آخر الأخباراخبار إضافية

رسالة من 222 برلماني أوروبي للسيسي هل تجدي ؟

كاتب ومحلل سياسي

د. محمد السيد 

نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم

عنوان كبير له دلالات ومضمون اذا ما نظرنا الي عدد البرلمانيين وهم 222 برلمانيا جلهم من الاحزاب الاوروبية الممثلة في البرلمان الاوروبي يرفضون سياسات السيسي القمعية بحق الابرياء والمعتقلين ظلما منذ سنوات دون تهمة محدده .

السؤال الذي يخطر ببال اي قارئ لماذا لم يتحدث هؤلاء  البرلمانيون مع حكوماتهم التي تؤيد النظام وتدعمه وتبيع له الاسلحة وتقوم بتدريب كوادره الامنية وتعقد معه صفقات بالمليارات ؟

هذا السؤال يحتاح الي معرفة الارتباط الوثيق بين نظام قمعي اعتاد القتل وسفك الدماء وبين الانظمة التي تدعي الديمقراطية وتجعل منها شعارا ترفعه وقتما تشاء .

نظام السيسي حقق المعادلة للدول التي تدعمه ، فقد انفق مليارات الدولارات علي شراء  ترسانه اسلحة لشراء دعم وتأيد  الغرب الذي يدعي الديمقراطية ، ومن هذه الدول المستفيدة  فرنسا وايطاليا والمانيا وبريطانيا  وايضا اسبانيا ،

فخزينة هاته الدول قد استفادت من وجود السيسي ماديا ، وعلي الصعيد الامني اقنع جنوب اوروبا بالحفاظ علي امنها من “الهجرة الغير شرعية” ومنذ عام 2016 انتهت رحلات الموت من السواحل المصرية في اتجاه اوروبا.

سوق السيسي نفسه للغرب علي انه   يحارب الارهاب  المتمثل في “الاسلام السياسي” كما يدعي وشن حملة علي الاسلام في كل مناسبة و اصبحت كلمة محاربة الارهاب لا تفارقه في اي لقاء داخل او خارج البلد او اي محفل دولي ، فاعتبره الغرب اداة جديدة للنيل من الاسلام وتتوافر فيه شروط لم يحلموا بها فهو يحمل  اسم مسلم ويحتل منصب رئيس اكبر دولة عربية كانت تدافع دوما عن الاسلام والمسلمين وبها اكبر منارة اسلامية يعرفها القاصي والداني ( الازهر الشريف )

اذن فما يقوله او يفعله يُجد صدي ايجابي لدي صناع القرار .

لكن علي الجانب الغير رسمي كانت منظمات حقوقية تحذر من تداعيات استمرار السيسي في سياسة الاعتقال والتعذيب والقتل خارج القانون لكن تقارير هاته المنظمات لم تجد لها صدي لدي صانع القرار الغربي واعتبرها ورقة يستخدما ضد النظام لابتزازه وقتما يشاء .

كما يعلم الجميع ان الغرب القائم  علي المؤسساتية ، الحزب  الحاكم  هو من يدير شئون البلاد وله الحق في اتخاذ مايراه مناسب من سياسة خارجية تحقق اهدافه، والمعارضة تقوم بدورها كناقد للوضع ، ففي حالة النواب الاوروبيون الذين يعارضون  سياسة السيسي  لايشكلون ضغطا علي حكوماتهم لانهم لايملكون اغلبية برلمانية وبالتالي لن تتغير سياسة الغرب تجاه السيسي ، بالاضافة الي وجود لوبي صهيوني يدعم السيسي بصفة خاصة لتحقيق مصالح الكيان المحتل في فلسطين .

سيظل الوضع في مصر كما هو بل سيزداد سوءا فلن يغير الحال في مصر الا التحرك الشعبي للتخلص من هذا النظام اما التعويل علي الادانات من هنا او هناك فلن يغني ولايسمن من جوع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى