آخر الأخبارترانددنيا ودين

من بدر الي القدس عبر غزة ( رسالة ربانية ).

من روائع الدكتور 

جمال محمد

بدءا ذي بدأ لنري و نتمعن كيف بدأ ارساء قواعد تلكم الرسالة ( العروة الوثقي , حبل الله , ” و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا .”) , من خلال ” معايشتنا ” , و لا أقول قراءتنا , لثلاث سنوات عجاف شداد مروا علي رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام , والصحابة الكرام , عاشوها محاصرون في شعب أبي طالب , بمكة , وما الحكمة الالهية و الدروس التي فازوا بفهمها بل و النجاح فيها , فشاءت ارادة الله أن يحدث ما حدث , ويفك الحصار الظالم , الذي كانت ارادة الله قادرة أن تنهيه في لحظة , ” انا كل شئ خلقناه بقدر ” , بل ويتعدي الأمر ذلك الي التفكير في ذلكم الحصار الظالم لغ ز ة الي الآن , و ما كنهه , و الحكمة فيه , و كيف وقفوا ضد العالم ( أجمع ) لا يضرهم من خذلهم , نقيم الأمور ببعض التجرد الي الله مطلوب .
, * و حتي يتأتي ذلك بطريق سليم , أنوه بجملة هامة لها ما بعدها , تحتها خط أحمر ..( لا يجب علينا فقط قراءة القصص القرآني,…….. بل نعيش القصص , وكأننا داخله ) , فهيا بنا نعيش سويا داخل شعب أبي طالب و لكن ….بتجرد .
دخلوا الشعب , ومعهم الرسول عليه الصلاة والسلام , بلا مال الا القليل , و لا زاد الا اليسير , وتنبهوا ( لم يتوقع أحد منهم متي سينتهي الأمر و هذا مهم , فالاعداد النفسي لم يكن مهيئا لمدة تطول ) و هنا بدأ الاعداد النفسي الذي أذاب كل صعاب مادية من أمور نحاول معايشتها . الجوع بدأ .. و طال , من يتناول اطعام لم يكن يدري متي موعد أي طعام آخر , بل و كيف , بل و من أين ( بداية بناء الحبل الموصول مع الله , و الله فقط ) , . الأمن مهدد دائما فلا سلاح و لا وسيلة دفاع ..الا ( التمسك بحبل الله ….و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا , تزيد قوته شيئا فشيئا ) , تقرحت الأفواه و تشدقت من أكل ورق الأشجار , لكن لم يؤثر ذلك علي دوام ذكر الله , ويكون لهم زادا ,و الا بالله عليكم ..كيف كانوا بمضون الأوقات ؟؟ .. الا من تسبيح وتهليل يكون لهم زادا جسديا و ايمانيا , قوت بسيط فقط يعينهم جسديا علي الاستمرار في الحياة . تحضر الصلاة , فهل كانوا يصلون علي عجل كما نصلي الآن منشغلين بشئ ما , أم كيف كان خشوعهم ؟؟..

بعد الانتهاء من الصلاة ..كيف كانت أوقاتهم ؟؟ ..

كيف لم يؤثر بكاء طفل جائع لا يكفيه حليب أمه علي قلبها الرقيق , شمس حارقة تظلهم ( لا خيام مجهزة ) , ثياب لا تقيهم برد في شتاء , وقد تفسخت خفوفهم …. استطراد أظنه غير مطلوب بعد ذلك فقد وضحت الفكرة و القصد , أكثر من ألف يوم عاشوها علي ذلك , ألف يوم , يوم بيوم ( لم يكونوا يعرفون أنها ستكون كذلك , و لا أظنه شغل بالهم ) , ألف يوم عاشوها ساعة بساعة , بل دقيقة بدقيقة , بل ثانية بثانية , ينتظرون المدد الالهي , و الالهي فقط , فقد وقر اليقين بالله وقرا , و لو فكروا في الأمر في الثانية التي تليها ,

( فكان التسبيح و التهليل هو زادهم و طعامهم)

, لانقطع الحبل مع الله و العروة الوثقي , ولكن .. لا لم يحدث , فقد بدأ الحبل يشتد عوده , و يقوي ايذانا بقرب الفرج , بكيفية لم يفكروا فيها , بل لم يكونوا يتخيلوها ( هو الله الوكيل ), بأرضة تأكل ورقة ظالمة علي حائط الكعبة , بعد أن ثبتهم الله من فوق سبع سنوات, و لم يكن التثبيت ليأتي الا بعد أن استقر بناء الحبل الموصول , خلال أكثر من ألف يوم ( لا أقول ثلاث سنوات , فقد كان الاختبار يوما بيوم ) , ليؤتي ثماره لتبدأ بعدها أحداث الهجرة , بعد أن دربهم ربهم في مدرسة و معسكر الايمان الرباني , ليكونوا أهلا لحمل رسالة , من ربهم الحكيم ( الذي يقدر الشئ و يضعه في موضعه ) الي العالم أجمع , دوام التمسك بحبل الله ( موصولا ) , و ماذا يحدث لو انقطع الحبل مرة , أو حتي اهتز , دروسا ترسي أسس التفاعل مع كل ما يحيط بالأمة الاسلامية بعدها من مشاكل و مخاطر و مكائد نفسية , أو معنوية و مادية , بل وتكشف خطر التخلي عن الحبل الموصول ولو …لحظة , و هذا درس تعلمه جيدا مجاهدو ح ما س و أحسبهم نجحوا فيه بعد السير علي منهج رباني كما بينا و سنبين أرسي قواعده الشيخ القعيد أحمد ياسين ,فلم يك يشغلهم الا المنهج الرباني الموصول بحبل الله فحفظوا القرآن و توكلوا علي الله حق توكله و أعدوا العدة ….فنصرهم الله نصرا ( معجزا ) بمعني الكلمة .
حتي يتبين الأمر جليا , نبسطه سهلا باذن الله , من خلال تطبيق ذلك علي غ ز وات الرسول الكبري , و الدروس المستفادة منها , نأخذ تلك الدروٍس نبراسا , نطبقه عمليا , ثم نري ونفهم كيف يجب قراءة الأمر ( لننظر الي الجدول أدناه ) :

دروس مستفادة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم 

1- وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ( هذا الجدول يشرح الآية شرحا تفصيليا ).
2 – الاستعداد العقائدي ( الحبل الموصول ) , اذا تمت شروطه التي ذكرناها في المقال الثابت , يكفي لتحقيق النصر :

أولا = غ ز وة بدر :

——————-
لم يكن موجودا من الاعدادات الا التمسك بحبل الله
(ا) أوجد الله الاستعداد النفسي
** ” اذ يريكهم الله في منامك قليلا , و لو أراكهم كثيرا لفشلتم و لتنازعتم في الأمر و لكن الله سلم , انه عليم بذات الصدور “.

اذ قلل الله أعداد المشركين في أعين المسلمين , كنوع من التثبيت النفسي , ليزدهم يقينا و لا يوجلوا .
** ” و اذ يريكموهم اذ التقيتم في أعينكم قليلا و يقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا , و الي الله ترجع الأمور .”
فقلل الله أيضا أعداد المسلمين في أعين المشركين , فاستهانوا بهم .
(ب) أوجد الله الاستعداد المادي
” اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين . و ما جعله الله الا بشري و لتطمئن به قلوبكم , و ما النصر الا من عند الله , ان الله عزيز حكيم ” , فكان هذا هو الدرس الأعظم و كانت بدر نقطة فارقة.

ثانيا = غ زو ة أحد :

——————–
كل عناصر النصر كانت موجودة , ولكن تمت الهزيمة لحظة انقطاع الحبل الموصول , لحظة جمع الغنائم , فانفرط عقد الاستعدادين الآخرين ( النفسي و المادي ) , و كانت الهزيمة .
” أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا , قل هو من عند أنفسكم , ان الله علي كل شئ قدير .”

ثالثا = غز و ة الأحزاب :

————————
** تمت زلزلة الصحابة , و لكنهم وعوا الدرس , فما زادهم الا ايمانا وتسليما
” اذ جاءوكم من فوقكم و من أسفل منكم و اذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا . هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا .“….لكن ثبتوا , و ما انقطع الحبل الموصول ..” الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل .” , و نفدر لهذا سردا في النهاية واجب .
” و لما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله و صدق الله و رسوله و ما زادهم الا ايمانا و تسليما “. …فقد نجحوا بعد الزلزلة و ما قطعوا الحبل الموصول , فاستحقوا النصر المبين من عند الله , بل شهد لهم مولاهم ,
” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر , و ما بدلوا تبديلا .”, فأعطاهم الجائزة ,
” يأيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها , و كان الله بما تعملون بصيرا “.

رابعا = غ ز وة حنين :

———————-
كل عناصر النصر كانت موجودة , لكن اهتز الحبل الموصول , حين اغتر البعض بالقوة و الكثرة ,
“لقد نصركم الله في مواطن كثيرة و يوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين .”
ثم نجح الصادق المصدوق برأب الصدع سريعا , فاسترجعوا , فجاءت الجائزة .
” ثم أنزل الله سكينته علي رسوله و علي المؤمنين و أنزل جنودا لم تروها و عذب الذين كفروا , و ذلك جزاء الكافرين .”
3- المرتين اللتين لم تكن كل عناصر النصر موجودة ( بدر و الخندق ) , تم النصر لعدم انقطاع الحبل الموصول مع الله , فجاءت ارادة الله الوكيل ( = الذي يكمل النقص في الأمور و التدابير , شرط عدم انقطاع الحبل المصول و العروة الوثقي = اللهم دبر لنا فاننا لا نحسن التدبير ) , فهل وعينا أهمية الدعاء و التضرع له بأسمائه الحسني و صفاته العلي , اذا دعوناه وقد فهمنا معني الاسم , سلاحا لا يرد بأسه و أرانا قد قصرنا فيه ؟؟!
مع أن الله أمرنا أن ندعوه بأسمائه الحسني , ” و لله الأسماء الحسني فادعوه بها , وذروا الذين يلحدون في أسمائه , سيجزون ما كانوا يعملون .”
فهيا بنا ندعو بالنصر و نقول ..( حسبنا الله و نعم الوكيل ) فهو سلاحنا الماضي , والله حسبنا علي من طغي وتكبر.
4 – المرتين اللتين كانت فيهما كل عناصر النصر موجودة , ظهرت أشراط الهزيمة , و كأنما يعلمنا المولي عز و جل ألا ملجأ و لا منجي من الله الا اليه , بطريقة عملية و درسا الي قيام الساعة.
5 – من لا يثق في صدق موعود الله لعباده المؤمنين , و الثقة في نصر الله مهما طال الأمر , ( بعد ارساء العقيدة ) فليراجع ايمانه و ليتق الله ربه .
6 – من وقر ما قد سبق في قلبه ,لا يصيبه هم و لا غم و لا شك في صدق موعود الله , غير آبه بعدم حدوث نصر في وقت يقدره الله , ( و لا يقول : لماذا تأخر النصر ؟!…الله الحكيم يقدر متي وقت النصر ) , و لا تلهيه الأحداث مهما كانت من قتل و تقتيل و تدمير و تشريد و ظلم بين , لكن عدم الانشغال بها هو المطلوب ) , أو زيارة رئيس دولة ما أو وزير دفاعها و الأحداث كثيرة , يغتر بها فينقطع الحبل الموصول , و يكون هو من أسباب تأخر النصر …و الأمثال يطول شرحها .


الدرس : لا تلهكم أحداث مهما كانت عن دوام الرباط و عدم انقطاع الحبل الموصول .

* من المهم .. دعاء له أوقات اجابة , بتضرع و تذلل و مسكنة لله عز و جل و سجود , و قد ذكرنا شروطه , بأسماء له حسني , مع عدم امعان تفكير , في توقيت و لا كيفية نصر , فينقطع الرباط. .
7 – المعركة في الأساس هي …( **معركة عقيدة**) , فهمها أهل غ ز ة و أعدوا لها العدة , ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم , الله يعلمهم …الآية ) , بعد أن ثبتت العقيدة و جل المجاهدين تربوا علي ذلك و حافظون لكتاب الله فكان زادهم .
فهمها صلاح الدين الأيوبي , فكان أول شئ فعله بعد اسقاط الدولة الفاطمية , أن أغلق المسجد الأزهر الذي كان علي مذاهب شيعية , تفت و تنخر في العقيدة كالسوس و تذكروا تاريخ الدولة الفاطمية , ( أعيد فتح الجامع الأزهر بعد ثمانية و تسعون عاما علي مذهب أهل السنة و الجماعة , علي يد الظاهر بيبرس ). ..فهم الأمر صحيحا , وأنها معركة عقيدة ..وكان من المحتم أن يغلق منبع العقيدة الفاسدة , فبدأ ببناء العقيدة الصحيحة ( كما بينا في الجدول ) , بناء الحبل الموصول مرة أخري بعد أن تهرأ جراء سوس العقيدة الفاسدة ( كما نحن الآن ), قبل البدأ في اعداد ج ي ش النصر ….كما تربي علي ذلك المجاهدين في غ ز ة .
بقي الآن أين من وعي هذه الدروس المستفادة , علمها الله عباده المؤمنين , يسيرون عليها نهجا , ففرطوا فيها , فكان السقوط , و بدأ أهل الرباط في بنائها و الي من تصل الرسالة الآن ليقود لواء بيت المقدس , بل أين هو؟؟ .


ليحقق حلم ملياري مسلم يتوقون الي الصلاة في المس ج د الأق ص ي .

آية تذكرنا بما هو مطلوب منا الآن , في مرحلتنا هذه :
” يأيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون ” .
و الصبر لا يتأتي الا بتحقيق ثلاثة نقاط :
أولا – الدعاء …و ليس أي دعاء , بل بتذلل و تضرع و مسكنة لله عز و جل , مستغلين أوقات الاجابة ( حسبنا الله و نعم الوكيل ) هو سلاحنا البتار , غير منشغلين بتوقيت أو كيفية أو أسباب …بل منشغلين بارضاء رب الأسباب .
ثانيا – الصلاة ….و ليس أي صلاة , بل بخشوع و تذلل و تضرع و مسكنة ( يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة, ان الله مع الصابرين ) .( و أوحينا الي موسي و أخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة و أقيموا الصلاة , و بشر المؤمنين ) .
ثالثا – التوكل الصادق علي رب الأسباب يوجدها في وقتها بغير توقع , غير مهمومين بانقطاع أسباب …كما هزم الله الأحزاب بالريح بغير توقع من أحد ولا الرسول عليه الصلاة و السلام ,
فالله هو الوكيل الذي يكمل نقص تدابير البشر مهما كانت .

و الله غالب علي أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى