لايف ستايل

انتحار بالبطيء وبمحض إرادتنا.. 5 عوامل تهدد استمرار البشرية

تتجه الحضارة الإنسانية في مسار تصادمي نحو الإبادة من اتجاهين: الإبادة الذاتية، ونهاية العالم الخارجة عن سيطرتنا. ومع ذلك لا يفعل البشر شيئاً تقريباً لوقف المسيرة الانتحارية للإنسانية، حتى عندما تكون النتيجة كارثية بوضوح.

وإذا استمرت البشرية في مسارها الحالي فسوف ينتهي بنا الأمر إلى نشوء
ظواهر من شأنها أن تنهي بشكل حاسم هيمنتنا كجنس ذكي على كوكب الأرض. 

ومع ذلك، لا توجد أصوات معارضة تقريباً ضد هذه المساعي المتسارعة،
لأن الخوف من التخلف في السباق العالمي من أجل «الإنجاز» التكنولوجي (أو
السلطة السياسية، أو الأرباح، إلخ) يتجاوز أي شعور بتوخي الحذر الواعي.

فيما يلي 5 عوامل تهدد استمرار البشرية، والتي يجب القضاء عليها (أو التغلب عليها) لكي نعيش بوصفنا كائنات حرة واعية في عالم مستدام، بحسب ما عدده موقع Natural News.

من الممكن تعطل الشبكة الكهربائية لكوكبنا في أي لحظة، ودون سابق
إنذار، وذلك بسبب التوهج الشمسي إذا كان قوياً بدرجة كافية. 

هذه التوهجات الشمسية تشع من الشمس على فترات منتظمة وتنطلق إلى
الكون. ولحسن الحظ، فإن القليل فقط من هذه التوهجات تضرب كوكب الأرض، وهذا لسبب
بسيط، وهو أن الأرض هدف ضئيل للغاية من منظور الشمس. 

(تُشوه نماذج النظام الشمسي التي تراها في الكتب المدرسية والأفلام
الوثائقية التلفزيونية المقاييس الكونية، ليبدو أن الأرض أقرب بكثير إلى الشمس مما
هي عليه الحال).

يمكن أن يكون اصطدام الكويكبات بالأرض، وإن كان أمراً نادراً للغاية،
كارثياً عند حدوثه. 

فقد حدث انقراض جماعي واحد على الأقل على كوكب الأرض، وفقاً لأغلب
العلماء، لأن كوكبنا اصطدم به كويكب منذ حوالي 65 مليون عام، بالقرب من شبه جزيرة
يوكاتان، وهو ما أدى إلى انقراض الديناصورات.

على الرغم من هذه المخاطر، فلا توجد جهود جادة لـ «تقوية»
البنية التحتية لشبكة الطاقة الأرضية ضد تأثيرات النبضات الكهرومغناطيسية الناتجة
عن التوهجات الشمسية. 

ولا يوجد أيضاً جهد كافٍ لرصد الأجسام التي تخترق السماء، وقد تضرب
الأرض بسرعة عالية. 

يسبح كوكبنا في فضاء ذاخر بالشظايا الكونية المتطايرة مثل الطلقات،
وأبناء الأرض يطيرون معه وهم عميان، ويأملون بحماقة ألا يحدث أي شيء كارثي. هذا
نهج قصير النظر على نحوٍ لا يصدق، إن لم يكن نهجاً انتحارياً.

يشبه هذا الأمر المشاركة في موكب يعبر حقل من الألغام الأرضية، لكن
في نطاق كوني، عاجلاً أم آجلاً ستنتهي سلسلة حظك بطريقة كارثية.

تنتج الهندسة الوراثية للبشر «تلوثاً وراثياً» يتكرر
ذاتياً مع عواقب مجهولة، قد يكون بعضها كارثياً بالنسبة لخصوبة أو بقاء الجنس
البشري ككل. 

ومع ذلك، فإن الصين، على وجه الخصوص، تمضي قدماً بقوة الهندسة
الوراثية للبشر على أمل خلق «جنود خارقين»، وهم أسلحة لها صفات البشر
البيولوجية، يمكنها القتال من أجل مصالح النظام.

وقد اتخذت التجارب الصينية الجينية منحىً فظيعاً بالفعل. فوفقاً
لصحيفة The Guardian البريطانية، أسفرت الجهود التي بُذلت مؤخراً لتكوين أطفال معدلين
وراثياً عن «طفرات غير مقصودة». 

يمكن بالطبع نقل هذه الطفرات إلى الأجيال القادمة، ملوثة بذلك مجموعة
الجينات البشرية بتجارب فاشلة. 

وحسبما ذكرت الصحيفة، فإن «عالم الفيزياء الحيوية الصيني هيه
جيانكوي تجاهل المعايير الأخلاقية والعلمية في تخليقه للتوأم لولو ونانا، اللتين
تسبب مولدهما في أواخر عام 2018 في صدمة ضربت المجتمع العلمي العالمي«.

والأسوأ من ذلك، هو أن الفلسفة الأساسية التي تسود الثقافة الشيوعية
الصينية التي تتسم بالسرية، أدت بالفعل إلى إخفاء اسم وموقع هاتين الطفلتين
المعدلتين وراثياً. 

وبحسب ما أوردت صحيفة The Guardian «يبدو أن القائمين
على الأبحاث قد اتخذوا خطوات لجعل العثور على العائلة أمراً صعباً، مثل عدم ذكر
أسماء أطباء الخصوبة، وأيضاً إعطاء تاريخ ميلاد غير صحيح».

وحتى لو كان الهدف هو مجرد تصميم وراثي لـ «مزرعة أعضاء
بشرية» لها الصفات البشرية وصالحة للاستخدام في مجال زراعة الأعضاء المربح،
فإن الآثار الأخلاقية المترتبة على مجالات الهندسة والاستنساخ والنمو في مزارع
الأعضاء البشرية يجب أن تتطلب موقفاً عالمياً من هذا البحث.

يهدد صعود الشيوعية بإطلاق العنان لسلطة القلة التي يجب حمايتها
وتوسيعها على حساب الكثيرين.

وعندما يتحقق هدفها المنشود المتمثل في الهيمنة المطلقة على عقول
الرجال (والنساء)، فإن الشيوعية تطلق العنان لتدمير الإرادة الحرة، وزوال حرية
الفكر، وقمع حرية توقيع العقود والانخراط في التجارة، وتدمير حرية الدين والقضاء
على المنطق والعقل. 

كل هذا وفق تصميم معين، لأن قدرة الفرد على التفكير لنفسه لا تتفق مع
الأهداف الشيوعية التي تملي على جميع المجالات الأشياء التي يجب أن يؤمنوا بها.

كان صعود الاقتصاد الصيني على مدى العقود الثلاثة الماضية سبباً في
تضليل العديد من الناس وحملهم على تصور مفاده أن نموذجاً هجيناً للشيوعية ومبادئ
«السوق الحرة» يمكن أن يحقق نجاحاً هائلاً في عالمنا، ومع ذلك فإن أولئك
الذين يسقطون في فخ مثل هذه المعتقدات لم يدركوا بعد العوامل الثلاثة التي لا يمكن
التوفيق بينها والتي ستدمر الصين الشيوعية.

1 – أبرمت الصين صفقة مع الشيطان، عن طريق سعيها الدائم لزيادة
إنتاجها الصناعي مقابل حدوث تلوث محلي شديد وطويل الأجل بالمعادن الثقيلة، وهو ما
أدى لتلوث الهواء على نحوٍ متفاقم، ما يهدد سبعة أجيال بالعيوب الخلقية.

2- الديون الجامحة؛ تنقذ الصين بالفعل البنوك أسبوعياً تقريباً،
ووصلت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى مستويات تنذر بالخطر وتهدد
الأساس الاقتصادي بأكمله للصين.
ونظراً لأن الشيوعية تعمل من خلال سلطة اقتصادية مركزية قائمة على القيادة
والسيطرة، فإن أخطاء تخصيص الموارد عميقة الجذور التي تؤدي إلى الانهيار الاقتصادي
لا تملك أي فرصة لاكتشافها وإزالتها أو تصحيحها من خلال خيارات استثمار عقلانية من
قاعدة عريضة من المشاركين في تجارة التجزئة.
وبدلاً من ذلك، فإن السلطات المركزية ستُنكر رسمياً هذه المشكلات الخطيرة التي
تهدد استمرارية النظام الاقتصادي برمته، وستعمل على التستر عليها.

3- الأشخاص المترابطون يريدون أن يكونوا أحراراً: توضح ظاهرة هونغ
كونغ حقيقة مفادها أنه مع وجود التكنولوجيا التي تؤدي إلى الروابط الفورية بين
الأفراد الذين لديهم مصالح مشتركة، فإن هؤلاء الناس يكتشفون عاجلاً أو آجلاً أنهم
يفضلون أن يكونوا أحراراً.
إنه ميل طبيعي للأفراد الواعين والمدركين للذات إلى تفضيل الحكم الذاتي على
الاستبداد. وقد خلق ظهور الإنترنت وخواصه من الربط والاتصال السريع بين الأفراد
محفلاً للناس من ذوي التفكير الحر للاتصال والعمل في انسجام ضد طغيان
الدولة. 

ويصدق هذا على الصين كما يصدق في البرازيل أو فنزويلا أو المملكة المتحدة
أو فرنسا، في هذا الصدد.

إن المجتمع الحر لا يستطيع العمل على نحو مستدام ما لم يُسمَح
للمشاركين فيه بحرية التعبير التي تنبع من حرية الفكر. 

ومع ذلك، فإننا نعيش اليوم في ظل شكل غير مسبوق من الاستبداد الرقمي،
حيث يمنح الفاشيون التقنيون غير المنتخبين أنفسهم سلطة الاحتكار لتقرير المفاهيم
المسموح التعبير عنها علناً. 

وأصبح أي شيء لا يرغبون في رؤيته أو مناقشته يسمى ببساطة بـ
«خطاب الكراهية» ويُزال من الشبكة العنكبوتية عبر المتحكمين المهيمنين
مثل جوجل وفيسبوك وتويتر.

وهناك جهود جديدة جارية الآن لإحكام شبكة الرقابة من خلال الإعلان عن
أن شبكة الإنترنت يجب ألا تستخدم «لتقسيم» الناس. 

فلن يُسمح باستخدام الإنترنت إلا لتلك الأصوات التي «توحد»
الناس فقط، وذلك بموجب اتفاقية جديدة صاغها تيم بيرنرز لي، الذي أطلق ما سماه
«الميثاق الأعظم للإنترنت». 

لكن وصف هذه الاتفاقية الجديدة يكشف عن التشوهات الغريبة لدى
كاتبيها. 

وبحسب ما أوضحت The Guardian، فإن «الميثاق الأعظم للإنترنت» هذا سوف «يحمي
حقوق الناس على الإنترنت من تهديدات مثل الأخبار المزيفة والتحيز والكراهية».

ونأمل أن تكون قد لاحظت التشوهات بالفعل في هذا النص بالذات. فلا
يوجد ما نستطيع أن نطلق عليه «حق» نحميه من «الكراهية» على
سبيل المثال. 

ومع ذلك، فمن خلال هذه التشوهات الضارة، يُعاد فرض الرقابة باعتبارها
حرية، ويُسوق لسحق الأصوات المعارضة على أنه «حماية من الكراهية».

يجب أن تكون شبكة الإنترنت حرة في إتاحة الفرصة لجميع الأصوات، بغض
النظر عن مدى هامشيتها، أو لهجتها الهجومية أو عدم امتثالها. 

يجب حماية الأفراد الأقلية من إساءات الغوغاء الموجودين على
الإنترنت، وهذا يعني أن الدور المناسب للحكومة في تنظيم عمالقة التكنولوجيا هو
تقييد عملية الرقابة على آراء الأقليات، ومن ثم إطلاق حركة جديدة للحقوق المدنية
عبر الإنترنت، والتي تجعل من إسكات الناس بسبب طبيعة خطابهم جريمة بالنسبة للشركات
المسيطرة على الشبكة.

ازداد التلوث الكيميائي الشامل لمصادر الغذاء للبشرية زيادة حادة منذ
الحرب العالمية الثانية، بعد رش المبيدات الاصطناعية للآفات وللأعشاب على نطاق
ينذر بالخطر حقاً من أجل تحقيق كفاءة أعلى في إنتاجية المحاصيل. 

والمشكلة الواضحة في هذه المواد الكيميائية السامة مثل الفوسفات
العضوي هي ذات شقين:

1) سميتها الكيميائية ليست خاصة بالحشرات التي تستهدفها. فهذه المواد
الكيميائية هي أيضاً سامة بالنسبة للإنسان.

2) بمجرد رشها على المحصولات الزراعية، فإن هذه المواد الكيميائية
تظل موجودة في كل من البيئة والمنتجات الغذائية الناتجة التي يستهلكها البشر
وحيوانات المزرعة. 

والنتيجة هي التراكم الحيوي للمواد الكيميائية الاصطناعية السامة،
والتي لدى الكثير منها سمية عصبية مباشرة وشديدة على جميع أشكال الحياة تقريباً.

في الواقع، نحن نضر بحصتنا بما نأكله، لأننا نستهلك الأطعمة المُعرضة
لمبيدات الحشرات والأعشاب (مثل الغليفوسات والأترازين). 

ولا يزال استخدام هذه المواد الكيميائية الزراعية في ازدياد، إلى
درجة أصبح وجود الحشرات الملقحة في حد ذاته مهدداً بشدة، بسبب فئة واحدة فقط من
المبيدات الحشرية والمعروفة باسم النيكوتينوتينات .

عندما تنخفض بشدة أعداد الحشرات الملقحة، فإن ما يقرب من ثلث
الإمدادات الغذائية التي يستهلكها البشر لن يعود لها وجود (ويشمل ذلك اللوز،
بالمناسبة، إذ يحتاج نموه إلى الملقحات).

فحتى لو توقفنا عن استخدام المبيدات الحشرية اليوم، فإن الجنس البشري
سيخضع للآثار المستمرة للإمدادات الغذائية المسممة لمدة أربعة أجيال على الأقل.

ونظراً لعدم وجود عقوبة اقتصادية على المزارعين لإضافتهم هذه المواد
الكيميائية السامة إلى محاصيلهم، أصبح استخدامها على نطاق واسع.

لا توجد ثدييات على هذا الكوكب تسمم طعامها عن عمد قبل إطعامه
لأطفالها، باستثناء البشر، بالطبع. 

إنها مهمة انتحارية بطيئة لا يمكن أن تنتهي إلا بكارثة. إذا لم تكتشف
الإنسانية طريقة للتوقف عن تسميم أغذيتها الخاصة -وإطعام هذا السم لأطفالها- فسوف
نشهد انهياراً لصحة الإنسان وخصوبته المستدامتين، يتبعهما انهيار التعداد البشري
على نطاق شبه عالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى