آخر الأخبارتراند

ماكرون ..لوبان و إعادة لمشهد 2017

 بقلم الباحث والمحلل السياسى

الدكتور محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

أسفرت الجولة الاولي التي جرت امس الأحد العاشر من نيسان أبريل عن فوز كل من الرئيس المنتهية ولايته “ايمانويل ماكرون” ومرشحة اليمن المتطرف” مارين لوبان”.
وقد حصل ماكرون علي ما يقرب 28% من اصولدات الناخبي فيما حصلت لوبان علي 23 % وجاء المرشح اليساري جان لوك ميلاونشون في المركز الثالث بنسبة 22,2% ،وسجلت نسبة الغياب عن التصويت في هذه الانتخابات رقما جديد حيث بلغت في المتوسط 27 % مقارنة بانتخابات عام 2017 .
المفاجأة الكبري في هذه الانتخابات هو حصول مرشحة اليمين الوسط فاليري بيكرس علي 4,7% فقط من الأصوات وهذه تشكل هزيمة كبري لهذا الحزب الذي أصيب بانتكاسة كبيرة وتعترية الانقسامات منذ انتخابات 2017.
والحزب الاشتراكي ايضا أصيب بصدمة فحصلت مرشحته “هيدالجوا” والتي تشغل منصب عمدة باريس علي اقل من 2% وهذه النتيجة الكارثية لم تحدث من قبل بسبب الانقسامات الداخلية وغياب الزعامة والرؤية المستقبلية .

وعقب اعلان النتائج طالب الرئيس المنتهية ولايته بقطع الطريق علي مارين لوبان في الدور الثاني وناشد الفرنسيين بالتصويت له من اجل الحفاظ علي مبادئ الجمهورية والوحدة الوطنية ، وفي نفس السياق دعي كل من فاليري بيكرس وميلانشون بعدم التصويت لمارين لوبان وعلي العكس طالب المرشح المتطرف ايريك زمور والحاصل علي 7% من الاصوات انصارة بالتصويت لوبان .

التحضير للجولة الثانية بدا..

 ماكرون ولوبان يبحثان عن مفاتيح قصر الإليزيه ..سباق الإليزيه قد يفوز به بوتين!!!!

بقدر ما مارين لوبان معجبة ومتعاطفة مع سيد الكرملين، فإن فوزها يشكل ضربة قوية من اختلال القوى المتحالفة ضد روسيا، وأيضًا فقدان فرنسا لدورها الريادي في العلاقات الأوروبية الأمريكية مع موسكو، فمن المحتمل جدًّا أن تذهب لوبان بعيدًا، إذا أصبحت رئيسة، إلى الخروج من التكتل الذي يدعم أوكرانيا،ويخشى البيت الأبيض من صعود اليمينية المتطرفة، التي بدأت تستشعر بقوتها، بمجرد اقترابها من قصر الإليزيه، وقبل أن تلج بوابته، أخذت تلوح بإحداث شرخ في البيت الأوروبي الأمريكي، الذي أعاد ترميمه الرئيس الأمريكي جو بايدن بمعية نظرائه الأوروبيين بعد خرج ترامب من اللعبة.

سيتواجه ماكرون ولوبان في الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية، يوم 24 أبريل/ نيسان 2022، وفقاً لما أوردته وزارة الداخلية الفرنسية، الإثنين.

وكان للحرب الروسية علي اوكرانيا اثر كبير علي الانتخابات الفرنسية وخاصة ان فرنسا تشغل رئاسة الاتحاد الأوروبي والمساعي التي قام بها ماكرون لوقف الحرب أثرت علي حملته الانتخابية واستفادت لوبان من دعم بوتين لها ولذلك أصبحت الانتخابات الفرنسية بعد الجولة الاولي غير محسومة كما حدث عام 2017 لان خلال الخمسة سنوات الماضية لم يشعر المواطن الفرنسي بتحسن ومرت البلاد بعدة أزمات علي راسها أزمة اصحاب السترات الصفراء والتي تمثل شريحة كبيرة من الشعب ثم الازمة الصحية “كوفيد19” التي استمرت عامين والتي أثرت بشكل كبير علي حياة الملايين من الفرنسيين .

ولازالت ،ولم يتمكن ماكرون من معالجة العديد من الأزمات وخاصة في منطقة الساحل والتي اضطر فيها فرنسا لسحب قواتها من مالي بعدما أصبحت روسيا هي المتحكم في الوضع هناك وهذا الأمر جعل الكثير من الفرنسيين يشعرون بخيبة امل نتيجة لضعف سياسته الخارجية بعدما ضحت فرنسا بارواح العشرات من الجنود في مواجهات مع الجماعات المسلحة .

ويسعي ماكرون لحشد الفرنسيين خلال الأيام القادمة بقيامه بعدة جولات في المدن الفرنسية وأوضح امس انه سيركز علي زيادة القدرة الشرائية للفرنسيين والحد من الانبعاثات الكربونية ، والملف الاخر وهو سن التقاعد والذي يرغب ان يكون في سن 67 عام وهذا الطرح مرفوض من النقابات العمالية وعلي النقيض من طرح لوبان التي تدعوا الي التقاعد في سن 60 في برنامجها الانتخابي.

لقد وضع الناخب الفرنسي امام خيارين لا ثالث لهما فاما ان يختار ماكرون للحفاظ علي الحد الادني من الحياة والسلم الاجتماعي او يختار لوبان وسينعكس ذلك سلبا علي فرنسا داخليا وخارجيا ، فالانقسامات داخل المجتمع الفرنسي ستزداد وقد تصل الي حرب اهليه بمعني الكلمة لما تحمله لوبان من افكار متطرفة، ومطالبتها بالخروج من الاتحاد الأوروبي والعودة الي العملة الوطنية الفرنك وهذا يعني تمزق التكتل الأوروبي الحالي وضعفه سياسيا واقتصاديا .
ويبقي الاختيار للشعب، فهو الوحيد القادر علي حسم المعركة ، وعلي صعيد الجالية العربية والإسلامية فغيابها عن الحضور سيكون له أثر كبير علي مستقبلها فقد كانت ولاتزال هدفا لليمن المتطرف في حملات المسعورة من لوبان الي زمور.

وفى إنتظار المناظرة التليفزيونية المرتقبة بين “ماكرون” و”لوبان”، والتي تشكل محطة حاسمة في حملة الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة ، نحن ننتظر ونحلل لما هو فى مصلحة الشعب الفرنسى وأوروبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى