آخر الأخباراقتصاد

بايدن تناسى وعوده عن عقاب طاغية مصر وتحول لدعمه والعقوبة الأخيرة مسرحية

Biden lügt, um Stimmen zu gewinnen

تقرير إعداد رئيس التحرير

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

Biden vergaß seine Versprechen, den Tyrannen von Ägypten zu bestrafen, und wandte sich ihm zu, um ihn zu unterstützen, und die letzte Bestrafung ist ein Theaterstück

في زمن الحرب يصبح الصدق شيئًا ثمينًا، لا بد أن يُحاط بسياج من الأكاذيب”، مقولةٌ أوردها أستاذ العلوم السياسية الأمريكي “جون ميرشايمر” على لسان رئيس الوزراء البريطاني الراحل “ونستون تشرشل” في كتابه “لماذا يكذب القادة؟ حقيقة الكذب في العلاقات الدولية.

لا تختلف مقولة “تشرشل” كثيرًا عما ذهب إليه الفيلسوف والسياسي الإيطالي “مكيافيلي” من أن “الغاية تبرر الوسيلة”، كما أنها لا تختلف عما شهده تاريخ بعض رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية من قصص الكذب، والتي بات بعضها أشهر من قصص “ألف ليلة وليلة”.

Biden lügt, um Stimmen zu gewinnen

أكاذيب بايدن لكسب أصوات الناخبين

بعض تلك الأكاذيب جاء بسبب بحثهم عن كسب أصوات الناخبين من خلال التنصت على حملات منافسيهم، كما هو الحال بالنسبة للفضيحة الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية “ووتر جيت”، التي أطاحت بالرئيس الأمريكي الأسبق “ريتشارد نيكسون” من كرسي البيت الأبيض، بعدما نفى إعطاءه أوامر لعناصر أمنية باقتحام مقر “حملة اللجنة الوطنية الديمقراطية”، ومع تواصل التحقيقات تبيَّن سقوط “نيكسون” في سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب، ما اضطره إلى التنحِّي عن منصبه عام 1974.

وفي هذا السياق وفي مقال له بموقع صحيفة “بلومبيرغ” قال المعلق بوبي غوش، إن الرئيس بايدن لم يتشدد بشكل قوي مع مصر.وتابع في مقاله “يبدو أن بايدن وصل إلى البيت الأبيض منذ وقت طويل حيث وعد بالدفاع عن الديمقراطية الكاذبة وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

بايدن وعقوبات مصر

وبعد أقل من شهر بعدما رمى بالديمقراطية الأفغانية للذئاب لم يقدم الرئيس سوى مظهرا للحفاظ على حقوق الإنسان في مصر” فقد قررت إدارة بايدن بأن تقدم لحكومة الجنرال عبد الفتاح السيسي أكثر من نصف الـ 300 مليون دولار للمساعدة الأمريكية التي علقها في السابق الكونغرس بسبب السجل الرهيب للحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان.

السياسة الأمريكية نحو مصر ” مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل أهم من حقوق الإنسان مليون مرة”

ورغم محاولة المسؤولين الذين اطلعوا الصحافيين بشكل خاص تدوير إعفاء بلينكن بأنها تحسين على سياسة الإدارة السابقة والتي قامت بالإفراج وبشكل روتيني عن الـ 300 مليون دولار. وبناء على هذا السرد فإن الرئيس بايدن هو أول رئيس أمريكي يعاقب السيسي، وحجب 130 مليون دولار نظرا لأنه فشل في تحسين سجله في حقوق الإنسان.

ولكن بايدن يقوم في أحسن حالاته بصفع السيسي بمعكرونة مبتلة (يربت على يديه). فالمبلغ الذي تم حجبه لا يساوي إلا نسبة 10% من 1.3 مليار دولار التي تقدمها الولايات المتحدة كمساعدات سنوية لمصر. وتمثل نسبة صغيرة جدا مما تتلقاه مصر من منظمات حقوقية ترى أن قرار الإدارة “يعطي رخصة للحكومة المصرية مواصلة ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة دون أي خوف من العواقب”.

ولم يعجب قرار بايدن منظمات حقوق الإنسان التي سارعت بوصفه بأنه “خيانة لالتزامه تجاه حقوق الإنسان وحكم القانون”.

انتهاك حقوق الانسان في مصر

وفي بيان مشترك وقعت عليه 19 منظمة يوم الثلاثاء من بينها “هيومن رايتس ووتش” و”أمنستي انترناشونال” قالت فيه إن قرار الإدارة “يعطي رخصة للحكومة المصرية مواصلة ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة دون أي خوف من العواقب”.

وكانت هناك انتقادات من داخل حزب بايدن حيث وصف السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي الذي لاحظ تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر خلال العامين الماضيين الخطوة بأنه “تطبيق فاتر للقانون” وحذر من استفادة الديكتاتوريين الآخرين من هذا.

ولن يعجب حجب جزء من المساعدات أي أحد لكنه لن يزعج كثيرا السيسي الذي سيتجاهل المبلغ الصغير. ظل الدعم الأمريكي لمصر وعلى مدى العقود الماضية ثابتا ومن النادر أن تصل إلى ملياري دولار في العام. لكن المبلغ أصبح صغيرا منذ انقلاب السيسي عام 2013، بسبب الدعم المالي الكبير الذي يحصل عليه من دول الخليج وتحديدا السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأدى نمو الاقتصاد المصري إلى تقليل أهمية الدعم الأمريكي غير العسكري للقاهرة.

ونفس الأمر يصدق على الدعم العسكري الأمريكي الذي يعني استخدام المساعدات لشراء إمدادات عسكرية أمريكية. ففي الوقت الذي صعدت فيه مصر السيسي سلم الدول المستوردة للسلاح في العالم، وهي الآن في المرتبة الثالثة بعد الهند والسعودية، إلا أنها قللت من اعتمادها على المصادر الأمريكية.

وبحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الذي يرصد نفقات السلاح ولديه بيانات عن كل الدول تقريبا، فمصر باتت تعتمد في مصادر السلاح على روسيا وفرنسا، حيث تشكل نسبة 41% و28% على التوالي أما نسبة الأسلحة المستوردة من أمريكا فهي 8.7%. ولكي يكون لدى إدارة بايدن فرصة للتأثير على وضع حقوق الإنسان في مصر فعليها في الحد الأدنى حجب جزء كبير من المساعدة العسكرية.

إحنا فقراء قوى “جوعوا تصحوا”

مساعدات دولية معظمها تأتي من دول الخليج.

وبينما يزور “عبد الفتاح السيسي” واشنطن لحضور قمة القادة الأفارقة مع الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، أتذكر رحلتي الأخيرة إلى القاهرة خلال مؤتمر المناخ الشهر الماضي عندما ظلت كلمات “جان جاك روسو” قائمة في ذهني: “ولد الإنسان حرا، وفي كل مكان، هو الآن يرسف في الأغلال“.

وبالرغم أن رؤية “روسو” للدولة الحديثة قد لا تكون دقيقة، إلا أن تصويره للرجال والنساء المقيدين بالسلاسل من قبل شكل من أشكال الحكم الذي لم يوافقوا عليه كانت مناسبة؛ فلا يقتصر الأمر على وجود عشرات الآلاف من السجناء السياسيين في مصر، بل تمتد قيود الدولة إلى ما هو أبعد من أولئك المعتقلين جسديًا، فهناك أعداد كبيرة تعاني من حظر السفر، وغير قادرين على رؤية أفراد أسرتهم في الخارج، أو متابعة الفرص المهنية أو التعليمية، أو الهروب من مصر قبل أن يتم احتجازهم.

لكني تجولت في القاهرة بحرية غير مثقل بالخوف الذي تعلمت من زملائي من ناشطي حقوق الإنسان كيف يتعايشون معه. وبدأت رحلتي من شرم الشيخ، حيث خاطر المدافعون الشجعان عن حقوق الإنسان بتحدي الحكومة المصرية من خلال التحدث علنًا عن قمع الدولة والدعوة إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين – ومن أبرزهم “علاء عبد الفتاح”، الذي كان في إضراب جزئي عن الطعام لأكثر من 200 يوم وتوقف عن شرب الماء مع بداية قمة المناخ.

ولفتت محنة “عبدالفتاح” الانتباه في جميع أنحاء العالم، ودعا المستشار الألماني “أولاف شولز” إلى إطلاق سراحه، وتوالت الدعوات من قبل المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان “فولكر تورك” وآخرين لا حصر لهم، وقاطعت الناشطة المناخية البارزة “غريتا ثونبرج” المؤتمر.

وقبل المؤتمر، حث المشرعون الأمريكيون الرئيس “بايدن” على “الضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن النشطاء”. وقد خطف سجل مصر السيئ في مجال حقوق الإنسان الأضواء مع وصول “بايدن” إلى شرم الشيخ.

ومع ذلك، ظل “بايدن” صامتا، لكن لغة جسده كانت تتحدث عن مجلدات، حيث تم تصويره وهو يتحدث بمرح مع “السيسي”، حيث أثنى على استضافته للقمة. وبدت رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” ودودة في الصور التي أظهرت أنها تمسك بذراع “السيسي”، ورأسها مائل تجاهه مثل تلاميذ المدارس.

ولم يشر خطاب “بايدن” إلى البيئة السياسية في مصر، ولم يقر بأن مصر احتجزت مدافعين عن حقوق البيئة ومنعت آخرين من السفر. وبدلاً من ذلك، أعلن عن حزمة تمويل مشتركة بين الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي بقيمة 500 مليون دولار لمساعدة مصر على خفض الانبعاثات الكربونية.

وعندما غادر “بايدن” مصر، قال مستشار الأمن القومي “جيك سوليفان” للصحفيين إن الرئيس الأمريكي وجه فريقه للعمل على قضايا بعض السجناء السياسيين بشكل فردي. وقال “سوليفان”: “هناك حاجة إلى حل هذه القضايا دبلوماسياً بدلا من الضغط العام”.

وقد رددت هذه الكلمات المزاعم التي سمعتها من بعض المصريين المرتبطين بالحكومة – أن الضغط العلني على قضية “علاء” عرّضت الأسرة و”علاء” نفسه للخطر.

وبصفتي ناشطة في مجال حقوق الإنسان، سمعت كلمات مماثلة من الحكومات الاستبدادية في جميع أنحاء العالم. ونادرًا ما يؤدي الصمت، حسب تجربتي، إلى العدالة.

وبحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى القاهرة، كان تأثير الزيارة الأمريكية واضحًا بالفعل. ففي الأسابيع التي سبقت قمة مؤتمر المناخ، كان “السيسي” خائفًا، كما أخبرني الناس، ودفاعيًا لدرجة أنه أطلق حملة قمع جديدة في الأيام التي سبقت القمة وحتى أثناءها، حيث سجن أو أخفى أكثر من 800 شخص.

ولم تكن الزيارة الدافئة للولايات المتحدة هي أول مبادرة ودية. في يونيو/حزيران، التقى “بايدن” مع “السيسي” على هامش رحلته إلى السعودية لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي، بعد فترة قصيرة من قبضته الشهيرة مع ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”.

وبالرغم أن البيت الأبيض قال إن الاجتماعات تضمنت مناقشة قضايا حقوق الإنسان، إلا أنها لم تؤد سوى لتغيير طفيف. وأصر كل من البيت الأبيض ومكتب “بيلوسي” على أن مخاوف حقوق الإنسان قد أثيرت مع “السيسي” على انفراد؛ وسيحدد الوقت ما إذا كان لها أي تأثير. ولكن حتى لو تم إطلاق سراح عشرات أو حتى مئات السجناء السياسيين في الأسابيع المقبلة، فقد حدثت أضرار جسيمة.

وإذا كان “بايدن” جادًا في التركيز على حقوق الإنسان، فلا ينبغي أن يجتمع مع “السيسي” في واشنطن هذا الأسبوع ما لم يتلق أولاً التزامات ملموسة بشأن حقوق الإنسان، بما في ذلك إطلاق سراح مئات السجناء المحتجزين في الأيام التي سبقت قمة المناخ وخلالها.

ومع وجود عامين آخرين في المنصب، يحتاج “بايدن” إلى إعادة ضبط نهجه تجاه منتهكي حقوق الإنسان، بنهج يركز على الضحايا والمجتمع المدني، وليس المنتهكين.

وبدلاً من دعم المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، عرّضتهم الولايات المتحدة لخطر أكبر. وبدلاً من استغلال قمة المناخ من أجل حماية الكوكب وتعزيز الديمقراطية، قدم “بايدن” هدية بقيمة 500 مليون دولار إلى حاكم مستبد. لقد غادرت القاهرة وعدت إلى واشنطن مع الهدايا التذكارية وصور الأهرامات وشعور عميق بخيبة الأمل.

**لقراءة النص الأصلي 

Biden needs to confront el-Sisi on human rights

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى