آخر الأخبار

بعد امتعاض الرباط من تصريحات مسؤول جزائري.. بيان جديد للخارجية الجزائرية ينذر بأزمة دبلوماسية بين البلدين

أصدرت الخارجية الجزائرية، الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، بلاغاً جديداً، بخصوص قضية القنصل المغربي في وهران (غربي الجزائر)، أكدت فيه أن “الجزائر طلبت إنهاء مهام القنصل المغربي وعودته إلى بلاده”، وذلك رداً على آخر تصريحات صدرت من وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة.

تعود تفاصيل الأزمة إلى منتصف مايو/أيار الماضي، عقب انتشار مقطع فيديو، بشكل واسع، على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب والجزائر، يظهر فيه القنصل المغربي في وهران، بوطاهر أحرضان، ويصف الجزائر بـ”البلد العدو”، خلال حديث له مع رعايا مغاربة عالقين في الجارة الشرقية، وهو المقطع الذي وصفه القنصل بـ”المفبرك”.

الأعراف الدبلوماسية: في بيان للناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية، نقلته صحيفة “النهار” الجزائرية، الخميس، أكدت الجزائر أن البيان جاء على خلفية “تصريحات وزير الخارجية المغربي لوكالة المغرب العربي للأنباء، والتي مفادها أن استدعاء القنصل العام المغربي جاء بمبادرة صرفة من الطرف المغربي”ل-.

قال البيان، إن “الجزائر تعاملت وفقاً للأعراف الدبلوماسية المعمول بها دولياً في قضية الانزلاق الخطير الذي أقدم عليه القنصل العام المغربي”.

قبل أن يضيف: “الجزائر خاطبت الطرف المغربي بلغة مناسبة لا تحتمل تأويلاً آخر غير إنهاء مهام قنصل المغرب وعودته إلى بلاده”.

امتعاض مغربي: الثلاثاء، عبّر المغرب عن امتعاضه من تصريح وزير الخارجية الجزائري، بخصوص طرد القنصل المغربي من الجزائر، مؤكداً أنه هو من وجَّه إليه الدعوة.

هذا الموقف عبَّر عنه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في تصريحات نقلتها صحيفة “هسبريس”، قال فيها إن المغرب “ممتعض إزاء الادعاءات الصادرة عن ممثل مؤسسة يُفترض فيها أن تتحلى بحسن تقدير الأمور وضبط النفس”.

بوريطة أضاف في التصريح نفسه، أن “المغرب يتساءل عن الدوافع الحقيقية وراء هذا التصعيد الجديد والإرادة المستمرة للجزائر في تغذية مناخ من الارتياب يسير عكس كل قواعد حسن الجوار”.

كما تابع الوزير أن “المغرب يرفض هذه الادعاءات السخيفة التي لا أساس لها من الصحة. فالقنصل العام للمملكة في وهران هو إطار بالوزارة، وله مسار مهني يمتد لـ28 سنة، سواء في المصالح المركزية أو في عدة مناصب بالخارج”.

في هذا الصدد، تضيف الصحيفة نفسها، ذكر بوريطة أنه “حرصاً منا على الحفاظ على الهدوء في العلاقات الثنائية، لا سيما في خضم السياق الإقليمي والدولي الصعب في ظل تفشي جائحة كوفيد-19، بادرت إلى الاتصال بنظيري الجزائري؛ لأبلغه أنه بغض النظر عن مدى صحة الأقوال المنسوبة إلى القنصل، فقد قرر المغرب استدعاءه فوراً”.

كما أوضح أن “استدعاء القنصل جاء بمبادرة حصرية من المغرب ولو أن القنصل ظل على الدوام يؤدي مهامه بطريقة مناسبة ومهنية تماماً”.

أثار الجدل: أثارت تصريحات منسوبة للقنصل المغربي في مدينة وهران الجزائرية، أحرضان بوطاهر، الأربعاء 13 مايو/أيار 2020، استياء وغضباً عارماً من طرف الجزائريين، بعد أن انتشر مقطع فيديو له، خلال لقائه مع مغاربة مقيمين في المدينة، وهو يصف الجزائر بأنها “بلد عدو”، وهو التصريح الذي نفاه الدبلوماسي المغربي بشكل قاطع.

.

وسائل إعلام جزائرية وصفحات بشبكات التواصل الاجتماعي تناقلت مقطع يُظهر لقاء، قالت إنه للقنصل أحرضان بوطاهر مع أفراد من الجالية المغربية أمام مقر القنصلية في وهران غربي الجزائر.

إذ كتبت صحيفة “النهار” الجزائرية، أن القنصل المغربي بالجزائر”أطلق في وهران تصريحات عدائية ضد الجزائر، واصفاً إياها بالبلد العدو”.

تضيف الصحيفة: “أظهر فيديو مصور القنصل المغربي بالجزائر بولاية وهران، وهو يتحدث مع رعايا مغاربة، طالبوا السلطات المغربية بالتدخل واجلائهم إلى المغرب، ليردّ عليهم القنصل بأنهم يوجدون في (بلاد عدوة)”.

صحيفة “النهار” وصفت تصريح القنصل المغربي، بأنه “منافٍ لكل الأعراف الدبلوماسية، ويعبر عن عداوة النظام المغربي للجزائر”.

رد القنصل المغربي: في تصريح له لصحيفة “اليوم24” المغربية، نفى أحرضان بوطاهر أن يكون قد صرح بهذه الأقاويل خلال لقاء له مع المغاربة، معتبراً أن الفيديو، الذي نشرته عديد من وسائل الإعلام الجزائرية، “كان مفبركاً”.

في اتصال هاتفي مع الصحيفة، قال القنصل المغربي، إن “المشاهد الظاهرة في الفيديو، التي تبين اجتماعه بعدد من المغاربة أمام مقر القنصلية، كلها وقائع صحيحة، إلا أن الصوت مفبرك، إذ أكد المتحدث أنه لم يصف بشكل مطلق، الجزائر بأنها دولة (عدوة) بخلاف ما أظهره الفيديو المنتشر”.

وفق الصحيفة نفسها دائماً، فإن “اللقاء كان مقتصراً على أعضاء الجالية، إذ سجّل الفيديو المذكور، قبل أن يطلع على نشر المقطع المفبرك على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات الجزائريين، حسب قوله”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى