آخر الأخبار

الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس يعلّق على تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد قبيل قرار تركي بشأنها

قبل ساعات من قرار قضائي ستصدره محكمة تركية، بخصوص تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، قال الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم، البطريرك المسكوني بارثولوميو، الثلاثاء 30 يونيو/حزيران 2020، إن تحويل الكنيسة الواقعة بمدينة إسطنبول إلى مسجد مرة أخرى “سيثير الانقسام”، وفق تعبيره.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد اقترح إعادة تحويل المبنى إلى المسجد، وذلك في تصريح له في مارس/آذار 2019، قال فيه إن بلاده “تُخطط لإعادة آيا صوفيا إلى أصله وتسميته مسجداً”، كما كان عليه وضع البناء لمئات السنين.

البطريرك بارثولوميو الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، هو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم، وقال إن “تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم”، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز. 

ومن المقرر صدور حكم المحكمة في الثاني من يوليو/تموز 2020، في دعوى ترفض قانونية تحويل المبنى إلى متحف في عام 1934 في السنوات الأولى لقيام الدولة العلمانية التركية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، وفي ذلك العام تم تحويل البناء إلى متحف بعد أن كان مسجداً.

إعادة تحويل المبنى لمسجد: النشاط الإسلامي داخل متحف آيا صوفيا كان قد تزايد في إسطنبول في السنوات الأخيرة، في عهد أردوغان، بحيث تتم داخله تلاوة القرآن في بعض المناسبات، وفي 31 مايو/أيار 2014، نظمت جمعية تسمى “شباب الأناضول” فعالية لصلاة الفجر في ساحة المسجد تحت شعار “أحضر سجادتك وتعالَ”، وذلك في إطار حملة داعية إلى إعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد.

وبعد قرابة الـ85 عاماً من الانقطاع، عاد الأذان ليصدح من جديد من داخل متحف آيا صوفيا في إسطنبول في فجر ليلة القدر، خلال برنامج استثنائي نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية في عام 2016، كما أقدمت السلطات على السماح برفع الأذان من مآذن المتحف في بعض المناسبات الخاصة، خلال السنوات الأربع الأخيرة، إلا أن ذلك كان يتم من غرفة خاصة للمؤذن في ساحة المتحف.

جدل دولي حول آيا صوفيا: يُعد متحف “آيا صوفيا” من مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، كما أنه ارتبط بالإمبراطورية البيزنطية المسيحية والإمبراطورية العثمانية الإسلامية، وهو اليوم أحد أكثر المعالم الأثرية التي يقبل الناس على زيارتها في تركيا.

بنيت كنيسة آيا صوفيا في القرن السادس في عهد الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، وكانت مقراً لبطريركية القسطنطينية، الاسم السابق لإسطنبول. وعندما غزت القوات العثمانية المدينة في 1453 أمر السلطان محمد الثاني بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وبنيت المآذن الإسلامية حول قبتها البيزنطية.

وبقيت آيا صوفيا مسجداً إلى ما بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، وفي منتصف الثلاثينيات أمرت السلطات التركية الجديدة في عهد مؤسسها العلماني مصطفى كمال أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف مفتوح للجميع.

تثير قضية متحف آيا صوفيا في إسطنبول جدلاً دولياً، حيث اعترضت اليونان على بث برنامج تلفزيوني ينقل تلاوات للقرآن من داخل المسجد، معبرة عن استيائها وقلقها من البرنامج، خاصة أنه يخضع لإشراف رئاسة الشؤون الدينية التركية.

يعتبر مبنى آيا صوفيا صرحاً فنياً ومعمارياً فريداً من نوعه، وهو موجود في إسطنبول منطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد. ومسجد آيا صوفيا كان من قبل كنيسة ضخمة بناها جستنيان الأول البيزنطي سنة 537، وقد سقطت قبتها عدة مرات، وآخر مرة أعيد بناؤها سنة 1346، وقد أجريت عدة تقويات وترميمات للمبنى في العهد العثماني.

كان مبنى متحف آيا صوفيا في إسطنبول على مدار 916 عاماً كاتدرائية، ولمدة 481 عاماً مسجداً، ومنذ عام 1935 أصبح متحفاً، وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

وقد غيَّر السلطان محمد الفاتح المبنى ليكون مسجداً، وأضاف إليه منارة، ثم أضيفت إليه منارة أخرى زمن السلطان بايزيد الثاني، إلى أن قام بتحويله كمال أتاتورك مؤسس تركيا العلمانية إلى متحف سنة 1934.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى