آخر الأخبارتحليلات

كأس العالم الكروي وعالم بلا ضمير ولا أخلاق

بقلم الناقد الرياضى

أحمد شكرى

الأمين العام المساعد لمنظمة “إعلاميون حول العالم”

الإنسان هو لحم ودم ، وأحاسيس ومشاعر ؛ وهو متأثر بالنعم والخير من ناحية ، وبالضر والشر من ناحية أخرى .

وقد تختلط المشاعر والأحاسيس ما بين يأس ناتچ عن ابتلاء يمر به المرء ؛ وبين فرحة تمر عابرة ذلك الإبتلاء …

وتلك ” في نظري ونظرتي ” لأمور العالم ؛ هي الصورة التي أراها فيما يحدث الآن فيما تتابعه الآن الملايين “إن لم يكونوا مليارات” المشاهدين والحاضرين والمتابعين لكأس العالم لكرة القدم الذي أعدت له ونظمته دولة قطر العربية …

لا يخفى على الغالبية من العشاق أن كرة القدم ( اللعبة الشعبية الرياضية الچماعية المليئة بالمهارات والفن ؛ وروح الجماعة والتخطيط ؛ ثم الندية وچمع ثمار التدريب والإعداد والعزيمة والإصرار على الوصول لطعم النصر ؛ الخ … ) لم يعد لها هذه الشهرة ولا هذا السبق رغم تربعها على عرش الألعاب الأخرى ؛ وذلك من ناحية عدد المشاهدين أو المتابعين ( إن لم تكن بين الصدارة ) ؛ ورغم الطفرة التي أحدثتها تلك اللعبة والملايين التي تدفع لشراء لاعبي كرة القدم …

ذلك لأنها وقعت ( بصورة أكبر من الماضي ) في براثين رچال السياسة وسماسرة الرياضة ورچال الأعمال على اختلاف سلوكهم بين غالبية فاسدة ؛ وأقلية تابعة ” كل لسياسة بلده “.

وأنا أتفق إلى حد ما ؛ مع القارئ إذا قال لي أن هذه اللعبة منذ نشأتها وهي مبنية على أشلاء چمم كان يلعب بها المستعمرون أثناء غزواتهم الأولى ، وأنها لعبة تتسم بالعنف أكثر من أي شئ آخر ، وأنها إلهاء للشعوب على حساب وعيهم السياسي والاجتماعي ؛ وغير ذلك من سلبيات قد تصطحبها …

ولكنها في نفس الوقت للبعض الآخر رياضة بدنية فيها روح الجماعة ويتمتع بلعبها ومشاهدتها الملايين والملايين من هواتها وعشاقها

أعود مذكرا أننا في عالم مليئ بالتناقض ( ما بين خير وشر ) ، ومليئ بالتخفي وراء شعارات الإنسانية والمحبة والمساواة بين الشعوب ، ويظهر ذلك چليا أكثر من أي وقت في معاداة وتناحر دول عربية لبلد عربي ( رسيت عليه القرعة ) لتنظيم بطولة كأس العالم لعامنا ألفين واثنين وعشرين هذا ؛ فمنذ سنوات وهم يبدون بغضاء ألسنتهم وأفواههم بل وقلوبهم ؛ وكأن لو كانت قطر العدو اللدود لهم ؛ ولا أكرر ما صدر منهم من فظاعات بل وافتراءات وحقد ضد هذا البلد الصغير الذي لاتتعدى مساحته ولا عدد سكانه حيا واحداً من بعض هؤلاء الدول التي أنا غني عن ذكرها في مقامنا هذا …

وعلى الچانب الآخر من تناقضات عالمنا المعاصر ؛ ذلك الجانب الذي يمكننا تسميته المشرق ” خاصة للبعض الآخر من الملايين الذين يرون” أن كرة القدم تستحق أن يصرف من أچلها المليارات ؛ وأن يسخر لأچلها اللاعبين والعمال ( إن صحت روايات البعض عن موت أچانب من قسوة حر وظروف بناء وتهيئة الملاعب والبنية التحتية ) من إچل استضافة تلك البطولة …

ولا يخفى على أحد أنه ( وعلى الأقل ) من باب مثل ” رب ضارة نافعة ” ؛ من الچوانب المشرقة لهذه البطولة أنها تحسن بل قد حسنت من صورة قطر وشعبها أمام العالم ، وخاصة أنها حسنت صورة العرب والإسلام المفترى عليه خاصة من الغرب الحاقد أو الشرق الملحد ؛ ذلك بعدما خالطت شعوب العالم عن قرب أخلاق وسلوك وعادات هؤلاء الناس المغضوب عليهم ” والذين يعيش غالبيتهم في بؤس واستبداد حكامهم وظلم أغنياء وأقوياء الكرة الأرضية “

وختاماً ” وللقصة بقية ” ؛ فإن الفريق الوطني لدولة المغرب الشقيق قد أسعد الملايين من العرب ومسلمي العالم ؛ ورد اعتبار تلك الشعوب المنسية والمحكوم عليها ظلما وعدوانا بالبؤس والشقاء ، والمتهمة بكل أشكال التخلف بل وبالإرهاب …

ودخل بذلك ( إن صح التعبير ) الفريق المغربي التاريخ وسچل صفحة چديدة ؛ وقلب المعادلة الخاطئة العنصرية المتحيزة للغرب خاصة …

ولنكن متفائلون ؛ ولنقل لعلها خطوة في طريق المساواة بين الشعوب ، ولنقل بأعلى أصواتنا ونحن نهنئ أسود المغرب والأطلس ” كما يطلق عليهم “ : شكرا لكم لقد أسعدتم الملايين من الحزانا والفقراء والمحرومين ، والأشقياء والمعذبين في الأرض ؛ بفوزكم هذا ووصولكم لما يسمى بالمربع الذهبي في عالم الرياضة وكرة القدم …

وفي انتظار تحقيق المزيد في مرحلتين قادمتين تسميان ” بالدور قبل النهائي ونهائي كأس العالم ‘ لكرة القدم ‘ ، يأمل الكثيرون عبر العالم رافعين أكفهم إلى السماء ؛ أن يكون ( النصر ) والفوز بكاس العالم من نصيب الأسود ؛ لا المستعمرين ولا غيرهم ممن قد يكونوا غاصبين أو غير ذلك …

وكذلك سيست تلك اللعبة وغيرها ؛ للدرچة التي بها استغل الحاقدون المناخ السائد في ظلها لإطلاق الشائعات التي ترددت لحد لا يوصف في مقالي هذا …

ولأعود لتساؤلي وتساؤل الكثيرون : هل يحتاچ عالمنا لمثل هذه التظاهرات المكلفة ؟ ( والمفرحة للعامة في نفس الوقت ) ؟ ، أم أننا نحتاچ إلى صرف تلك المبالغ الطائلة لسد چوع “ورمق ” الچوعى والمحرومين ؟ ، ولأولويات أساسية لسد الهوة العميقة والفروق المتباعدة بين الغني والفقير ؟ ؛ وبين الچاهل والمتعلم ، وبين الظالم والمظلوم ؟؟ أم أننا مضطرون أو محتاچون للأمرين معا ؟ ؛ وهذا ديدن العالم المعاصر الذي نعيش فيه ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى