آخر الأخبارتراند

هجرة غير النظامية بين علاج العرض واستاصال المرض

من روائع نائب رئيس المنظمة ورئيس التحرير

د. محمد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

اجتماع روما للدول الأوروبية مع الدول المصدرة للمهاجرين عبر المتوسط يبحث في كيفية إنهاء هاته الهجرة وبأي ثمن ، صفقات تعقد مع الحكومات للحد من الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا علي أوروبا وخاصة الدول المتشاطئة معها تونس مصر ليبيا الجزائر والمغرب والتي تعتبر منطلقا لرحلات غير شرعية باتجاه كل من ايطاليا واليونان وإسبانيا

وافق مسؤولو دول مطلة على البحر الأبيض المتوسط ​​وأخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا الأحد الماضي على عدة إجراءات ترمي إلى إبطاء وتيرة الهجرة غير النظامية ومعالجة بعض المشاكل التي تدفع المهاجرين إلى الخروج من بلادهم ومحاولة الوصول إلى أوروبا.

وخلال المؤتمر الذي احتضنته العاصمة الإيطالية روما وافق المشاركون الذين يمثلون أكثر من 20 دولة على توفير التمويل اللازم لدعم مشاريع التنمية… فيما أطلقت عليه ميلوني اسم “عملية روما” التي ستستمر لعدة سنوات. كما رحبت ميلوني بالتعهد الذي أعلنته الإمارات بتقديم 100 مليون دولار وقالت إن الخطوة التالية هي تنظيم مؤتمر للمانحين.

وضعت حوافز مادية للحكومات التي تحد من هجرة مواطنيها بطرق غير شرعية  مثل تونس التى ابرمت اتفاقية مع عدة دول حتي البعيدة عن المتوسط.. هولاندا علي سبيل المثال لكنها تأتي في إطار إعادة توطين من يصلون إليها بعد عبورههم المتوسط كذلك فعلت الجزائر ومصر ..
اما ليبيا فهي دولة عبور وليست مصدرة للهجرة فعقدت اتفاقية لحماية حدودها وتشديد الرقابة علي موانيها واراضيها لمنع وصول الالاف ممن يعبرون الحدود للاتجاه الي اوروبا
للأسف كل هاته الاتفاقيات والمؤتمرات تبحث عن علاج الظاهرة اي العرض ولم تتطرق لعلاج اسباب الازمة اي المرض!

ان الدول المصدرة للهجرة جنوب المتوسط تعاني أزمات طاحنة اقتصاديا واجتماعيا وفشل علي كافة المستويات ولم يتطرق احد الي اسباب كل هاته الأزمات… فالانظمة التي تحكم هاته البلاد وصلت الي سدة الحكم بطرق غير شرعيةعبر انقلابات ادت الي مصادرة الحريات ووئد الديمقراطية كما حدث في مصر وتونس علي سبيل المثال .. ففي مصر النموذج الصارخ لهذه الازمة ، لقد قامت ثورة إزاحة نظام استمر ثلاث عقود ادي الي تجريف الحياة السياسية واوجد طبقة من المنافقين والمتفعين حول النظام، فبددت ثروات البلاد وانتشر الفساد والفقر في ربوعها وبعد التخلص منه في 25 يناير 2011 اعيد الامل للشعب في استرداد حقه والتعبير عن رأيه في اختيار من يحكمه, وحدث ان اتي الشعب بأول رئيس منتخب للمرة الاولي في تاريخ البلاد وكان هذا حدث جلل اهتزت له المنطقة والعالم … مصر أصبحت ذات اراده حرة وكبرت الآمال وعاد الالاف ممن كانوا خارج البلاد للعمل ومد يد العون للنهوض من جديد لكن المتربصين بنا كانوا علي بينه بأن قيامة مصر من كبوتها سيكون خطرا علي كيانتنهم الهشة فتامروا علي التجربة الديمقراطية الوليدة وانفقوا المليارات لاعادة النظام البائد من جديد وبحله عسكرية في انقلاب دموي في يوليو 2013 لم يعرف له مثيل من قبل … فكانت النتيجة العودة الي الخلف عشرات السنين وانهارت الآمال وتحطمت الاحلام بوطن حر وأصبح الفساد قرينا للاستبداد ومرت سنوات والتدهور مستمر الي ان فقد الشباب القدرة علي الاستمرار فمنهم من أقدم علي الانتحار ومنهم من قرر الرحيل الي بلاد اخري اما من لم يمتلك القدرة المادية فلجا الي ركوب البحر فهو هنا ميت وقد يكون البحر ارحم من نظام مجرم استحل كل شئ.

لقد شاركت الدول الغربية في هاته الجريمة التي وقعت في مصر ..

فهم من رحبوا بهذا النظام وفتحوا له الأبواب وعقدوا معه الصفقات وكلها تأتي تحت مسمي المصالح … فخزائنهم تمتلئ بأمولنا وهذا يسعدهم ويحقق الرفاهية لشعوبهم وتزيد من الاعباء علي بلادنا وتدمر اقتصادنا وتفقر أهلنا لكن هذه النتيجة لا تعنيهم في شيء وعندما بدأ طوفان الهجرة غير الشرعية يغزو بلادهم انتفضوا يبحثون عن حلول عاجلة وظنوا ان الحلول الأمنية وتشديد الرقابة علي الحدود هو الحل او رشوة الانظمة الدكتاتورية ببضع ملايين من الدولارات هو السبيل !

للأسف هاته حلول موقته ولن تحل الازمة فهم من صنعوها ولا زالوا يطيلوا في عمرها.
فالحل أمامكم لا يكلفكم سوي الوقوف بجانب الشعوب وان تعترفوا بحقها في اختيار من يمثلها وليس من يقهرها ويستنزف ثرواتها لحسابكم.

ان التاريخ لن يرحمكم لانكم كنتم عونا للمجرمين القتلة في بلادنا وكنتم ظهيرا لهم ضد ارادة الشعوب .

لقد حرصت انا واصدقائي ان اوصل لكم رسائل خطية في مايو عام 2014من خلال سفاراتكم بفرنسا واكدت ان ما حدث في مصر من انقلاب عسكري سيكون له آثار سلبية عليكم لانكم لم تقفوا مع ارادة الشعب ولم تدينوا الانقلاب وصمت الكثير منكم علي الجرائم التي ارتكبها السفاح وعصابته وها نحن بعد مرور عشرة سنوات علي هاته الكارثة تصرخون وتستغيثون فهل كنا صادقين فيما حذرناكم من وقوعه ام كنا مدلسين ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى