لايف ستايل

معركة الإنسان اليومية مع البكتيريا.. هل يقتل الماء الساخن الجراثيم؟

يعلم معظمنا أن الحرارة العالية تقتل البكتيريا، ولكن هل يقتل الماء الساخن الجراثيم سواء عند غسل الصحون يدوياً أو عند الغسيل؟

في ظل التوجيهات الطبية
بضرورة تعقيم الأسطح داخل المنزل وبعض المشتريات (تحديداً المعلبات)؛ وذلك للقضاء
على فيروس كورونا المستجد، فإن معركة الإنسان مع الجراثيم أخذت منحىً أكثر جدية
بعدما شهد العالم ماذا يمكن أن يفعل فيروس واحد بالكرة الأرضية.

بعض سبل الوقاية هي طبعاً غسل
الأيدي بالماء والصابون أو التعقيم، ولكن الجراثيم والبكتيريا تنتشر في كل مكان.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل
يقتل الماء الساخن الذي يتحمله جلد الإنسان الجراثيم؟ وماذا عن الملابس والغسيل؟

في ظل الظروف الاقتصادية
المتردية التي يعيشها العالم من جراء أزمة فيروس الكورونا، يجد البعض نفسه مجبراً
على تخفيض النفقات بأي طريقة ممكنة ومنها مثلاً فاتورة الكهرباء.

ويصبح استخدام الماء البارد
في غسل الصحون والملابس خياراً لا بد منه. 

فهل هناك مغامرة صحية في
الاستعاضة بالماء البارد عن الساخن فيما يتعلق بالوقاية من الجراثيم؟

الإجابة: نعم ولا في الوقت
نفسه. يحظى الماء الساخن بالقدرة على قتل بعض الجراثيم، لكن السؤال الحقيقي يتمثل
في تحديد درجة حرارة الماء اللازمة وكم من الوقت يجب تعريض الجراثيم لهذه الدرجة
من السخونة حتى يتسنى الوصول إلى التعقيم المأمول؟

فالحرارة التي تتحملها اليدان، تتحملها أيضاً البكتيريا. ومن المعلوم طبياً أن معظم مسببات الأمراض تبدأ في الموت عند حرارة 60 إلى 70 درجة مئوية.

في حين أنَّه يمكن قتل بعض
البكتيريا باستخدام الماء الساخن فقط، يجب أن يكون هذا الماء عند درجة حرارة أعلى
كثيراً مما يمكن أن تتحمله بشرتك. 

يستطيع معظم الأشخاص تحمّل
درجة حرارة 43 مئوية فترة قصيرة، لكن يصعب تعيين درجات حرارة مياه محددة لقتل
الجراثيم.

وكالة حماية البيئة الأمريكية
(EPA) استخدمت مياه الشرب وارتفاع المدينة مرجعاً صحياً.

إذ توصي الوكالة، حسب ما نشره
موقع The Spruce، بغلي الماء دقيقة واحدة
على الأقل، على ارتفاعات تصل إلى 1500 متر، لتنقية مياه الشرب. 

كما يجب غلي الماء 3 دقائق في
الارتفاعات الأعلى. 

لذا، نحن بحاجة إلى درجة
حرارة مياه تبلغ 100 درجة مئوية (عند مستوى سطح البحر)، للقضاء بشكل موثوق على
البكتيريا ومسببات الأمراض، لجعل المياه صالحة للشرب. 

على النقيض من ذلك، تُنفّذ
عملية غسل الصحون والملابس عند درجات حرارة أقل من 48 مئوية (وهو المعيار المُحدّد
لسخانات الماء المنزلية). 

وفي ضوء ذلك، ليس من الآمن
افتراض أنَّ استخدامك للماء الساخن في المنزل يقتل كثيراً من الجراثيم.

على الرغم من أنَّ الماء الساخن لا يقتل كثيراً من الجراثيم، فإنه يساعد في تنظيف الصحون والملابس الخاصة بك على نحوٍ جيد للغاية، ومن ثمَّ، يزيل عنهم المضيفات المحتملة للبكتيريا. 

تحتوي الزيوت والأوساخ الملتصقة بأغراضك، والتي تزيلها بالماء الساخن والمنظفات معاً، على عديد من البكتيريا أو مسببات الأمراض. 

تقل فاعلية المنظفات من دون استخدام الماء الساخن معها، ولا تصبح الصحون والملابس المتسخة نظيفة على أكمل وجه.

في ضوء عدم إمكانية تطهير
الأواني أو الملابس بالماء المغلي فقط، يتعين عليك استخدام مواد مطهرة. 

بالنسبة للأقمشة، تستطيع غسل
الملابس وتطهيرها باستخدام منظف ومطهر في الوقت نفسه ملائم  لدورة
الغسيل. 

يمكن شراء المنظفات التي
يُكتب عليها أنها مطهرة أو Disinfectant.

بالنسبة لتعقيم الصحون، يجب
غسلها أولاً ثم نقعها في محلول مطهر لقتل البكتيريا.

ويعتبر استخدام مُبيّض الكلور أسهل طريقة موثوقة لتعقيم الصحون، وذلك على النحو
الآتي:

1- تحضير محلول لتعقيم الصحون
مكوَّن من ملعقتين صغيرتين من المُبيّض المنزلي لكل غالون ماء في حوض غسيل نظيف.

2- غسيل الصحون جيداً بالماء
الساخن والمنظف المفضل لديك، ثم شطفها. 

تأكَّد من فعل ذلك في حوض
غسيل منفصل أو غسل حوض الغسيل من محلول التعقيم، الذي يحتوي على المُبيّض.

3- غمر الصحون المغسولة
ونقعها في محلول المُبيّض لمدة دقيقتين على الأقل.

4- رفع كل طبق وتصفيته في
الحوض، ثم تركه يجف في الهواء على رف نظيف.

ثمة أسباب وجيهة للغاية
لضرورة غسل الصحون أولاً وتركها تجف في الهواء. 

يزيل غسل الصحون بقايا الطعام
والزيوت، التي تقلل من فاعلية محلول التبييض. في الوقت نفسه، يمنع ترك الأواني تجف
في الهواء حدوث التلوث التبادلي الناجم عن تجفيف أطباق متعددة بالمنشفة نفسها (إذ
تعد المناشف إحدى المضيفات الشائعة للبكتيريا).

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى