آخر الأخبار

لم يُكتب له أن يشم رائحة الحرية.. الموت يخطف أسيراً فلسطينياً قبل أشهر قليلة من موعد الإفراج عنه بعد سجنه 17 عاماً

بعد سنوات طويلة من الأسر، قضى خلالها أكثر من 17 عاماً خلف القضبان، لم يُكتب للأسير الفلسطيني داود طلعت الخطيب (45 عاماً) أن يشم رائحة الحرية، فقبل أشهر قليلة من موعد الإفراج عنه، خطف الموت الخطيب، ليقضي على آمال عائلته التي ظلت سنوات تنتظر عودته. 

وفقاً للرواية الرسمية التي أعلنها كل من نادي الأسير الفلسطيني ومصلحة السجون الإسرائيلية، فقد أكدا وفاة الخطيب، الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول 2020، متأثراً بإصابته بنوبة قلبية، في سجن عوفر، قرب رام الله.

لكن نادي الأسير حمّل في بيانه “إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده”، وأوضح أن “الأسير الخطيب تبقى من محكوميته عدة شهور… (وأنه) على مدار سنوات اعتقاله واجه ظروفاً صحية صعبة، بعد أن تعرض قبل عدة سنوات لجلطة، وخضع لعملية قلب مفتوح، وفاقم استمرار اعتقاله من وضعه الصحي الصعب إلى أن استشهد اليوم، علماً أنه فقد والديه وهو في الأسر”.

الرواية الإسرائيلية: من جانبه، قال المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إن الخطيب “سجين أمني كان يعاني من أمراض مزمنة.. (وإنه) انهار هذا المساء.. في حجرته في معتقل عوفر”.

وتتهم إسرائيل الخطيب “بالمس بأمن الدولة وزرع عبوة ناسفة”.

وترك الخطيب خلفه “حوالي 4500 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية بينهم 160 طفلاً وقاصراً و41 أسيرة”، بحسب إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني.

استنفار وغضب في السجون: فور إعلان خبر وفاة الخطيب، اشتعل الغضب في سجن عوفر، حيث كان الخطيب مسجوناً، حيث أعلن الأسرى حالة الاستنفار والغضب، مطلقين صيحات التكبير، ومحدثين ضجيجاً في السجن من خلال الطرق على أبواب غرفهم. 

على الفور اقتحمت قوات القمع أقسام الأسرى في السجن الذي يبلغ عدد الأسرى فيه (850) أسيراً،، وبدأت برش الأسرى بالغاز.

يذكر أن سجن “عوفر” يشهد تصاعداً في تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا بين صفوف الأسرى، وكان آخرها تسجيل (5) إصابات نهاية الأسبوع المنصرم، علماً أن سجن “عوفر” يضم مجموعة من الأسرى المرضى، ويضم قسماً خاصاً للأسرى الأطفال “الأشبال”.

غضب فلسطيني: من جانبها حمّلت الفصائل الفلسطينية، مساء الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن ارتقاء الخطيب في سجن عوفر بسبب الإهمال الطبي.

حركة الجهاد الإسلامي قالت إن “سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها سلطات الاحتلال في سجونها تحصد أرواح الأسرى الفلسطينيين ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية، حيث كان آخر فصولها ارتقاء الأسير داود طلعت الخطيب، في سجن عوفر”.

كما اعتبرت الحركة في بيانها أن “ما حصل للأسير الشهيد الخطيب هو جريمة صهيونية سببها سياسة الإهمال الطبي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بغض النظر عن المزاعم التي يروجها العدو”، محمّلة “الاحتلال المسؤولية الكاملة عن صحة وحياة كافة الأسرى الفلسطينيين في سجونه، وخاصة الأسرى المضربين عن الطعام، وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وسياساته القمعية بحق الأسرى لن تكون إلا وبالاً عليه، ولن تحقق له أهدافه في قتل الروح المعنوية لأسرانا ولمقاومتنا”.

ودعت “الجهاد” المؤسسات الحقوقية والمنظمات المعنية بالأسرى للوقوف أمام مسؤولياتها، والتحرك العاجل والجاد لوضع حد لجرائم الاحتلال ضد أسرانا في السجون.

في السياق، نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى “جماهير شعبنا الأسير البطل داود الخطيب بعد تعرضه لجلطة قلبية في سجن عوفر نتاج سياسة الإهمال الطبي التي يواصل الاحتلال الصهيوني ممارستها بحق الأسرى”.

الجبهة حمّلت “الاحتلال المسؤولية الكاملة على هذه الجريمة الجديدة بحق الأسير الشهيد الخطيب، والذي قضى في سجون الاحتلال أكثر من 18 عاماً تعرض خلالها لشتى صنوف التعذيب والإهمال الطبي”.

كما اعتبرت الجبهة أن “هذه الجريمة الصهيونية الجديدة تُرتكب بحق الحركة الأسيرة في ظل تواطؤ رسمي عربي وصمت من المجتمع الدولي ومنظماته المعنية بشؤون الأسرى، والتي لم تؤدِ مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في وقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى والتحقيق في ظروف استشهاد عدد من الأسرى خلال السنوات الماضية، وفي وقف سياسة الإهمال البطيء وملاحقة ضباط مصلحة السجون على مسؤوليتهم عن هذه الجرائم”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى