آخر الأخبار

غضب في الجزائر من تقرير فرنسي، والسلطات تتحرك.. وُصفَ بأنه مسيء للمرأة والحراك الشعبي

اتهمت الجزائر، الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020، وسائل إعلام فرنسية بالعمل على تشويه صورة البلاد، وضرب الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة بشكل منسق، مع اقتراب كل موعد انتخابي، وذلك على خلفية وثائقي بثته فضائية “إم 6” الفرنسية (خاصة)، بعنوان “الجزائر بلد كل الثورات” والتي قالت الوزارة إن هذا تضمن “نظرة مضللة للحراك”.

وتناول الوثائقي، الذي دار حول الحراك الشعبي بالجزائر عام 2019، شهادات لشابتين وشاب عن واقع البلاد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي و”أحلامهم المستقبلية”، تمحورت حول مطلب حرية المرأة وشاب يحلم بإقامة دولة إسلامية.

كما كشفت الوزارة، في بيان لها، أن الفريق الصحفي الذي أنجزه عمل بالجزائر “برخصة تصوير مزورة” كما قررت الوزارة منع القناة الفرنسية من التصوير والعمل في الجزائر.

أضاف البيان قائلاً إنه مع اقتراب أي موعد انتخابي مهم بالنسبة للجزائر ومستقبلها، تنجز وسائل إعلام فرنسية ريبورتاجات (تقارير تلفزيونية) ومنتوجات صحفية وبثها، هدفها الدنيء محاولة تثبيط عزيمة الشعب الجزائري، في إشارة لاستفتاء تعديل الدستور مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

تابع أنه ليس بالصدفة أن تتصرف وسائل الإعلام هذه بالتشاور وعلى مختلف المستويات والسندات، علماً أنها مستعدة لتنفيذ أجندة ترمي إلى تشويه صورة الجزائر وزعزعة الثقة الثابتة التي تربط الشعب الجزائري بمؤسساته.

غضب على مواقع التواصل الاجتماعي: الوثائقي الذي بثته القناة الفرنسية أثار غضب الجزائريين الذي اتهموا فرنسا بمحاولة تشويه صورة المرأة الجزائرية، الشاب الجزائري نجم الدين عثماني قال معلقاً على التقرير: “ما الذي يجمع فتاة تقدم محتوى متعلقاً بمساحيق التجميل على “يوتيوب”، وباحث عن العمل وشاب حصل على سكن في aadl العلمة (مدينة في الشرق الجزائري)، وشاب متطوع في جمعية الإصلاح والإرشاد بشلغوم العيد ولاعب كرة هاوي؟ جمعهم عمل صحفي فرنسي حتى لا أقول تحقيقاً، وعجن قصصهم المتناثرة، فجاء العمل مفككاً دون عمق لا يعرف له رأس من ساقين، مع حشر الحراك الشعبي في الأخير، كي يبدو أنه جديد، بينما صور أغلب العمل قبل شهور وربما سنوات”. 

أضاف عثماني قائلاً إن العمل غلف كل هذا تحت عنوان خادع، الجزائر بلد كل الثورات، عمل بعيد عن المتوقع، ويتضمن أحكاماً غير مهنية أطلقها صحفيون يفترض بهم أن يتركوا تعليقاتهم وآراءهم جانباً بمن في ذلك مقدم البرنامج كما كان أقل إمتاعاً ومستوى وعمقاً مما اعتدت على رؤيته في enquête exclusive الذي اخترق دولاً مغلقة مثل كوريا الشمالية وفنزويلا وكازخستان وفشل في الجزائر،  كما لم يقدم أي إضافة للمشاهد غير “كليشيهات عابرة”.

أما المستخدمة راضية عشي فكتبت قائلة إن أي شخص مهما كانت درجة غبائه أو ذكائه، يعلم أنّ الصحافة الفرنسية لا تملك نية ترويج صورة جيّدة عن الجزائر، وخصوصاً موضوعاً يخص المرأة، فتختار القنوات الفرنسية إما النساء المحجبات وتصورهن بالضرورة كخاضعات، أو تتجّه نحو  طبقة أخرى تنشط على السوشيال ميديا وتصور الحياة الجزائرية التي لا تشبه الجزائريين.

حوادث متكررة: وتعد هذه المرة الثانية خلال هذا العام، التي تحتج فيها الجزائر على عمل صحفي فرنسي، ففي نهاية مايو/أيار الماضي، بثت قناة “فرانس 5” (حكومية) وثائقياً عن الحراك تحت عنوان “الجزائر حبيبتي”، اعتبرته الجزائر مسيئاً “للحراك” و”مؤسسات الدولة”.

فيما تشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا توتراً دائماً، بسبب الحقبة الاستعمارية للجزائر (1830/1962) إذ تطالب باعتذار رسمي عن جرائم الاستعمار وحل ملفات مرتبطة به كشرط لتطبيع العلاقات، فيما تدعو باريس إلى طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل‎.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى