آخر الأخباركتاب وادباء

عندما تصبح العقول وباءا

بقلم الكاتب الإديب

 

المستشار القانونى حاتم غريب

رئيس فرع المنظمة فى مصر

من أوائل المؤسسين

………………………

منذ ان وجد الانسان على الارض وجدت معه الاوبئة والامراض مع اختلافها وتنوعها ومدى تاثيرها القاتل عليه فما نواجهه الان ليس بجديد علينا وان كان مفاجئا لنا بلا جهوزية او استعداد من منظومة صحية وطبية وعلمية متكاملة يمكنها من مواجهة هذا الوباء القاتل ولست على دراية ،كونى غير متخصص عما اذا كان هذا الفيروس قد ارسله الله على البشرية لتدفع ثمن اخطاء جسيمة لاتغتفر ارتكبتها فى حق نفسها وادارتها للحياة بشكل خاطىء لايتفق مع نواميس الكون التى وضعها الله لتكون نبراسا للبشرية تهتدى به ام انه فيروس تم تخليقة فى معامل الابحاث العلمية ونشره فى العالم بقصد احداث ضرر وتدمير الاقتصاد العالمى لمصلحة دولة ما وذلك فى اشارة الى ماحدث خلال هذا العام والعام المنصرم من نزاعات وخلافات اقتصادية بين العملاقين الاقتصاديين الصين وامريكا فتحرشت كل منهما بالاخرى فى محاولة لتدمير اقتصاد احداهما وهذا الراى هو مجرد تكهنات لادليل عليها حتى الان وان كانت الايام القادمة سوف تكشف عن حقيقة ذلك بعد التغلب على هذا الوباء واكتشاف لقاح له يمكن البشرية من التعافى منه.

……………………………………………………..

الى هنا وقد يكون الامر عاديا لكن ماهو غير عادى وكشفته لنا الازمة هو العجز والارتباك الذى اصاب المجتمع الدولى بكامله فى مواجهة الوباء ومدى التقصير والقصور الملحوظ فى المنظومة الطبية والعلمية على مستوى العالم فقد لوحظ مدى هشاشة وضعف الامكانيات والمعدات والاجهزة العلمية والمنشات الطبية فى العديد من دول العالم وعجزها الواضح عن مواجهة الكارثة مما كان له الاثر البالغ فى زيادة عدد الاصابات والوفيات التى قد تتخطى حاجز الثلاث ملايين حتى الان وكل مااكتفى به العالم فى تلك الحرب الشرسة مع الوباء هو مجرد نصائح نظرية تتمثل فى اغلاق الدول والمدن على نفسها واتباع تعليمات التباعد الاجتماعى والحجر الصحى واستخدام المطهرات وغسل اليدين جيدا وهو مااوصت به كذلك منظمة الصحة العالمية التى فقدت دورها الريادى فى ادارة الازمة كحال بقية الدول ومازالت هذه الاجراءات متبعة حتى الان الى ان ياذن الله باكتشاف دواء لهذا الوباء والذى تعكف على اكتشافه مراكز الابحاث العلمية العالمية حتى وقتنا هذا. ………………………………………………………….

هناك دروس مستفادة لابد ان نخرج بها من تلك الكارثة التى اصابت العالم كله فى مقتل صحيا واقتصاديا وسياسيا ومن تلك الدروس الهامة والتى ينبغى ان نضعها فى الاعتبار بل وفى المقام الاول هى اعادة هيكلة العالم واعنى هنا الترتيب والتنظيم للافضل وبما يعود على الشعوب بتقدم ملموس فخريطة العالم الاقتصادية والسياسية والاخلاقية لابد ان تتغير تغيير جزرى ولابد للعالم ان يعيد ترتيب اوراقه من اللحظة ويضع الاولويات فى المقدمة الاهم فاالمهم فاالممكن فاالازمة كشفت لنا عن ديموقراطيات وهمية لاحقيقة لها فى الواقع وانظمة مالية واقتصادية لا اخلاقية وبعيدة كل البعد عن تحقيق الرفاهية للشعوب فهاهى امريكا هذا المارد الذى يملك المال والسلاح والعلم وقفت عاجزة عن المواجهة وكذا ايطاليا وفرنسا واسبانيا وغيرها فقد ثبت ان العالم يدار بعقول رديئة عفى عليها الدهر وضعت جل اهتمامها واولوياتها فى الحروب والنزاعات المسلحة وصناعة الاسلحة المدمرة الفتاكة النووية والكيميائية والهيدروجينية وعابرة القارات التى فتكت بشعوب ودول من اجل اطماع مادية فانخرط العالم فى الشر وترك الخير اهمل العلم والعلماء والاهتمام بصحة الانسان وعقله وترك لنفسه العنان لاشباع رغباته الشهوانية من طعام وماكل وملبس واثارة صنع انسان على عينه مجرد اله وليس انسان من لحم ودم وقلب وعقل وفكر ومشاعر وقف حائط صد امام الدين والقيم والاخلاق واشاع الرزيلة والفحش والكفر والالحاد فدمر معنويات الانسان وسعى فى هدم هذا الكيان الذى فضله الله عن بقية خلقه وميزه بالعقل والحكمة.

……………………………………………………………..

تاثير هذا الوباء سيكون مدمرا بلا شك وستظهر اثاره الوخيمة عقب انفراج الازمة والضحية هى الشعوب وسيكون التاثير مفزعا على الشعوب التى كانت تعانى من قبل من الفقر والجهل والمرض وغالبيتها فى افريقيا والشرق الاوسط وبعض دول امريكا اللاتينية وبعض الدول الاسيوية فعلى حكماء العالم من الساسة والاقتصاديين ورجال العلم والدين ان يجتمعوا من اجل وضع خريطة عالمية جديدة تؤسس على مبادىء علمية واخلاقية وروحية ترتقى بهذا الكيان المسمى بالانسان وتسمو به فوق اى اعتبار وبعيدا عن الاطماع المادية والاستغلال والاستعباد وان تترك للشعوب حرية الاختيار والفكر وان يتقدم العلماء الصفوف الاولى فى ادارة العالم سواء فى الاقتصاد والطب والبرمجيات وغيرها من فروع العلوم الهامة وتقليل الانفاق على السلاح والتسلح وزيادة الانفاق على العلم والبحوث العلمية وكذلك اعادة هيكلة المنظمات العالمية لتكون فى خدمة الشعوب لا الحكام باختصار وضع دستور عالمى جديد لخدمة الانسان ومصالحه…../ حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى