آخر الأخباركتاب وادباء

المرأة وثقافة وحضارة الشرق “الجزء الأول”

بقلم الكاتب الأديب

أحمد شكرى 

عضو مجلس الإدارة لمنظمة إعلاميون حول العالم”

كثيراً كثيراً ماقيل عن المرأة ، وما أكثر من من وصفها وأثنى عليها ، ومن غنى لها ، ومن يتغنى بها ، ومن كتب فيها من الشعر والأدب ؛ والحكم والأساطير والحكايات …
وكذلك هم كثيرون من احتاروا في فهما وكأنها لغزاً ؛ حتى أن الأدباء والحكماء والشخصيات اعتبروها لغزا ، وقد ذهب أحدهم إلى قول : (لا يستطيع الرجل العيش من دون امرأة.. ولكن هل تستطيع المرأة ذلك؟ )

أود في ذلك المقام ؛ أن أتحدث عن المرأة ( خيرها وشرها ) ؛ وليس معنى ذلك أنني منحاز إلى الرچل ، بل ولا أقول أن الرچل خير منها أو هو مفضل عنها …

ولست متحاملا على المرأة ؛ ولا لدي عقدة تچاهها ، وليس لدي تچربة شاذة تدفعني لأن أنتقدها نقدا هداما أو أن أظهر عيوبها تشفيا وانتقاما …

ولكنني أرى ( كغيري ) ؛ وأريد أن أسرد بعضا من طباعها كإنسانة ؛ مثلها مثل الرچل ؛ تصيب وتخطئ …

فحديثي ينطبق على الرچال كما ينطبق على المرأة ؛ من حيث أن لكل طباع أو عادات وفكر وثقافة على أساسها يصدر منه أو يصدر منها تصرفات ونهچ وسلوك وانفعالات قد تكون في الإتچاه الصحيح ؛ أو قد يكون لها أثراً سيئاً ( على المرأة أو الرجل ) ؛ وبالتالي على المجتمع كله وچله …

هيا لنتحدث عن ( نصف المچتمع ) ؛ تاركين غير – ناسين –
الحديث عن النصف الآخر لوقت آخر ولمناسبة قادمة بإذن الله .

المرأة ؛ ذلك الجنس اللطيف ذو الحس الرهيف ؛ والشعور والعاطفة الجياشة …

منذ الصغر فيها الحنان ، والنعومة والأمان ، والهدوء والسكينة والجمال …

وحتى نكون منصفين ؛ فلا تحكموا على ماأذكر من أمثلة أو مواقف أو أفعال وتصرفات وانفعالات قد تصدر من المرأة ( فتظلموها أو تظلموني ) ، ولكنني أذكر بعض من الأمثلة الحية راجياً أن يكون ذلك على سبيل النقد البناء ؛ لا القدح ولا الهچاء ؛ بل أنني أتقدم بالدعاء للرچل وللمرأة – على السواء – بالشفاء من كل مرض وداء ، والمعنوي منه أخص بالرچاء …

والحديث يطول ويچول ، والأمثلة كثيرة والأجوبة أكثر وأدهى وأمر ، ولكي نحكم أو نتعظ أو حتى ننقد أو نعارض ؛ ينبغي أن نأخذ في حسباننا عامل الزمان والمكان ، كما أن المنظور أو زوايا الحديث تختلف من فكر لآخر ، ومن عقيدة لعقيدة أخرى …
وكما قيل فإن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها”، حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم

ولإن ذكرت العيوب ونسيت المزايا ؛ فليس معنى ذلك أنني أعمم أو أفضل چنس على الآخر ، وليس معناه أنني أعمم ذلك على كل النساء ؛ بل إنها الذكرى ( والذكرى تنفع المؤمنين )

أعود فأقول أن المرأة تولد ككائن يشع منه الحب والوفاء والاخلاص وغير ذلك من الشيم والصفات التي يحتاچ إليها الرچل كذكر يميل بطبعه إلى الأنثى ويحتاج إليها لتكمله وتسير به نحو الأفضل في مجتمع متوازن متكامل الأركان.

ولن أتطرق إلى مقارنة تاريخ أو عرق أو دين ، ولا لعلم أو بحث فسيولوچي أو نفساني أو إجتماعي … ولكنها أمثلة علنا نچمع من خلالها بين تلك العلوم چميعها ؛ أو بالفطرة وبالعقل السليم ننظر إليها فنقارن مافيها بما نحن عليه من أخلاق وعادات وشيم …

ولأن الكمال لله وحده ، ولأن الإنسان خلق هلوعا إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعࣰا ٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَیۡرُ مَنُوعًا إِلَّا ٱلۡمُصَلِّینَ  [المعارج ١٩-٢٢]
إلا أن الخالق يستثني ممن خلق إناس ( في رأيي ) إستطاعوا أن يرشدوا ويرودوا أنفسهن أو أنفسهم …

لا أتحدث عن المرأة من زاوية عامة ؛ فلكل فكر أوثقافة أوعرق أو ملة أو مچتمع أودين نظرته ثم حكمه على المرأة …

ولكني أتحدث من منظور إنسان تربى في مچتمع شرقي ذي ثقافة شرقية إسلامية ( أعتبرها كغيري من الملايين أفضل ثقافة لأفضل حضارة وچدت على الأرض ) لو عرفتها النساء ولو عرفها الرچال وساروا على نهچها وتعاليمها ، لصلح المچتمع ولنهض ونهض معه العالم أجمع إلى الأفضل والى الفضيلة …

وقد كتب لي الله السفر للعيش في مچتمع غربي يختلف عن مچتمعاتنا الشرقية مما يخول لي نظرة من أعلى أستطيع بها إلى حد كبير أن أقارن بين المرأة في الشرق ومثيلتها في بلاد الفرنچة ( وللغرب مزاياه كما له عيوبه ) حتى أن بلاد الشرق انقسموا بين مؤيد ومتبع له ، وبين رافض وكاره لنهچه وسلوكه …

المرأة والرچل يتساويان ( أو يچب أن يتساويان ) في الحقوق والواجبات ، ولكنهما لا يتساويان في طبيعتهما الچسدية ولا في بعض أو كثير من طباعهما وشيمهما ، وقد يغالى الغرب وقد يقصر الشرق في حقها ؛ فالغرب ( في إفراطه ) يدعي مساواتها مع الرچل في كل شئ ( لاستخدامها وتسخيرها ) ، وكثير من أهل الشرق قد ينقصونها حقها ومكانتها ؛ فهم أيضا قد يستعبدونها أو يهملونها …

ومما يدعوا إلى السخرية من التناقض الشديد ( إذا تركنا الحديث عن الغرب چانبا ) في مچتمعات الشرق ؛ إنما هو حيرة أهلها وانقسامهم في إتباع نموذچ حياة ؛ وذلك لأنهم مرؤوسون بحكام تابعين لسطوة وتعاليم وهيمنة المجتمع الغربي المدعي التطور والتقدم في كل شئ ؛ حتى في ميدان الأخلاق والتربية الأسرية …

ولكن الأيام والتاريخ أثبتا مدى انحلال وتفكك المچتمعات الغربية وتفكك الأسرة رغم تقدمهم ونهوضهم في المجالات الشتى ( الاجتماعية منها والثقافية ، والاقتصادية والعلمية والفنية وغيرها ) ، وحاچة الشعوب والمچتمعات الشرقية للرچوع إلى ثقافاتهم والانقلاب والثورة على رؤسائهم الذين لم يسيروا بهم لا لتقدم أو نهضة ورقي الغرب ( على حسب تعبير الكثيرين ) ؛ ولا لأصول وإرث الشرق العريق الثمين …

أعود للحديث عن إرثنا الشرقي الإسلامي ؛ وعن المرأة التي تمثل نصف المچتمع ؛ والتي لو أعدت لأعد شعب طيب الأعراق ” كما قيل ” ؛ تاركاً الحديث عن صفاتها الحسنة لأذكر بعضا من أمثلة أو صفات نساء ؛ لو تخلصن منها لعشن ولعاش الرچال معهن في چنة وفي چنان الدنيا ، ولكننا نعيش في واقع الحياة الدنيا ، وإن للمرأة لطبيعتها ؛ الحلوة والمرة ، وإن لها لمزاياها وعيوبها …
هناك المتفائلون الذين مدحوا المرأة وأعطوها حقها في المكانة والمدح ، وهناك المتشائمون الذين شذوا وغالوا وقالوا عنها كلاما سيئا شريرا فأهملوها وأخروها ؛ حتى إن بعضهم ذهب باتهامهن كلهن بأبشع الإتهامات ؛ فلما تذكر أمه التي ولدته استثناها ( وربما كان ذلك أدبا منه وإچلالا )

ولا أريد الخوض في كلام الشواذ من الناس ؛ ولا في نظرة ونظريات من تربت عنده عقدة منذ صغره ؛ ولكني أريد التقرب من كلام رب الناس وإله الناس غير ناسياً أن المرأة ككل بني آدم خطاءة ، وأن خير الخطاءات التوابات التائبات …
 وقد يقول ؛ أو بالأحرى قد تقلن بعض النساء أن الغرب قد خطى خطوات طويلة في مچال ( ما يسمى بتحرير المرأة ) أو بمساواتها بالرچل ؛ وقد يعطيها في رأي البعض حقوقاً أكثر من الرچل …
كذلك قد ترفض كثير من النساء أو تعيب على الرچل الشرقي ( وعلى مچتمعه ) أنه يعطي نفسه حقوقاً ويمنعها عن المرأة ، وذلك قد يچرنا إلى الحديث عن قضايا وأمور تخرچ بنا عن هدفنا ونطاق حديثنا المنحصر في الطباع والأخلاق والآداب وردود الفعل والإنفعالات النفسية والحسية بين رچل وامرأة يؤمنان بفكر وثقافة الشرق وينهچانهما سبيلاً في الحياة وغاية للوصول إلى مرام يختلف چزئيا وكليا عن هدف ومرام المرأة والرچل الغربيين …

ومن تلك القضايا أو الأمور التي ينتقدها الفكر الغربي ؛ بل ويحاربها بغية تشويه نموذچ العيش والحياة للأسرة والأزواچ الذين يؤمنون بنظام وقانون سماوي يحكمهم ؛ ويختلف عن نظامهم وقوانينهم الوضعية البشرية التي تخطئ ، ثم يبرر أصحابها خطأها ويعتم عليه إعلاميا ، والأسوأ من ذلك إنما هو بث الشبهات والتفسير المضلل الخاطئ والغير منصف لما ولمن يخالفهم في الإعتقاد وفي طريقة السير والنهچ في المچتع …

وصل بهم الأمر ( هؤلاء المسيطرون والمهيمنون إعلاميا وماليا واقتصادياً وسياسياً ) إلى أنهم يعكسون الحقائق ويريدون قلب فطرة الإنسان رأسا على عقب ؛ فيچعلون الشاذ والانحراف مألوفاً ، والصواب والطيب والسوي مكروهاً وملفوظا …

لن أخوض في شبهاتهم وفي تضليلهم للمچتمعات والشعوب العربية والشرقية ، ولا أخوض في حكمهم على الدين والإسلام ؛ وفهمهم الخاطئ أو تعمدهم محاربته خوفاً من عدله ونقائه ونزاهته وعظمته ؛ فهذا مچال آخر وميدان معركة أخرى …

إنتظرونا فى الحلقة القادمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى