آخر الأخبار

“أخذوني لفيلا نائية وهناك انتُهكت”.. التايمز: بريطانية تتهم وزيراً إماراتياً بالاعتداء عليها وتسرد الواقعة

زعمت فتاة بريطانية خلال مقابلة أجرتها مع صحيفة The Times، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنها كانت ضحية “لاعتداء جنسي خطير”، من قبل وزير إماراتي، من أحد أفراد الأسرة الحاكمة في البلاد، وذلك خلال مشاركتها في تنظيم مهرجان بمدينة دبي. 

اتهامات للوزير: الصحيفة قالت إن البريطانية التي تزعم تعرّضها للاعتداء تبلغ من العمر 32 عاماً، واسمها كيتلين ماكنمار، وخلال المقابلة التي أجرتها الصحيفة معها اتهمت ماكنمار وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان آل مبارك آل نهيان، البالغ من العمر 69 عاماً، إلا أن الشيخ نهيان نفى صحة كل تلك المزاعم. 

ماكنمار تحدثت في مزاعمها عن تفاصيل “الاعتداء الجنسي” الذي قالت إنها تعرضت له، وأشارت إلى أنه وقع في يوم عيد الحب عام 2020 (فبراير/شباط)، وذلك في إحدى الفيلات البعيدة على الأنظار في جزيرة خاصة. 

تستذكر الفتاة ما قالت إنه تفاصيل عما حدث في ذلك اليوم، وزعمت أنها أمضت أمضت قرابة ستة أشهر من العمل في وزارة الشيخ نهيان، بعد أن اختارها مهرجان هاي الأدبي في أبوظبي، لتنظيم أول فعالية له في الإمارات.

ماكنمار زعمت في تصريحاتها لصحيفة The Times أنها تلقّت في يوم عيد الحب 2020 مكالمة هاتفية من الشيخ مبارك، يدعوها فيها لتناول العشاء معه، زاعمةً أيضاً أنها لم تكن قد تحدثت معه عبر الهاتف قبل ذلك الوقت.

الفتاة أضافت أنها “بعدما كانت قد أمضت ستة أشهر من العمل هناك كانت قد اعتادت استدعاءها لحضور اجتماعات في جميع أوقات اليوم. ولم يكن أحد ليجرؤ على قول كلمة لا لأحد أفراد عائلة آل نهيان، فقد كان مثل إله هناك”.

كانت ماكنمارا قد ارتدت فستاناً أبيض بأكمام طويلة وياقة عالية، على اعتبار أنه زي يليق بعشاء عمل في مجتمع مسلم محافظ.

بحسب صحيفة The Times يُظهر سجل المكالمات في هاتف ماكنمارا أن سائق الشيخ الإماراتي اتصل بها حوالي الساعة الثامنة مساءً، ليقول إنه وصل إلى فندقها المعروف باسم فندق “باب القصر” ذي الخمس نجوم، وهو المكان الذي اختارته لها الوزارة للإقامة فيه.

وفي اليوم السابق لمكالمة الشيخ نهيان كانت ماكنمارا قد اجتمعت إلى جانب مسؤولين كبار في الوزارة مع بيتر فلورنس، رئيس مهرجان هاي.

لذا وقبل ذهابها إلى ملاقاة الشيخ كتبت ماكنمارا رسالة نصية إلى فلورنس من السيارة، في الساعة الثامنة وإحدى عشرة دقيقة مساء قائلة: “أشعر وكأنني استدعيت إلى مكتب مدير المدرسة بسبب تعطيل سير الفصل. إذا لم أعد خلال 24 ساعة أرجو إرسال المساعدة”. 

تزعم ماكنمارا بأن فلورنس رد على رسالتها وقال: “أرسلي لي رسالة نصية لحظة خروجك، ولا تأكلي أي شيء أزرق اللون أبداً”.

وبدلاً من التوجه إلى القصر كما كان الاتفاق في المكالمة التي تلقتها الفتاة من الوزير الإماراتي، تزعم ماكنمار أن السيارة التي أقلتها سارت في الاتجاه المعاكس، وبدأت الابتعاد عن المدينة، وفي الوقت نفسه رفض السائق إخبارها عن المكان الذي يتوجه إليه.

بعد ذلك وجدت ماكنمارا نفسها وقد نُقلت عبر جسر إلى جزيرة صغيرة، تعتقد أنها منتجع القرم الحصري، حيث يمتلك كثير من أفراد العائلة المالكة الإماراتية منازل وملكيات خاصة، ثم إلى منزل الشيخ، على حد ادعائها. 

هناك، اصطحبها أحد العاملين إلى الداخل، حيث التقت بالشيخ، الذي قالت “إنه كان ودوداً للغاية تجاهها، فقد عانقها في بداية اللقاء، ثم قدّم لها ساعة بقيمة 3500 جنيه إسترليني (نحو 4500 دولار أمريكي)، مصنوعة من الذهب والألماس”، وفق قولها. 

وتشير ماكنمارا إلى أن أحد الأمور التي فاجأتها هو أنهم شربوا الخمر بطريقة طبيعية، وسبب صدمتها هو أن ذلك بحسب ما تعرف أمر محظور في البلاد، وأضافت زاعمة أنها “حاولت بعد ذلك إبقاء المحادثة احترافية، فقررت الحديث عن شاعر (فيما يتسق مع المهرجان الأدبي الذي تشارك في تنظيمه)، غير أن ذلك أثار حفيظة الشيخ”، ثم تدعي ماكنمارا أنه بدأ في لمسها.

مزاعم الاعتداء: تستكمل الفتاة البريطانية تفاصيل الواقعة، وقالت للصحيفة: “لقد كان الأمر مخيفاً، فقد كان على الأريكة بجواري، وبدأ في لمس ذراعي وقدمي، وكنت أنا أحاول سحب نفسي إلى الوراء مبتعدة عنه، قبل أن يتحول إلى محاولة فرض نفسه بالقوة علي (…) وفجأة أدركت سبب وجودي الحقيقي هناك، ولَكَم شعرت بسذاجتي حينها!”.

في تلك المرحلة، تزعم ماكنمارا أنها بدأت تستوعب الأمر، ومن ثم شرعت في التفكير في طريقة يمكنها أن تهرب بها من المنزل والجزيرة، دون الإساءة إلى الشيخ بجعله يعتقد أنها ترفضه.

بدأت ماكنمارا تفكر في طريقة الانسحاب، وتقول زاعمة: “حاولت العثور على أعذار للمغادرة، إلا أن الشيخ قرر بدلاً من ذلك اصطحابها في جولة في أرجاء المنزل، وفي لحظة ما قبض على وجهها بيديه وقبّلها”.

كذلك زعمت الفتاة أن الوزير كان قد طلب منها أن تخلع حذاءها، لكنها لم تفعل، وأضافت أن الوزير أخذها في جولة، ثم “ذهبنا إلى غرفة، وكل غرفة تفتح على غرفة أخرى، كانت الفيلا بالفعل مربكة، كان هناك الكثير من القطع الفنية، غرفة مليئة بالسيوف، وأخرى بها جاكوزي، طلب مني أن أخلع ثيابي وأدخل إلى الجاكوزي، لكنني رفضت”، وفق زعمها. 

 وتدّعي ماكنمارا أنه اعتدى عليها مرة أخرى عندما كانوا داخل مصعد ذهبي في المنزل، وعن هذه الواقعة تزعم الفتاة قائلةً إن “الوزير دفعها إلى الحائط” وبدأ يتحسس جسدها.

تضيف زاعمة: “خرجنا إلى غرفة مليئة بزجاجات العطر، ودفعني للخلف على سرير دائري مغطى بالفراء”، وادعت أيضاً أنه “نزع ثوبه وبدأ يتحرش بها”، وتابعت تقول: “لقد كان عنيفاً للغاية، لقد كنت أحاول دفعه بعيداً عني، ولم يكن بإمكاني القيام بذلك بلطف، كنت خائفة”.

بعد ذلك، تقول ماكنمارا إنها تمكنت أخيراً من النزول إلى الطابق السفلي والخروج من المنزل، ثم ركبت السيارة مبتعدةً عن الجزيرة، وبمجرد عودتها إلى الفندق اتصلت بفلورنس وأخبرته بما حدث.

لكن وبينما كانت تتحدث عبر الهاتف دقّ جرس الباب، وفوجئت عند فتحه بباقة مكونة من 100 وردة حمراء، والساعة السويسرية التي تركتها خلفها.

وتزعم الفتاة أنها بقيت مستيقظة طوال الليل وهي تفكر، وفي الوقت نفسه تتجاهل الاتصالات التي كانت تأتيها من الوزير، ومن أجل الفرار إلى دبي اتصلت بصديقها جوش في لندن، وصديقتها الأخرى التي تعيش على بعد 90 ميلاً في دبي مع شريكها، ووصف ذلك الصديق كيف كانت ماكنمارا حزينة، “ومرتبكة”، لذلك طلب منها القدوم لمنزله.

عند بزوغ الفجر، استقلت سيارة أجرة في رحلة استغرقت ساعتين إلى دبي، وأمضت الليلة هناك، ريثما تتمكن من حجز غرفة في فندق “زعبيل هاوس” المجاور باسم مستعار. 

في غضون ذلك تزعم ماكنمارا أن الشيخ واصل الاتصال بها، وتظهر سجلات هاتفها أنه اتصل بها في اليوم التالي للحادثة حوالي 14 مرة، وفي يوم الأحد 16 فبراير/شباط، أرسل لها رسالة نصية جاء فيها “صباح الخير حبيبتي العزيزة، آمل أن الأمور تسير على ما يرام كما هو مخطط، استمتعي بيومك، ولا ترهقي نفسك، أنا أتطلع لرؤيتك قريباً، لقد اشتقت لك، اعتني بنفسك”.

الخروج من الإمارات: وفي 25 فبراير/شباط 2020، افتُتح المهرجان كما هو مخطط له، وفي 5 مارس/آذار، عادت ماكنمارا إلى لندن، حيث كان وباء كورونا قد بدأ في الانتشار.

أما عن آثار ما حدث ما معها فتقول ماكنمارا إن “ما فعله الشيخ بها طال تأثيره كل شيء في حياتها، فقد انفصلت منذ ذلك الحين عن خليلها الذي كانت معه لفترة طويلة، وفقدت وظيفتها، وهي تشعر الآن أنها لن تجرؤ على العودة يوماً إلى الإمارات”.

وخلال فترة الإغلاق المرتبطة بجائحة كورونا تواصلت ماكنمارا مع فيليب ساندز –الكاتب الشهير والمحامي المعني بحقوق الإنسان- الذي هيأ لها التواصل مع البارونة هيلينا كينيدي، من المجلس الاستشاري للملكة، وهي شخصية بارزة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.

من جانبها، قالت كينيدي لصحيفة Sunday Times: “عندما يتعلق الأمر برجل يشغل منصباً قيادياً في بلده، فإن أمراً مثل الاعتداء بدناءة على امرأة موجودة هناك لتنظيم فعالية ثقافية كبيرة، لهو فعل إجرامي”، مضيفةً: “يجب على الإمارات إقالته على الفور، لكنني أظن أن ذلك لن يحدث، فعائلته تمتلك البلاد على الحقيقة”.

تشير الصحيفة البريطانية إلى أنه بمجرد انتهاء فترة الإغلاق اتصلت ماكنمارا بالشرطة، وأجرت معهم جلسة استمرت لمدة ثلاث ساعات في وحدة الأسرة في ستراتفورد، الواقعة شرق لندن.

وبعد المقابلة، أخذت الشرطة مخاوف ماكنمارا على أمنها الشخصي بجديةٍ، حتى إنها ركّبت أجهزة إنذار خاصة بالذعر في شقتها.

كذلك ذكرت صحيفة The Sunday Times أنها تواصلت مع الشيخ وممثليه للرد على المزاعم، إلا أنها لم تتلق رداً مباشراً، وتلقت رداً من “مكتب شيلينغز للمحاماة” المتخصص في قضايا التشهير في لندن، عن طريق بيان أرسله إلى الصحيفة.

وجاء في بيان مكتب المحاماة بحسب الصحيفة: “موكلنا مصدوم، ويشعر ببالغ الحزن حيال ذلك الادعاء الذي يصدر بعد ثمانية أشهر من الواقعة المزعومة، وعبر صحيفة وطنية. وهو ينفي هذه الرواية برمتها”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى