ثقافة وادب

أبرموا أول اتفاقية سلام، واخترعوا أقراص النعناع لرائحة الفم.. حقائق طريفة عن الفراعنة ربما لم تسمع بها من قبل

كانت مصر واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ القديم، حيث عاش المصريون القدماء في مجتمع متطور سبق بوقت طويل أجزاءً أخرى من العالم. بعض اختراعاتهم العظيمة ما زلنا نستخدمها اليوم، مثل الكعب العالي، والأدوات الجراحية، ومعجون الأسنان، والتقويم المكون من 365 يوماً. 

نعم هذه الاختراعات ندين بها للمصريين القدماء ونشكرهم عليها، ولكن هناك بعض الحقائق الممتعة لا نعتقد أنكم سمعتم بها من قبل عن مصر القديمة، دعونا نخبركم بعضها.

اعتبر المصريون الحيوانات تجسيداً للآلهة وكانوا أول حضارة لديها حيوانات أليفة. في حين تم تبجيل الكلاب لقدرتها على الصيد والحماية، كان يُعتقد أن القطط سحرية وقادرة على جلب الحظ السعيد لأسرهم. 

لذلك غالباً ما كانت تلبسهم العائلات الثرية جواهر وتطعمهم الأطعمة اللذيذة، وبمجرد موتهم، كان يتم تحنيط العديد من الحيوانات الأليفة ودفنها مع أشخاص من عائلة أصحابها الذين كانوا يحلقون حواجبهم كدليل على الفجيعة والحزن.

بالطبع مكياج العيون قد لا يعتبر مثل النار ولا يصنف كأحد أهم الاكتشافات في تاريخ البشرية، لكنه يمنح المصريين براءة الاختراع، إذ اخترع المصريون مكياج العيون لأول مرة منذ عام 4000 قبل الميلاد.

والمثير للدهشة، أن بعض الثقافات ذات العقلية التجميلية لا تزال تصنع الماكياج باستخدام نفس التقنيات التي ابتكرها المصريون منذ آلاف السنين. 

لقد قاموا بدمج السخام مع معدن يسمى غالينا لإنشاء مرهم أسود يعرف باسم الكحل، والذي لا يزال شائعاً حتى اليوم، وكان يمكنهم أيضاً إنشاء مكياج العيون الخضراء من خلال الجمع بين معدن يسمى الملكيت مع الجالينا لتلوين المرهم الأسود.

بالنسبة للمصريين، لم يقتصر المكياج على النساء بل شمل الرجال أيضاً. وفيما يتعلق بالطبقة العليا، كلما كان المكياج أفضل كلما دل على الانتماء لطبقة نبيلة أعلى.

ربما اعتقد المصريون القدماء أيضاً أن وضع طبقة سميكة من المادة يمكن أن يعالج أمراض العيون المختلفة وحتى يمنع من الوقوع ضحية للعين الشريرة.

إلى جانب بلاد ما بين النهرين، كان المصريون من أوائل الحضارات التي اخترعت القراءة والكتابة. فقد بدأوا في استخدام الصور التوضيحية منذ 6000 عام قبل الميلاد. 

كما أضافوا عناصر أخرى، مثل الأحرف الشبيهة بالأبجدية للإشارة إلى أصوات معينة، ويستطيع العالم أجمع الوصول إلى اللغة الهيروغليفية القديمة في العديد من الهياكل القديمة في البلاد.

كانت معاهدة قادش، بين الملك الحثي هاتوسيليس الثالث والفرعون رمسيس الثاني، هي أقدم اتفاقية سلام معروفة في التاريخ، بحسب موقع Ancient History Encyclopedia

عقدت الاتفاقية عام 1269 قبل الميلاد بين قدماء المصريين والحثيين القدماء الذين كانوا في حالة حرب معهم لسنوات عديدة. 

لم تجلب السلام بين الحضارتين فحسب، بل أقامت أيضاً تحالفاً بينهما، حيث وعد الطرفان بمساعدة بعضهما البعض في حالة وقوع هجوم. يسميها البعض شكلاً قديماً من أشكال الأمن الجماعي.

قبل وقت طويل من اكتشاف لعبة المونوبولي الشهيرة، استمتع المصريون القدماء بألعابهم الترفيهية الخاصة. يعتقد علماء الآثار أن سينيت، وهي لعبة سبقت لعبة الطاولة، هي واحدة من أقدم الألعاب اللوحية المعروفة والمحبوبة من قبل الملكة نفرتيتي والملك توت عنخ آمون في صباه. 

افترض علماء التاريخ أن قدماء المصريين اعتقدوا أن الألعاب الاحتفالية قدمت لهم لمحة عن الحياة الآخرة، إذ كان يعتقد مثلاً أن سينيت تكشف عن الأحداث المستقبلية.

لن ينكر أحد أن الصينيين غيروا العالم إلى الأبد باختراع الورق حوالي عام 140 قبل الميلاد، ولكن المصريين قد طوروا بديلاً رائعاً قبلهم بآلاف السنين، إذ صنعوا الورق من نبات البردي

نما هذا النبات القاسي الذي يشبه القصب في مناطق المستنقعات التي تصطف على نهر النيل، وقد أثبت تصميمه الداخلي الليفي الصلب أنه مثالي لصنع أوراق متينة لمواد الكتابة، جنباً إلى جنب مع الأشرعة والصنادل والحصير وغيرها من الضروريات في الحياة المصرية القديمة.

أبقى المصريون القدماء على عملية تصنيع ورق البردي التي تستغرق وقتاً طويلاً سراً خاضعاً لحراسة مشددة. ولأن العملية لم يتم توثيقها أبداً، فقد ضاعت في النهاية حتى وجد عالم الأثار المصري حسن رجب طريقة لصنع أوراق البردي في عام 1965.

حدث أول إضراب عمالي مسجل في التاريخ عام 1159 قبل الميلاد في موقع المقبرة الملكية للملك رمسيس الثالث، كما جاء في موقع Peoples World

حالها حال كل الحضارات الأخرى في ذلك الوقت، استخدمت مصر القديمة نظام السخرة، وعندما لم تدفع للعمال أجورهم  كما وعدوا، وضع بناة القبور أدواتهم ورفضوا مواصلة العمل، ثم ساروا نحو المدينة وهم يهتفون “نحن جائعون” ثم نظموا لاحقاً أول اعتصام.

يعتقد علماء المصريات أن العمال المأجورين، الذين ينحدرون من عائلات فقيرة، هم المسؤولون عن كنوز مثل أبو الهول وهرم الجيزة الأكبر وليس العبيد. ويعتقد أن البناة كانوا يحظون باحترام كبير وعند وفاتهم، مُنح العديد منهم امتياز الدفن في المقابر بالقرب من الأهرامات المقدسة لفراعنتهم.

كلما أغلقت بابك في الليل وقمت بإدخال القفل في مكانه، تذكر أنك مدين بالشكر للاختراع المصري القديم لأقفال الأبواب. أقدم قفل من هذا القبيل، تم إنشاؤه حوالي 4000 قبل الميلاد، كان في الأساس عبارة عن قفل دبوس بهلوان، حيث تم توصيل مسمار مجوف في الباب بمسامير يمكن التلاعب بها عن طريق إدخال مفتاح.

كان أحد عيوب هذه الأقفال القديمة هو حجمها. وكان أكبرها يصل إلى نصف متر. كانت الأقفال المصرية في الواقع أكثر أماناً من التكنولوجيا التي طورها الرومان لاحقاً، والذين استخدموا تصميماً أبسط بزنبرك بدلاً من الترباس لتثبيت الباب في مكانه. كانت الأقفال الرومانية مخبأة داخل الباب، ولكن بالمقارنة مع الأقفال المصرية، كان من السهل رؤيتها.

في وقت كانت المرأة تُعامل فيه على أنها مجرد ملكية في معظم العالم القديم، كانت المرأة المصرية تُعتبر متساوية مع الرجل في كل مجال باستثناء المجال المهني. 

كان للمرأة الحق في شراء وبيع الممتلكات وعمل الوصايا وإبرام العقود القانونية والعمل في هيئات المحلفين، كما يمكنها الطلاق والزواج مرة أخرى، وفي حالة الطلاق يحق لها الحصول على تعويض، وصولاً إلى حكم البلاد كلها، مثل الملكات الشهيرات كليوباترا، ونفرتيتي، وحتشبسوت.

كانت النساء يحظين بتقدير كبير في مصر القديمة، وهو أمر واضح في كل شيء من معتقداتهم الدينية إلى العادات الاجتماعية.

في الثقافة المصرية القديمة، كان الشعر يعتبر علامة على المكانة الاجتماعية المتدنية، بينما كان الرأس المحلوق علامة على النبلاء، وكان الكهنة المصريون يحلقون أجسادهم بالكامل كل ثلاثة أيام. 

لذلك يعود الفضل إلى حضارتهم في العديد من التجارب التجميلية، مثل الشعر المستعار والمكياج. بالإضافة إلى أداة بدائية تستخدم للحلاقة وأول معجون شمعي لإزالة الشعر والذي كان خليطاً من السكر وشمع العسل ولا يزال مستخدماً حتى يومنا هذا.

في حين أن المؤرخين ليسوا متأكدين تماماً من مكان نشأة المحراث، إلا أن الأدلة تشير إلى أن المصريين والسومريين كانوا من بين المجتمعات الأولى التي استخدمته حوالي 4000 عام  قبل الميلاد. 

من المحتمل أن المحاريث كانت مصنوعة من أدوات يدوية وكانت خفيفة للغاية وغير فعالة لدرجة أنه يُشار إليها الآن باسم “محاريث الخدش” لعدم قدرتها على الحفر بعمق في الأرض.

 كما تُظهر بعض اللوحات الجدارية القديمة أربعة رجال يسحبون محراثاً في حقل معاً وهي ليست طريقة رائعة لقضاء يوم في الشمس المصرية الحارقة.

تغير كل هذا في عام 2000 قبل الميلاد، عندما ربط المصريون لأول مرة محاريثهم بالثيران.

على الرغم من وجود الطب المتخصص في مصر القديمة، حيث تشير الحسابات التاريخية لوجود أطباء مدربين في مجالات طبية عديدة، لكن لم يكن هناك أطباء أسنان. كانت نظافة فمهم سيئة للغاية، بما في ذلك الشباب، لدرجة أنهم غالباً ما كانوا يعانون من تسوس الأسنان مما أدى إلى رائحة الفم الكريهة. 

لإخفاء هذا، اخترع قدماء المصريين أقراص النعناع الأولى: مزيج من اللبان والمر والقرفة مسلوقة بالعسل وتشكيلها على شكل أقراص، كما ورد في موقع How Stuff Works.

بالنسبة لجميع القدماء، كان العالم لغزاً. ونظراً لأن الكثير مما اختبروه لم يكن واضحاً، فقد عبدوا الآلاف من الآلهة المختلفة لفهم حياتهم اليومية وموتهم. 

اعتبرت بعض الآلهة أكثر أهمية من غيرها، وغالباً ما تمثل منطقة أو دوراً أو طقوساً معينة وظلت معروفة حتى يومنا هذا.

إذ أصبحت الإلهة إيزيس، على سبيل المثال، أم كل الفراعنة، وتعتبر واحدة من أهم الآلهة في العصور القديمة، كما انتشرت عبادتها من الإمبراطورية الرومانية على طول الطريق إلى إنجلترا وأفغانستان، ولا تزال تحظى بالتبجيل في الطقوس الدينية الوثنية في جميع أنحاء العالم، كما جاء في موقع Britannica.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى