آخر الأخبارالأرشيفتقارير وملفات

لاتثبطوا العزائم فليس لوعد الله هازم...وكان حقا علينا نصر المؤمنين

طوفان الأقصى


باديــة شكاط
أمين عام منظمة اعلاميون حول العالم
ممثل الجزائر وعضو مؤسس

قال موقع استقصائي فرنسي:” إن رئيس (حمـاس) في قطاع غزة يحـــيى الـــسنوار أصبح منذ يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول كابوس الحكومة الإسرائيلية،لأنه مدبر عملية طوفان الأقصى،التي جرت تحت رادار أجهزة الاستخبارات والحماية،والتي يفترض أنها الأفضل في العالم”
إنه الذهول الذي أذهب بالعقول،وإنه الطوفان الذي لاعاصم لهم منه،وإنها الذكرى
الخمسين لحرب أكتوبر 1973،التي جاءت بالوعيد قائلة: “بل هناك المزيد”،وهذا في أكبر عملية خداع إستراتيجي وفشل استخباراتي،فالعملية نٌفذت كما رُسمت،والصواعق برا،بحرا وجوا عليهم قد نزلت،مخلفة مالايقل عن ألف قتيل ومئات الأسرى والرهائن،حسب بيان للسفارة الاسرائيلية في واشنطن.
ليخرج القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام ويعلن بداية طوفان الاقصى،وانطلاقة المعركة الكبرى لإنهاء الإحتلال الأخير،بضربة اولى تجاوزت 5000 صاروخ وقذيفة خلال ثلث ساعة فقط،استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية،داعيا الفلسطينيين للانضمام الى الحرب وكذا الشعوب الاسلامية بما يملكون من وسائل الضغط،ليتوجه بعدها ابو عبيدة الناطق الرسمي لكتائب عز الدين القسام برسالة قوية قائلا:”ياأبناء شعبنا في الضفة يا مفجري الثورة وأهلنا في القدس اليوم يومكم للتحرك في كل المحاور ،وما عليكم سوى التحرك الآن تجاه المستوطنات،وكل أماكن تواجد الاحتلال،أخرجوا للمشاركة في طوفان الأقصى الذي ما انطلق إلا استجابة لصرخات مرابطينا في الأقصى،ونطمئنكم بأن العمليات تجري على الأرض كما هو مخطط لها في كل المحاور،ومن ساب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام واعتدى على الأقصى سيصله الجواب تباعًا”

رصد لأهم المواقف الدولية من طوفان الأقصى:
1.موقف حكومة كيان الإحتلال : قبل شهر من طوفان الأقصى صرح رئيس وزراء كيان الاحتلال نتياهو في الأمم المتحدة،بأن إبرام اتفاق “سلام تاريخي” مع السعودية،سيكون ذا أهمية كبرى لهم،نظرا لثقل المملكة السياسي والاقتصادي ورمزيتها في العالمين العربي والإسلامي،وهاهو بعد طوفان الأقصى يخرج معلنا عن حرب لحفظ السلام،قائلا:”نحن في حالة حرب،وحماس شنت هجوما قاتلا مفاجئا على إسرائيل ومواطنيها”
ثم يضيف:”هذا اليوم يوم فارق سيتغير على أساسه الشرق الاوسط”
ليقرر بعدها الكيان الصهيوني استدعاء 300 ألف جندي احتياط في الجيش استعدادا لتصعيد الصراع مع المقاومة الفلسطينية،كتعبئة للجيش العسكري هي الأكبر في التاريخ.
ثم تبدأ بعدها التحركات الدولية لإنقاذ هذا الكيان من الجحيم المستعر الذي أشعلته المقاومة الفلسطينية ولن تطفئه إلا بعد أن يدرك الصهاينة أنهم إن كانوا شعبا بلا أرض فإن فلسطين أرضا بشعب.
2.موقف الإتحاد الأوروبي:صرح مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي”جوزيب بوريل” بأن الاتحاد الأوروبي سيعقد اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية على خلفية التطورات الأخيرة في إسرائيل،كما صرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس بأن مكافحة الإرهاب مهمة مشتركة لنا،ونحن سنواصل تنفيذها مع إسرائيل وشركائنا الدوليين،معربا عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلي.ومن جهتها دعت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية”آنا بيزونييرو” إلى وقف الإمدادات الأوروبية من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لتمويل الهجوم على إسرائيل جزئيا،مشيرة إلى أن هذه المساعدات موجهة لتغطية الاحتياجات ذات الأولوية للسلطة الفلسطينية،والتي كانت تقدر ب700 مليون دولار.
3.موقف الولايات المتحدة الأمريكية:إن موقف الولايات الأمريكية لايمكن أن يحيد عن رؤيتها الإستراتيجية في ضرورة الحفاظ على هيمنتها على المنطقة،فبعد الحرب العالمية الثانية،وبعد انهيار الإتحاد السوفياتي جعلت من الإسلام العدو الذي ينبغي شيطنته،بالدعاية المغرضة أنه أرض الإرهاب ومنبت الخراب،وقد وضح المفكر السياسي الأمريكي صاموئيل هنيتنجتون في كتابه الشهير”صدام الحضارات” بأن الحرب العالميه الثالثة القادمة ستكون بين الحضارة اليهودية المسيحية ضد الائتلاف الاسلامي الكونفيشيوسي،وهي النظرية الصهيونية،التي أعلن عنها تيودور هرتزل حين قال:”ان دولة اسرائيل سوف تكون قلعة متقدمة للحضارة الغربية ضد الهمجية في الشرق”. كما يقول الكاتب ورجل الدين الصهيوني “ليجوفيتش” :”ان قوه القبضة الاسرائيلية تأتي من القفاز الامريكي الحديدي الذي يغلفه من شلال الدولارات التي تسقط عليها”،ولهذا فمن الطبيعي أن نشاهد اليوم أمريكا وهي تهرول لأجل تقديم المساعدات المالية الضخمة،وترسل حاملة طائرات هجومية بالقرب من دولة الكيان المحتل،وكذا يصرح مسؤولوها العسكريون بأنهم سيعجلون بإرسال جميع المساعدات من العتاد والذخيرة.
4.مواقف عربية مخزيــة:عبرت كل من الإمارات والبحرين عن استنكارها لعملية طوفان الاقصى،حيث صرح يائير لبيد رئيس المعارضة الإسرائيلية بأنه تحدث مع وزير خارجية الإمارات “عبد الله بن زايد”،وأعرب عن تضامنه مع دولة إسرائيل،وشكره على دعمه.
فيما أعربت البحرين عن “استنكارها” إزاء أسر فصائل المقاومة الفلسطينية مدنيين إسرائيليين خلال عملية “طوفان الأقصىى”،حيث قالت الخارجية البحرينية في بيان لها:”إن الهجمات التي شنتها حماس تُشكل تصعيداً خطيراً يهدد حياة المدنيين”،معبرة عن أسفها البالغ للخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات،وعن تعازيها لأسر الضحايا،وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل”
وقد علّق القياديّ في حركة حماس اسماعيل هنية على بيان وزارة الخارجيّة البحرينيّة،عبر حسابه في «منصّة إكس» قائلا:
“لم ننتظر من وزير خارجيّة البحرين ووزير خارجيّة دولة خليجيّة أخرى بعينها أقلّ من ذلك،بل لم ولن نستغرب إذا قامت هاتين الدّولتين بدعم قوات الاحتلال أيضًا بالعتاد والسّلاح”،وأضاف :”بعتم عروبتكم وإسلامكم وأنفسكم وكرامتكم،ولم يبقَ فيكم ما يحفظ ماء وجهكم يا حثالة العرب”
أما ملك المغرب فقد أدان الإعتداء على الكيان الصهيوني وطالب بعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية .
الاردن :سمح بمرور طائرة عسكرية امريكية من اجوائه الى تل ابيب…ويطالب بالتهدئة
مصر: اغلقت معبر رفح المنفذ الوحيد لغزة …وتطالب بوقف العمليات العسكرية
لبنان: ( رسميا ) يطالب بوقف القتال


الجزائر ودائما مواقفها المشرفة إذاء القضية الفلسطينية: الموقف المشرف:

كان موقف الجزائر يتوافق مع موقف السواد الأعظم لشعبها،حيث صرحت في بيان لوزارة خارجيتها
بأن الجزائر تجدد قناعتها بأن الاحتلال الاستيطاني الصهيوني هو لبّ الصراع العربي الإسرائيلي،وأن إنهاء ما ينجر عن هذا الصراع من محن وويلات ومآسٍ،يكمن لا ريب في الاستجابة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،بل ان الشعب الجزائري خرج في مظاهرات يدعو الى فتح باب الجهاد لدعم اخواننا في فلسطين.

فالذين يثبطون الهمم بإحصاء عدد الشهداء الفلسطينيين بعد طوفان الأقصى،نسوا أننا الامة التي على الحق،وأن المقاومة الفلسطينية لاتقاوم بمرتزقة يحملون السلاح في أيديهم،انما تقاوم برجال يحملون الموت على أكتافهم،فكم انهارت حضارات كثيرة لأن شعاراتها تخالف الحقيقة التي تحيا بها،والكيان الصهيوني كيان يعرف أنه بذرة تحمل بداخلها عوامل فنائها،فكيف ونحن نسمع مايقولون عن يقينهم بزوالهم،يزول يقيننا ببقائهم؟
فهذا تصريح للعالم اليهودي الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد في حواره لقناه 12 العبرية في يناير 2023 حيث يقول:”نحن قلقون جدا على اسرائيل اكثر مما كان من حرب يوم الغفران في اكتوبر 1973،وقلقي ليس بشأن مستقبل اسرائيل بل بشأن جوهر الدولة الاسرائيلية،فهذا ليس البلد الذي نشأت فيه،وليس البلد الذي سيرغب أحفادي في العيش فيه،هذه النهاية هذه نهاية الديمقراطية بلا شك”.
وهذا عالم اجتماع صهيوني آخر يستشهد بالآية الثانية من سورة الحشر،وعلى مرأى ومسمع من العالم،حيث قال عن كيانهم الغاشم:”هذا ما قاله عنا القرآن قبل 1400 سنة
وعن دولة اسرائيل:”يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين،فاعتبروا ياأولي الابصار”،فنحن نخرب بيوتنا بأيدينا الان،فذهل المذيع وقال انه بهذا الشكل يمكن أن يؤمن بالقرآن الكريم،لأن هذا مايحصل بالفعل في اسرائيل.

كذلك رئيس حكومة الكيان الصهيوني السابق قال محدرا من انهيار كيانهم في 05 يونيو 2022: “انتبهوا علينا أن نتذكر كيف تفككت دولتنا في التاريخ القديم قبل 2000 عام مرتين بسبب الصراعات الداخلية الاولى،عندما كان عمرها 80 عاما،والثانية عندما كان عمرها 77 عاما ونحن الآن نعيش في حقبتنا الثالثة،ونقترب من العقد الثامن ونقف جميعا أمام اختبار حقيقي،فهل نتمكن من الحفاظ على دولتنا؟”
كذلك في عدد 2 ابريل 2002 من مجلة نيوزويك تناولت المجلة موضوع بقاء الكيان الصهيوني،متسائلة:
هل ستبقى الدولة اليهودية على قيد الحياه؟ وبأي ثمن وبأي هوية؟
إن هذا الكيان الذي يحاول حمايته الحكام المطبعون،سيذهب هو ومن يحميه،لأنه ولد ميتًا من أول يوم وجد فيه،فمايدعى بالمجتمع الاسرائيلي هو شتات أتى من كل حدب وصوب،تحت مظلة الصهيونية،التي تفتقد إلى أي قومية،فكيف لذاك الشتات أن ينافس صاحب الحق على الحق؟
فكم من حضارات انهارت جميع معالمها،لأنها قامت على شعارات جوفاء تخالف الحقيقة التي تحيا بها،فكتائب القسام وبقية المقاومة الفلسطينية لايقاومون بمرتزقة يحملون السلاح في أيديهم،انما يقاومون برجال يحملون الموت على أكتافهم،إنهم الرجال الذين لايفزعون من بطش الجبابرة فيستكينون،ولايغريهم زخرف الحياة فيستلينون،فما الكيان الصهيوني إلا كيان ورقي هش فضح هشاشته طوفان الأقصى الآن،وطوفان الجماهير المعارضة لحكومة نتنياهو من قبل،فذاك الإنقسام الذي حصل لايمكن أن تنهيه مجرد تغطية إعلامية،أو هدنة تأجيلية،فالإنفجار الداخلي في الكيان المحتل حاصل لامحالة،ذلك لأنها دولة بلا هوية،تحمل مختلف الأطياف والتوجهات بمختلف التناقضات،كيان أسس على حفنة من العصابات لامرجعية دستورية لها،ولا تريد سوى المحافظة على حكومتها الشكلية الصورية،ولهذا أراد زعيم عصابتها نتنياهو أن يعطل جميع صلاحيات محكمتها العليا لصالح الكنيست الحكومة التشريعة،لأنه السبيل الذي يحميه من أي نكير يلاحقه،أو نصيح يطارده.
ففي آدار من سنة 2023 أطلق رئيس الموساد السابق تيمير فيردو تحذيرات غير مسبوقة في حدتها على قناة عبرية قائلا:” هناك انكسار كبير جدا بدأ يتغلغل في الداخل الإسرائيلي الآن،وهذا حتى الى داخل مؤسسة الموساد التي تحمي أمن اسرائيل”
إضافة إلى مقاطعة الضباط العسكريين للخدمة العسكرية،ودولة الكيان المحتل في الاصل عبارة عن معسكر صغير،جميع أفراده مجندين،حتى الذين هم خارج الخدمة العسكرية.
فهو كيان قد قام على عقيدة مادية خالصة،محرَّف كتابها،فلا ذاكرة لها،إلا ذاكرة مزيفة،فاقدة للجوهر والمعنى الذي لأجله يقاتلون،فكيف وهم لا يذكرون أي علاقة تربطهم بالله عز وجل قد يستوون مع الذين هم إلى ربهم راغبون؟ قال عز وجل: “نسوا الله فأنساهم أنفسهم”
فعلى شعوب الأمة الإسلامية أن تشد الأوصار وتتجاوز الأقطار،فالقضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم،بل قضية المسلمين الذين آمنوا بالله وحده وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيه ورسوله،
فماضاعت منا القدس إلا في سنة من نوم،حكم علينا فيها صهاينة عرب،فرضينا بماارتضوا لأربابهم،من غير أن نقطع عليهم أسبابهم،فنكسر الحدود والقيود الجغرافية لنعيد بناء حدودنا التاريخية، فبينما يستجلب الكيان الصهيوني المحتل من كل دولة أصحاب العقيدة اليهودية بمختلف الجوازات الدولية،نحن مازلنا نحتكم للقطرية،بل وحتى في قضيتنا المركزية مازال يتشدق بعض مثقفينا بأن القضية الفلسطينية قضية انسانية،وقضية حرب كغيرها من الحروب ذات النزعة العنصرية،في حين هي قضية دينية إسلامية،
فعلى كل فرد مسلم نصرة القضية بما يملك،ولاييأس من فجور بعض الحكام،فالله عز وجل كما جعل في هذه الأمة فجورها قد جعل تقواها،أما أصحاب فكرة السلام مع الصهاينة،فهم واهمون ويرجون منهم مالايرجون،يقول مناحيم بيغن (رئيس وزرائهم الأسبق وزعيم الليكود) في كتاب “التمرد”: “أيها الإسرائيليون، يجب ألا تأخذكم شفقة وأنتم تقتلون عدوكم،يجب أن تقضوا عليهم حتى ندمر ما يسمى بحضارة العرب التي سوف نشيد على أنقاضها حضارتناـلن يكون لإسرائيل سلام ولا للعرب ما لم نحرر وطننا بأكمله حتى لو وقعنا معاهدة صلح فالأسلحة العبرية هي التي ستقرر حدود الدولة العبرية، إن الحل الأخلاقي الأمثل هو تفريغ الأرض من العرب بكل الوسائل”.

 

قال عز وجل:”ياأيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.

 

باديــــة شكاط كاتبة في الفكر والسياسة وقضايا الأمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى