آخر الأخبار

50 مليون بطاقة اقتراع بانتظارها.. خدمة البريد الأمريكي تخشى الفشل بالقيام بالمهمة الأهم في تاريخها

تجد خدمة البريد الأمريكي نفسها وسط عاصفة من الاستقطاب السياسي، تمنعها من القيام بواجبها في مهمة تعد الأهم والأخطر في تاريخها وتاريخ الولايات المتحدة، بعد نية الملايين من الأمريكيين الاقتراع عبر البريد، في الانتخابات الرئاسية المقرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وذلك بسبب انتشار جائحة كورونا. 

 صحيفة The Times البريطانية فصّلت في تقرير لها، السبت 19 سبتمبر/أيلول، أبرز المخاوف التي تواجه خدمة البريد الأمريكي، مؤكدة أن التزوير ليس هو العامل الأكبر في الفشل الذي قد يحيق بعملية الانتخابات، بل العجز عن قيام الطواقم بعملها في الوقت المحدد، مع محاولات لوضع العصا في الدواليب، وتعطيل عمل اللجان من جهات سبق أن صرّحت بعدم فاعلية هذه الآلية، هو ما تخشى منه الخدمة التي حُفر على باب مبناها في  نيويورك، بالغرانيت الرمادي: “لا الثلج ولا المطر ولا الحرارة ولا ظلام الليل سيُثني هؤلاء السعاة عن إنهاء جولاتهم المُعيّنة بسرعة”.

أرقام كبيرة: تشير الصحيفة إلى أن 36% من الأمريكيين قد قالوا إنّهم يُخطّطون للتصويت بواسطة البريد في الانتخابات المُقبلة، ما يعني نحو 50 مليون بطاقة اقتراع بريدية. وهنا يكمُن الخوف من أنّ خدمة البريد الأمريكي قد لا تكون قادرةً على التعامل مع هذا الكمّ من البطاقات في الوقت المناسب بانتهاء يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

ففي يوليو/تموز، حذّرت خدمة البريد الأمريكي من أنّها لا تضمن وصول كافة الأصوات التي تم الإدلاء بها عن طريق البريد في الوقت المناسب ليتم فرزها.

محاولات إفشال: لورينس دوغلاس، أستاذ القانون بكلية أميرست في ماساتشوستس تحدّث عن محاولات إفشال عمل خدمة البريد: “أشعر وكأنّني أُشاهد تحطُّم قطارٍ بالتصوير البطيء، إذا كانت الأصوات متقاربة، فلن تُفاجئني الكارثة المطلقة الوشيكة”.

ففي استطلاعٍ أجرته شبكة Fox News الأمريكية مؤخراً، قال 83% من الديمقراطيين إنّهم يُفضّلون التصويت عبر البريد، بينما وافقهم الرأي 42% من الجمهوريين فقط، وهو ما قد يحول التصويت عبر البريد إلى قضية حزبية ضخمة في أمريكا. 

فقد اتسعت الفجوة أيضاً بسبب نهج الحزبين المختلف في التعامل مع الجائحة، إذ يُدير الديمقراطيون حملةً انتخابية افتراضية بالكامل تقريباً، ويُشجّعون الناس على البقاء في منازلهم لتجنُّب نشر الفيروس. وعلى النقيض، عقد الرئيس الأمريكي مسيرةً حاشدةً في نيفادا، الأسبوع الماضي، ما أثار انتقادات واسعة من المجتمع الطبي.

تشير الصحيفة إلى أنّ الديمقراطيين يُحاربون من أجل ضمان سير العملية البريدية بكل سلاسة، وتجهيزها جيداً قدر الإمكان، بينما يجري تحفيز الجمهوريين لانتقادها. وبناء عليه أقرّ مجلس النواب الذي يُسيطر عليه الديمقراطيون، الأسبوع الماضي، مشروع قانون تمويل بقيمة 25 مليار دولار لدعم خدمة البريد، لكن مجلس الشيوخ الذي يُسيطر عليه الجمهوريون لم يُناقش مشروع القانون.

ولكن أكثر سيناريو يخشاه الديمقراطيون هو أن يأخذ ترامب زمام المبادرة في ليلة الانتخابات، ويُعلن انتصاره قبل فرز الملايين من أصوات الديمقراطيين الحاسمة بالبريد.

إذ أشار دوغلاس إلى أن الرئيس الأمريكي قد يتجرأ على القول إن “بطاقات الاقتراع البريدية فاسدة، وبها تلاعب واحتيال، وعلينا أن نعتمد نتائج الأصوات التي تم فرزها في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني فقط”.

تفاؤل حذر: ورغم كافة العثرات المُحيطة بمسألة التصويت البريدي، والاحتمالية الواضحة للاضطراب الانتخابي؛ لا يزال الكثير من الخبراء متفائلين بشأن صمود المنظومة في مواجهة الرياح المُقبلة.

إذ أكدت ويندي وايزر، مُديرة برنامج الديمقراطية في جامعة نيويورك، أن الانطباع الذي يحمله غالبية الناس بأنّ هذه الانتخابات ستفشل وستُواجه العديد من المشكلات، لا ينطبق على الغالبية العظمى من الأمريكيين. 

كما قالت على الرغم أنّه من “الضروري أن نكون واضحين بشأن المشكلات ونُواصل الضغط من أجل الأفضل، فإن مُعدلات المخاوف والقلق كانت أكثر من اللازم”، حسب رأيها. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى