آخر الأخبارتقارير وملفات

كلنا مذنبون

بقلم الخبير السياسى

دكتور محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس_فرنسا

18/06/2021

اذا تعلق الامر بحياة انسان في الغرب يهرع الجميع لانقاذه وبكافة الطرق والوسائل ، وعندما يكون هذا الانسان شخصية عامة يزداد الاهتمام ويتضاعف خاصة اذا كان يشغل منصبا هامة في الدولة ،
فهذا امر متعارف عليه في كافة دول العالم ، لكن في دولة اعتاد فيها الطغاة علي تجاوز كل الاعراف منذ عقود فصارت الامور ملتوية ولا يعرف احد متي وكيف تستقيم .

كلمة نائب رئيس المنظمة الدكتور محمد السيد رمضان وهى شهادة حق يقول ربك جل وعلا: وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ [البقرة:283] 

أما والله إن الظلمَ شؤمٌ

وما زالَ الظلوم هو الملوم إلى ديان يوم الدين نمضي

 وعند اللهِ تجتمعُ الخصوم ستعلم في المعاد إذا التقينا

 غدًا عندَ المليكِ مَنْ الظلوم 

في مصر ساد الظلم وانتشر الفساد وعم الخراب عقب انقلاب دموي قام به سفاح مصر فسحق الشرفاء وسجن الابرياء وقتل الاحرار من رافض الانقلاب في الشوارع والميادين دون ذنب اقترفوه ،فقط لانهم ارادوا العيش بحرية وكرامة كسائر شعوب العالم .

وامتدت يد الغادر الفاجر لتقضي علي الرئيس المنتخب في مشهد لا ينسي داخل قاعة الظلم وامام قاضي تجرد من الاخلاق وعرف باجرامه ،
سقط الرئيس وظل مغشيا عليه ولم يتحرك احد لانقاذه لانهم يعلمون انها النهاية فمن خطط لهذه الجريمة كان علي يقين بذلك .
ظننت ان الشعب سيخرج للمطالبة بحق الشهيد الذي سقط امام اعينهم وتخيلت ان نهاية الفاجر اوشكت بعد ارتكابه هذه الجريمة .. لكن لم يحدث شيء ولم يتحرك احد ولم يتم تشيع جثمان الرئيس في جنازة تليق به ، فقد تم دفنه سرا .

صمت العالم ولم يتحرك احد للمطالبة بتحقيق شفاف فيما حدث للرئيس واكتفي المعارضون بكلمات الرثاء وانتهي الامر .
وانتظرت رده فعل قوية علي الارض لكن للاسف ساد الهدوء في الشارع وعمت الفرحة في اعلام العار ولدي مؤيدي النظام ورقصت نساء الشوارع على نغمة تسلم الإيادى وهم اليوم يبكون دما .

ادركت بعد قليل اننا شاركنا في قتل الرئيس ! نعم عندما تخلينا عنه وتركناه وحيدا بين يدي الخونة ، كان لزاما علينا ان ندافع عنه حتي اخر رمق في حياتنا لان اختيارنا له كرئيس لم يكن عبثا فقد حملناه مسؤولية هذ الشعب ولم نوفر له الحماية لكي يتمكن من القيام بمسؤولياته ، تقاعسنا عندما راينا الكلاب الضالة تنهش في عرضه وتسيء اليه ليل نهار وصمتا علي جرائم الدولة العميقة من قطع للكهرباء واخفاء المشتقات البترولية واخفاء السلع من الاسواق ونشر الفوضي في الشارع ، كان لزاما علينا ان نتصدي لكل هاته الجرائم بحزم وكل حسب قدراته لكننا القينا بالتبعية علي الرئيس وحكومته اللذان يعملان دون ادني مساندة من اجهزة الدولة بل والتي كانت تفسد ما كان تصلحه الحكومة لتزداد نقمة الاغبياء والمغيبين علي الرئيس اكثر فاكثر ،

لم نتعلم الدرس مما حدث لهيجو تشافيز رئيس فينزويلا الذي تعرض لانقلاب عسكري مماثل ، لكن شعب فينزويلا الواعي ضرب اروع مثل في الدفاع عن الرئيس وتمسكوا بعودته واقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتي رضخ الانقلابين لمطالبهم واعادوه مره اخري الي منصبه بعد ايام قليلة .

خسارتنا فادحة

لقد من الله علينا برجل مؤمن يعرف الله حق المعرفة اراد ان ينهض بالأمة وان يكون لها مكان بين الامم ، سعي في دول العالم من شرقه الي غربه ليضع مصر في مكانها الصحيح اراد ان يكون الغذاء والدواء والسلاح من صنع ايدينا و الا نعتمد علي الاخرين لكي ننهض من كبوة العقود البائدة ،وبعد مضي اكثر من سبعة اعوام وعامين علي استشهاده ها نحن نري سوء الاحوال في شتئ مجالات الحياة .. انهيار اقتصادي وارتفاع في الديون الداخلية والخارجية اضعاف مضاعفة وانهيار في الخدمات وفشل في التعليم وانهيار المنظومة الصحية وتفريط في الارض وحقول الغاز شرق المتوسط والاكثر من ذلك تفريط النظام المجرم في حق الشعب المصري في مياة النيل ،

انه العقاب الإلهي الذي طال الجميع من شارك في الدماء واوغل فيها ومن صمت علي الظلم ومن ارتضي بالهوان والذل ،لا طريق للنجاة قبل التخلص من ابليس الذي يتسلل الى قصر الرئاسة ويجلس الرئيس على فخديه، أو يجلس مع اعضاء البرلمان، أو يهمس فى اذن القاضي، أو يصعد المنبر مع رجل الدين، أو يقوم بتدريب الإعلامي.
لا طريق للنجاة قبل أن تقتنع، وتؤمن إيمانا راسخا أن رئيس الدولة، وضابط الأمن، والقاضي، الشيخ الديني، والحكومة هم جاءوا لخدمتك، وليس العكس!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى