آخر الأخبار

إساءة عنصرية “غير مقصودة” تضع وزير خارجية إيطاليا في ورطة.. نشر صوراً مركبة له بعد عطلة صيفية وأثار جدلاً واسعاََ

أثار وزير الخارجية الإيطالي، لويغي دي مايو، جدلاً واسعاً في بلاده وعبر العالم، بعد أن شارك على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، صوراً مركبة وُضع فيها وجهه على جسد ذي بشرة سمراء، وذلك ردّاً منه على السخرية التي تعرض لها من السُّمرة التي اكتسبها بعد عطلة صيفية قضاها في شواطئ على جزر سردينيا.

وفق تقرير لصحيفة The New York Post الأمريكية، الجمعة 28 أغسطس/آب 2020، فإنه في واحدة من هذه الصور، رُكِّب وجه وزير الخارجية الإيطالي على جسد لاعب السلة من أصول إفريقية مايكل جوردان بينما يسدد هدفاً، وظهر في مشهد آخر مُعدَّل من فيلم إيطالي قديم، حيث بُدِّل وجه لويغي دي مايو بوجه الممثل ثتوتوث الذي كان يرتدي قناعاً أسود لأداء دور سفير من دولة إفريقية خيالية.

الحكاية: حين عاد وزير الخارجية، لويغي دي مايو، إلى روما من عطلة قضاها بجزر سردينيا، لاحظ الشعب الإيطالي فوراً السُّمرة العميقة التي اكتسبها.

وبحلول 25 أغسطس/آب، انتشرت الصور المُعدَّلة والميمات لدي مايو ببشرة سوداء على صفحات الإنترنت في أنحاء إيطاليا بأكملها، وواحدة من هذه الصور المُعدَّلة أظهرته على أنه مهاجر إفريقي على متن قارب مزدحم.

وبدلاً من انتقاد الصور، تقبَّلها دي مايو وشارك بعضها على حسابه، وضمن ذلك المذكورة أعلاه.  

وكتب دي مايو: “أعِدكم بوضع واقي الشمس بعامل حماية 50 خلال الصيف القادم. وشكراً لأنك خفَّفتم عني عناء اليوم”. 

جدل بخصوص العنصرية: ففي الولايات المتحدة، التي تعصف بها حالياً تساؤلات عن العنصرية المنهجية، أُجبِرَت بعض الشخصيات العامة التي كُشِف عن ارتدائها أقنعة وجه سوداء، على الاستقالة أو فُصِلَت من عملها

كما أصبحت هذه الممارسة أيضاً من المحرمات في معظم أنحاء أوروبا، حيث تُعتبر مسيئة للغاية على أقل تقدير.

لكن في إيطاليا، ربما لا يُنظَر إليها بهذه الطريقة؛ إذ لا يزال المؤدون يظهرون على التلفزيون بأقنعة وجه سوداء لتمثيل شخصيات شهيرة مثل لويس أرمسترونغ أو بيونسيه.  

ودافع ممثلو دي مايو، وهو وسيط صاحب نفوذ في حركة “الخمس نجوم” الحاكمة في إيطاليا، عن موقفه، وطالبوا بألا يكون الناس متزمتين للغاية. 

وقال أوغوستو روبي، المتحدث باسم دي مايو: “الوزير يعارض معارضة قاطعةً أي شكل من أشكال التمييز العنصري أو العنف بكل أشكاله. كانت تدوينة يسخر بها من نفسه عن السُّمرة التي اكتسبها الوزير بعد أيام قليلة قضاها في سردينيا. الأقنعة السوداء العنصرية (ما يُسمى بالبلاك فيس) ليست شيئاً مفهوماً في إيطاليا”، مضيفاً أنَّ الثقافة الإيطالية ليست لديها الحساسيات نفسها مثل البلدان الأخرى.

جهل أم تجاهُل؟ مع ذلك، فإنَّ الصور التي نشرها دي مايو، المشهور بزلات اللسان، لم تمر دون انتقاد في البلاد.

إذ جادل البعض بأنها تعكس نظرة دي مايو الضيقة عن العالم، والتي لا تأخذ في الاعتبار المحادثات العالمية حول العنصرية التي تحدث خارج إيطاليا. وقال آخرون إنَّ الصور تتجاهل التمييز الذي يواجهه السود في إيطاليا، حيث غالباً ما يعاني المهاجرون الأفارقة من العنف والتعصب.

من جانبها، قالت إيغيابا سيجو، الكاتبة الإيطالية من أصول صومالية المهتمة بدراسات السود والاستعمار، إنَّ إيطاليا لم تواجه قط ماضيها الاستعماري والفاشي.

كما أضافت: “في بلدان أخرى، يعرفون أنَّ ممارساتٍ مثل ارتداء أقنعة الوجه السوداء تؤدي إلى العنف. لكن في إيطاليا، لا يأخذون إهانات أصحاب البشرة السمراء على محمل الجد… فبدلاً من أن يعتبرها الوزير مهينة وصادمة، وجدها مضحكة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى