منوعات

بلازما لأبقار “غير عادية” لمواجهة كورونا.. شركة أمريكية تستخلص منها علاجاً مُحتملاً وتبدأ بتجارب سريرية

أعلنت شركة SAB Biotherapeutics الأمريكية، أنها تتوقع بدء التجارب السريرية، الشهر المقبل، على علاج محتمل لفيروس كورونا المستجد، يَستخدم أجساماً مضادة مستمَدة من بلازما أبقار، وذلك ضمن مجموعة من التجارب التي تتسابق فيها دولٌ عدة من أجل الوصول إلى علاج يوقف حصد الأرواح حول العالم.

تعديلات وراثية: شبكة CNN الأمريكية قالت الأربعاء، 17 يونيو/حزيران 2020، إن الأبقار التي ستُشتق منها البلازما ليست أبقاراً عادية، فقد أخضعها العلماء لتعديلات بالهندسة الوراثية، لمنحها جهاز مناعة بشرياً في جزء منه. 

بهذه الطريقة تنتج هذه الحيوانات أجساماً مضادة بشرية لمقاومة فيروس “كوفيد 19″، والتي يمكن تحويلها بعد ذلك إلى دواء يهاجم الفيروس.

من جانبه، قال إيدي سوليفان، الرئيس التنفيذي لشركة SAB Biotherapeutics، في بيان لشبكة CNN: “هذه الحيوانات تنتج أجساماً مضادة معطِّلة/محيِّدة (neutralizing antibodies) قادرة على قتل فيروس كورونا المستجد في المختبر”.

أضاف سوليفان: “نحن حريصون على التقدم إلى التجارب السريرية، وفي الوقت نفسه نمضي قدماً في العملية التنظيمية، على أمل تقديم هذا العلاج المحتمل لفيروس كوفيد 19 للمرضى الذين يحتاجون إلى حل”.

ولم تذكر الشركة عدد الأشخاص المفترض خضوعهم للتجارب السريرية المقبلة، أو المدة التي ستستغرقها التجارب، وعمدت لصناعة العلاج المُحتمل، إلى استخدام خلايا من جلد الأبقار واستخرجت منها الجين المسؤول عن إنشاء الأجسام المضادة في البقرة، لتُحلَّ بدلاً منه كروموسوماً صناعياً معدلاً بالهندسة الوراثية لينتج أجساماً مضادة بشرية.

بعد ذلك، يُدخل العلماء الحمضَ النووي لتلك الخلايا في بويضات منزوعة النواة، لتتحول إلى أجنة، ثم تُزرع الأجنة الناتجة عن نمو هذه البويضات في رحم أبقار لاستكمال مراحل الحمل، وعلى مدى العقدين الماضيين أنتج العلماء عدة مئات من الأبقار المتطابقة وراثياً بهذه الطريقة، جميعها تتمتع بأجهزة مناعة بشرية جزئية.

إنتاج الأجسام المضادة: بعد مراحل العمل السابقة يقوم العلماء بحقن بعض هذه الأبقار بجزء غير معدٍ من الفيروس المسبب لفيروس “كوفيد 19″، لتنتج الأبقار أجساماً مضادة بشرية مقاومة لفيروس كورونا، وهذه الأجسام المضادة تقاوم الفيروس بطريقة طبيعية.

في هذا السياق، أشارت CNN إلى أن الشركة أنتجت مئات الجرعات من الدواء المحتمل، وتسمى SAB-185، لاستخدامها في تجاربها السريرية، ولم تعلن الشركة بعد ما إذا كانت تجاربها بغرض استخدام الدواء كوقاية أم كعلاج لفيروس “كوفيد 19” أو كليهما.

بحسب CNN أيضاً، فإن الفكرة الكامنة وراء الدواء المحتمل قديمة جداً، إذ تعود إلى أكثر من قرن مضى، عندما أعطى الأطباء للمرضى الذين يعانون أمراضاً معدية مكوناتِ دم من مرضى تعافوا بالفعل، وأنتجوا أجساماً مضادة لمقاومة المرض. ولا يزال العلاج، الذي يسمى “بلازما النقاهة” قيد الاستخدام اليوم لعلاج فيروس كورونا.

لماذا اللجوء للأبقار؟ الأبقار لديها العديد من المزايا عن بلازما المتبرعين البشريين. أولها، بحسب الشركة، أن الأبقار لديها استجابة مناعية أقوى من البشر، كما أن الحقن المتكرر بفيروس كورونا يجعل هذه الاستجابة أقوى.

ثانياً، أن الأبقار أكبر في الحجم، ولديها كمية أكبر من البلازما، أما ثالثاً فيمكن استخراج البلازما من البقر ثلاث مرات في الشهر، بدلاً من مرة واحدة، كما هو الحال مع البشر.

ووفقاً للشركة الأمريكية، فإن دواءها المصنوع من بلازما البقر يحتوي على مستويات من تعطيل الأجسام المضادة، أعلى أربع مرات من أقوى الأجسام المضادة المستخرجة من العينات البشرية التي درسوها.

يُشار إلى أن الشركة أعلنت عن هذه الدراسة، التي أُجريت في جامعة “بيتسبرغ” بولاية بنسيلفانيا الأمريكية، في بيان صحفي، غير أنها لم تُنشر بعدُ في دوريات علمية، ولم تخضع لمراجعة النظراء.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى