تكنولوجيا

5 طرق بإمكان تكنولوجيا البلوكتشين أن تساعدنا من خلالها لتخطي الوباء القادم.

نبهَنا وباء كورونا إلى ضرورة الاستعداد للأوبئة القادمة فكورونا لم يكن الوباء الأول وحتماً لن يكون الأخير، وكما ساعدتنا مميزات تطبيقات النسخة الثانية من الويب على تخطي وباء كورونا كتطبيقات التواصل الاجتماعي وزووم وغيرها، فإن النسخة الثالثة من الويب القائمة على تكنولوجيا البلوكتشين قد تساعدنا حتماً على تخطي الوباء القادم.

سنستعين هنا بتقرير بعنوان “حلول البلوكتشين في ظل الأوبئة” من كتابة دون وأليكس تابسكوت، وهما المؤلفان المشاركان لكتاب بلوكتشين ريفولشن Blockchain Revolution والمؤسسان المشاركان لمؤسسة البلوكتشين البحثية

قام المؤلفان بإنشاء إطار عام لمواجهة الأوبئة في 5 مجالات رئيسية. وعرضا تقريرهما خلال مؤتمر عقدته مؤسسة البلوكتشين البحثية، شارك فيه 30 باحثاً من 5 قارات مختلفة. وإلى هذه المجالات الخمسة.

تعد البيانات أهم الأسلحة المستخدمة في مكافحة الأوبئة. إذا كانت هناك أي بيانات مفيدة في الوقت الحالي، فهي توجد في أروقة المؤسسات. نحتاج قدرةً أفضل على الوصول إلى البيانات الخاصة بالسكان، ونظاماً سريعاً لمشاركة تلك البيانات. ومن أجل تسريع اكتشاف المرض، فإن الشركة الناشئة شيفوم Shivom تعمل على مشروع عالمي لجمع ومشاركة البيانات المتعلقة بحضانة الفيروس، في استجابة منها لدعوة مبادرة الابتكارات الطبية التابعة للاتحاد الأوروبي. وفي هندوراس، يقوم تطبيق سيفيتاس Civitas، وهو تطبيق طورته الشركة الناشئة إيمرج Emerge، بربط أرقام بطاقات الهوية التي تصدرها حكومة هندوراس بسجلات البلوكتشين المستخدمة لمتابعة الحجوزات الطبية. يقوم الأطباء بمسح التطبيق؛ من أجل مراجعة أعراض المريض المسجلة والموثقة بواسطة خدمات الهاتف الطبي.

كما يعمل الطبيب رافايل يالوم، من جامعة إم آي تي MIT ومؤسسة أوكسفورد-هاينان البحثية Oxford-Hainan Research Institute، على إطار يسمى تراست أب Trustup، وهو إطار يُعنى بالإشارة إلى الأسباب التي تدعو إلى الثقة بالبيانات الطبية المسجلة على البلوكتشين مقارنة بالبيانات المسجلة على قواعد البيانات التقليدية. ولا توجد حاجة للمقايضة بين الخصوصية والسلامة العامة. فمن خلال السيادة الذاتية على الهوية، يمكن أن يتملك الأشخاص بياناتهم الطبية ويمكنهم أن يشاركوها تطوعياً مع الباحثين، وهو ما سيمكِّن من تحقيق الأمرين معاً.

سلاسل الإمداد جزء لا غنى عنه من البنية التحتية للاقتصاد العالمي المتصل بعضه ببعض، وتسببت جائحة كوفيد-19 في وضع سلاسل الإمداد تحت ضغط غير مسبوق، ليكشف عن نقاط ضعف محتملة في تصميم تلك السلاسل، وهو ما يدعو إلى إعادة بناء سلاسل الإمداد لتكون أكثر شفافية، وليتمكن المستخدمون من الوصول إلى المعلومات بسرعة ويسر، وأن يثقوا بدقة تلك المعلومات. وتضطلع الشركة الناشئة ريميديتشين Remedichain بتلك المهمة في الوقت الحالي لسلاسل الإمداد الدوائية. وكان أحد مؤسسي الشركة، وهو الطبيب فيليب بيكر، مهتماً بتتبُّع وإعادة استخدام الأدوية غير المستخدمة التي لا تزال فعالة، مثل تلك الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان. واعتبر البلوكتشين وسيلة لتتبُّع تلك الأدوية، وقال في هذا الصدد:

“عن طريق نشر تاريخ إنتاج الدواء وتاريخ انتهاء صلاحيته، سيتمكن الناس حول البلاد من إنشاء مخزون لا مركزي من الأدوية الفائضة. وعندما يزداد الطلب على دواء متوافر بكثرة مثلما يحدث في الوقت الحالي مع دواء الهيدروكسي كلورين، فإن المختصين في الرعاية الصحية يمكنهم الاعتماد على هذا المخزون الفائض. وينطبق المبدأ نفسه على أجهزة التنفس ومعدات الوقاية الشخصية.

يمكن أن تكون البلوكتشين بمثابة “آلة لإظهار الوضع”، لتعطينا الوضوح الذي نحتاجه بخصوص حالة الموردين والأصول نفسها. وعندما ظهر وباء كوفيد-19، تحولت الشركة الناشئة فيري تي إكس VeriTX، وهي سوق افتراضي للأصول الافتراضية مثل ملفات التصميم ذات براءات الاختراع، إلى مجال المستلزمات الطبية، لكي تتمكن المنشآت الطبية من طباعة الأجزاء التي تحتاجها في واحدة من منشآت الطباعة ثلاثية الأبعاد الـ180 الموجودة ضمن شبكة فيري تي إكس. بإمكان “فيري تي إكس” استخدام الهندسة العكسية مع أحد الأجزاء ثم بناؤه بسرعة أكبر بكثير وبتكلفة أقل من شرائه من المُصنّع الأصلي للمنتج.

إذا كانت سلاسل الإمداد قاطرة التجارة العالمية، فإن النقود هي زيت المحرك. ومع ذلك، فإن النقود، مع قابليتها لنقل المرض، قد أصبحت مصدراً للقلق خلال الوباء. فإن التقرير يجيب على الأسئلة المتعلقة بما وكيف ولماذا يمكن للنقود الرقمية أن تكون بديلاً. كما تعتبر التكلفة مسألة يجب أن توضع في عين الاعتبار. وتقوم الشركة الناشئة المبنية على الإيثريوم سولف.كير Solve.Care بتخفيض التكاليف الإدارية للرعاية الصحية بشكل جذري لكي يتوجه جزء أكبر من ميزانية المرضى مباشرة إلى الرعاية الصحية نفسها. وتحولت الأزمة الصحية نفسها إلى أزمة مالية، وأغلقت الطريق إلى سلاسل الإمداد الائتمانية. ويبحث التقرير عن حلول تمويلية مبنية على البلوكتشين مثل الذي توفره شركة تشيند فاينانس Chained Finance ومجهودات جمع التبرعات التي تقوم بها مؤسسة بينانس Binance الخيرية. وأخيراً، فإن نماذج الحوكمة اللامركزية مثل تلك التي ابتكرتها شركات أبريدجيد Abridged وأراغون Aragon الناشئتين يمكنهم أن يغيرا من طرق استجابة المؤسسات غير الهادفة للربح، والحكومات، والمجتمعات للأزمات.

العاملون بالمجال الطبي في الصف الأول أبطال وآخر خط دفاع لدينا. ومع ذلك، فإن المستشفيات تعجز عن تسكين المرضى بالسرعة الكافية. ولا يرجع ذلك إلى نقص الموهبة، وإنما إلى صعوبة العثور على الأشخاص ذوي الخبرات الصحيحة. تساعد منصات بلوكتشين مثل دوك.آي أو Dock.io، وبرو كريد إي إكس ProCredEx وزينك.وورك Zinc.work على تيسير عمليات التنسيق بين المناطق الجغرافية، والأقسام، والهيئات المانحة للتراخيص المختلفة المسؤولة عن تخريج وتوفير العاملين في المجال الطبي. بالإضافة إلى عملية توثيق مهاراتهم، من أجل أن تصبح تلك العمليات أكثر كفاءة.

يستجيب الناس للمحفزات. يمكن أن يشكل البلوكتشين آلية لتنسيق المحفزات الخاصة بمجموعات المصالح حول المسائل والأنشطة، وتغيير أنماط السلوك في أثناء ذلك. فعلى سبيل المثال، تعاونت مؤسسة هارت آند ستروك Heart and Stroke Foundation مع شركة إنتراك Interac لتحفيز الناس بشكل مصغر على اتخاذ خياراتٍ أكثر صحية، كما تعاونت الشبكة الصحية التابعة لجامعة تورونتو مع شركة آي بي إم IBM من أجل وضع السجلات الصحية الخاصة بالمرضى بين أيديهم.

لا تتناسب كثير من تلك التغيرات مع الجدول الزمني الخاص بالمرحلة الحالية من مرض كوفيد-19، ولكن يمكن تنفيذ كثير منها بسرعة.

يجب أن تنتبه الحكومات إلى الفرصة التي تقدمها خدمات البلوكتشين. يتعين على كل الحكومات الوطنية أن تنشئ لجنة طوارئ تضطلع بالبيانات الطبية، وأن تبدأ بتخطيط وتنفيذ مبادرات خاصة بالبلوكتشين. يمكن أن يحفز ذلك من تطوير شركات التكنولوجيا العاكفة على ابتكار الحلول الموصوفة في هذه المقالة. كما يجب أن تتعاون مع المختصين الطبيين من أجل تنفيذ نظم الاعتماد باستخدام البلوكتشين.

وسيتوجب على القطاع الخاص، الأكثر تأثراً بكوفيد-19، قيادة طريق التغيير. يجب أن يبدأ القطاع الخاص اليوم بإدماج البلوكتشين داخل البنى التحتية خاصتهم. كما تحتاج الشركات إلى مواصلة العمل على النماذج الأولية الخاصة بالسجلات الطبية، ونظم الاعتماد، وهياكل التحفيز، وحلول السيادة على الهوية الأخرى. وأثناء تصميم تلك النماذج الأولية، يجب على الشركات أن تدرس إدماج نظم تحفيز اجتماعي لمكافأة السلوكيات الاجتماعية المسؤولة.

تُسرّع حالات الطوارئ من التطور. تحوَّل تطبيق زووم Zoom، الذي كان استعماله مقتصراً على شركات التكنولوجيا، إلى أداة واسعة الانتشار وتُستعمل بشكل شبه يومي. وفي الوقت نفسه، فإن الشركات العملاقة التي نشأت في القرن الماضي تطلب المساعدة. وبالضرورة، فإن السلوكيات البشرية، المتعلقة بمكان عملنا وكيفية وطريقة اختلاطنا بعضنا ببعض، تغيرت بين ليلة وضحاها. أضف إلى ذلك الخصائص الأُسية للبلوكتشين، لنجد أنفسنا بصدد تغيير جذري.

يتوقع الكاتبان وقوع أزمة قيادة مع تعارض النماذج الرقمية فقط، والنماذج الرقمية أولاً مع النماذج الصناعية القديمة والتقليدية. ربما سينتج عن هذه الأزمة جيل جديد من القادة الذين يمكنهم مساعدتنا في وضع العصر الرقمي على المسار الصحيح. من منّا سيتسلم شارة القيادة؟

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى