آخر الأخبار

من عصائر الفاكهة المستوردة والذهب إلى السيارات.. السعوديون يخزنون السلع قبل زيادة ضريبية

هرع السعوديون لشراء السلع، من عصائر الفاكهة المستوردة إلى السيارات، قبل زيادة كبيرة في ضريبة القيمة المضافة قررتها المملكة اعتباراً من أول يوليو/تموز 2020، لتعزيز إيرادات الدولة وسط تدهور اقتصادي هو الأسوأ لها على الإطلاق.

تأتي زيادة ضريبة القيمة المضافة لثلاثة أمثالها إلى 15% على خلفية انخفاض إنفاق المستهلكين وتراجع التضخم بسبب إجراءات الغلق العام التي فُرضت في مواجهة تفشي فيروس كورونا لمدة ثلاثة أشهر وتقرر رفعها بالكامل في 21 يونيو/حزيران.

تهافت السعوديين على السلع: اكتظت المتاجر الكبرى في العاصمة الرياض خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسعى المتسوقون لتخزين السلع غير القابلة للتلف. وعرضت متاجر الأثاث والأجهزة المنزلية تخفيضات لجذب المشترين.

قال نجم العتيبي، تاجر سيارات في الرياض، “صار شح في السوق، والمواطنون يشترون قبل الضريبة” وبالتالي يوجد طلب لكنه قليل. 

فيما تحدث جابر السهاري، الذي يعمل في متجر للذهب، عن زيادة في الطلب خلال الأسبوعين الأخيرين.

كانت المملكة أعلنت زيادة ضريبة القيمة المضافة وتعليق بدل غلاء المعيشة في مايو/أيار، مما أحدث صدمة في أوساط المواطنين والشركات، الذين كان يتوقعون مزيداً من الدعم من الحكومة.

قالت سارة، وهي أم سعودية لطفلين، “تكاليف المعيشة تزداد. اشتريت بعض المواد الغذائية والعصائر المستوردة وقمت بتخزينها لأن الأسعار سترتفع”.

بينما قال أبو عمر، وهو وافد مصري، إن زيادة ضريبة القيمة المضافة جاءت بعد خفض الرواتب بنسبة 20% بسبب أزمة فيروس كورونا. وقال “علي الآن أن أعيش بدخل أقل بنسبة 35%، وهذا سيكون صعباً للغاية في وجود ثلاثة أطفال”.

مطالب بتأجيل فرض الضريبة: على مواقع التواصل الاجتماعي كشفت تغريدات السعوديين عن رفض جزء منهم لفرض الضريبة، وانتشر على نطاق واسع وسم (تأجيل فرض الضريبة على القيمة المضافة).

فقد قال عبدالعزيز في تغريدته: “أزمة كورونا في المملكة العربية السعودية لها قرابة الشهرين وبعدها جاء قرار رفع الضريبة الى 15% ثم جاء قرار خصم بدل غلاء المعيشة.. أنا لست بالرجل الاقتصادي ولكن هل يعقل أن قرارين بهذه القوة ينفذان خلال دراسة شهرين فقط.. التاجر لن يخسر نحن من يدفع”.

في المقابل دافع مغردون عن قرار الحكومة السعودية بتطبيق الضريبة على القيمة المضافة، إذ قال مغرد يدعى منصور المحمد: “ليس من خيارات الدولة الضغط على المواطن من خلال رفع الضريبة الهدف لم يتجل إلا بعد الجائحة كما أن #تأجيل_ضريبة_القيمة_المضافة ليس حلاً.. لكن ماذا لو لم يكن هناك جائحة واستمر النفط في الارتفاع هل من المعقول أن ترفع؟ أكيد لا لربما أصبح الوضع أفضل مما كان لكن نحن في مرحلة خطيرة جداً”.

ليس من خيارات الدولة الضغط على المواطن من خلال رفع الضريبة الهدف لم يتجلى إلا بعد الجائحة كما أن #تأجيل_ضريبة_القيمة_المضافة ليس حلا

لكن ماذا لو؟ لم يكن هناك جائحة واستمر النفط في الارتفاع هل من المعقول أن ترفع؟ أكيد لا لربما أصبح الوضع أفضل مما كان لكن نحن في مرحلة خطيرة جداً pic.twitter.com/fmWQY5px6N

محاولة لتخفيض العجز: تراجع التضخم في الأشهر الأخيرة إلى حوالي 1% بسبب انخفاض الطلب على المواد غير الغذائية وتراجع أسعار الوقود، لكن بعض المحللين يتوقعون أن يرتفع بنسبة تصل إلى 6% على أساس سنوي في يوليو/تموز بسبب زيادة ضريبة القيمة المضافة.

زادت السلطات هذا الشهر رسوم الاستيراد لاحتواء العجز المالي المتضخم الذي يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتجاوز 12% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة مع 4.5% العام الماضي.

وقالت أرقام كابيتال إن هذه الخطوات قد تخفض العجز الكلي بين 4.5% و6% من الناتج المحلي الإجمالي لكنها قد تبطئ وتيرة التعافي الاقتصادي.

إقبال كبير على السيارات: من جهة أخرى، أعلن فيصل أبو شوشة رئيس اللجنة الوطنية للسيارات بمجلس الغرف السعودية، أن سوق السيارات بالمملكة شهد إقبالا كبيراً من قبل المستهلكين؛ وذلك قبل تطبيق ضريبة القيمة المضافة الجديدة مطلع الشهر القادم.

كشف أبو شوشة عن مطالبة اللجنة الوطنية للسيارات بتمديد فترة الضريبة المضافة الحالية 5% لمدة أسبوعين قادمين، وقـال: “من شدة الإقبال على شراء السيارات رفعت اللجنة خطاباً إلى الهيئة العامة للزكاة والدخل ونسخة إلى وزارة التجارة والاستثمار، تطالب فيه بتمديد فترة الضريبة المضافة 5% لمدة أسبوعين؛ من أجل تسليم السيارات للمشترين خلال الشهر الحالي بعد إنهاء إجراءات التسليم المتبعة من استخراج اللوحات والاستمارة وغيرها”.

وفقاً لـصحيفة “الوطن” السعودية أكد أصحاب معارض السيارات تحسن المبيعات بشكل كبير خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران بنسبة قاربت الـ100%، وأشار آخرون عبر حساباتهم على تويتر إلى أن رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة إلى 15%، رفع معدلات الطلب والبيع بالنسبة للسيارات الجديدة والمستعملة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى