آخر الأخبارتراند

ماذا يريدون من الاسلام ؟وأين حكام الدول الإسلامية والعربية؟

الكاتب الصحفى والمحلل السياسي

د.محمد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

نائب رئيس التحرير

اكثر من ثلاث عقود عايشتها في هذا البلد لم اري مثل ما يحدث الان ، هجوم علي الاسلام والمسلمين بمبرر او دون مبرر ، ويتزامن ذلك  دائما مع الاستحقاقات الانتخابية سوء رئاسية او برلمانية .

اصبح الاسلام هو المادة التي يتناولها الجميع والتي يلوكها الاعلام صباحا ومساءا ويستعرض اراء المتطرفين في كيفية التضييق علي المسلمين بقوانين وقرارات لا علاقة لها بالدستور الذي بحكم العلاقة بين الحاكم والمحكوم والسلطات الثلاث .

يتحدثون عن علمانية الدولة وتناسوا ان علمانيتهم تساوي بين الأديان ولا تفرق بينها وأنها تبيح حرية العبادة للجميع المادة( 1) من الدستور الفرنسي،

لكن عندما يريد البعض توظيف الاحداث سياسيا يستدعي افكار النازية في استئصال الطرف  المناهض له ويبرر ما يفعله بالحفاظ علي مدنية الدولة من “الارهاب الاسلامي “

لم تشهد فرنسا احداث دامية مثلما وقع في نوفمبر 2015. والتي راح ضحيتها 130 قتيل وعشرات المصابين في جريمة دبر  لها خارج الاراضي الفرنسية ونفذت داخل العاصمة وضواحيها واستنكرها الجميع المسلم قبل غيره لان الاسلام دين السلام وليس دين العنف وحاولت الحكومة سن تشريعات لمعاقبة كل من يروج للفكر المتطرف ومحاربة المنظمات المتطرفة وادي ذلك الي اغلاق عشرات المساجد وترحيل عدد من الائمة بدعوي انهم  يحرضون علي العنف .

مرت بضع سنوات والدولة تتابع عن كثب مواقع التواصل الإجتماعي وتراقب الهواتف وكان نتيجة لذلك كما تقول الحكومة احباط عدد من العمليات الارهابية وتفكيك عدد من شبكات تجنيد الشباب كجهاديين .

تغيرت استراتيجية الدولة واصبحت تنظر الي المسلمين علي أنهم ارهابيين  محتملين وليسوا مواطنيين اصحاب حقوق كاملة ، وحدث التواصل بين حكومات عربية تبغض الاسلام شكلا ومضمونا وسعت هاته الحكومات للتحريض علي المسلمين ، وفِي مؤتمر ميونخ الاخير للامن خرج ناعق “الامارات” ليدلوا بتصريح خطير يحذر فيه الاوربيين من الاسلام وان المساجد في اوروبا اوكار للارهاب !

ليس للبلدان الأوروبية موقف غريب ومقلق من «الحرية» وحسب، بل تدأب أيضاً على اعتماد معايير مزدوجة في التعامل مع التعصّب.

ففي حين أنه لعدد كبير من هذه الدول قوانين صارمة ضد معاداة السامية وازدراء الأديان، غالباً ما يُطلق العنان للمصابين برهاب الإسلام بأن يهينوا الدين الإسلامي من دون رادع ولا حسيب، ويُقلّلوا من احترام النبي، صلى الله عليه وسلّم، ويؤجّجوا الأحقاد المناهضة للمسلمين تحت راية حرية التعبير.

السماح للمواطنين بممارسة حرياتهم أمر مفهوم، لكن لا يجوز أبداً القبول، في أي مجتمع لائق ومحترم، بالتراجع والانكفاء عندما يكون كلامهم موجّهاً بطريقة مؤذية ضد الآخرين. فالسلوكيات التي تعتبر أن «أي شيء يمكن أن يكون مباحاً»، أدّت إلى منح منابر للأحزاب اليمينية المتطرفة، والأحزاب العنصرية، لبثّ البروباغندا المفعمة بالكراهية والحقد التي يصدّقها أصحاب العقول الضعيفة.

وتكتسب هذه الأحزاب، فضلاً عن جماعات النازيين الجدد، زخماً في أميركا ومختلف أنحاء أوروبا، لا سيما في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا والنمسا والسويد والدنمارك والنرويج وفنلندا وهولندا، حيث يرأس غريت وايلدرز، داعية الكراهية الأشد سوءاً منذ أدولف هتلر، «حزب الحرية» الصاعد. لقد طالب وايلدرز بحظر القرآن الكريم، مطلقاً ما أسماه الضريبة على «الرأس المعمَّم»..

وأصدر قبل بضع سنوات فيلماً قصيراً مناهضاً للإسلام بعنوان «فتنة». وقد حوكِم بتهمة التحريض على كراهية الإسلام، لكنه بُرِّئ من التهمة. في الواقع، حكَم القضاة بأن تصريحات المدّعى عليه «مقبولة في سياق النقاش العام»، واعتبروا أنها لم تؤجّج الكراهية على الرغم من أنها «فظة ومسيئة».

هل كان يتوقع  عاقل أن يحرض مسؤول عربي  علي مسلمي أوروبا ؟

الامر صار ابعد من ذلك فتم تجفيف المنابع بوقف التبرعات من الدول العربية لبناء المساجد وكذلك منع استقدام  الائمة واغلاق جمعيات اسلامية خيرية بتحريض من دول عربية .

حقيقة الامر اننا امام أزمة  متشعبة الاطراف ، فالغرب لم يتطاول علي الاسلام والمسلمين الا بدعم وتحريض دول عربية كما حدث منذ ايام قليلة من مفتي مصر “شوقي علام”   وايضا من اللوبي الصهيوني الذي يحذر من تنامي الجاليات المسلمة في اوروبا وانها ستشكل خطرا علي النمو الديمغرافي  في السنوات القادمة ،

التحولات السياسية التي حدثت في المنطقة العربية عقب صعود الثورات المضادة  والتي ادت لانزواء أأمة   العالم الاسلامي  بفعل  اجرام الحكام العرب ، فتم تهميش  الازهر الشريف واعتقال علماءه  وكذلك ماحدث مع  شيوخ وعلماء المملكة علي يد ولي العهد محمد بن سلمان ، أعطي الضوء الاخضر لكارهي الاسلام في شتي بقاع الارض الي محاربة الاسلام ومنتسبيه .

إن الاوضاع التي يعيشها المسلمين  الان في فرنسا هي الاسوء علي الاطلاق اذا ما قورنت  بالعقود الثلاثة الماضية ، فالرئيس الحالي ماكرون لم يعد يبالي بحجم المسلمين وانتهج اسلوب الهجوم غير المبرر ، واصبح اي فعل مشين من فرد او مجموعة من الافراد يصفه “بالارهاب الاسلامي

هاته التصريحات لاقت إستهجان ورفض من الجاليات الاسلامية ليس في فرنسا فحسب بل في أوروبا وامريكا  ايضا ، فسعي الرئيس ماكرون المازوم داخليا والمتعثر خارجيا في ملفات  كثيرة  منها علي سبيل المثال مالي وليبيا  ووجهت له الصحافة الفرنسية  الكثير من الانتقادات ، لم يُجد الرئيس مهربا سوي الهجوم علي الاسلام والمسلمين  .

واول امس وقع حادث في احد ضواحي باريس  قتل علي اثره مدرس تاريخ يبلغ من العمر 47 عاما و منفذ الاعتداء طالب من الشيشان يبلغ من العمر 19 عاما كما زعمت الشرطة ، لم تتمكن الشرطة من القبض عليه حيا لتعرف ملابسات الجريمة فقتلته !

النتيجة عودة الهجوم علي المسلمين والاسلام والمطالبة بسن مزيد من التشريعات ضد المسلمين ،والسؤال الذى يدور حول العالم من الشعوب وخاصة الإسلامية منها لماذا لا تمنع السلطات الفرنسية ومعلم التاريخ المذبوح صامويل باتي وعمره 47 سنة، يعمل معلما لمادتي التاريخ والجغرافيا في إحدى مدارس ضواحي باريس من التطاول على مقدسات أديان الطلاب، ولماذا لا يتم سن قانون (في فرنسا) يعاقب ازدراء الأديان كما يعاقب ازدراء السامية؟”، أن وقائع الجريمة وتاريخ حصولها لا يجعلنا نسلّم بأن الحدث عفوي.

أن يترتب على الحادث إقدام فرنسا على التعامل مع المسلمين وفق قوانين مجحفة: “لاحظوا التصريحات الفورية” للسلطات الفرنسية لتدركوا أن هذا العمل يبدوا أنه مدبر.

أليس غريبا أن المجرم الطالب في المسرحية الفرنسية الذي يتم إقناعنا به يتم قتله على الفور؟، ولماذا لم يتم إلقاء القبض على الشاب البالغ من العمر 18 عاما والتحقيق معه ومحاكمته على العلن ومعرفة من هو وما هي الدوافع؟”بدلا من قتله وهو لايملك الا سكينا.

ولو عاد بنا التاريخ إلى الوراء فنجد أن منفذ مذبحة كرايست تشيرش في نيوزيلاندا، برينتون تارانت وقد أطلق النيران داخل  مسجدي النور ومركز لينود الإسلامي، الجمعة 15 مارس/آذار 2019، وسقط 51 قتيلا وأصيب 50 آخرون بينهم اطفال ونساء وعثرت الشرطة على سيارتين ملغومتين ، ومع ذلك لا يزال حيًا في السجن، بينما في فرنسا قُتل المتهم وأُفسِح المجال لإطلاق تصريحات تهوِّل وتخوِّف الناس من الإسلام والمسلمين؟

 إننا نقدس ديانتنا ولا نقبل بالإساءة لأي دين ونجرم كل ترويع ونحرم كل مساس بدم حتى من لا يؤمن بديننا، لكن أعمال الاستخبارات والإخراج المستعجل وتكميم الأفواه لا يقدم حلاً لأزمة بل يزيد من التعقيدات.

لم يسال  احد لماذا اقدم هذا الشاب علي فعلته الشنعاء ؟ ولماذا قام المدرس القتيل بعرض صور مسيئة للنبي محمد علي تلاميذ الصف الاعدادي ؟

ان حالة خلق جيل جديد يحمل الكراهية للمسلمين والنيل من رسول الأمة “محمد صلي الله عليه وسلم”  لازالت مستمرة ، والاخطر من ذلك ان يتم نقل هذا العداء الي داخل الموسسات  التعليمة. !

فهل تم تغير المناهج لتغير عقلية التلاميذ؟ أم ان الدولة تسعي لتدمير المجتمع وخلق حالة من الفوضي والكراهية تحت مزاعم حرية التعبير ؟

كنّا نقول  ان اليمين المتطرف هو من يسعي دائما لخلق هذه الحالة العدائية  سعيا لكسب اصوات الفرنسيين ،لكن لم يعد هناك فارق بين ما تقوله مارين لوبان وايمانويل ماكرون .

ما في ما يتعلق بالأغبياء الذين لا رسالة لهم في الحياة سوى إعداد رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي، صلى الله عليه وسلّم، وهم يعلمون تماماً أن رسم النبي محمد، صلى الله عليه وسلّم، ممنوع منعاً باتاً في الإسلام، فهم مجرد أقزام لا يستحقون مني حتى مشاعر الاحتقار. لن تضرّ تصرفاتهم تلك الإسلام شيئاً، فالديانة الإسلامية هي الأسرع نمواً بوجود 1.6 مليار مسلم في مختلف أنحاء العالم؛ إنهم في نظري مجرد أشخاص نكرة ومرضى.

المخزي هو المباركة التي يحصلون عليها من الحكومات التي تزعم أنه من شأن أي تقييد لأنشطتهم أن يتسبّب في انتهاك حرياتهم الشخصية.

حكام المسلمين المغلقة أفواههم والحفاظ على كراسيهم

يرجع هذا كله لضعف حكام العرب والمسلمين لأن أمر الإساءات للإسلام ونبيه لا تعنى لحكام العرب سوى خبر فى التقرير المقدم إليهم يومياً لأن حكام العرب والمسلمين شغلهم الشاغل الحفاظ على الكرسى والأموال والغنائم، لقد خرجت جميع الشعوب الإسلامية مع تحفظنا واعتراضنا على هذا الخروج غير الإسلامى بالمرة الراعى للتخريب وهدم المنشآت ويرجع هذا لأنها تعلم أن حكامهم لن يفعلوا شيئا لأن مرت أحداث كثيرة من قبل تسئ للإسلام ولم يفعل حكام العرب والمسلمين شيئا بل وضعوا رءوسهم فى الرمال كالنعام، والأمر يختلف تماماً عند الشعوب الإسلامية والعربية فى هذه الإساءة وغيرها فهذه الأمور تمس العقيدة عند المسلمين وهى بالنسبة لهم حياة أو موت.

في العصر الحديث
آيات شيطانية للمرتد الهندى “سليمان رشدى”

صارت الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً متكرراً، في العصر الحديث صدرت الكثير من المطبوعات التي طعنت في شخصية الرسول ومن أبرزها رواية آيات شيطانية للهندي المرتد سلمان رشدي، وقد طبع الكتاب ونشر في لندن في 26 سبتمبر 1988.. وبعد 9 أيام من إصدار هذا الكتاب منعت الهند سلمان رشدي من دخول بلادها وتلقى دار النشر الذي طبع الكتاب الآلاف من رسائل التهديد والاتصالات التلفونية المطالبة بسحب الكتاب من دور بيع الكتب. وقامت بنجلاديش والسودان، وجنوب أفريقيا وكينيا، وسريلانكا وتايلاند وتنزانيا وإندونيسيا وفنزويلا وسنغافورة بمنع الكتاب.. وخرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في إسلام آباد، ولندن وطهران وبومبي، ودكا واسطنبول والخرطوم ونيويورك أيضا.

ما بعد حوادث 11 سبتمبر
بعد أحداث 11 سبتمبر2001 بدأت موجة جديدة وصفها البعض بموجة منظمة للإساءة إلى شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشهد العالم تصاعدا في الكتابات التي تطعن في شخصه الكريم وصدر العديد من الكتب التي اشتهرت وانتشرت في العالم الغربي نتيجة شعورهم بالحزن والغضب الصدمة في نفس الوقت وقد تعرض حتى بعض السيخ إلى مضايقات بسبب اعتقاد البعض أنهم مسلمون.

ومن أشهر الكتب التي صدرت في هذه الفترة كتاب باسم “نبي الخراب” للمؤلف كريك ونن الذي وصف الرسول بأنه قاطع طريق استعمل حسب زعمه البطش والاغتيالات والخداع للوصول إلى السلطة المطلقة.

والدانمارك أيضا
في سبتمبر 2005 قامت صحيفة دانمركية وهي (يلاندز بوستن) بإقامة مسابقة لرسم كاريكاتيربقصد الإساءة إلى رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، وقامت الصحفية باختيار 12 رسما من الرسوم المرسلة وفيها استهزاء وسخرية بالنبي صلى الله عليه وسلم فإحداها تظهر صورة لرجل يلبس عمامة على شكل قنبلة بفتيل يزعمون أنها للرسول صلوات الله عليه، وغيرها من الصور المؤذية والمسيئة لكل مسلم.

وقد حاولت الجالية الإسلامية وقف الصور لكن الجريدة رفضت وكذلك الحكومة أيدت الجريدة بحجة حرية التعبير، فقامت الجالية الإسلامية بتنظيم حملة وجولة في العالم الإسلامي للدفاع عن النبي محمد. وقامت العديد من الدول الإسلامية باستنكار الحدث، فصدر بيان لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء لمناقشة الموضوع. وقامت المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها في الدانمارك، وقامت ليبيا بإغلاق سفارتها هناك، وطردت إيران البعثة السياسية الدانمركية والصحفيون الدانمركيون من أراضيها. وصدرت إدانات من جهات مختلفة كهيئة علماء المسلمين في العراق و برلمان دولة الكويت الشقيقة وبرلمان مصر. وبدأت غضبة شعبية في غالب بلدان العالم الإسلامي وكذلك مظاهرات للمسلمين في الدول الغربية وصاحب ذلك دعوة لمقاطعة المنتجات الدانمركية.

وهذه الأيام عادت صحافة الدانمارك مرة بنشر الرسوم المسيئة مرة أخرى ولكن على مستوى أكبر فقد نشرتها سبع عشرة صحيفة في نفس الوقت زاعمين أن ذلك ردا على القبض على من يسمونهم متطرفين إسلاميين.

وما زالت تلك الاعتداءات مستمرة ولن تنتهي طالما كان هناك مبغضون للإسلام وشانؤون وحاقدون على الرسول الكريم ولكن يبقى قوله تعالى دائما وأبدا: “والله يعصمك من الناس”.

اللهم صل على محمد نبيك ورسولك، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى