تحليل بقلم الخبير السياسى الإقتصادى
د.محمد السيد رمضان
نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”
قصة نجاح لا يمكن أن تمر دون الإشادة بها ، انه مونديال قطر الذي دارت حوله الشكوك والاتهامات ولاحقته الشائعات ، فمنذ ان تقدمت قطر بملفها الي الفيفا لتنظيم مونديال كاس العالم عام 2010 والجميع لم يتوقف عن الانتقاد فكيف لدولة صغيرة ان تنظم حدثا بهذا الحجم ؟
الحقيقة ان ملف قطر كان الأجدر بين باقي الملفات وما ذكر حينها تحقق علي ارض الواقع وأكثر.
لقد عمدت الحكومة القطرية منذ اليوم الأول بعد إسناد تنظيم كاس العالم 2022 علي العمل وبجدية غير مسبوقة، تم استقدام بيوت الخبرة في عمل الإنشاءات الاوليه للبنية التحتية التي تتيح للدولة استقبال الالف من دول العالم فشيدت الطرق والكباري وخطوط المياة والكهرباء بالإضافة الي انشاء خطوط مترو كهربائي ذاتي الحركة يربط بين المدن التي ستنشأ بها ا الملاعب كما تم بناء العديد من الفنادق والمنتجعات لتكون في خدمة ضيوف قطر من مشجعي الفرق ،
فعلي مدار أكثر من عشر سنوات والحكومة القطرية لم تتوقف عن تهيئة البلاد لهذا الحدث الضخم ، لكن المشككين وأصحاب النفوس المريضة لم يتوقفوا عن النقد الهدام وظلوا يننقدون.. تارة بأن الأجواء في قطر لا تتناسب مع حدث كبير مثل كاس العالم وتارة ان تكيف الملاعب سيكون بمثابة كارثة بيئية تضاف للتلوث الحاصل في عالمنا ، وبعد تفنيد كل هاته المزاعم انتقلوا الي مربع حقوق الإنسان… الا وهو ان العمال الذين شاركوا في البناء تعرضوا لظروف صعبه وقتل عدة آلاف منهم وأصيب ايضا عدد كبير .. وعندما طالبت الحكومة القطرية من أصحاب هاته الادعاءت ماهي مصادركم فادعوا انهم حصلوا عليها من أهالي العمال في بعض الدول الاسيوية !
الحقيقة الغائبة في هذه القضية ان الحقد علي دولة تمكنت بارادتها وباموالها من تنفيذ اكبر مشاريع رياضية وبني تحتية وباشادة رئيس اتحاد كرة القدم نفسه بأنه مونديال ناجح بامتياز وسيتحدث عنه العالم طويلا ،هذه الحقيقة اريد طمثها وتسليط الضوء علي اشياء للعلاقة لها بالحدث وهذا ما اريد له من بعض الدول ، فعلي سبيل المثال شنة حملة مقاطعة المونديال في فرنسا والمانيا وإنجلترا والعديد من الدول التي تدعي حرية الرأي،
لكن مع تجلي الموقف الحقيقي لهذه الحملة تبين انهم يدعمون المثلية الجنسية والتي رفضت قطر آن ترفع شعارتهم في المونديال والخروج لها ، فقط دولة مسلمة عربية لها خصوصيتها ولن تسمح بمثل هاته السخافات ،
وشددت علي ذلك في أكثر من مناسبة علي لسان وزير خارجيتها،
وبالفعل حاولت بعض الدول حمل إشارة المثلين لكن الفيفا اصدر قرارا بمعاقبة اي فريق لا يمتثل للتعليمات.
انطلقت المسابقة وتالقت الفرق العربية واحتشدت الجماهير خلف فرقها وتحولت قطر بميدينها وشوارعها الي مهرجان ضخم يقدم فيه كل ما يخطر ببال الزائرين ،
مونديال العرب
وبعد انتهاء الدور الأول من البطولة وخروج دولتي قطر وتونس من المسابقة تجمع العرب خلف ممثلهم الوحيد المغرب .. والذي اثبت عن جدارة واستحقاق انه فريق كبير ولديه القدرة علي تحطيم الأرقام وصنع تاريخ يليق به والعرب في أكبر بطولة عالمية، نجح المغرب في إقصاء أسبانيا وتأهل الي دور الثمانية و نامل أن يكمل المسيرة لتظل البهجة واللحمة العربية في مونديال العرب مونديال قطر .
الإيجابيات تطغي علي الخلافات
ما اسعدني في هذا المونديال هو الحضور الكبير للجاليات العربية وحرصها علي تقديم صورة مشرفة للعرب والمسلمين واحياء القضية الفلسطينية عبر حمل اعلام وشارات فلسطين الحبيبة ، وقد حاول اعلام الصهاينة اختراق هذا المونديال عبر إجراء بعد الاحاديث مع الجماهير العربية لكن الصدمة كانت قوية … رفض تام للتواجد الاعلامي لهذا الكيان الغاصب وهذا ما دعي احد صحفيه بأن الشعوب العربية ترفض التطبيع علي عكس بعض الحكام العرب ،
ومما أثلج صدري ايضا فرحة الأخوة الجزائرين بفوز الاشقاء المغاربة واعتبار هذا الفوز هو فوز للعرب جميعا، هذا الشعور الأخوي الطبيعي نحي الكثير من الخلافات بين البلدين جانبا فالشعوب تطوق للفرحة وترغب في التواصل مع بعضها البعض بعيدا عن المناكفات السياسية لقيادات الدول ،
لقد اثبت مونديال قطر آن العرب قادرون علي فعل الكثير اذا توافرت لهم الاراده وان الشعوب العربية لديها
رغبه في التقارب والتواصل فيمابينها ا بعيدا عما يحدث في دهاليز السياسة.
مرة اخري احيي دولة قطر علي هذا التنظيم الرائع والصمود أمام هجمة المشككين والمتربصين.
