منوعات

بعدما أصيبت به عارضة الأزياء روان بن حسين.. تعرَّف على فيروس الورم الحُليمي البشري وكيفية الوقاية منه

أثار خبر إصابة عارضة الأزياء الكويتية روان بن حسين بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، من زوجها الذي اتهمته بتعدد علاقاته النسائية ، ضجة إعلامية كبيرة، وتساءل الكثيرون عن ماهية هذا الفيروس.

فهل الفيروس المعروف اصطلاحاً HPV هو أحد الأمراض الناتجة عن تعدد العلاقات الجنسية مثل فيروس نقص المناعة “إيدز”، أم أن خصائصه تختلف عن غيره من الأمراض؟

نشر موقع مايوكلينيك تقريراً طبياً مفصلاً حول الفيروس وأسبابه وخصائصه، تقول فيه إن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري تحدث بانتقال الفيروس إلى الجسم عبر جُرح أو خدش أو قطع صغير بالجلد، وإنه ينتقل بصفة أساسية عبر تلامُس الجلد.

ويقول تقرير مايوكلينيك الطبي إن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري التناسلية تنتقل عبر ممارسة الجنس والجنس الشرجي وطرق تلامس الجلد الأخرى في منطقة الأعضاء التناسلية، وتنتقل بعض حالات عدوى فيروس الورم الحليمي البشري التي تؤدي إلى حدوث آفات الفم والجهاز التنفُّسي العلوي عبر الجنس الفموي.

وأكد التقرير أن الحامل إذا أصيبت بعدوى فيروس الورم الحُليمي المصحوب بثآليل تناسلية ـ النتوءات الجلدية المعدية ـ  فيُحتمل إصابة الطفل بالعدوى، وأنه في أحوال نادرة قد تسبب العدوى نمو ورم غير سرطاني في حنجرة الطفل.

في الغالب لا تؤدي معظم إصابات فيروس الورم الحُلَيمِي البشري إلى السرطان. لكن هناك أنواع معينة من فيروس الوَرَم تتسبب في سرطان الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل، أو ما يعرف بسرطان عنق الرحم.

 كما ارتبط اسم هذا الفيروس بالإصابة بأنواع أخرى من السرطان، من بينها سرطان فتحة الشَّرَج، وسرطان القضيب، وسرطان المهبل، وسرطان الفَرْج، وسرطان البلعوم.

من جهة أخرى يمكن للتطعيمات أن تساعد في الحماية من الإصابة بسلالات فيروس الوَرَم الحُلَيمِي البشري، التي يمكن أن تتسبب في الإصابة ببثور في الأعضاء التناسلية، أو سرطان عنق الرحم.

ويمكن اختصار عوامل الخطر في عدوى فيروس الورم الحليمي البشري في النقاط التالية:

•      تعدُّد الشركاء في الجنس، فكلما زاد عدد الشركاء في الجنس، زاد احتمال عدوى فيروس الورم الحليمي للأعضاء التناسلية. وتزداد احتمالات العدوى عند ممارسة الجنس مع شريك يمارس الجنس مع شركاء متعددين أيضاً.

•      تصيب الثآليل ـ النتوءات الجلدية أو ما يشبه الطفح الجلدي ـ الأطفال في أغلب الأحيان، بينما تنتقل الثآليل التناسلية في معظم الأحيان بين المراهقين. 

•      كما أن ضعف المناعة يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بفيروس الورم الحليمي، وكذلك مناطق الجلد التالف بالجسم والجروح تكون أكثر عرضةً لنمو الثآليل الشائعة.

•      تتسبب ملامسة الثآليل دون حائل أو ارتداء قفازات للحماية في انتقال الفيروس، وكذلك الاستحمام في أحواض السباحة العامة قد يَزيد من خطر الإصابة بالورم الحليمي.

معظم أنواع سرطان عنق الرحم تقريباً تنتج عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، لكن سرطان عنق الرحم قد يستغرق 20 عاماً أو أكثر للتطور بعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

 وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة ليست لها أعراض ملحوظة، والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري هو أفضل حماية من سرطان عنق الرحم.

ولأن سرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة لا يسبب أعراضاً، فمن الضروري أن تجري النساء اختبارات فحص منتظمة للكشف عن أي تغييرات سابقة للسرطان في عنق الرحم قد تؤدي إلى السرطان. تَنصح التوجيهات الحالية بأن تخضع السيدات البالغات 21 إلى 29 سنة لاختبار “باب” (اختبار سرطان عنق الرحم) كل ثلاث سنوات.

وتُنصَح السيدات البالغات 30 إلى 65 سنة باستمرار الخضوع لاختبار سرطان عنق الرحم كل ثلاث سنوات، أو كل خمس سنوات إذا خضعَن لاختبار الحمض النووي لفيروس الوَرَمِ الحُلَيمِيِّ البشري (HPV) في نفس الوقت. 

وذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أنه توجد حالياً 3 لقاحات تقي من كلٍّ من نوعي فيروس الورم الحُليمي البشري 16 و18، والمعروف أنهما يتسبّبان فيما لا يقل عن 70% من سرطانات عنق الرحم.

ويقي اللقاح الثالث من ثلاثة أنواع إضافية للفيروس تنشأ عنها أورام، وتتسبّب في نسبة 20% أخرى من سرطانات عنق الرحم. 

وقد أظهرت التجارب السريرية وترصّد ما بعد التسويق أن اللقاحات المضادة لفيروس الورم الحُليمي البشري مأمونة للغاية وبالغة الفاعلية في الوقاية من الإصابات بحالات العدوى بالفيروس. 

وتحقق اللقاحات المضادة لفيروس الورم الحُليمي البشري أفضل النتائج إذا أُعطِيَت قبل التعرّض للفيروس. ولذا تنصح المنظمة بتطعيم الفتيات، ممن تتراوح أعمارهن بين التاسعة والرابعة عشرة، عندما يكون معظمهن لم يبدأن ممارسة نشاط جنسي.  

ولا يمكن للقاحات أن تعالج حالة عدوى بفيروس الورم الحُليمي البشري أو مرض مرتبط بها، مثل السرطان.

وأشار تقرير المنظمة إلى أن بعض البلدان في تطعيم الفتية، حيث إن التطعيم يقي من سرطانات الأعضاء التناسلية لدى الذكور والإناث كذلك، كما يقي لقاحان متوفران من الثآليل التناسلية لدى الذكور والإناث. 

وتوصي المنظمة بتطعيم الفتيات ما بين التاسعة والرابعة عشرة من العمر، حيث يعدّ هذا التدبير الأكثر فاعلية من حيث التكلفة في مجال الصحة العمومية لمكافحة سرطان عنق الرحم.   

ولا يُعدّ التطعيم ضد فيروس الورم الحُليمي البشري بديلاً عن الفحص لكشف سرطان عنق الرحم. وفي البلدان التي أُدخِل إليها اللقاح المضاد للفيروس، ربما كانت برامج الفحص لا تزال بحاجة إلى تطوير أو تعزيز.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى