آخر الأخبارتقارير وملفات

التعبئة العامة ام تجديد حالة الطوارئ

بقلم الباحث والمحلل السياسى

د.محمد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

في وطننا مصر المحروسة عندما يكون الحاكم طاغية أنجبت أم الدنيا فئران طغاة صغارا، فالضابط طاغية، والعسكري طاغية، والمخبر طاغية، والفلاح طاغية، والحلاق طاغية، وتحولت كل الوظائف إلى مهن للمستبدين فقط، ثم انتقلت إلى مرحلة التلصص، والتجسس، والتعاون، والبلاغ الأمني، ولم تسلم أي عائلة من متعاونين مع أجهزة الديكتاتور بالابلاغ أو بالصمت أو.. بالخوف.

في مصر بلد النيل العظيم إذا كان الطاغية يعشق بناء السجون، وذئبا في ملابس فأر أليف، وتبني الدولة في مقابل كل سجن جديد قصرا جديدا حتى تستمتع حرمه المصون من عذابات المسجون على البلاط في زنزانة تكفى فقط للوقوف فيها.

في اخطر ازمة تمر بها مصر تتمثل في تهديد مباشر لوجودها يسود الصمت في اروقة الحكومة ولدي القيادة السياسية الفاشلة ،تطورات ازمة سد النهضة ووصول المفاوضات الي طريق مسدود وعدم وجود رؤية لدي النظام للخروج من الازمة جعل الملايين يشعرون بخيبة الامل وضعف الدولة امام خطر قادم يهدد وجودها .
اين تصريحاته العنترية التي اطلقها منذ اسابيع والتي تمثلت في وضع خطوط حمراء لمن يقترب من حصة مصر الرسمية في مياة السد واخري لمن يريد ان يجرب فيجرب ؟

للاسف كلها كانت مجرد تنفيس لحالة الغضب لدي الشعب واستهلاك للوقت .
واليوم فؤجئت باعلان حالة الطورائ في نص نشر في الصحف ويتم تطبيقة من الساعات الاولي 

إنه يوم عيد لكل اللصوص في وادي النيل، ومن أراد أن يسرق أو ينهب أو يبيع أرضا مصرية أو يهرب آثارا، ، أو يغير الدستور، أو يغوص في مقعد مريح لمشاهدة أحمق وأجهل إعلاميين، أو ينتخب نوابا وشيوخا تم اختيارهم، بإيحاء من القصر، أو يفرط في النهر الخالد، أو يبصق في وجوه ملايين الحمقى الذين يظنون أن الجيش الوطني سيقوم بحماية تيران وصنافير.
كل الأيام أعياد في مصر لدى اللصوص والنصابين !

 

وجاء في القرار الذي نشرته الجريدة الرسمية المصرية أن تنفيذه بدأ اعتبارا من الواحدة من صباح الأحد الموافق 25 أبريل/نيسان.
كما جاء في الجريدة الرسمية أن القرار يأتي نظرا للظروف الأمنية والصحية الخطيرة التي تمر بها البلاد، حسب نص القرار.
وتضمن القرار أن تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ الأرواح، وفق ما جاء في الجريدة الرسمية.

هل هذا القرار لمواجهة كارثة سد النهضة ؟

ام ان هناك خطا في الاعلان فبدلا من اعلان “حالة التعبئة العامة” للقوات المسلحة للدفاع عن حقنا في مياة النيل ؟
اعدت قراءة الخبر مرات لم اجد سوي نفس الكلمات التي تكررت من قبل في اكثر من اثني عشر مرة اعلنت فيها حالة الطوارئ ، اذن النظام لا يعنية ما سيترتب علي نقص حصة مصر من المياة بل يخشي ان يتحرك الشعب للدفاع عن حقه في الوجود فيريد النظام تامين نفسه بتجديد حالة الطوارئ .

اما عن الحالة الصحية التي ادرجت في النص فماذا قدم النظام للمصابين بفيروس كورونا ؟
الالاف اصيبوا في صعيد مصر واستغاثات الاهالي لم تتوقف ولم تتحرك الدولة واكتفوا بتصريحات جوفاء بعيده عن الواقع وانكروا موت المئات من المصابين وشككوا في موت 485 طبيبا بسبب الفيروس واعلنوا ان عدد من مات من الاطباء 115 طبيبا فقط .
دولة تخلت عن دورها في حماية المجتمع وانفقت مليارات الشعب في حفل نقل المومياوات…
فأولويات النظام الان هي الهروب من الازمات التي تسبب فيها بسوء ادارته وغباءه الي العاصمة الادارية التي انفق فيها من كد وعرق هذا الشعب .

كلما أبلغهم عبد الفتاح السيسى أنه باع جزءا من مصر، أو فرط في تيران وصنافير، أو سيحرمهم من مياه النيل، أو اقترض حتى يثقل أولادهم وأحفادهم بالديون، أو حشر كل معارضيه في زنزانات ضيقة، أو أمر ببناء قصور واستراحات بأموال الشعب، أو ضيق عليهم معيشتهم، أو جعل الشرطة والجيش مذبحة يومية لحثالة من الإرهابيين، أو أرجعوا سبب فشله إلى ثوار 25 يناير الذين أنقذوا مصر من الطاغية مبارك؛ رقصوا فى الشوارع  وغنوا تسلم الأيادى وغمروا وجوههم في بوله وجهله وتخلفه، وزعموا أن السبب يرجع إلى الاستخبارات والأمن والقبضة الحديدية!

لقد فرط هذا النظام في حقوقنا واهان الشعب عندما اعلن رسميا بان لا حرب للدفاع عن شريان الحياة ، فما هو رد الشعب الذي اصبح ببن رحي الموت عطشا وجوعا او التشريد في بلاد العالم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى