آخر الأخبار

“إذا أوقفوني فسوف أُغرق نفسي”.. مهاجرون مستعدون للموت في “المانش” إذا مُنعوا من دخول بريطانيا

في ظل اليأس المتزايد بين طالبي اللجوء الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في شمالي فرنسا، هدَّد بعضُهم، يوم الأربعاء 12 أغسطس/آب 2020، بالقفز من القوارب إذا مُنعوا من المرور عبر بحر المانش، وهم متجهين إلى بريطانيا، في محاولة منهم لإجبار السفن البريطانية على السماح لهم بالعبور.

في المقابل، يُعرب المسؤولون الأمنيون وممثلوهم منذ أشهر عن مخاوفهم من أن يلجأ طالبو اللجوء إلى القفز من قواربهم، إذا اعترضتهم السلطات البريطانية أو الفرنسية في محاولة لمنع مرورهم إلى بريطانيا.

قصص إنسانية للاجئين: يقول كمال صادقي (39 عاماً)، وهو إيراني متحول إلى المسيحية قضى في كاليه 10 أيام بصحبة زوجته نيكي كاريمي، البالغة من العمر 33 عاماً، وابنتهما سافا، التي سيكون عيد ميلادها الأول يوم الأحد لصحيفة The Times: “القارب هو فرصتنا الوحيدة لحياة جديدة في بلد آمن”.

كذلك أضاف كمال صادقي: “أشعر بتعب هائل ولا يمكنني الاستمرار، إذا حاولوا منعنا فسوف أغرق نفسي”، وفق التقرير الذي نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 12 أغسطس/آب 2020.

اللاجئ الإيراني قال للصحيفة: “لقد خسرنا كل شيء منذ مغادرتنا إيران قبل ثلاث سنوات”، مضيفاً أن عائلته احتُجزت مع 300 رجل أعزب، بعد طلبهم اللجوء في سلوفينيا، حيث استولت “المافيا” على مدخراتهم.

نريد حياةً طبيعيةً: في حين قالت نيكي، المحامية التي تعاني الآن من الاكتئاب: “نحتاج فقط إلى أن نحيا حياة طبيعية، نحن بحاجة إلى ركوب قارب، وإذا حاولوا منعنا فسوف أقتل نفسي، سأقفز في الماء”.

في المقابل، روى يوشكا مير (36 عاماً)، وهو مصمم ملابس إيراني، تجربته قبل ليلتين في زورق بصحبة 17 رجلاً آخر، أنقذتهم الشرطة الفرنسية بعد قضائهم 12 ساعة في البحر بعد تعطل نظام تحديد المواقع.

حيث قال لصحيفة The Times: “ليس لديّ مال ولا طعام ولا منزل ولا سبب للاستمرار في العيش إذا حاولوا منعي من الوصول إلى إنجلترا. ما لا يفهمه بوريس جونسون هو أنه من الأفضل لنا أن نموت إذا لم نتمكن من الوصول إلى إنجلترا، سأغرق نفسي، وسنموت جميعاً”.

لكن في الوقت الذي يتهم فيه البعض في المملكة المتحدة من يسعون للعبور إلى بريطانيا بأنهم “مهاجرون لأسباب اقتصادية”، لا يحصل طالبو اللجوء إلا على بدل أسبوعي أقل من 49 دولاراً، ويمنع معظمهم من البحث عن عمل.

حيث يقول براء حلبية، الممثل السوري والناشط واللاجئ الذي يعيش في المملكة المتحدة لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، إن الأسباب الرئيسية لقدوم طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة هي أنهم يتحدثون الإنجليزية، أو لديهم أقارب هناك، ولأن برنامج لم الشمل في بريطانيا أسرع منه في البلدان الأخرى.

الرغبة في لمّ الشمل: في حين يرغب عزيز شجاعي، وهو شاب أفغاني يبلغ من العمر 27 عاماً، في الانضمام إلى إخوته الثلاثة في المملكة المتحدة، وقد دَفع حوالي 3535 دولاراً مقابل المرور في قارب صغير، اعترضته السلطات الفرنسية في غضون 10 دقائق.

الشاب الأفغاني قال لصحيفة The Times: “كنت سأُغرق نفسي، لكن المياه لم تكن عميقة بما يكفي. كنا قريبين جداً من فرنسا؛ وإذا وصلنا إلى الخط الإنجليزي في منتصف بحر المانش لكنا نُقلنا إلى إنجلترا”.

كانت صحيفة The Independent كشفت الثلاثاء 11 أغسطس/آب 2020، أن الحكومة تلقت تحذيراً قبل تسعة أشهر يقول إن سياساتها “تدفع المهاجرين إلى سلوك طرق خطيرة” في بحر المانش، في تقرير رسمي صادر عن نواب في لجنة الشؤون الخارجية، من بينهم بريتي باتيل.

حيث دعا التقرير الحكومة إلى زيادة الطرق القانونية لطلب اللجوء، وتحسين الظروف “المزرية” في المعسكرات الفرنسية، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة.

في المقابل، ورداً على خطة بريتي باتيل للاستعانة بالبحرية لاعتراض سفن المهاجرين، قال وزير الداخلية السابق جاك سترو: “لا أعتقد أن الاكتفاء بمحاولة إعادة هؤلاء الأشخاص سينجح”.

جاك سترو ختم كلامه بالقول: “لن يتطلب الأمر سوى أن ينقلب أحد هذه الزوارق ويغرق الجميع -وهو أمر ممكن تماماً- حتى تحدث ضجة في البلاد، وداخل حزب المحافظين، فيضطرون لتغيير السياسة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى