آخر الأخبار

“وادي السيليكون” بالقدس يُفقد آلاف الفلسطينيين مصدر رزقهم الوحيد.. إسرائيل تطردهم من المنطقة لتنفيذ مشروعها

تسبب إعلان بلدية القدس التابعة للاحتلال الإسرائيلي عن مشروع “وادي السيليكون” على حساب المنطقة الصناعية بالقدس، في ردة فعل واسعة لدى عدد كبير من أصحاب المتاجر والورش الذين تم إبلاغهم بضرورة إخلاء محالهم قبل نهاية العام الجاري. 

أكثر من 50 عاماً: في حي وادي الجوز وسط القدس، يتخوّف فتحي الكرد من خطوة إخلاء مرآب تصليح المركبات الذي يشغله منذ عام 1966، وذلك لصالح مشروع “وادي السيليكون” في المنطقة، مما سيقطع عليه وعلى كثيرين غيره، مصدر رزق عائلاتهم، حسب ما أفاد لوكالة الأنباء الفرنسية. 

يقول فتحي (77 عاماً) الذي يعمل في المرآب مع اثنين من أبنائه، “ابني عنده أربعة أطفال. إذا توقف عن العمل أسبوعاً واحداً، يجوع هو وأطفاله”.

يقول فتحي إن وضعه قانوني، مشيراً الى عقد الإيجار الذي يشغل بموجبه المكان، وتراخيص العمل التي حصل عليها من بلدية القدس ووزارة المواصلات الإسرائيلية، ودفعه المنتظم للضرائب.

كما يقول مهند، ابن فتحي الكرد، “تراجع دخلنا بسبب فيروس كورونا بنسبة 70%، والإخلاء سيجعلنا نبدأ من الصفر”.

هدم المنطقة: كانت بلدية القدس التابعة للاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت، الأحد 31 مايو/أيار، عن عزمها هدم 200 منشأة تجارية وصناعية لفلسطينيين وسط مدينة القدس، وذلك لصالح مشروع “وادي السيليكون” الإسرائيلي. 

يضم المشروع الذي سيكون على حساب المنطقة الصناعية الوحيدة للفلسطينيين  في القدس، بناء مدينة صناعية جديدة تضم مشاريع للتكنولوجيا الفائقة وأخرى تجارية وفندقية على مساحة 250 ألف متر مربع.

أصحاب الورش التي سيقام مكانها المشروع يقولون إنه في حال التنفيذ، ستخسر أكثر من مئتي ورشة تصليح مركبات ومحل لمواد البناء ومطاعم شعبية قوت العاملين فيها.

خسائر بالملايين: أمام لافتة خطت باللغتين العربية والعبرية عند مدخل ورشة كبيرة لدهان المركبات، يعتبر خليل الحواش الذي يعمل في المكان منذ أربعين عاماً، هدفَ المشروع “تفريغَ المدينة من الفلسطينيين”.

بحسب الحواش وهو أب لأربعة، اثنان منهم يتلقون تعليمهم الجامعي، التفاصيل “مبهمة”، متسائلاً عن البديل الذي ستقدمه لهم البلدية الإسرائيلية، وعمّا إذا كان سيتم تعويضهم بالأموال أو بغيرها.

فيما يرى الخبير الاقتصادي محمد قرش أن خسائر الورش الفلسطينية ستكون “كبيرة جداً ومدمرة”، مشيراً إلى أن إخلاء المنشآت يعني “البحث عن أماكن أخرى لاستئجارها وتكبد مبالغ مالية أكبر”.

 أرض وقفية: أراضي المنطقة الصناعية هي أراض وقفية يمتلكها عدد من العائلات الفلسطينية، بينها عائلة نايف الكسواني الذي يقول إنه يمتلك ثلاثة دونمات.

يجلس الكسواني في محله لبيع مواد البناء مرتدياً قميصاً أزرق، ويؤكد وجود مفاوضات مع البلدية الإسرائيلية حول طبيعة المباني التي يمكن إقامتها.

يقول “أريد أن يتم تعويضي مالياً وإعطائي رخصاً لبناء محال تجارية ومكاتب وشقق سكنية”، لكن البلدية ترفض منح تراخيص بناء شقق سكنية بما يزيد عن 20% من مساحة البناء، بحسب الكسواني.

وادي السيليكون:  حسب فيديو نشرته بلدية القدس، ستبلغ تكلفة المشروع الذي تظهر فيه عمارات زجاجية شاهقة الارتفاع، نحو 2,1 مليار شيكل (حوالي 606 ملايين دولار).

يعتبر المشروع، بحسب بيان للبلدية، “جزءاً من خطة الحكومة الإسرائيلية الخمسية لتقليل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية (…) وتوفير 10 آلاف وظيفة، وزيادة الثقة بين سكان المدينة الشرقية والبلدية والحكومة”.

كما يهدف المشروع إلى “رفع نسبة توظيف النساء (…) وتعزيز مكانة المناهج الإسرائيلية كأداة نحو التعليم العالي والتوظيف”.

الرد الفلسطيني: لكن رئيس الغرفة التجارية الفلسطينية في القدس كمال عبيدات يرى أن أهداف الجانب الإسرائيلي المعلنة هي مجرد “ادعاءات”.

يعتبر رئيس الغرفة التي يمنع عملها داخل حدود البلدية الإسرائيلية، أن المشروع يهدف إلى “تصفية الأسواق التاريخية وطمس معالم المدينة وتهويدها”.

ويؤكد عبيدات أن القرار “فردي اتخذته بلدية الاحتلال في القدس”، التي تملك، بحسب قوله، “إمكانيات ضخمة” للتنفيذ.

فيما قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن المشروع يمثل “جريمة حرب”، محذرة “الشركات من المشاركة في المشروع (…) الذي سيعرضها للمساءلة القانونية والمالية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى