آخر الأخبارتحليلات

7 قبور وجمجمة الكلب.. والمسجد لا يزال قائماً! مرقد “أهل الكهف”

إعداد بقلم الباحث فى علم التاريخ القديم

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

جنيف – سويسرا

موقع اهل الكهف في منطقة الرقيم جنوب عمان حيث تنفذ وزارة الاوقاف حاليا مشروعا ضخما حوله تقدر قيمته بحوالي مليون دينار على مساحة تبلغ 2300 متر مربع يشتمل على اقامة مسجد ومتحف ومكتبة ودار للقرآن وساحات عامة للزوار.
ويقع موقع كهف اهل الكهف في منطقة الرقيم جنوب عمان ضمن مقبرة حفرت قبورها في سفح الجبل حيث زينت واجهة القبر بمنحنيات وانصاف اعمدة متصلة منحوتة بالصخر وزخارف نباتية وهندسية. وبعد المدخل يمكن رؤية قاعة مركزية يتفرع منها ثلاثة محاريب مسقوفة بعقود. كما توجد 8 مدافن حجرية
في الكوتين الشرقية والغربية مزينة بزخارف هندسية ونباتية، وتوجد فجوة مستطيلة تتصل من سطح الجبل بالمحراب الثالث عمقها حوالي اربعة امتار وهي مغلقة حاليا لحماية الزوار والكهف.
وتغطي جدران الكهف الداخلية طبقة من الملاط الجيري عليها الكثير من الكتابات اليونانية والعربية بالاضافة الى بعض الرسومات. ويوجد في الموقع مسجدان قديمان يقع الاول فوق الكهف مباشرة ويمكن رؤية محرابه فوق مدخل الكهف. اما الثاني فيقع في الساحة امام الكهف. ويعود تاريخ بناء المسجدين
الى الفترة الاموية. ويوجد العديد من الكتابات في المسجدين وداخل الكهف مما يشير الى محاولات كثيرة لاعادة بناء وتجديد الابنية على امتداد الفترات الاسلامية.

وما يدل على ان كهف الرقيم في جنوب عمان هو الكهف الحقيقي الذي ورد ذكره في القرآن الكريم عدد من الدلالات اهمها تفسير الآيات القرآنية الكريمة الواردة في سورة اهل الكهف.

ان من الادلة القاطعة كذلك وجود كنيسة فوق الكهف والتي تحولت فيما بعد الى مسجد مصداقا لقوله تعالى “قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا”. كما ان الكهف يبعد مسافة معقولة من عمان بحيث يسهل على الفتية الاختفاء عن الطاغية وفي نفس الوقت يكونون بالقرب من المدينة لشراء حاجياتهم.

 ولعل اخر هذه الادلة اكتشاف احد ينابيع المياه الجافة التي جاء ذكرها على لسان الامام الواقدي في السنة الثالثة عشرة للهجرة، 637 ميلادية، والذي اشار الى ان جيشا مكونا من 7000 جندي خرج لنصرة الجيوش الاسلامية في معركة اليرموك فسار بهم قائدهم سعيد بن عامر وتاهوا في الصحراء وعندما وصلوا الى مكان اهل الكهف عرفوها من عين الماء هذه التي تم اكتشافها مؤخرا وما زال العمل جاريا لترميمها واعتمادها دليلا أخر يثبت ان هذا الموقع بالفعل هو موقع اهل الكهف.

وحول قصة اهل الكهف كما يراها علماء الآثار قال اسحق ان الاشارات والعلامات تشير الى ان الفتية الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم هم فتية مسيحيون هربوا من بطش احد اباطرة الرومان الذي امرهم بعبادة الآلهة الوثنية وتقديم القرابين لها، وقد يكون الامبراطور المقصود هو تراجان الذي حكم ما بين سنة 98 /117 ميلادي او دافيوس الذي حكم ما بين 249 / 251 ميلادي.
ولقي الفتيان اثناء هروبهم راعيا مسيحيا وكلبه واختفوا جميعا في كهف خارج مدينتهم حيث انامهم الله سبحانه لمدة ثلاثمائة وتسع سنين، وصحوا بعدها جياعا وهم يظنون انهم ناموا يوما او بعض يوم.
وطلبوا من احدهم النزول الى المدينة لابتياع الطعام حيث اثار الشكوك حوله عندما حاول شراء الطعام بنقود قديمة فاخذها الناس الى الحاكم الذي ادرك ان الفتية بعثوا للحياة مرة اخرى باعجوبة.
وتوجد بالاضافة الى المسجد في ساحة الكهف الامامية شجرة زيتون قديمة ومعصرة زيتون عند زاوية المسجد الجنوبية الغربية ولكن للاسف فان احد الدعاة قام منذ حوالي سبعين عاما بقطع هذه الشجرة لمنع ما كان يفعله الناس من تعبد وتقرب لهذه الشجرة ومخالفة ذلك للعقيدة الاسلامية وتعاليم الدين.

على بعد 7 كيلومترات من شرق العاصمة الأردنية عمّان، يقع كهف الرقيم، الذي تشير عدة دلائل تاريخية وجغرافية، إلى أنه الكهف الذي أوى إليه فتية الكهف المذكورون في القرآن الكريم، والذين عاشوا قبل نحو 2200 عام.

وأهل الكهف هم فتية من أشراف قومهم آمنوا بربهم ووحدوه، في عهد الملك الرومي دقيانوس الذي كان يعبد الأصنام في زمن انتشرت به رسالة سيدنا عيسى عليه الصّلاة والسّلام، فقرّروا الفرار من قومهم خشيةً على دينهم الذي اعتنقوه، وحدوا الله مُيضم الكهف 7 قبور في إحدى الجهات 4 والأخرى 3، وتم جمع العظام السبعة ووضعها في قبر واحد، إذ نام الفتية في هذا المكان، وكانت الشمس تدخل عليهم مرتين يومياً، من طاقة داخل الكهف وقت الشروق، ومن الباب الرئيسي وقت الغروب، وكان معهم كلب للحراسة وبقي على عتبة الباب، وبالتالي لم يدخل الكهف.خلّفين وراءهم قومهم الذين عبدوا الأصنام والأوثان.

لنتخذن عليهم مسجداً 

دلائل عديدة تقول إن الكهف ذاته هو الذي نام فيه أهل الكهف 309 أعوام إذ يوجد فوق الكهف مسجد ذكر في القرآن أيضاً، لا يزال قائماً إلى الآن، وهو أقدم مسجد في الأردن، ويوجد أيضاً آثار جبصين أبيض وهي من بقايا تحديثات تمت في زمن صلاح الدين الأيوبي، التي تعتبر آخر تجديد وتحديث للكهف.

هذا المبنى كان معبداً (كنيسة) ثم تحول إلى مسجد في العصر الإسلامي، وتم ترميم المسجد أكثر من مرة وفقاً لما هو مدون على الأحجار التي وجدت بداخله، وهي تشير إلى تجديد تم عام 117 هجرية ثم عام 277 هجرية، ثم أعيد التجديد مرة أخرى عام 900 هجرية مما يدل على اهتمام المسلمين الأوائل بهذا المسجد لإقناعهم بأنه المذكور في القرآن الكريم.

ويعتقد والله أعلم أن مغارة الكهف كانت ملاذاً للفتية حين دخلوها هاربين بأنفسهم، وفارين بدينهم من طغيان ديقيانوس، أثناء حكم الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني 408- 450م؛ أي في العصر البيزنطي بعدما انتشرت المسيحية في المنطقة وأصبحت الدين الرسمي للدولة الرومانية.

وعلى الرغم من اختلاف بعض التفاصيل بين الرواية المسيحية والأخرى الإسلامية حول فتية أهل الكهف، إلا أن هناك اتفاقاً على حدوثها من حيث المبدأ، واتفاقاً على أن الاضطهاد الذي تعرض له الفتية، هو ما تسبب بهروبهم من مدينتهم ولجوئهم إلى الكهف هرباً من الظلم، وطمعاً في عبادة الله.

https://www.youtube.com/watch?v=gLoaP7Vik2I

ذكرت الحادثة في الكتاب المقدس باسم “السبعة النائمين“، وتدور حول عدد من المؤمنين، آمنوا بعبادة الله الواحد، وتركوا عبادة الأوثان، خلال عهد الاضطهاد المسيحي، والفتية السبعة كما ورد في الوثائق المسيحية هم: مكسيميليانوس، أكساكوستوديانوس، يامبليكيوس، مرتينيانوس، ديونيسيوس، أنطونينوس، وقسطنطينوس، (أبو يوحنا).

الرواية الإسلامية بدورها، لم تختلف كثيراً مع نظيرتها المسيحية، سوى أنها لم تذكر عدد النائمين داخل الكهف، ذلك وفقا للنص القرآني بسورة الكهف: “سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (22)”.

جمجمة الكلب شاهد ودليل 

وفي المنطقة الواقعة بين القبوين اللذين يضمان القبور، تم العثور على جمجمة لكلب وبفكه ناب واحد وأربعة أضراس، ويوجد بالكهف دولاب زجاجي يحتوى على جمجمة الكلب إلى جانب بعض قطع من النقود التي كانوا يستعملونها ومجموعة من الأساور والخواتم والخرز وبعض الأواني الفخارية.

وبحسب الدراسات التي أجريت، فإن الكهوف الأخرى التي يقال إنها لأهل الكهف، لا ينطبق عليها آية طلوع الشمس وغروبهاوَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ“. 

وهو ما أكده الدكتور عبدالعزيز كامل الذي زار كهف الرقيم بالأردن مرتين وتأكد من انطباق حركة الشمس في طلوعها وغروبها وعلاقة أشعتها بالكهف، كما درس من قبل عدداً من الكهوف التي نسب إليها أهل الكهف وأهمها في أفسوس وطوروس واستبعادها لأنها ذات فتحات لا تتفق في سقوط الشمس عليها مع ما جاء في الآيات الكريمة.

ويقول محمد يوسف ابو عرقوب حارس الكهف منذ عشر سنوات ان عدد زوار الكهف يزداد خلال موسم الحج وخاصة القادمين من ماليزيا واندونيسيا وايران حيث يقضون ساعات فيه يتعبدون ويذكرون اسم الله وكثيرا ما يجهشون في البكاء ويطلبون المغفرة خلال دعائهم امام محاريب هذا الموقع المقدس.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى