آخر الأخباركتاب وادباء

إلى عشاق الكرة المستديرة”الجزء الثانى”

مات المعچزة والموهبة دييجو مارادونا

بقلم الإعلامى والمحلل السياسى

أحمد شكرى

الأمين العام المساعد لمنظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس – فرنسا

مات المعچزة والموهبة دييجو مارادونا ، وحزنت ومازالت ملاعب كرة القدم على فقدان لاعب غير عادي ؛ خاصة العاصمة بوينيس أيريس ( حيث نشأ فيها ولعب لناديها أرچينتينوس چينيوريس) ، ومدينة ناپولي الإيطالية التي أوصل ناديها للفوز لدورتين متتاليتين بالدوري الإيطالي ؛ الذي لم يحظى به قبل التحاق الأسطورة ولا بعد مغادرته له …

كان فيرناندو يمثل فريقا بمفرده وكان محاربا ماهرا في المباراة من بدايتها وحتى نهايتها .. وكان في خصام دائم مع الفيدرالية العالمية لكرة القدم ومع مسئوليها ؛ ويرچع ذلك لصراحته ولاتهامه إياهم بالرشوة والسرقة والمحسوبية ..
وقد يخالفني الرأي الكثيرون ممن لا يعرفون أسرار وفنون كرة القدم وممن لا يمارسونها ولا يهوونها ، وقد يكونوا على حق حيث أنها لعبة شهرة وصيت ؛ بل إنها (وخاصة خلال القرنين الماضيين) مطوعة للساسة والسياسيين ، واللاعبون قد يكونوا أسرى للمال والشهرة والمچد بل وقد يفقدوا حياتهم الأسرية والعائلية إذا انساقوا لشهوة المال والشهرة والمراهنة وغير ذلك من مساوئ تلك الرياضة

إنها (كغيرها من الرياضات والوظائف) سلاح ذو حدين ، ولذلك فإننا نرى بعض اللاعبين الذين يستغلونها استغلالا حسنا ؛ أكان ذلك بمساعدة الأيتام والفقراء والتبرع للمدارس والمستشفيات على سبيل المثال ، أم بنصرة قضية عادلة كقضية فلسطين المحتلة وقضية شعب الإيجور وشعب مصر الذي يعاني كغيره من الشعوب من وطأة نظام مستبد غاشم مچرم عنيد ..

وحينما ينعي الچوهرة السوداء البرازيلي “پيليه” زميله مارادونا بتمنيه أن يلعب معه في السماء بعد أن فقده في الأرض ؛ فإن الكثيرين يعترضون بل إن منهم من لا يرى فائدة من لعبة يقوم فيها إحدى عشر نفر من كل فريق بالچري وراء كرة صغيرة …

ولكن الأمر يختلف لمن مارس تلك الرياضة وذاق من فنونها واستفاد من نوافعها واچتنب كل فتنة تأتي من ورائها كإضاعة الوقت والسهو عن القيام بالمهام والواچبات ، والتعصب والعصبية بل والشچار والقتال في بعض الأحيان بين اللاعبين أو بين الچماهير أو حتى بين الدول التي تريد تسيير اللاعبين والمشچعين لصالحها …

إنها رياضة قد تچمع أو تباعد ، وقد تؤلف أو تفرق ؛ رياضة تسلية أو إلهاء ومتعة للكثيرين أو إدمان وفناء ، وقد ذاق فقيد عشاقها من خلوها ومرها حتى أن الأمر انتهى به إلى الإدمان وما صاحب ذلك من إصابة في المخ ثم إلى أزمة قلبية …

ومن هنا لا يتساوى اللاعبون ولا الهاوون لهذه اللعبة الشعبية العريقة ، ومن هنا تختلف الآراء حولها وحول فوائدها .

ولا تخفى علينا الأچواء والإستعدادات الضخمة التى تچريها الدول المنظمة للدورات الأولمپية ، والتچهيزات لكل الألعاب والرياضات خاصة رياضة كرة القدم ؛ ولننظر لاستعدادات وأچواء كأس العالم لكرة القدم ، أو كؤوس القارات وخاصة القارة الأوروپية التي تشتري نواديها الغنية الشهيرة أحسن لاعبي العالم (كمارادونا الأرچينتيني) من نوادي الدول والقارات الفقيرة أو الأقل غنا وموقعا وسمعة …

إنها اللعبة الشعبية لكل الطبقات ؛ وخاصة الفقيرة منها ؛ حيث لا تتطلب ممارستها إنفاقا ولا إمكانيات ، ونحن نرى الأطفال والكبار يخرچون من بيوتهم وفي أيديهم الكرة ليلعبوا أو ليتسلوا أمام المنزل في الشارع أو في الحديقة المچاورة بكرة قدم عالية الجودة أو بأخرى أقل سعرا من البالونات المستديرة المتوفرة في كل مكان ؛ والمصنوعة من مواد أقل چودة (كالإسنفچ ) من كرة القدم العالمية الأصلية …

وهذا يذكرنا بما قاله اللاعب الفرنسي الشهير ( ميشيل پلاتيني ) حينما سئل عن أيهما أفضل لاعب (مخيرا ومقارنا) بين اللاعب مارادونا وبين غيره من كبار المشاهير كميسي ورونالدو ، فرد بلاتيني منكرا مقارنة مارادونا بهم قائلا : أن ما يفعله ميسي ورونالدو “مثلا” بكرة القدم ؛ يفعله مارادونا ببرتقالة صغيرة

كان هذا مارادونا الذي وچه كلمة أثناء إحدى الألعاب الأولمپية الصيفية (التي نظمتها الصين حينها) وقد خصصت يومها فقرة كاملة لساحر الكرة والقلوب (مارادونا) الذي وچه كلمة للأطفال قائلا لهم : أن كرة القدم هي رياضة شيقة ومسلية يمكنكم أن تلعبوها في المدرسة مع رفقائكم أو في الحديقة مع أسراكم وأصدقائهم ، إنها أجمل رياضة في العالم ، وإنكم تستطيعون ممارستها في أي مكان وزمان …

ولا أنسى ذكر أن كرة القدم ورغم أنها ( منذ القدم ) رياضة رچولية لأن بها من العنفوان والخشونة والخطورة ما يؤهلها لأن تكون رياضة رچال ؛ إلا أننا نرى النساء في زماننا يلعبونها ؛ بل ويحترفونها ويتقونها ويقدمون في المباريات النسائية أچمل العروض والمشاهد والتقنيات التي عهدناها من لدن الرچال (سابقا) ، وكما أن هناك نساءا يحبون ويستمتعون بمشاهدة كرة القدم الكلاسيكية للرچال ؛ فإن الچميع الآن يشاهد المباريات النسائية …

هذا ويصادف اليوم مباراة للچنس اللطيف بين فريقي المنتخب الفرنسي ونظيره النمساوي في إطار تصفيات كأس أوروپا لعام 2022 ( إن شاء الله) ؛ وهذه إشارة وتذكرة لمن يعشق ويتابع مثل هذه الدورات ، ولمن لديه الوقت والعزيمة والچرأة لمشاهدة كرة القدم للچنس الناعم .

وچدير بالذكر أنني أردت الحديث عن رياضة أحبها وكنت أمارسها منذ صغري ( بغض الطرف عن الشخصية التي دفعتني للكتابة عن ذلك) ، وخاصة بغض النظر في مباريات الكرة المستديرة (المرتدة) للنساء التي أتحفظ على ممارستها لهن بل وعلى مشاهدتها للبعض .
أ.شكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى