة الحقيقية.

ومن الواضح أنَّ بعض البلدان،
وضمن ذلك الولايات المتحدة وإيران، تغفل بعض الحالات، بسبب قلة عدد الأشخاص
الخاضعين لاختبار تشخيص الفيروس.

وعكس ذلك، اختبرت كوريا الجنوبية 190 ألف شخص حتى يوم 9 مارس/آذار، منها 7478 حالة
إصابة مؤكدة و51 حالة وفاة.

هذا يعني أنَّ نسبة 0.7% من الحالات المُبلَّغ عنها في كوريا الجنوبية توفيت حتى الآن، وهي نسبة مشابهة لما رأيناه في الصين خارج مدينة ووهان. 

وإذا ما كانت هذه المناطق تكتشف معظم الحالات المصابة، فإنَّ معدل الوفيات الحقيقي لن يكون أقل بكثير من هذه المعدلات الحالية، ولو أنَّه قد يرتفع في حال توفي كثير من الأشخاص الذين تعرَّضوا للعدوى مؤخراً.

ومعدل الوفيات بفيروس
“كورونا المستجد” ليس ثابتاً، وسيتباين استناداً إلى عوامل كثيرة. 

تعَد السِّن أحد تلك العوامل؛
فوفقاً لبيانات من الصين، يرتفع المعدل بدءاً من سِنّ 50 عاماً تقريباً ويصل إلى
15% فيمَن هم فوق سِن الـ80. 

وقد تُبلي بلدان مثل النيجر،
التي لديها سكان أكثر شباباً، أفضل من اليابان، التي يتجاوز فيها أكثر من ربع
السكان سِنّ 65 عاماً.

وصنفت
منظمة الصحة العالمية فيروس “كورونا المستجد” كوباء عالمي (جائحة)،
الأربعاء 11 مارس/آذار 2020، بعد أن انتشر الفيروس في أكثر من 100 دولة، مخلفاً
إلى تاريخ إعلان المنظمة، مقتل أكثر من 4300 شخص وإصابة أكثر من 120 ألف شخص حول
العالم.ًٍ

يتم الإعلان عن تحول مرض ما من وبائي “Epidemic”
إلى مرحلة جائحي “Panademic”، عندما ينتشر عبر الحدود الدولية
ويصيب أعداداً كبيرة من الأشخاص، بسبب طبيعته السريعة المعدية. ويمكن أن ينتشر من
منطقة صغيرة إلى مناطق جغرافية كبيرة تغطي قارات متعددة أو العالم بأَسره.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُعتبر المرض “جائحة” أيضاً عندما يكون جديداً بالنسبة للجهاز المناعي للإنسان. وفي مثل هذه الحالات لا يمتلك الجهاز المناعي أجساماً مضادة محددة تكون مطلوبة لمحاربة تلك الكائنات الحية الدقيقة الجديدة.

ونتيجة لذلك، يصاب الشخص بمجرد اتصاله بالعوامل المسببة للمرض. أيضاً، وبسبب الطبيعة المعدية للمرض، تنتشر العدوى إلى الأفراد الآخرين بوتيرة سريعة، وعادة من خلال سوائل الجسم الملوثة للشخص المصاب والتي تنتقل في شكل قطرات أو رذاذ نتيجة للسعال أو الدم أو المخاط أو اللعاب.

ولكن لا يمكن إدراج كل الأمراض المنتشرة عبر
الدول تحت مسمى “جوائح”. لكي يصبح المرض جائحاً يجب أن يكون معدياً،
فعلى سبيل المثال يعتبر السرطان مرضاً عالمياً، ويمكن أن يصيب أي شخص، لكنه في
الوقت نفسه لا يُدرج تحت اسمى= “الجوائح”، لأنه ليس معدياً. ومن ناحية
أخرى، يُطلق على الإيبولا اسم “وبائي”، لأنه يمكن أن ينتشر من شخص لآخر
بسرعة، بسبب طبيعته المعدية، لكن في مناطق جغرافية محددة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى