آخر الأخبارتحليلات

55 دولة عربية وإسلامية لم يستطيعوا حتى إدخال المساعدات إلى غزة

حتى المساعدات الإنسانية لم يستطيعوا إدخالها

تحليل إعداد

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

ماذا يطبخ وزير خارجية أمريكا مع زعماء الخليج؟

فضيحة الزُعماء العرب الذين لم يتحرّكوا لوقف مجزرة الأطفال والمُستشفيات في غزة حتى المساعدات الإنسانية لم يستطيعوا إدخالها الى القطاع.

القمّة الاستثنائيّة العربيّة والإسلاميّة التي انعقدت في مدينة الرياض ، فقمّةٌ تنعقد بعد 36 يومًا من حرب الإبادة والتّطهير العِرقي الصهيونيّة في قِطاع غزّة ولم تُوقِف هذه الحرب، أو تفتح معبرًا، أو تحقن دِماء طفل، ليست عربيّة ولا إسلاميّة، ولا حتّى إنسانيّة.
نُشاهد عبر شاشات التّلفزة الطّائرات والصّواريخ الإسرائيليّة تقصف المُستشفيات، وتقتل المرضى في أسرّتهم، والأطبّاء الذين يُعالجونهم بالحدّ الأدنى من الأدوية، والأجهزة، ووسط ظلامٍ دامس لانقِطاع الكهرباء، ويجرون العمليّات الجراحيّة للأطفال، وذويهم المُصابين دُون مُخدّر، ويقف 2 مِليار عربي ومُسلم، وأكثر من 55 جيشًا تزدحم صُدور وأكتاف قادتهم، وجِنرالاتهم، بالنّياشين والأوسمة، موقف المُتفرّج، فهذا قمّة العار والخُذلان، وانعِدام الحدّ الأدنى من الإنسانيّة والوطنيّة.
لا نعتقد أن المُجتمعين في الرياض، عربًا كانوا أو مُسلمين، سيستمعون إلى صرخة الدكتور محمد أبو سلمية مُدير مُستشفى الشّفاء بغزّة، التي أطلقها والصّواريخ تنهال على رأسِه وزُملائه، ومرضاه، والآلاف الذين احتموا بهذا الصّرح الطبّي، تلك الصّرخة التي قال فيها “إنّ جُثث الشّهداء مُتكدّسة، وسنُحاول دفنهم داخِل المُستشفى، الذي يتعرّض، ومُحيطه لقَصفٍ مُستَمِرٍّ من الجيش الإسرائيلي، وإن ساعات فقط تَفصِلنا عن الموت، والعالم يتفرّج، نحنُ لسنا أرقامًا”.
بدون هدف يحمل المتظاهرون نعش الكرامة العربية وهم عرب اصلا،وبدون ملل يهتفون الشعارات الرنانة الشرف العربي.

وما ادراك ما الشرف العربي لتحمله نعشا تعبيرا عن ماذا؟!

عن فض غشاوة الشخصية الفلسطينية باغتصاب حقوقها وتخصيب الشعب بالموت!

فيما بعد سندرك ان اكرام الميت دفنه لكن اذا ماتت الكرامة عندنا فمن سيدفنها عنا؟! علما انها مقصودة لبعض الموتى من الاحياء ولانهم موتى حاضرين وشاهدين وفاعلين وفعالين الاحداث فلماذا لا يتبرأ الشعب منهم مثلا ؟!
خارج إطار النفط، لا يوجد للدول العربية أي تأثير حقيقي على العالم، لا تصنع شيء، لا تسيطر على أي قطاع، إسهاماتها الأكاديمية ضعيفة جدا مما يعني أن المجتمع في أغلبه غير فعال و يعاني من الجهل المدقع، خبرتها العسكرية جد هشة … إلخ لأن كل الدول العربية في القرن الأخير كانت إما بدائية أو بدائية و مستعمرة في نفس الوقت، و كل هذا يتجلى في سياساتها طبعا، يجدر بنا التذكير أن الدول العربية لا يوجد لها أي عقيدة أو مشروع وجودي تقوم عليه، عكس إيران مثلا، و التي على الرغم من كونها دولة شريرة كما يدعون إلا أنها مبنية على مشروع معين تعيش من أجله، كذلك الأمر بالنسبة لروسيا و الصين و أمريكا و إسرائيل كذلك، أما الدول العربية فلا تملك أي مشروع وجودي و تجدها مستندة على غيرها هائمة لا تهتم لشيء و تجدها مليئة ببذور الشتات و التفرقة و الصراعات، أستثني قطر والكويت الذين على الرغم من ضعفهم الشديد مقارنة بالغرب و القوى العظمى إلى أنهم نجحوا في صنع مشروع وجودي و هذا شيء إجابي طبعا سواءا أحببتهم أو كرهتهم أو اتفقت معهم أو لم تفعل.


أين يتجلى هذا ضعف زعماء العرب والمسلمين الأبرار؟

في سياسات العرب الخجولة و الإعتمادية أو المتهورة في أحيان أخرى.
لا يقوم العرب بأي خطوات جريئة اتجاه عدو قوي بل يكتفون بالرد بشكل عاطفي أو الإعتماد على طرف آخر، كما فعلت السعودية مع أمريكا بعدما مالت لكفة الروس و الصينيين و كذلك الجزائر مع فرنسا لما مالت الجزائر لإطاليا (لأن إيطاليا خصم سياسي لفرنسا) و كذلك مع روسيا و الصين. لا يقوم العرب بتحمل مسؤولية خلاف ما لوحدهم، بل يعتمدون إما على النفط أو أطرافا أخرى أقوى كما أسلفنا، و من اعتمد على نفسه انتهى به المطاف مقتولا و بلاده مدمرة إلى النخاع كليبيا و العراق اللتين حكمتا من طرف جاهلين متهورين كالنمل في قوتيهما و أرادا مواجهة التنانين.

عودة إلى أشلاء الأطفال والنساء فى غزة مرة  أخرى

من الغباء الإعتقاد أن مجموعة من الدول الضعيفة المفككة التي لا تجمعها مصلحة مشتركة حقيقية بغض النظر عن المغازلات القومية التي تتغنى بها قد تتجرأ لتقف في وجه الغرب و تساند فلسطين، مصلحة العرب هي الهدوء و السكينة و الحفاظ على الأمور كما هي عليه تجنبا للمشاكل مع الغرب، العرب اليوم كملوك الطوائف في الأندلس، كل يسبح في بحره و لكل مصلحته و قوقعته الخاصة به.
و بالتالي فلما تحدث كارثة في فلسطين تقوم الدول العربية “بإدانة الإعتداءات”، “الحث على التريث”، “بالمراقبة بقلق” … إلخ
وبعد تلك اللحظات عليك ان تتفهم وتدرك عندما تكون الدماء دماء عليك ان تفض غشاوة عينيك وتبكي جهرا ليس على الشعب الفلسطيني ولا على الشعب العربي وانما على النعش الذي يحمله المتظاهرون في تشييع الكرامة العربية!،

فلن يغتالك احد ولن يتسبب في اعتقالك احد فنحن عرب ويحق لنا ان نحقر انفسنا بانفسنا ايضا!!

فمن النزاهة التي يتمتع بها بعض السياسين العرب انهم يدفعون ثمن حماقاتهم في استدراج واستفزاز وتحدي الشعب العربي الفلسطيني باسلوب لا يمكن ان يتصوره العقل البشري والطبيعي فقط!! فعلى سبيل المثال ما كان لموقف مصر الا الخطاب الهزيل والتظاهر بنعومة امراة من الطبقة البرجوازية وكلبها الدلوع لا يهم اسمه اليوم فهو كلب ولا يمكن ان يكون انسانا!!

وبالتالي مصر هي المخولة الوحيدة في بدء التعاون السلمي وليس التعاون السُمي بشتى الوسائل الغير مباشرة والمباشرة لذلك من المؤسف ان نقول نقول مصر ام الدنيا لان الام لا تقف امام ماساة ابنائها لتعتني بكلبها (الدلوع) ولا يمكننا ان نفتخر بمصر ، لانه لا يعقل ان نقول انها تمارس البغاء السياسي كام تترك ابنائها على حواشي المزابل او بين القبور والمدافن الا في حالة واحدة عندما يكون لها جزء من الكرامة تتركهم على ابواب المساجد.

إغلاق معبر رفح منذ زمن بحجة وبدون حجة 

واليوم مصر التي كانت ام الدنيا في زمن ما ، تغلق المعابر حفاظا على الامن المصري ام على امن السمعة الطيبة (خوفا من الفضيحة بجلاجل) او على علاقات سِلمية مع أي دولة لا يمكن ان تكون دولة في يوم ما!! نمتد من مصر الى التخاذل والتواطىء والعجز العربي الخليجي الذي يعمل بكامل قواه الشللية في انتاج اغنيته والبومه المتعارف ( مؤتمر قمة) مع اجراء تعديل بسيط جدا عليه تحت عنوان ( مؤتمر حضيض)ِ.

لا يسعني الان ان اقول اكثر مما نراه اليوم من ابادة في حصار وسط النهار بحجة انهم يريدون ان يحاكموا حماس على حساب ارواح واشلاء الشعب الذين لا ناقة لهم ولا جمل وبحق الجثامين التي لم يتم التعرف عليها بسبب اشلاء جثثهم المتناثرة على ارض لم تنضب عن ارضها الدماء بعد ، وبدلا ان نندب بالعويل والبكاء على سخف لطم وصراخ عجوز شمطاء قد يدفع لها المصور ثمن ذلك المقطع الشيء الفلاني ونسمع من خلال ذلك العويل ،ادعية مشتته موجهة لاسرائيل واميركا بدلا من ان نوجه اللوم والصراخ والهتافات لاحزابنا المحزبة ودولنا الشقيقة المنشقة، ورجالنا السياسين المُسَيسين، وحُكمائنا المحكومة بدولة صعلوكة مُتَحكمة ، وزعمائنا المُتَزعمين الحريصين على كراسيهم والسجادة الحمراء!
ما يمكن ان نقوله اكثر من السلب والسفك والهتك والفتك الذي يحدث امامنا ولا نملك القدرة من ان نتجرأ ولو قليلا لنقول نحن متبرئين منكم في وجه “قمة الحضيض” مادامت الاستهانة بسفك دماء اطفال ونساء ورجال غزة مستمرة ،ماذا تفعلوا امام الكميرات والمذياع امام الصحف والمجلات في المؤتمرات والاجتماعات الطارئة والغير طارئة ماذا تفعلوا وماذا يمكنكم ان تفعلوا كرجال سياسين وعلماء مفكرين ومشايخ شرعيين ورؤساء مسؤولين؟

اسالوا كم يوجد في صباح القرن ال21 من امانة أرواح ابرياء تقتل بلحظات فى ذمتكم وسوف تحاسبون عليها!!

كم سيقبى في ذمتكم معتقلين واسرى ومهجرين وعاجزين ومبتورين ومشوهين وشهداء بسبب حماقات اقترفتموها بسسب نزاهة واستاهنة تتمعون بها على حساب شعب فكيف لعربي ان يصمت عن ذلك ويراوغ في ان يفعل شيئا ما باقرب فرصة ما ،أي استهانة هذه يرتفع خلالها 300 شهيد خلال 24 ساعة وحسب الاحصائيات يسقط كل دقيقة ثلاث شهداء ونصف ، وانتم تعلكون الكلام اشبه بعلكة في فم مفتوحة !!

أي جريمة بحق السماء تقترفوها اليوم ايها الحكام الأجلاء؟!

واي شعب في العالم يتقبل ذلك استيقظوا !!!

استيقظوا فضلا عن تبادل الشتائم عبر شاشات التلفزيون فنحن لا نريد اليوم ان نتعلم فن اللهجة العامية اللامنهجية واللاتربوية والحرب الكلامية الاستفزازية التي تقتل فينا حياء الضمير العربي والانساني!! ايها الحكماء العرب لن ينفعنا حديث مطول وغارات من الشتائم تتبادلوها لبعضكم البعض لانكم لم تحرروا وطن بكلماتكم المخجلة! ولن تحرروا وطن بغارة من الشتائم ،ربما لانكم لا تملكون اسلحة غير “العلكة الكلامية”؟! في وقت يقتل فيه المئات وسط حصار لا بداية له ولا نهاية بدم بارد.
فبدلا من تُكفروا عن ذنوبكم وعجزكم تجاه غزة فلتفعّلوا العمل العسكري والاقتصادي ، كما يقوم اعدائكم في نشر الامن وتوسيع اعمالهم العسكرية وما الى ذلك ، فلو فعل العرب اجمع بابراز قدراتهم العسكرية والاعلامية والسياسية والاقتصادية عن رغبة وقناعة! حرصا على امن وامان االشعب العربي وبالذات غزة وفلسطين وكل الدول التي ينتشر فيها العدوان في ظل صمت عربي موحد يشارك في المؤامرة بتخاذل وتواطىء على حساب مصالح وتصفية حسابات شخصية،والأمر الآخر نقوله لبقية اخوننا العرب على وجه الارض إذا أردتم التضامن بضمير عربية واضح وغني بالعروبة عليكم ان تفكروا عن كوارث اقترفتموها بحق شعب كامل يحترقه الحصار، فأقول ان المجال للتكفير ما زال مفتوحا لتفعيل العمل المنطقي في هذا الوضع القائم بالذات ولا اقصد بشن حرب على اسرائيل لاننا نعرف انكم غير قادرين على ذلك ولن تستطيعوا الوصول الى ذلك اصلا !

لا بمناورات ولا برشق حجارة ولا بأعمال فدائية ولا حتى بشتيمة مصابة بضعف شخصية!!

بدلا من ذلك عليكم تمرير رسالة واضحة للدول المعادية ولانفسكم بالتفكير ولو قليلا بحلول سليمة بدلا من حصد الارواح من كلى الطرفين ، في تسيير المظاهرات احتجاجا على المجازر في غزة والقيام بحملات تبرع واسعة لاهلنا في غزة وتوجيه سفن وطائرات الدعم والتبرع الى موانىء ومعابر غزة وغيرها من الاجراءات الجادة المنطقية في الوقت الحالي الحاسم، والتي من شانها ان تجبر عدوكم بالتراجع من شن الحروب وسفك الدماء والرضوخ للمطالب الفلسطينية، ربما تستطيعون فعل ذلك او ان المنطق هو اللامنطق في ظروف شن الكلام اللاخلاقي واللامنهجي واللامعنوي وللانساني ،وربما لن تنجحوا بذلك لانكم غير مدركين الى التداعيات التي ستلوح لنا عما قريب ، ولان حكمائنا الاخرون عاجزون عن فعل أي شيء يغضب أسيادهم بحجة أن الوقت هو وقت العمل السياسي ورصد صفقات تجارية مع الدول المعتدية وتفادي الازمات الاقتصادية.

أما الدول الإسلامية الأعجمية التي تقدم نفسها كبديل للعرب الذين “خذلوا الإسلام” فتجدهم ينغمسون في الإدانات اللفظية الشعبوية التي لا تسمن و لا تغني من جوع و يذهبون للعق أحذية الغرب من تحت الطاولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى