آخر الأخبارتراند

اتفاقية الذل والعار وسنوات الانكسار

تحليل بقلم رئيس التحرير

محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

مر 45 عاما علي اتفاقية الذل والاستسلام التي وقعها النظام البائد مع الكيان الغاصب

ومنذ ذلك الحين ومصر تنحدر نحو الهاوية …

 لقد غيرت كامب ديفيد وجه الوطن وخريطته ، لم يكن تاثيرها على مصر فحسب بل على الوطن العربى باسره.

زين النظام البائد الشعب المغلوب علي امره ان هاته الاتفاقية ستعيد الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني وتعيد ارض سيناء والكرامة المصرية المهدرة.. لكن ماحدث كان عكس ذلك فقد منح العدو الكثير من الامتيازات وتنازل النظام عن اراضي مصرية في “ام الرشراش “ واضحت سيناء محرمة علي الجيس المصري الا من بضع كيلوًمترات بجوار القناة اي اننا لا نمتلك حرية الحركة في المنطقة ج وايضا ب طبقا لما وقعه السادات .
خسرت مصر الكثير من نفوذها كدولة محورية ذات ثقل سياسي وديموغرافي وعزلت عن محيطها العربي سنوات وكانت النتيجة تشرذم العرب وضياع القضية الفلسطينية وتجلي ذلك بالاعتداءات علي لبنان وحصار بيروت وتدمير المفاعل العراقي واجتياح العدو للمدن والقري الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من ابسط حقوقه ،في قناعتي الخاصة  هو ما أصاب الذات  العربية بالانهزامية والانكسار لا نكسة  5 حزيران /يونيو 1967م ،  فبعد أن كان مصر حاملة دفة القيادة وصاحبة المشروع الوطني العربي التحرري  الكبير  غدت مصر السادات  حاملة لواء التطبيع والمشروع  الساداتي الخاص والصغير ، و بزيارته المشؤومة تلك يمنح دولة الاحتلال اعترافاً دولياً بها عربياً  على حساب فلسطين والقضية الفلسطينية برمتها وعلى حساب كل التحديات.

في عدة محطات تاريخية من صراعنا مع الاحتلال، عشنا فيها هزائم أو نكسات، كانت تأتي ومضة تمحو هذه الهزيمة، وتحيي فينا من جديد روح المقاومة، والمثابرة، وتذكرنا بأصالة الشعوب، رغم قسوة السياسة والمصالح التي تتمحور فيها حركة الأنظمة.

هذا ما شهدناه مع الجندي المصري محمد صلاح.

كان من اللافت جداً، أن عملية الجندي محمد صلاح التي سقط فيها ثلاثة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، أن ذكّرت المحتلين بالخيبة، التي طالما تحدثوا عنها، وشكّلت عقدة تاريخية بالنسبة إليهم، ذلك أن «معاهدات السلام» المصرية والأردنية لم تحقق النتائج المطلوبة على مستوى الشعوب، وأن هذا التاريخ الفاشل من تلك العلاقة يجب «تصحيحه» أيضاً مع الدول التي دخلت بمساره حديثاً، ورغم مرور 44 عاماً على «اتفاقية السلام» المصرية الإسرائيلية، فإن عملية صلاح أكدت لدى الكيان أن الاتفاقات الموقّعة معه، ما هي إلا «وهم» حسب تعبير الصحافة الإسرائيلية بعد العملية.

وضع مصر الداخلى
وتدهور الوضع الداخلي في مصر … فلم ياتي المن والعسل كما وعد النظام بل تكاثرت المشاكل الاجتماعية والاقتصادية نتيجة للمقاطعة العربية ..
انتقلت مصر من مربع الشرق الي الغرب واصبحت حليفا للولايات المتحدة الامريكية ونتيجة لهذا التحول خسرت مصر داعم اكبر هو الاتحاد السوفيتي الذي كان الممول الاول بالسلاح للجيش المصري خلال العقود الماضية وحتي حرب اكتوبر ، هذا التغير في السياسة الخارجية تبعة تغير في العقيدة العسكرية فلم يعد هناك عدو كما قال السادات وان اكتوبر هي اخر الحروب بين العرب والكيان الصهيوني ومع هذا التغير سعي السادات للحصول علي السلاح الامريكي وتدريب القادة في كافة الاسلحة علي المعدات الامريكية وحدث ذلك في شكل بعثات للتدريب .
وكانت احد البنود في اتفاقية الاستسلام تمنح الجيش المصري معونة عسكرية تقدر بً 1,3 مليار دولار ومنذ ذلك الحين والجيش يحصل علي هاته الاموال ولا يعلم عنها الشعب كيف وفيما تنفق لانها لا تدخل الموازنة العامة للدولة .
سعي الكيان الغاصب الي احداث اختراق للوصول الي الشعب المصري اي التطبيع الشعبي لكن هذا لم يحدث لان لا يوجد في مصر بيت او حاره او شارع لم يسقط فيه شهيد او جريح عبر سنوات الصراع الممتد من 1948 وحتي توقيع الاتفاقية لذلك كان التطبيع شكليا او علي المستوي السياسي بين النظام البائد ونظيره الصهيونى .

ساهمت هذه الاتفاقية في تغير جذري في فكر القيادات العسكرية في القوات المسلحة نتيجة للتدريبات المشركة والدورات التي يتلقوها في المعاهد العسكرية الامريكية ومع الامتيازات التي منحت لهم صاروا فوق القانون لا حسيب ولا رقيب وتنامي نفوذهم بشكل كبير الي ان حدثت ثورة يناير 2011 والتي شكلت خطر عليهم واسقطت راس النظام لكنهم عملوا علي ابقاء مصالحهم بعيدة عن التناول وتمكنوا من تجنيد العشرات من اعلامي العار ليكونوا مدافعين عنهم في كافة المناسبات وبالتوافق مع الدولة العميقة التي تشكلت عبر عقود من الزمن تمكنوا من القضاء علي الثورة وافشال الرئيس المنتخب وعادوا العجلة من جديد لصالحهم ليتصدروا الواجهة واصبحوا يمتلكون زمام البلاد وكانت الطامة الكبري ..
لكن في الكواليس كان السعي حثيثا من قبل اعداء الامة في محاولة لتغير المناهج الدراسية وخلق حالة من الرضا او الخضوع للامر الواقع ، وبعد مرور سنوات صار النظام في مصر اشد حرصا علي ارضاء العدو وتجلي ذلك في تامين الحدود وتشديدها وعمل جدار فولاذي مزود بكاميرات لمنع اي تسلل وعمد النظام علي حصار اهل غزة باغلاق المعبر الوحيد تجاه الاراضي المصرية رغم وجود المئات من الحالات الحرجة والصعبة والتي تحتاج الي العلاج في المصحات .


لقد تحول الوضع مع مرور الوقت الي علاقات حميمية مع الاعداء يقابلة عداء متنامي مع اهل فلسطين وخاصة قطاع غزة الذي يعاني من حصار منذ 2006 وحتي يومنا هذا ،
وعلي صعيد الوضع الداخلي سيطر النظام واعوانه من جنرالات علي الاقتصاد بكافة اشكاله فلم يعد هناك فرصة للقطاع الخاص للعمل في ظل هذا الوضع السيء مما دفع الكثير من اصحاب الاعمال الي الخروج من البلد وانتشرت البطالة وارتفعت الاسعار نتيجة سياسات الاقتراض والانفاق في مشاريع فاشلة لم تعود علي البلد بالنفع بل ادت الي انتفاخ كروش العسكر ومن علي شاكلتهم وخلال هذه السنوات العشر حدثت الكوارث واولها التفريط في مياة النيل بتوقيع المجرم السيسي علي اتفاق يتيح للاثيوبيا بناء سد النهضة دون الحصول علي حق ثابت في مياة النيل واتي بعد ذلك التفريط في الجزر المصرية تيران وصنافير والتنازل عن حقوق مصر في حقول الغاز شرق المتوسط ….
انهيار اقتصادي واجتماعي وارتفاع في حجم الدين الداخلي والخارجي تضاعف خمسة مرات عما كان عليه في 2013 …
لم يهتم العسكر بالبلاد قدر اهتمامهم بانفسهم وارضاء الاعداء والعمل علي توطيد علاقتهم عبر السنوات الماضية حتي اصبحت مقولة من يريد ان يحكم مصر عليه اخذ موافقة الصهاينة ورضا امريكا …
هكذا كانت اتفاقية الاستسلام التي وضعت مسمار في نعش الوطنية و قضت علي كرامة الشعب المصري وحولت جيشها الي قطيع من قطاع الطرق والمرتزقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى