آخر الأخبار

دحلان يخرج عن صمته بعد تصريحات أمريكية باستبداله بعباس.. وصفها بـ”التكتيك المخادع”، وهذا ما دعا إليه

رفض القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان تصريحاً نسب للسفير الأمريكي بإسرائيل، ديفيد فريدمان، الخميس 17 سبتمبر/أيلول 2020 برغبة الولايات المتحدة لاستبدال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس به، واصفاً التصريح، الذي تم التراجع عنه لاحقاً بـ”التكتيك المخادع الهادف لإرهاب البعض وزعزعة الجبهة الداخلية”.  

جاء ذلك في منشور لدحلان، مساء الخميس، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أشار فيه إلى “أن هذا التصريح إذا كان صحيحاً، فإنه لا يزيد عن كونه تكتيكاً مخادعاً هدفه إرهاب البعض وزعزعة الجبهة الداخلية”، محذراً من الوقوع في شَرك مثل هذه التكتيكات المهندسة بدقة. 

لكنه أكد كذلك قناعته بأن فلسطين بحاجة ماسة إلى تجديد شرعية القيادات والمؤسسات الفلسطينية كافة، وذلك عبر انتخابات وطنية شاملة وشفافة، قائلاً: “إن الفلسطينيين لم يولد بعد من يفرض إرادته عليهم”. 

كما استغل دحلان الفرصة للدعوة للعمل معاً “لاستعادة الوحدة الوطنية والاتفاق على الثوابت الوطنية ووسائل تحقيقها”، وهي دعوة قد تحمل في طياتها رغبته بالعودة للعمل على الساحة الفلسطينية بشكل علني ومباشر في المرحلة المقبلة. 

من لا ينتخبه شعبه لن يستطيع القيادة وتحقيق الاستقلال الوطني وأنا محمد دحلان كلي إيمان بأن فلسطين بحاجة ماسة إلى تجديد…

تصريح تم العدول عنه: تعقيب القيادي السابق بفتح يأتي رداً على تصريح نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم”، الخميس، للسفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان، في حوار معها، وذكرت الصحيفة أنها سألته حول التكهنات بشأن إمكانية دعم الولايات المتحدة لدحلان لتولي قيادة السلطة الفلسطينية بدلاً من أبومازن.

الصحيفة كانت قالت: “رداً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تدرس إمكانية تعيين دحلان المقيم في الإمارات كزعيم فلسطيني جديد، أجاب فريدمان: نحن نفكر في ذلك، لكن ليست لدينا رغبة في هندسة القيادة الفلسطينية”، قبل أن تُعدل الصحيفة التصريح المنسوب للسفير ليصبح “لا نفكر في ذلك” و”ليس لدينا رغبة في هندسة القيادة الفلسطينية”.

فريدمان هاجم أيضاً القيادة الفلسطينية، في هذا الحوار، مستخدماً التعبير التوراتي “يهودا والسامرة”، في إشارة إلى الضفة الغربية. وقال: “أعتقد أن الناس في يهودا والسامرة يريدون حياة أفضل، إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى فهم أنه من الممكن أن يحقق مثل هذا الهدف”.

تنديد فلسطيني: من جهتها، ندّدت الرئاسة الفلسطينية بتصريحات سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ديفيد فريدمان، التي نشرتها الصحيفة قبل أن تعود لتعديلها لاحقاً.

إذ قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، إن “سياسة التهديد والضغوط المستمرة ومحاولات الابتزاز الأمريكي للرئيس والقيادة، سيكون مصيرها الفشل”.

كما أكد أن الشعب الفلسطيني وحده من يقرر قيادته وفق الأسس الديمقراطية، وليس عبر التهديد والوعيد. 

طموح دحلان: يشار إلى أن القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان لا يخفي طموحه لتولي رئاسة السلطة الفلسطينية بدلاً من الرئيس محمود عباس، ولكن الأمر لا يقتصر على النوايا، إذ إن خطة دحلان للإطاحة بعباس دخلت حيز التنفيذ بالفعل.

فبالتزامن مع التحضيرات الفلسطينية الجارية لإجراء الانتخابات العامة، وإمكانية إعلان عدد من القادة الفلسطينيين عن نواياهم لمنافسة محمود عباس على رئاسة السلطة الفلسطينية، يتزايد في الآونة الأخيرة في الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية النقاش حول مسألة احتمال غياب عباس المفاجئ عن الساحة، خاصة لأسباب صحية، فالرجل بلغ من العمر عتياً.

كما أن دحلان يحظى بدعم إقليمي لا يخفيه، ويسعى لإقامة علاقات وتنسيق مع بعض المحيطين بعباس، وفي غزة تبدو فرصه قوية، مع ضعف فرص منافسيه من داخل قيادة فتح، وإمكانية اتفاقه مع حماس التي قد تدعمه لحسابات مصلحية، مرتبطة برغبتها في فكّ الحصار عن القطاع.

توجهات دحلان العلنية بالتقدم للتنافس على وراثة عباس ظهرت جلية قبل أيام، حين أعلن أن الترويج لإعادة ترشيح عباس لانتخابات رئاسية جديدة هدفه تكريس الوضع الراهن، وإدامة الانقسام.

إذ قال: “لكننا لن نقبل تجريب المجرب بعد مسلسل الإخفاقات المتكررة في الأداء السياسي والوطني والإداري والمالي، لأن إعادة ترشيح عباس بهذا العمر والحالة الصحية لا تجعله مؤهلاً لأداء مهام رئاسية في السنوات القادمة”.

تهم قتل وفساد تلاحقه: لكن دحلان تلاحقه كل من تركيا وفلسطين بعدة تهم، أبرزها القتل والفساد والتجسس الدولي، والضلوع في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها أنقرة، منتصف يوليو/تموز 2016.

إذ يتهمه القضاء التركي بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة، ومحاولة تغيير النظام الدستوري بالقوة، و”الكشف عن معلومات سرية حول أمن الدولة لغرض التجسس”، و”قيامه بالتجسس الدولي”.

أما في بلاده، فقد أصدر القضاء الفلسطيني ضده أحكاماً بالسجن، ويعمل قسم الشرطة الدولية (الإنتربول) في السلطة الفلسطينية على إلقاء القبض على مجموعة من الفلسطينيين المتهمين بالفساد والهاربين خارج فلسطين، دون تسميتهم. وتواردت أنباء لم تؤكدها السلطة الفلسطينية أن “دحلان” من بين تلك الشخصيات.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى