آخر الأخبار

أبطال إفريقيا عالقون في السعودية.. لاعبو المنتخب الجزائري يستنجدون للعودة إلى بلادهم وسط صمت حكومي

تبخَّر حلم المدرب الجزائري خير الدين ماضوي، ومعه عدد من أقرانه ونجوم المنتخب الجزائري المحترفين في السعودية، بقضاء رمضان مع عائلاتهم، لعدم تجاوب سلطات بلادهم مع الرسائل التي وجَّهوها منذ أكثر من شهر لإجلائهم من المملكة العربية السعودية.

لم يفهم هؤلاء سر هذا الصمت رغم التجاوب الإيجابي للجزائر مع قضية جاليتها العالقة، خاصة تعاملها في ملف العالقين بتركيا، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، وتساءل ماضوي في تصريح لعربي بوست “عن سر هذا الصمت من الخارجية الجزائرية ومن ورائها سفارة البلد بالرياض، والتي استقبلت طلبات الرياضيين منذ أكثر من شهر يومياً دون جدوى”. 

تعد المملكة العربية السعودية ثاني دولة بعد البرازيل يحترف فيها الرياضيون الجزائريون، سواء كانوا مدربين أو تقنيين أو لاعبين في مختلف الرياضات الفردية والجماعية وفي مختلف الفئات.

وذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن عدد الرياضيين المحترفين بالسعودية، والذين يمثلون مختلف الفرق والأندية الرياضية يبلغ 50، ما بين لاعبين ومدربين مساعدين ومدربي حراس المرمى، هم اليوم ينتظرون تحرك السلطات الجزائرية لإجلائهم من السعودية.

وحسب الصحيفة فإن “أغلب الناشطين في السعودية سبق وسجلوا أنفسهم لدى السفارة الجزائرية في الرياض، منذ بداية شهر مارس/آذار الماضي، ودعوا السلطات العليا في البلاد لإيجاد حل سريع لإعادتهم إلى أرض الوطن، ولكن كل شيء لا يزال على حاله”.

يتواجد حارس المنتخب الجزائري وصانع مجد بلاده في التتويج الأخير بكأس أمم إفريقيا الرايس مبولحي، معزولاً بالسعودية، بعد طلبات الإجلاء المرسلة إلى السلطات لإجلائه، رفقة عدد من رفقائه.

وقال مبولحي، حارس الاتفاق السعودي حالياً، في تصريح لعربي بوست “إن البقاء في السعودية في هذه الأوضاع ليس له معنى مع توقف الأنشطة الرياضية والانتشار الرهيب لفيروس كورونا، وعلى الرغم من ظروف إقامتنا الجيدة فإننا نريد العودة إلى أهلنا”.

وهي نفس الرغبة التي تحدو زملاءه في المنتخب الجزائري والمحترفين بالأندية السعودية، أمثال بن العمري، لاعب نادي الشباب السعودي، ومهدي تاهرات لاعب نادي أبها.

وكان النجم الجزائري جمال الدين بن العمري، لاعب الشباب السعودي، قد طالب في رسالة عبر قناة الهداف الجزائرية سلطات بلاده بإجلائهم وإنقاذهم من العزلة.

وقال بلعمري: “يعاني بعض الجزائريين هنا في صمت، ولقد تواصلت مع أحدهم وأخبرني بأن والده توفي، وأن 4 من أفراد عائلته يعانون من كورونا، نتمنى أن نعود لديارنا في أقرب وقت، أما أنا فلقد تلقيت الضوء الأخضر من فريقي للسفر، ورغم أن كل الإمكانيات متوفرة لي فإنني لست في بلدي”.

لم تردّ الجزائر حتى اليوم على طلبات وصرخات الرياضيين، ومعهم الجالية الجزائرية بالسعودية الراغبة في العودة إلى أرض الوطن، بالسلب أو الإيجاب، رغم التواصل المستمر لهؤلاء مع سفارة الجزائر بالرياض.

وقال المدرب خير الدين ماضوي، ابن ولاية سطيف الجزائرية، والمحترف حالياً لتدريب نادي الخليج السعودي، في تصريح لعربي بوست: “إن سلطات بلاده لم ترد على رسائلهم وطلبات العودة إلى الجزائر، رغم مرور أكثر من شهر من التواصل والتسجيل بسفارة الجزائر في الرياض”.

ويعتبر ماضوي أن بقاءهم في السعودية وسط جائحة كورونا التي أوقفت الأنشطة الرياضية بات “بلا معنى، ويجب أن تتحرك السلطات الجزائرية لإجلاء الرياضيين العالقين”. 

ويردف ماضوي: “نأمل من السلطات أن تتحرك إلى السعودية كما تحرّكت لإجلاء الجزائريين من الدول الأوروبية وتركيا والإمارات”.

وهو الأمل والرسالة التي يحملها -حسب ماضوي- عدد من المدربين والتقنيين واللاعبين الموجودين والمحترفين بمختلف الفرق الرياضية السعودية. 

كان الجزائري نور الدين زكري، مدرب فريق ضمك السعودي قد صرح سابقاً بالقول “إن عدداً من اللاعبين والأطر الفنية الجزائرية يعيشون أوضاعاً صعبة في المملكة، جرّاء توقف الدوري المحلي وفرض إجراءات الحجر، فاقمها أيضاً عدم استجابة السلطات الجزائرية لنداءاتهم بالعودة للديار”.

وأكد الجهاز الفني للاعبين أن “اللاعبين بالسعودية يعيشون أوضاعاً نفسية صعبة، بعد أن قررت السلطات السعودية تعليق النشاط الرياضي إلى أجل غير مسمى”.

ووصف المدرب الجزائري نور الدين زكري وضع اللاعبين الجزائريين في السعودية بأنه “صعب للغاية، بسبب مغادرة عديد من اللاعبين الأجانب للسعودية بتدخل من حكومات بلادهم”.

كما أشار أيضاً إلى أن “أبطال إفريقيا يستحقون دعماً ومساندة من السلطات الجزائرية”، على غرار المدافع جمال بن العمري، الذي يعتبر واحداً من صُناع اللقب القاري الأخير للجزائر في مصر.

يعتقد زكري أن السلطات الجزائرية مطالَبة بالتحرك الفوري لصالح هؤلاء اللاعبين، من أجل ردِّ الاعتبار لهم، بعد أن أسعدوا الجزائريين بالملايين، الصيف الماضي، إثر تتويجهم باللقب القاري في مصر.

انتهت في 23 أبريل/نيسان 2020، فترة التسجيل المخصصة من قِبل الوزارة الأولى الجزائرية، في منصات خاصة بالجالية الجزائرية العالقة عبر مختلف بقاع المعمورة،  وذلك قصد تطبيق مخطط لإجلائهم.

كان ذلك وفق تعليمات من الوزير الأول (رئيس الوزراء) عبدالعزيز جراد، وُجّهت لكل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ووزير الخارجية وأيضاً وزير النقل والأشغال العمومية.

اليوم، وبعد مرور 20 يوماً على وعد رئاسة الوزراء، تنتظر الجالية التحرك الفعلي لإجلائها، بما فيهم الرياضيون المقيمون بالسعودية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى