آخر الأخبار

قدمت تدريباً شبه عسكري للنازيين الجدد.. أمريكا تصنف “الحركة الإمبراطورية الروسية” باعتبارها تنظيماً إرهابياً

كشفت تقارير،
الإثنين 6 أبريل/نيسان 2020، إن إدارة ترامب سوف تُصنِّف جماعةً قوميةً مُتطرِّفة
تتمركز في روسيا باعتبارها منظمةً إرهابية، وذلك وفقاً لمسؤولين مطلعين، وهذه هي
المرة الأولى التي ستصنِّف فيها الحكومة جماعةً من أنصار سيادة العِرق الأبيض بهذا
التصنيف. 

تقرير صحيفة New York Times الأمريكية قال إن
التصنيف “منظمة إرهابية” سبق أن تم استخدامه وبشكل مكرر ضد جماعات
“إسلامية” حول العالم، إلا أن هناك مخاوف متنامية لدى المسؤولين
الأمريكيين إزاء عنف الحركة الإمبراطورية الروسية، وهي من جماعة أنصار سيادة العرق
الأبيض ذوي الروابط المُتجاوِزة للحدود القومية على مدار السنوات الخمس
الماضية. 

وفي العام
2018، أضاف البيت الأبيض هذا التهديد إلى الاستراتيجية القومية للحكومة لمكافحة
الإرهاب. 

السفير ناثان
سايلز، مُنسِّق مكافحة الإرهاب لدى وزارة الخارجية الأمريكية، قال: “هذا
التصنيف غير مسبوق. فهذه هي المرة الأولى التي تُصنِّف فيها الولايات المتحدة
مناصرين لسيادة العرق الأبيض باعتبارهم إرهابيين، وهذا يوضِّح مدى جديَّة هذه
الإدارة إزاء التهديد الإرهابي لأنصار سيادة العرق الأبيض. نقوم اليوم بأمورٍ لم
تقم بها أيَّ إدارةٍ سابقة للتصدي لهذا التهديد”. 

من شأن التصنيف
الذي تعتمد وزارة الخارجية للمنظمة، التي تحمل اسم “the
Russian Imperial Movement – الحركة
الإمبراطورية الروسية”، أن يُوجِّه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية،
التابع لوزارة الخزانة، بحظر كافة الملكيات أو الأصول الأمريكية المنتمية إلى
الجماعة. وسيمنع كذلك الأمريكيين من التعامل مع المنظمة، ويجعل من السهل حظر أعضائها
من السفر إلى الولايات المتحدة.

في حين قال المسؤولون إن
الولايات المتحدة تُصنِّف ثلاثة من قادة الجماعة -وهم ستانيسلاف أناتولييفيتش،
ودينيس فاليولوفيتش غاريف، ونيقولاي نقولاييفيتش تروشالوف- باعتبارهم أفراداً
إرهابيين سيواجهون عقوباتٍ مماثلة. 

كذلك ، فقد تُقلِّص هذه
الخطوة من انتقاد إدارة ترامب بأنها استهانت بتهديد عنف القوميين من أنصار سيادة
العرق الأبيض لأسبابٍ سياسية، بناءً على دعم ما يُسمَّى باليمين البديل لترامب،
وبيانه في عام 2017 بأن هناك “أناساً طيبين على كلا الجانبين”، ذلك
البيان الذي ألقاه أمام مسيرةٍ لأنصار سيادة العرق الأبيض القوميين في مدينة
شارلوتسفيل بولاية فرجينيا. 

في حين قال المسؤولون إن
“الحركة الإمبراطورية الروسية” لا تُعتبَر مدعومةً من الحكومة الروسية،
رغم أن الرئيس فلاديمير بوتين تسامَحَ مع نشاطات الحركة، التي ساعَدَت في دفع
الأهداف الخارجية للحكومة الروسية من خلال تجنيد مقاتلين روس لدعم الانفصاليين
الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. 

كذلك، فقد ساعدت الحركة في
دعم المنظمات النازية الجديدة في الدول الإسكندنافية، وهو الأمر الذي يتوافق مع
النمط الأوسع لمحاولات الحكومة الروسية إثارة الانقسامات الداخلية، وضمن ذلك على
أسسٍ عرقية، وزرع الفوضى في بلدان الديمقراطيات الغربية. 

ففي عام 2017، جيء على ذِكر
“الحركة الإمبراطورية الروسية” في محاكمةٍ بالسويد لثلاثة رجال
اتُّهِموا بالتخطيط لهجماتٍ بالقنابل تستهدف طالبي لجوء. وقال مُمَثِّلو الادَّعاء
إن اثنين من المُتَّهمين سافروا إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية لحضور تدريبٍ شبه
عسكري من 11 يوماً في معسكرٍ تديره الحركة، لتأجيج تطرُّفهم. 

في حين قال السفير سايلز،
إن الجماعة أدارت منشأتين في سان بطرسبورغ، قدَّمَتا تدريباً شبه عسكري للنازيين
الجدد وأنصار سيادة العرق الأبيض. وقال إن الولايات المتحدة قدَّرَت أن المعسكرات
“يُرجَّح أنها تُستخدَم في التدريب على الهجوم على المدن، واستعمال الأسلحة التكتيكية،
والقتال البدني المباشر”. 

من جانبها قالت ماري
ماكولد، الرئيسة السابقة لقسم الأمن القومي بوزارة العدل، إنه حتى الآن استُخدِمَ
نظام عقوبات مكافحة الإرهاب بأغلبيةٍ ساحقة ضد الجماعات المسلحة المُتطرِّفة.
ووَصَفَت تمديد النظام ليشمل جماعةً لأنصار سيادة العرق الأبيض بأنه أمرٌ
مهم. 

ماري ماكولد أضافت:
“هذا مهم، لأن قضايا اليمين المُتطرِّف، لا سيَّما أنصار سيادة العرق الأبيض
والقومية البيضاء، تتزايد على الصعيد الدولي. ويعود الأمر إلى وزارة الخارجية كي
تتحقَّق مِمَّا إذا كانت هذه المنظمات تتوافق مع معايير التصنيف باعتبارها جماعاتٍ
إرهابية، لأن هذه المنظمات إذا حملت هذا التصنيف فستصبح سامةً من حيث القيام
بأعمالٍ تجاريةٍ معها، أو إمدادها بتمويلٍ أو بضائع أو تقديم خدماتٍ
لها”. 

إلى ذلك، تُعَدُّ هذه
الخطوة مثالاً آخر على توسيع إدارة ترامب استخدامها للسلطة التي مَنَحها الكونغرس
للسلطة التنفيذية لفرض عقوباتٍ على جماعاتٍ بتصنيفها منظماتٍ إرهابية أجنبية. وفي
العام الماضي، صنَّفَت الولايات المتحدة، بقرارٍ من سلطةٍ منفصلة، الحرس الثوري
الإيراني، وهو ذراعٌ للجيش الإيراني، منظمةً إرهابية أجنبية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى