آخر الأخباراقتصاد

كيف تهدد الهجمات الحوثية موانئ النفط السعودية وتأثير ذلك على الإقتصاد الإسلامي ؟

تقرير إعداد

المستشار العام لمنظمة “إعلاميون حول العالم”

المستشار الدكتور شهاب العزعزي

عضو مؤسس 

بتاريخ 11 -3-2021م

إن مجئ الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن،سوف يحمل الكثير من التغيرات الكبرى التي سنشهد وقعها في استبدال النظام الإقتصادي الرأسمالي العالمي الحالي،بنظام عالمي جديد،وموقعها في تحريك رمال الملف اليمني،والذي سوف نحاول التركيز عليه من خلال هذا المقال :                      

فالوضع الراهن فى اليمن مثال ونموذج حي على هذا النوع من الرأسمالية المعتمده على الكوارث والصراعات،ماجعل العديد من التساؤلات يتم طرحها وتداولها:

من المستفيد من استمرار الحرب فى اليمن ؟

 ولمصلحة من تستعر هذه الحرب طالما الجميع متضرر؟ بما في ذلك أطراف الصراع في الميدان كالسعودية،أو دول الجوار كدول الخليج ؟

 فقد تضررت حتى الملاحة البحرية ومضيق باب المندب؟ فمن يخدمه عدم الإستقرار في اليمن ؟

وكأنّ اليمن تحولت إلى ساحة معركة لاغالب فيها والكل مغلوب،مايجعلنا ندرك أن الصراع خرج عن سيطرة أطراف الصراع أنفسهم،وخيوط اللعبة السياسية فلتت من بين أيديهم،مايجعل من الضروري البحث عن حل يمني يمني،ينبثق من رحم الشعب اليمني،

ولا يمنع ذلك من الإستعانة ببعض الأطراف المحايدة التي ترغب في تحقيق الإستقرار اليمني كالأمم المتحدة ،قطر،عمان،تركيا ،والتي لاغاية لها سوى رأب الصدع وجمع أطراف الصراع على طاولة حوار ،تهدف إلى إنهاء الحرب اليمنية المستمرة منذ ست سنوات،فنحن كيمنيين نستنكر بشدة هذه الهجمات العسكرية على السعودية،ونتمنى من السعودية أن تعمل معنا على البحث عن حلول سياسية بدلا من الحلول العسكرية.

والسؤال الجوهري الذي يطرح نفسه لأي عاقل ومتأمل :

هل معقول أن السعودية ودول التحالف ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية والقوى العظمى عاجرين عن الانتصار عسكرياً على الحوثيين ؟

إن كان الجواب لا:

 وهم قادرين بالفعل على الانتصار وهزيمة الحوثيين وانهاء الحرب،فلماذا لم يهزم الحوثيون ولم تنطفئ نيران الحرب بعد؟

وان كان الجواب نعم :

فإن الحوثيين قوة عظمى أقوى من دول التحالف والولايات المتحدة الامريكية فإن هذا غير صحيح مهما زعموا من مبررات،وبخاصة أن شعارات الحوثي تصرخ بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل؟

ثم ما تأثيرالصراع فى اليمن على الإقتصاد العالمي؟

1.فى مجال الملاحة البحرية والنفط :

نعلم أن هجمات الحوثي أدت الى ارتفاع أسعار خام برنت لتجاوز 70 دولارا للبرميل،وهو أعلى سعر منذ يناير 2020 كما بلغت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2018 رغم تداعيات أزمة كورونا

كذلك فإن الممرات الاستراتيجية المائية الحيوية،مثل مضيق باب المندب وقناة السويس،التي يمر منها 20 % من حجم إنتاج الطاقة في العالم،تأثر على إمدادات الطاقة،وانعكس سلباً على الاقتصاد العالمي بأكمله .

2.فى مجال الملاحة الجوية والطيران

تعمد دول المجتمع الدولى اغلاق مطار صنعاء بهدف تقييد الحوثي لغرض استعادة الدولة منهم بينما فى حقيقة الأمر تم افتعال أزمة مالية إنسانية للشعب اليمني حيث يعمل مطار صنعاء باشراف موافقه امريكا والامم المتحده واستقبل خلال شهري يونيو واغسطس 2020 اكثر من 270 رحلة فى حين استقبل مطار عدن الذي هو على اساس لعم الشرعية فى اليمن والمفتوح أمام جميع الرحلات  استقبل فقط 220 رحلة نفس الفترة هذا ايضاً يدل على استمرار  نفس المسرحية

بالتالي فإن بقاء الهجمات الحوثية مستمره  تستهدف “عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته البترولية وكذلك أمن الطاقة العالمي”.

وأكبر دليل ماحدث في 2019، فقد تعرضت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لهجوم كبير بصاروخ وطائرة مسيرة على منشآت نفطية، مما أجبر السعودية على وقف أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام مؤقتا، وأسفر عن ارتفاع كبير في الأسعار ،وحينها حمّلت الرياض إيران المسؤولية عن الهجوم، وقالت إنه لم ينطلق من اليمن، الأمر الذي نفته طهران.

وتأتي التطورات العسكرية الأخيرة بعد أقل من أسبوعين من عقد المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام أول اجتماع مباشر بينهما في سلطنة عمان، حيث تسعى الإدارة الأميركية الجديدة إلى وضع نهاية للحرب اليمنية.

ألغت الإدارة الأميركية الجديدة تصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً في فبراير، وهو التصنيف الذي كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد فرضته وأيدته الرياض رغم أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على اثنين من القيادات العسكرية في جماعة الحوثي، في أول إجراءات عقابية تتخذها إدارة الرئيس جو بايدن ضد الجماعة. 

وجاء هذا القرار عقب زيادة الهجمات على المدن السعودية،واشتداد المعارك التي شنها الحوثيون في منطقة مأرب المنتجة للغاز حيث قُتل المئات في هجوم للحوثيين.

وأعلن الرئيس بايدن،في فبراير،وقف الدعم الأميركي للعمليات الهجومية للتحالف،لكنه قال إن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها.

لكن اذا اراد  المجتمع الدولي الحل، فإننا كيمنيين نثمن كل حل سياسي غير عسكري ،ونمد أيدينا إلى كل من له رغبة في انتشال اليمن من براثن هذه الحرب،وبتحقيق مصالح مشتركة لجميع الأطراف.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى