لايف ستايل

بعد الهجوم على بسنت نور الدين التي وصفته بالشامي.. تعرف على تاريخ “المشبك” أو “القاهرية” كما عرفه الشوام

أثار فيديو دعائي للمرشدة السياحية بسنت نور الدين حول مدينة “دمياط” ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وبين المختصين، بعدما أرجعت أصل صناعة حلوى “المشبك” الذي اشتهرت به المدينة لـ”المطبخ الشامي”، ما دعا كثيرين للبحث ومراجعة المصادر، إلا أن الجدل استمر لاختلاف الروايات التاريخية حول أصل “المشبك” وتاريخ ظهوره، نسبه البعض للمطبخ الشامي وآخرون نسبوه للمطبخ الهندي والتركي، فيما دفع كثيرون بعدة مصادر أرجعت أصل صناعته للمطبخ المصري حيث ظهر ثم صُدر لمعظم الدول المحيطة بـاسم “القاهرية” 

يدفع هذا الرأي بمعرفة أهل دمياط للمشبك وطريقة عمله من التجار الشوام حيث اعتادوا منذ مئات السنين على التوافد إلى مصر للتجارة عبر ميناء دمياط فعرفه الدمايطة منهم وتعلموا طريقته، لذلك أصبح مرتبطاً بالمحافظة دون غيرها من محافظات مصر الأخرى. 

كثيرون من أهل المدينة يرون ذلك أيضاً، وآخرون يرون أنه اتحاد عدد من الثقافات والوصفات قام الدمايطة بتطويرها، حسن السندروسي، أحد أصحاب مصانع الحلويات بمدينة فارسكور، ذكر في تقرير نشر عبر موقع “مبتدأ” أن تاريخ صناعة المشبك غير معروف على وجه التحديد لكنه يرى أنه مزيج عدد من الوصفات طورتها المدينة لما هو عليه الآن: “اكتسبنا تلك الخبرات من خلال تمازج الحضارات والهجرات التي تمت قديماً وطورناها”.

يعرف “المشبك” بالمطبخ التركي والمغربي باسم “الشباكية” وهناك رواية تراثية متداولة بالبلدين ترجعه للمطبخ التركي ويستدل بها معظم المغاربة والأتراك، تقول الروايةإأن قصة حب كانت وراء تسميتها، فأول من صنع الشباكية بائع حلويات متجول كان يجوب الحارات والشوارع ليعرض بضاعته وكان أحياناً يقف تحت شباك أحد البيوت وتطل عليه من ذلك الشباك فتاة جميلة وتشتري منه كل يوم. أعجب البائع بتلك الفتاة وقرر صنع نوع جديد من الحلوى بشكل شباك مُلهمته وغطسها في العسل وقدمها لها هدية يوم ذهب لخطبتها، فصارت الشباكية حلوى للحب.

رأى كثيرون أن الشوام والأتراك عرفوا المشبك من المطبخ المصري وليس العكس حيث تناقلوه باسم “القاهرية” نسبة للقاهرة الفاطمية والدليل الأول على هذا هو ما ذكر في كتاب “الوصلة للحبيب في وصف الطيبات والطيب” وهو كتاب أكل شامي لابن عديم الدمشقي يرجع لعام ٧٣١ هجري، وفيه ملحق خاص بالحلوى ذكر به اسم “القاهرية” وبه أيضاً ذكر حرفي لكلمة “مشبّك” ونسب الكتاب ظهوره لعام ١٢٦٢م، ما يعني أنه ظهر بمصر بالقرن الثالث عشر، عرف عن مصر أيضاً بفترة حكم الفاطميين ضلوعها في فن الطبخ لاهتمام الفاطميين بالاحتفالات وهو ما ذكر على لسان المقريزي في وصف عيد النيروز الفاطمي وتقديم حلوى الزلابية القاهرية.

هناك دليل آخر أهم قدم وصفاً دقيقاً للمشبك وطريقة تحضيره وهو كتاب من أهم كتب الطبخ المصري المكتوب في القرن الـ١٤، قبل حكم الدولة العثمانية لمصر، “كنز الفوائد في تنويع الموائد” ويعد الكتاب مخطوطة لطباخ مصري غير معروف اسمه لذلك ظلت مخطوطته مجهولة إلى أن نشر في بيروت عن طريق المطبعة الكاثوليكية سنة ١٩٩٣م، برعاية وزارة الأبحاث والتكنولوجيا الألمانية، قدم الكتاب في صفحته ١٠٦ وصف لحلوى سميت “العجيبة المشبّكة” ” وفيه طريقة صنعه كاملة في ذلك الحين. 

مكوناته: الماء، الدقيق، الخميرة، الزيت، عسل 

تخلط جميع المكونات جيداً حتى تتكون عجينة سائلة لكن متماسكة، تترك لمدة ٢٤ ساعة لتتفاعل الخميرة مع العجين ثم في اليوم التالي يضاف للعجين عجين آخر ليفتح لونه، وفي هذه الأثناء يتم غلي الزيت، وتحضير القالب اللازم بمقاسات حسب الرغبة، ثم تؤخذ كميات العجين بمقدار محدد وتوضع في “الجوزة” وهي عبارة عن كوب به ثقب في الأسفل يسمح بسقوط العجين في القالب ثم إلى الزيت، يترك لمدة 8 دقائق على نار متوسطة ثم يتم استخراج القرص وتركه على ورق زبدة أو مناديل ورقية مناسبة لتجفيف الزيت الزائد، أخيراً يوضع بالعسل ويترك فترة مناسبة ليتشربه تماماً. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى