ثقافة وادب

رحيل بطلة “ذهب مع الريح” أوليفيا دي هافيلاند.. حملت 3 جنسيات وكرمتها ملكة بريطانية ودفعت القضاء لإصدار قانون حمل اسمها!

بعد 104 أعوام قضت معظمها في تقديم أعمالٍ فنّيةٍ خالدةٍ وعايشت خلالها الكثير من الأحداث الكبرى، رحلت الممثلة الأمريكية أوليفيا دي هافيلاند الحائزة على جائزة الأوسكار مرتين وآخر نجمة كانت على قيد الحياة من فيلم “ذهب مع الريح”، الأحد 26/07/2020.

الممثلة الحسناء التي تحمل الجنسيتين البريطانية والفرنسية، توفيت لأسبابٍ طبيعية بمنزلها في العاصمة الفرنسية باريس التي عاشت فيها لأكثر من ستة عقود.

ويعد فيلم Gone With the Wind أو “ذهب مع الريح” من أشهر أفلام دي هافيلاند، إلى جانب To Each His Own وThe Heiress.

عُرف عن النجمة الراحلة أنها كانت صاحبة شخصية قوية، واختلفت مع منتج أعمالها وحاربت من أجل أدوارها.

لنتعرف في سطور على محطات في حياة أوليفيا دي هافيلاند المهنية والشخصية.

بدايات دي هافيلاند وتطورها في التمثيل

ظهرت دي هافيلاند أول مرة كنجمة خلال عصر الفيلم الكلاسيكي، كان عمرها 19 عاماً وكانت تربطها علاقة حب بإرول فلين في أفلام رومانسية بطولية مثل Captain Blood و The Adventures of Robin Hood ثم ظهرت كشخصية ميلاني هاميلتون ويلكس في (Gone With the Wind” (1939″، الذي اعتبر أفضل فيلم حقق عائدات مالية مرتفعة على الإطلاق في فترة التضخم الاقتصادي.

بحلول أواخر الأربعينيات، أصبحت واحدة من أفضل الممثلات على الشاشة؛ ففازت بجائزة أوسكار أفضل ممثلة في عام 1946 لدورها في فيلم “كل على حدة”، ثم حصلت على جائزة ثانية عن فيلم “الوريثة” عام 1949. استمرت أوليفيا في العمل حتى أواخر الثمانينيات، وفازت بجائزة غولدن غلوب في عام 1986 عن فيلم Anastasia: The Mystery of Anna.

إذا أردنا اختيار أحد الأفلام السابقة لنعتبره أبرز إنجازات دي هافيلاند، فعلينا التوقف قليلاً فربما كان إنجاز أوليفيا الأبرز في هوليوود ليس فيلماً بل هو رفعها دعوى قضائية ضد منتج أعمالها وارنر بروس عام 1943.

السبب كان محاولة شركة الإنتاج استغلالها وتمديد عقدها الذي استمر 7 سنوات وكان يشارف على الانتهاء في محاولة منهم لاحتكارها. واجه الممثلون بسبب مثل هذه العقود شروط عمل صعبة وغير عادلة. كان الممثلون يواجهون التوقف عن العمل دون أجر إذا رفضوا الأدوار، ثم يواجهون التمديد الإجباري للعقد إلى ما بعد مدته القانونية.

ساعد انتصار دي هافيلاند في دعوتها لصالحها على تحويل القوة من الأستوديوهات الكبيرة في تلك الحقبة إلى المشاهير الكبار ووكالات المواهب القوية المعروفة اليوم.

كما تقول صديقتها النجمة بيت ديفيس في سيرتها الذاتية “الحياة الوحيدة”: “ممثلو هوليوود سيظلون مدينين لأوليفيا إلى الأبد”.

كانت دي هافيلاند فخورة بنفسها لانتصارها وأخذها قرار محاولة تصحيح نظام العقود المجحف. وكان من بين المستفيدين من القرار الممثلون الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية والذين أيضاً كانوا في حالة تعليق عن العمل أيضاً. حتى أن الناس تناقلت مصطلح “قانون دي هايفلاند” بعد صدور الحكم لصالحها كنوع من الامتنان لها على التغيير الكبير الذي استطاعت القيام به.

عندما أصبحت رواية “ذهب مع الريح” لمارغريت ميتشل من أكثر الكتب مبيعاً في أواخر الثلاثينيات، بدأت كل ممثلة تتنافس على دور سكارليت أوهارا، البطلة الأنانية المتشددة في الفيلم. ولكن ليس دي هافيلاند التي أرادت دور “ميلاني”، الحلوة والمتعاطفة.

قالت الممثلة لصحيفة The New York Times في عام 2004: “سكارليت لم تهمني على الإطلاق. لقد كانت فتاة مهنية، على أية حال، وكنت فتاة مهنية. ميلاني كانت شيئاً آخر. إنها امرأة سعيدة، إنها امرأة محبة، ولا يمكنك القول إن سكارليت كانت محبة”.

كانت العقبة الوحيدة أمام دي هافيلاند هي عقدها مع وارنر بروس، التي كانت مترددة في إقراضها للمنتج ديفيد أو سلزنيك للفيلم.

قامت دي هافيلاند، التي كانت في أوائل العشرينات من عمرها بالتحدث عن رغبتها في أداء الدور أمام زوجة المدير وتوسلت الممثلة لآن وارنر التدخل نيابة عنها. استسلم وارنر أخيراً، وتوجهت أوليفيا للعمل مع Selznick International.

كانت دي هافيلاند تعلم أن الفيلم “ذهب مع الريح” سيكون مميزاً وسيستمر إلى الأبد”، على حد تعبيرها.

أوضحت النجمة الراحلة لصحيفة Times في 2004: “أعتقد أن لعب دور الفتاة الجيدة أكثر تحدياً. لأن المفهوم العام هو أنك إذا كنت جيداً، فأنت لست مثيراً للاهتمام. وهذا المفهوم يزعجني بصراحة”.

حصلت أوليفيا على أول 5 ترشيحات لجوائز الأوسكار مع أفضل إيماءة لممثلة مساعدة لـ Gone With the Wind، لكنها خسرت أمام النجمة Hattie McDaniel، التي كانت أول أمريكية إفريقية تفوز بجائزة الأوسكار.

بدأت حياة دي هافيلاند المهنية بالبرود في الخمسينيات والستينيات، على الرغم من أنها لعبت أدواراً لا تنسى في “My Cousin Rachel” و “Light in the Piazza”. تعاونت مع ديفيس عام (Hush, Hush, Sweet Charlotte” (1964″، ثم في تطور مفاجئ قامت بلعب دور شرير عام “What Ever Happened to Baby Jane?” “1962”.

كما أدت عدّة مسرحيات على مسرح برودواي الشهير في نيويورك، مثل “روميو وجولييت” و”كانديدا” و”هدية الوقت” مع هنري فوندا. في السبعينيات والثمانينيات  أخذت أدواراً داعمة في أفلام الكوارث مثل “مطار 77″ (1977) و”ذا سوارم” (1978) وعلى شاشة التلفزيون في “الجذور: الأجيال التالية” و غيرها. كان الفيلم المميز”Anastasia: The Mystery of Anna” عام 1986 أحد آخر أعمالها.

تقاعدت من التمثيل في أواخر الثمانينيات لكنها استمرت في الظهور العام والحصول على مرتبة الشرف لمسيرتها المهنية الطويلة، بما في ذلك الميدالية الوطنية للفنون في عام 2008 “لإنجازاتها ومساهمتها في الثقافة الأمريكية كممثلة” و جوقة الشرف الفرنسية” في 2010.

في عام 2017 كرمتها ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بلقب سيدة “dame”  كشكر على “خدمات الدراما” التي قدمتها.

و عندما سُئلت في مقابلة عن سر طول عمرها قبل عقدين، أجابت دي هافيلاند: “لا أفهم السؤال، عمري 78 عاماً فقط!”. كانت محقة في استغرابها السؤال فقد عاشت بعده أكثر من عقدين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى